من صيدنايا إلى غوانتانامو.. سجون حول العالم تشهد ممارسات تعذيب لا يمكن للعقل البشري استيعابها
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
مع سقوط نظام الأسد في سوريا، بدأت تتكشف فظائع السجون التي كانت تمثل أدوات قمع وترهيب للمعتقلين، حيث تحولت إلى أماكن اختبأ فيها النظام لتصفية المعارضين وقتلهم بطرق وحشية. ومن أبرز هذه السجون، سجن صيدنايا العسكري، الذي يمثل رمزًا من رموز القمع في عهد النظام السابق.
تأسس سجن صيدنايا العسكري، الواقع في شمال دمشق في عام 1987، ليصبح لاحقًا جحيمًا بشريًا يعاني فيه المعتقلون من التعذيب الممنهج والإعدامات الجماعية.
وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية، كانت تلك الأساليب جزءًا من سياسة النظام الرامية إلى إخضاع المعارضين وتخويفهم. شهادات الناجين من السجن، مثل رواية مصطفى خليفة في كتابه "القوقعة: يوميات متلصص"، تقدم تفاصيل مروعة عن إعدامات جماعية تُنفذ علنًا في ساحة السجن، ما كان يهدف إلى نشر الرعب بين المعتقلين.
في صحراء النقب جنوب إسرائيل، يظهر سجن سدي تيمان كأحد أبرز مراكز الاحتجاز القاسية للأسرى الفلسطينيين. منذ الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، تحول هذا السجن إلى نقطة جذب للانتقادات الحقوقية العالمية بسبب الظروف القاسية والممارسات التعذيبية.
وأشارت التقارير الحقوقية إلى أن المعتقلين في سجن سدي تيمان يُحتجزون في غرف معزولة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، ويتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى تهديدات بالإذلال الجنسي. ومع وجود تقارير عن الانتهاكات اليومية، تتزايد الضغوط الدولية لفتح تحقيقات في ممارسات التعذيب داخل السجن، بينما تحاول السلطات الإسرائيلية الدفاع عن جنودها المتهمين بهذه الانتهاكات.
في سجن أبو غريب في العراق، يتجسد أحد أبرز الرموز لانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الأميركية ضد المعتقلين. في عام 2004، فُجرت فضيحة التعذيب في السجن بعد انتشار صور تكشف عن صعق المعتقلين بالكهرباء والإيهام بالغرق. ورغم المحاكمات التي طالت بعض الجنود المتورطين، فإن العقوبات كانت مخففة، ما أثار غضبًا عالميًا.
وحتى بعد سنوات، استمر الجدل حول محاسبة الولايات المتحدة على هذه الانتهاكات، حيث تم فرض تعويضات للمعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب.
منذ افتتاحه في 2002، أصبح معتقل غوانتانامو في كوبا رمزًا لانتهاكات حقوق الإنسان التي مارستها الولايات المتحدة ضد المعتقلين. لا يزال السجن يحمل إرثًا من المعاملة القاسية والاحتجاز غير القانوني، حيث يُحتجز المعتقلون دون توجيه اتهامات أو محاكمة، ما يمثل انتهاكًا صريحًا لحقوق الإنسان.
وعلى الرغم من توقف بعض أساليب التعذيب رسميًا، فإن آثارها لا تزال باقية في السجن، حيث يُجبر المعتقلون على البقاء مستيقظين لأيام متواصلة، وتُستخدم الموسيقى لتدمير إرادتهم. وبالرغم من ذلك، يظل العديد من المعتقلين محتجزين لفترات طويلة دون محاكمة.
إلى جانب هذه السجون، توجد العديد من السجون حول العالم التي تتميز بقسوتها، مثل سجن تورتورا في الأرجنتين وسجن جزيرة مان في المملكة المتحدة. تشهد هذه السجون تقارير مستمرة عن ظروف غير إنسانية وتعرض المعتقلين لمعاملة قاسية، ما يجعلها محط اهتمام في النقاشات الحقوقية العالمية.
تعد ممارسات التعذيب في السجون حول العالم من أبرز الانتهاكات لحقوق الإنسان، حيث تتنوع الأساليب التي تستخدمها الأنظمة القمعية، ومن بينها "التعذيب الأبيض" الذي يركز على تدمير المعتقلين نفسيًا دون الحاجة للتعرض لهم جسديًا.
يُستخدم هذا الأسلوب في سجون مشهورة مثل سجن تزمامارت في المغرب، سجن إيفين في إيران، سجن أبو غريب في العراق، ومعتقل غوانتانامو في كوبا، حيث يعاني المعتقلون من العزل التام والحرمان من النوم، وهي وسائل تهدف إلى كسر إرادتهم النفسية.
في سجن إيفين، على سبيل المثال، يتم اللجوء إلى العزل الطويل والتهديد المستمر بالموت كوسيلة لإضعاف المعتقلين عقليًا. هذا النوع من التعذيب النفسي يؤدي إلى أضرار نفسية طويلة الأمد، كما تؤكد منظمات حقوق الإنسان مثل "العفو الدولية" التي وثقت آثار هذه الممارسات. وتُظهر الشهادات من الناجين أن هذه التجارب تترك آثارًا نفسية يصعب علاجها حتى بعد الإفراج عن المعتقلين.
لا يقتصر "التعذيب الأبيض" على تدمير الجسد بل يستهدف أساسًا الروح البشرية، مما يجعل من الصعب ملاحظة أبعاده في البداية. لكن مع مرور الوقت، تتكشف الآثار النفسية العميقة التي تلاحق الضحايا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قرارٌ بنقل رجلين يمنيين محتجزين في غوانتنامو إلى بلد آخر مكافأة معتقلي غوانتنامو بمشاهدة مباراة افتتاح المونديال بين السعودية وروسيا هل أصبح مخيم "موريا" للاجئين باليونان "غوانتنامو جديدا؟ " سورياإسرائيلتعذيبسجونغوانتاناموهيئة تحرير الشامالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل سوريا بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إطلاق نار غزة إسرائيل سوريا بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إطلاق نار غزة سوريا إسرائيل تعذيب سجون غوانتانامو هيئة تحرير الشام إسرائيل سوريا بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إطلاق نار قطاع غزة قصف إسبانيا احتجاجات غزة الصحة روسيا سجن أبو غریب یعرض الآن Next سدی تیمان فی قاعدة فی سجن
إقرأ أيضاً:
ما كمية الشاي التي يمكن تناولها في اليوم؟
روسيا – يعتبر الشاي المشروب الأكثر شعبية في العالم، وفي بعض البلدان تعتبر طقوس شرب الشاي أساس الثقافة.
ووفقا للدكتورة داريا خايكينا أخصائية الغدد الصماء خبيرة التغذية، تعتمد كمية الشاي التي يمكن للشخص تناولها في اليوم على نوعيته وتركيزه وخصائص الشخص نفسه، وعموما يمكن شرب 3-5 أكواب من الشاي الأسود والأخضر يوميا (600-900 مليليتر). كما يمكن تناول الشاي الأبيض والشاي الأخضر حتى 6 أكواب (1.2 لتر)، لأنهما يحتويان على كمية أقل من الكافيين. أما بالنسبة للشاي العشبي، فالأمر كله يعتمد على التركيبة. فمثلا، يمكن شرب البابونج دون قيود، والنعناع بكميات كبيرة يخفض ضغط الدم.
وتقول: “يجب أن نفهم أن الشاي بحد ذاته ليس مخيفا، بل تركيزه. فهناك فرق كبير بين كوب من الشاي الأخضر منخفض التركيز وكوب من الشاي المركز.
وتشير إلى أن الإفراط بشرب الشاي يسبب الأرق والقلق لأنه يحتوي على الكافيين، حيث يحتوي كوب واحد من الشاي الأسود على حوالي 50 ملغم من الكافيين والمركز على 90 ملغم. وللمقارنة يحتوي كوب قهوة أسبريسو على حوالي 80 ملغم. أي يخطئ من يعتقد بأن الشاي يحتوي على كافيين أقل مقارنة بالقهوة.
ووفقا لها، يمكن أن يؤدي الإفراط في شرب الشاي إلى نقص عنصر الحديد في الجسم لأن الشاي يحتوي على مركب التانين الذي يربط الحديد ويمنع امتصاصه. وهذا مهم بصورة خاصة لمن يعاني من فقر الدم أو انخفاض مستوى الهيموغلوبين. لذلك تنصح بعدم شرب الشاي بعد تناول وجبة الطعام مباشرة، بل بعد 1-2 ساعة. ويجب ألا ننسى أن التانين مادة مهمة لأن الجسم بفضله يحصل على فيتامين Р.
وتحذر الطبيبة من الشاي المركز، فقد يسبب الحرقة لأنه يهيج الغشاء المخاطي للمعدة، ويسبب الإمساك بسبب احتوائه على التانين. لذلك على من يعاني من التهاب المعدة أو ارتفاع مستوى حموضة المعدة تناوله بحذر. كما أن الإفراط في تناول الشاي يزيد العبء على الكلى ما قد يؤدي إلى تكون الحصى، حيث يحتوي الشاي الأخضر على نسبة عالية من الأوكسالات. لذلك يجب على من يعاني من مشكلات في الكلى الامتناع عن هذا المشروب. كما أن أوراق الشاي تحتوي على الفلورايد المفيد للجسم، ولكن عند زيادته يؤثر سلبا في حالة الأسنان والعظام.
وتقول في ختام حديثها: “الشاي مشروب صحي ولذيذ عند شربه باعتدال، فهو يعزز المناعة، ويمنح طاقة ويساعد على الاسترخاء. ولكن عند الإفراط في تناوله يمكن أن تكون له عواقب مزعجة”.
المصدر: Gazeta.Ru