«ملتقى التمويل المستدام» يختتم فعاليات أسبوع أبوظبي المالي
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
استضاف أبوظبي العالمي (ADGM)، المركز المالي الدولي لعاصمة دولة الإمارات، اليوم النسخة السابعة من ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام، بالشراكة مع المركز العالمي لتمويل المناخ وبنك «إتش إس بي سي» و«سمارت إنيرجي»، مختتماً فعاليات أسبوع أبوظبي المالي 2024.
وبمناسبة مرور عام كامل على اختتام مؤتمر المناخ COP28 وبعد أسابيع من انعقاد مؤتمر المناخ COP29، جدّد ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام التزامه الراسخ باستضافة المحادثات الهامة والمؤثرة حول التنمية المالية المستدامة، وتوفير منصة عالمية تفاعلية للحوار والنقاشات الشيقة حول التنظيم والتوعية والتعاون.
وشهدت نسخة هذا العام من ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام جملة من الحوارات الاستراتيجية رفيعة المستوى حول الجهود الرامية لتحقيق مستهدفات دولة الإمارات للحياد المناخي، بل والمساهمة في مسيرة التحوّل العالمي نحو مستقبل أكثر استدامة، وترسيخ المكانة الريادية والدور المحوري لأبوظبي وأبوظبي العالمي (ADGM) في إحراز تقدم مستمر وتأثير فاعل في مجال التمويل المستدام.
وألقت الشيخة شمّا بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي لهيئة المسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغيُّر المناخي كلمة رئيسية في الحدث، وسلطت الضوء على الدور الريادي لدولة الإمارات في مجال العمل المناخي وضرورة التعاون واتباع نهج تشاركي للنجاح في معالجة التحديات البيئية من خلال التمويل المشترك.
وترأس ماجد السويدي، الرئيس التنفيذي لصندوق «ألتيرا» جلسة حوارية بعنوان «تحفيز المستقبل: رؤية أبوظبي الجريئة لتصبح مركزاً عالمياً لتمويل المناخ»، أدارتها مرسيدس فيلا مونسيرات، الرئيس التنفيذي للمركز العالمي لتمويل المناخ، حول إطلاق أكبر صندوق للمناخ في العالم، والتقدم الذي أحرزه هذا الصندوق حتى الآن وكيفية استخدامه لرأس المال بالتعاون مع شركائه.
كما ركزت أجندة ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام على بعض المواضيع المهمة في مجال التمويل المستدام والحوكمة البيئية.
وفي كلمته الافتتاحية، أضاء إيمانويل جيفاناكيس، الرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM)، على مبادرات أبوظبي العالمي (ADGM) في مجال التمويل المستدام، مؤكداً توجهه الاستراتيجي نحو ترسيخ مكانة العاصمة الإماراتية لتصبح عاصمة رأس المال المستدام.
وأضاف: يشكل النجاح والزخم المستمر لملتقى أبوظبي للتمويل المستدام شهادة ملموسة على دوره في تعزيز المعارف والخبرات وتوفير رؤى مهمة وبناء الشراكات في دور القطاع المالي في معالجة تحديات التغير المناخي.
وشارك كبار المسؤولين من «إتش إس بي سي»، مجموعة الخدمات المصرفية العالمية، في الحوار حيث سلطوا الضوء على المشهد الحالي لاقتصاد المناخ العالمي، وعرضوا استراتيجيات المجموعة المصرفية لحشد التمويل وتعزيز الابتكار تماشياً مع الأهداف المستندة إلى الأدلة العلمية لمنع درجة الحرارة العالمية من تجاوز 1.5 درجة مئوية. كما أوضحوا نهج «إتش إس بي سي» في الحد من تأثير الصناعات كثيفة الانبعاثات الكربونية والاستثمار في التقنيات الناشئة ونماذج الأعمال المستدامة المصممة لصياغة مستقبل أكثر استدامة.
وأخيراً، استضاف الحدث جلسة تناولت دور البنوك في التحول نحو الاستدامة بمشاركة ممثلين عن عدد من البنوك الرائدة مثل «إتش إس بي سي» والمشرق والإمارات دبي الوطني، وسلط المشاركون الضوء على المسؤولية الملقاة على القطاع المالي للوفاء بالتزامات الاستدامة، كما ناقشوا سبل تحقيق التوافق والمساءلة في التمويل الأخضر المستدام.
وشهد ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام انضمام 44 جهة جديدة وقعت على إعلان «أبوظبي للتمويل المستدام»، حيث يشكل منصة للجهات الموقعة للتعاون والتواصل مباشرة مع أبوظبي العالمي (ADGM) والعمل معاً على تطبيق أفضل الممارسات والحلول المبتكرة والخدمات التجارية في مجال الاستدامة. وبذلك ارتفع العدد الإجمالي للجهات الموقعة إلى 160 جهة يجمعها التزام مشترك بتعزيز الاستدامة عبر العديد من القطاعات، بما في ذلك قطاع إدارة الأصول، وتكنولوجيا المناخ، والتكنولوجيا الزراعية، والشركات المشغلة لمشاريع الطاقة المتجددة، وقطاع الأمن الغذائي والمياه، والخدمات اللوجستية وإدارة النفايات.
ومن أبرز فعاليات اليوم الأخير منتدى المرأة في القطاع المالي الذي جمع كوكبة من الشخصيات النسائية المتميزة في القطاع المالي، مثل مارتينا سترونج، سفيرة سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة اليازية الكويتي، المدير التنفيذي للصناعات الإماراتية في شركة مبادلة للاستثمار، ومديحة ستار، العضو المنتدب وشريك مشاريع النمو في بنك نيويورك، وآمنة أجمل، نائب الرئيس التنفيذي لشركة ماستركارد، ورانيا فتح الله، المدير الإداري للائتمان الخاص في فرانكلين تمبلتون. حيث شاركن بكلمات ملهمة في الحدث الذي وفر لهن فرصة مميزة للتواصل والحوار.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التمويل المستدام
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تنسحب من صندوق تعويض الدول الفقيرة عن الاحتباس الحراري العالمي
انسحبت إدارة ترامب من الاتفاق العالمي الذي تعهدت بموجبه الدول المتقدمة الأكثر مسؤولية عن أزمة المناخ بتعويض الدول النامية جزئيا عن الأضرار التي لا رجعة فيها الناجمة عن الانحباس الحراري العالمي .
وتم الاتفاق على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار في مؤتمر المناخ للأمم المتحدة Cop28 في أواخر عام 2023 – وهو انتصار تم تحقيقه بشق الأنفس بعد سنوات من الدعوة الدبلوماسية والشعبية من قبل الدول النامية التي تتحمل العبء الأكبر من أزمة المناخ على الرغم من أنها ساهمت بأقل قدر في انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي. أشار الصندوق إلى التزام الدول المتقدمة الملوثة بتقديم الدعم المالي لبعض الخسائر الاقتصادية وغير الاقتصادية التي لا رجعة فيها الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح البحر والتصحر والجفاف والفيضانات التي تحدث بالفعل.
وتمتلك الولايات المتحدة سجلاً طويلاً من أساليب المماطلة والعرقلة، ولم تتعهد حتى الآن سوى بـ 17.5 مليون دولار لصندوق الخسائر والأضرار، الذي بدأ العمل في الأول من يناير/كانون الثاني من هذا العام. والآن لن تشارك الولايات المتحدة، أكبر مصدر للغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، في المبادرة.
وقالت ريبيكا لولور، نائبة مدير مكتب المناخ والبيئة الأمريكي، في رسالة إلى الصندوق: “نيابة عن وزارة الخزانة الأمريكية، أكتب لإبلاغكم بأن الولايات المتحدة ستنسحب من مجلس إدارة صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار، اعتبارًا من الآن”.
ولقي القرار بإلغاء صندوق الخسائر والأضرار إدانة شديدة من جانب دعاة المناخ من الشمال والجنوب العالميين.
وقد انسحب ترامب بالفعل من اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 – للمرة الثانية بعد إعادة الولايات المتحدة تحت قيادة جو بايدن – مدعياً أن الاتفاق الدولي بشأن خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ومنع كارثة المناخ قد خدع الولايات المتحدة.
وقال ترامب أثناء توقيعه على الأمر التنفيذي في أول يوم له في منصبه: “سأنسحب على الفور من عملية الاحتيال غير العادلة التي تمت في إطار اتفاقية باريس للمناخ”. وأضاف: “لن تخرب الولايات المتحدة صناعاتنا بينما تلوث الصين البيئة دون عقاب”.
وتحتل الصين حالياً المرتبة الأولى في انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، ولكنها أيضاً الرائدة عالميا في تصنيع ونشر الطاقة المتجددة. والولايات المتحدة هي أكبر مصدر للانبعاثات على الإطلاق، ورغم انخفاض الانبعاثات إلى جانب انخفاض استخدام الفحم، فقد أصبحت أكبر منتج للنفط والغاز في العالم بهامش ضخم في السنوات الأخيرة.