مع سقوط نظام الأسد في سوريا، بدأت تتكشف فظائع السجون التي كانت تمثل أدوات قمع وترهيب للمعتقلين، حيث تحولت إلى أماكن اختبأ فيها النظام لتصفية المعارضين وقتلهم بطرق وحشية. ومن أبرز هذه السجون، سجن صيدنايا العسكري، الذي يمثل رمزًا من رموز القمع في عهد النظام السابق.

اعلان

تأسس سجن صيدنايا العسكري، الواقع في شمال دمشق في عام 1987، ليصبح لاحقًا جحيمًا بشريًا يعاني فيه المعتقلون من التعذيب الممنهج والإعدامات الجماعية.

هذه الممارسات كانت تهدف إلى تدمير إرادة المعتقلين عبر أساليب قاسية تشمل التعذيب النفسي والجسدي.

وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية، كانت تلك الأساليب جزءًا من سياسة النظام الرامية إلى إخضاع المعارضين وتخويفهم. شهادات الناجين من السجن، مثل رواية مصطفى خليفة في كتابه "القوقعة: يوميات متلصص"، تقدم تفاصيل مروعة عن إعدامات جماعية تُنفذ علنًا في ساحة السجن، ما كان يهدف إلى نشر الرعب بين المعتقلين.

سجن صيدنايا العسكري سيء السمعة شمال دمشق، سوريا، الاثنين، 9 ديسمبر/كانون الأول 2024Ghaith Alsayed/APRelatedالسجون الإيطاليّة: 58 حالة انتحار و130,4% نسبة الاكتظاظفي سجون بيرو.. السجناء ينظمون نسختهم الخاصة من بطولة كوبا أمريكا سجون إسرائيل: الداخل مفقود والخارج مولود.. إليكم قصة فلسطيني قضى شهرا في إحدى زنازينهاسجون الأسد تسقط... فهل يفتح تغيير النظام صفحة جديدة؟2. سجن سدي تيمان: القمع الإسرائيلي في صحراء النقب

في صحراء النقب جنوب إسرائيل، يظهر سجن سدي تيمان كأحد أبرز مراكز الاحتجاز القاسية للأسرى الفلسطينيين. منذ الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، تحول هذا السجن إلى نقطة جذب للانتقادات الحقوقية العالمية بسبب الظروف القاسية والممارسات التعذيبية.

أسرى فلسطينيين معصوبي الأعين تم أسرهم في قطاع غزة من قبل القوات الإسرائيلية في منشأة احتجاز في قاعدة ”سدي تيمان“ العسكرية في جنوب إسرائيلAP

وأشارت التقارير الحقوقية إلى أن المعتقلين في سجن سدي تيمان يُحتجزون في غرف معزولة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، ويتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى تهديدات بالإذلال الجنسي. ومع وجود تقارير عن الانتهاكات اليومية، تتزايد الضغوط الدولية لفتح تحقيقات في ممارسات التعذيب داخل السجن، بينما تحاول السلطات الإسرائيلية الدفاع عن جنودها المتهمين بهذه الانتهاكات.

أسرى فلسطينيين أسرتهم القوات الإسرائيلية في قطاع غزة في معتقل في قاعدة ”سدي تيمان“ العسكرية في جنوب إسرائيلAP3. سجن أبو غريب: فضيحة التعذيب الأميركية

في سجن أبو غريب في العراق، يتجسد أحد أبرز الرموز لانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الأميركية ضد المعتقلين. في عام 2004، فُجرت فضيحة التعذيب في السجن بعد انتشار صور تكشف عن صعق المعتقلين بالكهرباء والإيهام بالغرق. ورغم المحاكمات التي طالت بعض الجنود المتورطين، فإن العقوبات كانت مخففة، ما أثار غضبًا عالميًا.

وحتى بعد سنوات، استمر الجدل حول محاسبة الولايات المتحدة على هذه الانتهاكات، حيث تم فرض تعويضات للمعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب.

معتقل في زنزانة انفرادية في الهواء الطلق يتحدث مع ضابط شرطة عسكرية في سجن أبو غريب في ضواحي بغداد، العراق، 22 يونيو/حزيران 2004AP4. معتقل غوانتانامو: 22 عامًا من الاحتجاز القاسي

منذ افتتاحه في 2002، أصبح معتقل غوانتانامو في كوبا رمزًا لانتهاكات حقوق الإنسان التي مارستها الولايات المتحدة ضد المعتقلين. لا يزال السجن يحمل إرثًا من المعاملة القاسية والاحتجاز غير القانوني، حيث يُحتجز المعتقلون دون توجيه اتهامات أو محاكمة، ما يمثل انتهاكًا صريحًا لحقوق الإنسان.

وعلى الرغم من توقف بعض أساليب التعذيب رسميًا، فإن آثارها لا تزال باقية في السجن، حيث يُجبر المعتقلون على البقاء مستيقظين لأيام متواصلة، وتُستخدم الموسيقى لتدمير إرادتهم. وبالرغم من ذلك، يظل العديد من المعتقلين محتجزين لفترات طويلة دون محاكمة.

برج المراقبة من خلال الأسلاك الشائكة داخل معتقل المعسكر السادس في قاعدة خليج غوانتانامو البحرية، كوباAlex Brandon/AP5. سجون أخرى: مراكز قمع حول العالم

إلى جانب هذه السجون، توجد العديد من السجون حول العالم التي تتميز بقسوتها، مثل سجن تورتورا في الأرجنتين وسجن جزيرة مان في المملكة المتحدة. تشهد هذه السجون تقارير مستمرة عن ظروف غير إنسانية وتعرض المعتقلين لمعاملة قاسية، ما يجعلها محط اهتمام في النقاشات الحقوقية العالمية.

حارس سجن يجلس في برج مراقبة في سجن بينيرو في بينيرو، الأرجنتين، الثلاثاء، 9 أبريل/نيسان 2024AP

تعد ممارسات التعذيب في السجون حول العالم من أبرز الانتهاكات لحقوق الإنسان، حيث تتنوع الأساليب التي تستخدمها الأنظمة القمعية، ومن بينها "التعذيب الأبيض" الذي يركز على تدمير المعتقلين نفسيًا دون الحاجة للتعرض لهم جسديًا.

يُستخدم هذا الأسلوب في سجون مشهورة مثل سجن تزمامارت في المغرب، سجن إيفين في إيران، سجن أبو غريب في العراق، ومعتقل غوانتانامو في كوبا، حيث يعاني المعتقلون من العزل التام والحرمان من النوم، وهي وسائل تهدف إلى كسر إرادتهم النفسية.

برج المراقبة في معتقل المعسكر السادس في قاعدة خليج غوانتانامو البحرية في كوبا، 17 أبريل 2019 Alex Brandon/AP

في سجن إيفين، على سبيل المثال، يتم اللجوء إلى العزل الطويل والتهديد المستمر بالموت كوسيلة لإضعاف المعتقلين عقليًا. هذا النوع من التعذيب النفسي يؤدي إلى أضرار نفسية طويلة الأمد، كما تؤكد منظمات حقوق الإنسان مثل "العفو الدولية" التي وثقت آثار هذه الممارسات. وتُظهر الشهادات من الناجين أن هذه التجارب تترك آثارًا نفسية يصعب علاجها حتى بعد الإفراج عن المعتقلين.

نقيب في الجيش يسير خارج زنزانات المعتقلين غير المشغولة داخل المعسكر رقم 6 في مركز الاحتجاز الأمريكي في خليج غوانتانامو بكوباAP

لا يقتصر "التعذيب الأبيض" على تدمير الجسد بل يستهدف أساسًا الروح البشرية، مما يجعل من الصعب ملاحظة أبعاده في البداية. لكن مع مرور الوقت، تتكشف الآثار النفسية العميقة التي تلاحق الضحايا.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قرارٌ بنقل رجلين يمنيين محتجزين في غوانتنامو إلى بلد آخر مكافأة معتقلي غوانتنامو بمشاهدة مباراة افتتاح المونديال بين السعودية وروسيا هل أصبح مخيم "موريا" للاجئين باليونان "غوانتنامو جديدا؟ " سورياإسرائيلتعذيبسجونغوانتاناموهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب بيومها الـ433: قتلى وجرحى بغزة ونتنياهو لن ينسحب من المنطقة العازلة في الجولان وقصف يطال دمشق يعرض الآن Next أوراق ومهدئات وخريطة للجولان المحتل.. ما الذي تركه الأسد في مكتبه قبل الرحيل؟ يعرض الآن Next تحذير أمريكي: إنفلونزا الطيور قد تؤدي إلى وباء جديد يعرض الآن Next بين شرب القهوة وتدخين السجائر.. جنود الجيش الإسرائيلي يستمتعون بوقتهم في الجولان السوري يعرض الآن Next إيران بعد الأسد؟ هل بدأت أحجار الدومينو بالسقوط؟ اعلانالاكثر قراءة "موسكو أدت قسطها للعلا"... الأسد نُقل بطريقة "آمنة" إلى العاصمة الروسية ومسؤول يؤكد أنها لن تفرط فيه إسرائيل تقصف منازل مأهولة في غزة وتبلغ أمريكا بوجود فرصة للاتفاق مع حماس.. وقتلى بغاراتها على لبنان رئيس الحكومة السورية: وضعنا الحالي صعب بسبب التركة الإدارية الفاسدة التي ورثناها من نظام الأسد التلفزيون السوري تحت سيطرة المعارضة.. نشيد ديني يثير التفاعل من بينها كوكاكولا وبيبسي ومارس.. اتهامات لشركات كبرى بتسويق منتجات "تسبب الإدمان" للأطفال اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلسوريابشار الأسدالصراع الإسرائيلي الفلسطيني إطلاق نارقطاع غزةقصفإسبانيااحتجاجاتغزةالصحةروسياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل سوريا بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إطلاق نار غزة إسرائيل سوريا بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إطلاق نار غزة سوريا إسرائيل تعذيب سجون غوانتانامو هيئة تحرير الشام إسرائيل سوريا بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إطلاق نار قطاع غزة قصف إسبانيا احتجاجات غزة الصحة روسيا سجن أبو غریب یعرض الآن Next سدی تیمان فی قاعدة فی سجن

إقرأ أيضاً:

ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إلى 49 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة

يمانيون../ أعلن نادي الأسير الفلسطيني ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى 49، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023، وذلك بعد اعتقال الصحفي علي السمودي من جنين، صباح اليوم.

وقال النادي في بيان، أن المعتقلين الصحفيين الـ49، هم من بين (177) صحفيًا وصحفية تعرضوا للاعتقال والاحتجاز منذ بدء الإبادة، استنادًا إلى عمليات التوثيق والرصد التي أجرتها المؤسسات.

وأوضح أن سلطات الاحتلال تواصل تصعيد استهداف الصحفيين الفلسطينيين عبر عمليات الاعتقال الممنهجة، إلى جانب عمليات الاستهداف اليومي خلال أداء عملهم.

وأشار إلى استمرار عمليات اغتيال الصحفيين في غزة في مرحلة هي الأكثر دموية بحق الصحفيين، وذلك في محاولة مستمرة لاستهداف الحقيقة والرواية الفلسطينية.

وأكد أن سلطات الاحتلال في الضفة تستهدف الصحفيين عبر عمليات الاعتقال الإداري أي تحت ذريعة وجود (ملف سري)، وعددهم من بين إجمالي الصحفيين المعتقلين (19). كان آخر من أُصدر بحقهما أوامر اعتقال الإداري الصحفيان سامر خويرة، وإبراهيم أبو صفية.

وأضاف أن الاحتلال يستهدفهم عبر الاعتقال على خلفية ما يسميه الاحتلال (التحريض)، أي معتقلين على خلفية حرية الرأي والتعبير، إذ تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى أداة لقمع الصحفيين، وفرض المزيد من السيطرة والرقابة على عملهم.

ولفت إلى أن الصحفيين يتعرضون لكل الجرائم الممنهجة التي يواجهها المعتقلون، ومنها جرائم التجويع، والجرائم الطبية، وجرائم التعذيب، إلى جانب العديد من عمليات التنكيل.

وجدد نادي الأسير مطالبته للمنظومة الحقوقية الدولية، باستعادة دورها الحقيقي واللازم، وإنهاء حالة العجز الممنهجة التي ألقت بظلالها على المنظومة الإنسانية منذ بدء الإبادة، وأحد أوجها الجرائم التي تُرتكب بحق المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعسكراته.

ودعا إلى ضمان حماية الصحفيين، وعملهم الذي شكل أبرز الأدوات التي ساهمت في الكشف عن مستوى جرائم الإبادة.

ونوه إلى أن حالات الاعتقال تشمل من اعتُقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله ومن أُفرج عنه لاحقًا.

يذكر أن العشرات من صحفيي غزة يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم من خلال قانون (المقاتل غير الشرعي)، ومنهم من لا يزال رهن الإخفاء القسري.

مقالات مشابهة

  • عليها آثار تعذيب.. العثور على جثة رجل كوردي في كركوك
  • مدير عام قوات السجون يتفقد سجون ولاية نهر النيل ويتعهد بمعالجة كافة التحديات التي تواجه سجون الولاية
  • وزير الدولة للإنتاج الحربي: العامل عصب العملية الإنتاجية ونحرص دائما على الاهتمام بالعنصر البشري
  • قوات سجون ولاية البحر الأحمر بسجن بورتسودان تكرم المدير العام لقوات السجون
  • والي مراكش: أوراش المونديال يجب أن تواكبها تنمية الرأسمال البشري وتأطير الشباب
  • مصرع سيدة عراقية على يد زوجها في مصر بعد وصلة تعذيب مروعة
  • الأمم المتحدة: 72 ألفاً لقوا حتفهم أو فُقدوا على طرق الهجرة منذ 2014
  • ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إلى 49 منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة
  • ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إلى 49 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إلى 49 منذ بدء العدوان