تحسبا لمصير بشار.. هل استعان السيسي بـإسرائيل خوفا من انتفاضة في مصر؟
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، الأربعاء، عن أن رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، تقدم بنداء عاجل إلى الاحتلال الإسرائيلي لإنقاذ نظامه من أي تحركات مماثلة لما جرى ضد بشار الأسد في سوريا والذي اقتلعته المعارضة الأحد الماضي من الحكم.
وأكدت أن هذا كان السبب الرئيسي لزيارة رئيسا الأركان والشاباك الإسرائيليين، للقاهرة، الثلاثاء الماضي.
وكانت "صحيفة معاريف" قد أعلنت أن رئيس الأركان هرتسي هليفي، ورئيس الشاباك رونان بار، قاما بزيارة سريعة لمصر الثلاثاء، ذلك على خلفية الإطاحة بنظام الأسد، ناقلة عن الجيش الإسرائيلي إلى أن الرجلين التقيا مع نظرائهما المصريين حول القضايا الساخنة.
لكن؛ تقرير الصحيفة الذي كتبه المحلل العسكري الإسرائيلي آفي اشكنازي، والذي قام باستعراض نجاح قوات الجو والبحرية الإسرائيليتين في تدمير القوة العسكرية للجيش السوري، والزهو بالانتصار الإسرائيلي ورصد ما يعنيه من تفرد عسكري لها بالمنطقة، وفق رؤيته، قام في المقابل بإظهار الحكام العرب بموقف الضعيف الخائف من أية ثورات ربيع عربي جديدة محتملة بعد انكسار موجة 2011، كما حاول إظهار تل أبيب بأنها الملجأ الوحيد لحكام دول هامة ومحورية بالمنطقة، لاتقاء أي حراك شعبي محتمل.
"انتفاضة متجددة للإخوان"
الصحيفة، قالت في صدر تقريرها، إنه "على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي دمر حوالي 80 بالمئة من الجيش السوري بأكمله، فإن خوف رؤساء الدول في المنطقة هو أن العديد من المجموعات، سواء من اللاجئين السوريين أو معارضي النظام في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ستطل برؤوسها".
وأضافت: "بعد أن قضى سلاح الجو الإسرائيلي على أنظمة الدفاع الجوي السورية، خلق الواقع الأول من نوعه في الشرق الأوسط منذ حوالي 60 عاما، حيث يتمتع سلاح الجو الإسرائيلي بتفوق جوي كامل ومطلق على معظم مناطق الشرق الأوسط: لبنان، سوريا، العراق، إيران"، وفق زعمها.
السبب الرئيسي لزيارة رئيس الأركان لمصر
وأكدت أن تدمير الجيش الإسرائيلي، 80 بالمئة من الجيش السوري بأكمله هو "الجانب الإيجابي لشرق أوسط جديد، والجانب الآخر هو المجهول"، متحدثة باستفاضة عن الجانب المجهول هو وضع اللاجئين السوريين في أوروبا، والأردن وتركيا والعراق، واصفة إياهم بأنهم "مثل قنبلة يدوية تم إطلاق زنادها لكن الرافعة ما زالت في اليد ولم يتم تحريرها".
ولفتت إلى أن "الخوف الآن هو أن العديد من المجموعات، بما في ذلك اللاجئين السوريين ومعارضي النظم في الشرق الأوسط، سوف يرفعون رؤوسهم، من الأردن، إلى العراق، إلى انتفاضة متجددة للإخوان المسلمين في السعودية والبحرين والكويت، وأيضا في مصر".
وقالت إن هذا الأمر يثير قلق جميع رؤساء الدول من حولنا حاليا"، مبينة أنه "ولهذا السبب طلب المصريون الثلاثاء الماضي، بشكل عاجل مقابلة رئيس الأركان اللواء هرتسي هليفي ورئيس الشاباك رونان بار".
وأشارت إلى "أنهما التقيا لساعات طويلة مع نظرائهما في مصر، ومن المرجح، بسبب الوضع الجديد، أن يجمع ليفي وبار رحلات متكررة، لأنه من المرجح أن يزورا كل عواصم المنطقة، مع التركيز على دول الخليج".
وكشفت عن أنه "من الممكن أيضا توقع نشاط وقائي الأيام المقبلة من وحدات الشرطة وأجهزة الأمن بدول المنطقة ضد نشطاء الجماعات الانفصالية أو الجماعات المتطرفة؛ وذلك لمنع ما حدث في سوريا على أراضيهم"، ملمحة إلى أن "إسرائيل أيضا تخشى أن تؤدي الأحداث في سوريا إلى تحفيز عناصر في الجيش الإسرائيلي".
"أجواء حديث معاريف"
وفي المقابل، وبرغم العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون الأمني والاستخباراتي الواسع طوال سنوات بين السيسي وسلطات الاحتلال الإسرائيلي وحكوماته المتعاقبة وبينها الحالية لبنيامين نتنياهو، إلا أنه مؤخرا تفجر خلاف على السطح حول محور صلاح الدين الذي يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي منذ أيار/ مايو الماضي، بالمخالفة لاتفاقيات السلام المصرية الإسرائيلية 1979، واتفاقية المعابر لعام 2005.
كذلك، تأتي مزاعم الصحيفة العبرية في الوقت الذي تهاجم فيه وسائل إعلام إسرائيلية محسوبة على اليمين المتشدد في إسرائيل، حكومة بنيامين نتنياهو، لما تقول إنه "غض الطرف عن تعزيز الجيش المصري لقواته المسلحة في سيناء".
وأعرب المقدم إيلي ديكال الضابط في المخابرات الإسرائيلية سابقا، للقناة "السابعة" الإسرائيلية، عن "تخوفه من التعزيز المستمر للجيش المصري واحتمال أن يكون ذلك تحضيرا لهجوم مستقبلي على إسرائيل".
ويتزامن، أيضا تقرير معاريف مع إدانة مصر تعمد الاحتلال الإسرائيلي قصف وتدمير العديد من المواقع والقواعد والأسلحة والمعدات والأنظمة العسكرية في سوريا، وقيام الجيش الإسرائيلي بتكريس وجوده غير الشرعي وتوسيع نطاق سيطرته في الأراضي التي احتلها داخل العمق السوري، وذلك عبر بيان للخارجية المصرية، الأربعاء.
كما يتزامن توقع التقرير الإسرائيلي حدوث "نشاط وقائي الأيام المقبلة من وحدات الشرطة وأجهزة الأمن بدول المنطقة ضد نشطاء الجماعات"، مع تقرير حقوقي مصري حذر من توجه أمني في مصر لإعادة اعتقال جميع من جرى الإفراج عنهم من المعتقلين السياسيين في أنحاء مصر.
وتحت عنوان: "بيان هام وعاجل"، قالت "الشبكة المصرية لحقوق الانسان"، ومقرها العاصمة البريطانية لندن الأربعاء: مع تزايد التقارير حول زيادة وتيرة الحملات الأمنية والاعتقالات التي تنفذها الأجهزة الأمنية نوجه الذين سبق احتجازهم واعتقالهم أو لديهم ملفات أمنية، لضرورة اتخاذ الحيطة والحذر.
خبراء مصريون، تحدثوا إلى "عربي21"، حول مدى صدق أو كذب تقرير "معاريف" عن طلب مصر السيسي الدعم الإسرائيلي تحسبا لانتفاضة ضد نظامه، ودلالات ذلك، وحول حديث الصحيفة عن تكتل إسرائيلي مع مصر والسعودية والأردن والبحرين تحسبا لحراك تقوده جماعة الإخوان المسلمين، مع الإجابة على السؤال: هل الواقع يؤكد أو ينفي مخاوف الأنظمة العربية ومنها المصري، والذي يمكن أن تقدمه لهم إسرائيل؟
"عن صدق وعن باطل"
وفي رؤيته، قال السياسي والإعلامي المصري حمزة زوبع، عن دلالات حيث "معاريف": "هو من توابع زلزال الثورة في سوريا ضد بشار الأسد؛ وهذا طبيعي جدا، وطبيعي أن تقول معاريف هذا الكلام، عن صدق، وعن باطل، لأن إسرائيل تصدر نفسها دائما على أنها مصدر قوة الحكومات المستبدة العربية".
المتحدث السابق باسم حزب "الحرية والعدالة" المصري الحاكم سابقا، أضاف لـ"عربي21": "وبالتالي فمن الطبيعي بدلا عما كان يقال سابقا من أن مصر طلبت الدعم الأمريكي يقال الآن إن مصر أو أي دولة عربية يحكمها مستبد طلبت الدعم الإسرائيلي تحسبا لانتفاضات عربية ومصرية".
ويعتقد أنه "من الممكن أن يكون حدث ذلك، وقد يكون لم يحدث؛ لكنه من الطبيعي أن يكون المستبدين مدعومين من جهاز خارجي وجهات خارجية، لأنه كما قال كثيرون إن كل النظم المستبدة لابد لها من راع، هذا الراعي أمريكا في الغالب، ولكنها الآن منشغلة بدخول رئيس وخروج آخر من البيت الأبيض، ويتم الاستغاثة بالكيان الصهيوني".
وتساءل زوبع: "لماذا الاستعانة بإسرائيل؟"، مجيبا بقوله: "لأن النظم في العالم العربي قدمت الأحد، في غزة بعد أن قدمت إسرائيل لها السبت في الانقلابات العربية على ثورات الربيع العربي؛ فأصبح هناك ود ومحبة بينهم".
وعن تكتل الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي، أكد أنهم "متكتلون بالفعل، ولكن سيزيد التكتل بعض الشيء"، مضيفا: وهنا لا ننفي أبدا أن النظم العربية خائفة بالفعل من شعوبها، هي خائفة بالفعل وتتكل بالفعل، منذ الأمس واليوم وغدا، ملمحا إلى أن "ما يصدرونه لأمريكا والغرب بأن الإخوان قادمون وإنهم إرهابيون وإنهم سيسيطرون اسطوانة مشروخة سقطت، ويجب أن تسقط مستقبلا".
وألمح إلى أن ضعف الاحتلال الإسرائيلي، مبينا أنها "لم تصمد ولم تستطيع القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ أكثر من عام وعدة شهور، وحزب الله أذاقها المرار، وإيران وجهت لها ضربات، وإسرائيل اليوم في مناخ معاد تماما لها في العالم العربي، وسقط نظام سوريا الذي كان يحابي ويستغيث بإسرائيل، وكنا نقول سابقا إن المتغطي بأمريكا عريان، واليوم نقول: المتغطي بإسرائيل عريان وساقط وسيسقط للأبد".
وخلص للقول إن "إسرائيل تحاول أن تصور نفسها على أنها راعي حمى الأنظمة وهذا أمر جيد للشعوب العربية، وليتهم يقولوا ذلك دائما، بل لا أستبعد أن تقول النظم وإعلامها غدا لإسرائيل إننا فعلنا لك معروفا ووقفنا بجوارك، وبالتالي يقدم نفسه على أنه ذبح الفلسطينيين ويطلب مقابل ذلك الحماية".
وختم السياسي المصري، مؤكدا أنه "إذا جاءت ساعة الشعوب فالكل يخضع، وعندها لن ترى إلا سقوط الأنظمة ولن تسمع إلا همسا".
"مبالغة صحفية"
من جانبه، قال الباحث السياسي عمار فايد: "لا شك أن الأنظمة العربية بما فيها المصري تشعر بقلق بالغ من تداعيات ما حدث في سوريا، لكن لا أعتقد أن ماذكرته (معاريف) صحيحا".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "الصحافة الإسرائيلية أحيانا تبالغ في تقديم محورية دور الكيان في المنطقة خصوصا في الأجواء الحالية التي تحرص فيها على ترميم صورتها بعد ما لحق بها في طوفان الأقصى".
وتساءل: "ما الذي سيقدمه رئيس الأركان الإسرائيلي للنظام المصري؟، هل سيرسل جولاني- لواء مشاة ضمن الجيش الإسرائيلي- لتأمين القاهرة مثلا؟"، مؤكدا أنه "كلام لا قيمة له في رأيي".
ويعتقد فايد، أن "مصر قد تطلب دعما من الغرب أو الخليج لتحسين بعض جوانب الوضع الاقتصادي مثلا؛ أو تنسق مع دول المنطقة الحليفة للتدخل في سوريا بأي صورة لإفشال النظام الجديد؛ لكن لا مجال لطلب دعم إسرائيلي بالمعنى الذي تزعمه معاريف".
"تحسبا لمخاوف بينها الجيش"
وفي رؤيته، قال الصحفي المصري و الرئيس التنفيذي السابق بالتليفزيون العربي، إسلام لطفي، إن "طلب النظام المصري للدعم الإسرائيلي ليس وليد اللحظة، ولم يبدأ مع أحداث سوريا، فالنظام المصري قبل أن يتشكل في قالبه الحالي ويحظى بدعم دبلوماسي إسرائيلي واسع بكل أروقة واشنطن المهمة في 2013 و2014، وقبل أن يصبح السيسي رئيسا".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "مع انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، تحركت الدبلوماسية الإسرائيلية والإماراتية وتكاتفت لتثبيت أركان الانقلاب ودعمه بالأوساط الدبلوماسية والنخب وحاويات الأفكار بأمريكا، وكان المشهود عندها أن الدبلوماسية المصرية في الخارج لم تأخذ هذه التحركات، لكن إسرائيل نابت عن النظام".
ولفت إلى أنه "لاحقا أصبح السيسي رئيسا وأصبح هناك تعاونا أمنيا وعسكريا وثيقا فيما يخص سيناء وملاحقة الجماعات المسلحة، واستمر الدعم السياسي والدبلوماسي لتثبيت موقف النظام حال تعرضه للاهتزاز بواشنطن طوال السنوات الماضية".
وفي تقديره لدلالة طلب دعم الاحتلال الإسرائيلي حاليا، يرى أن "نظام السيسي غير متأكد الآن من صلابة قيادة الجيش واقتناعها بالسياسات الحالية، وليس بالضرورة أن تكون القيادات العليا بالجيش، ولكن الجيش مكون من شرائح وتراتبيات، وفي تقديري أنه منذ 2021 وحتى الآن، لم يعد رضاء الجيش عن سياساته الاقتصادية والأمنية والسياسية محل تسليم".
وأكد لطفي، أنه "لو كان السيسي مطمئنا إلى دعم الجيش له في كل تصرفاته وفي استمراره وفي سياساته الداخلية لم يكن ليلجأ إلى دعم إسرائيل".
وأوضح أن "التكتل الإسرائيلي مع الدول العربية مثل مصر والأردن والسعودية والبحرين وأيضا الإمارات؛ موجود بالفعل وليس وليد اللحظة، وهو في إطار التشكل منذ الاتفاق الإبراهيمي أثناء ولاية دونالد ترامب الأولى، وبأشكال متعددة، منها ترشيح الإمارات لقيادة ملف التطبيع وجعل إسرائيل جزءا من المنطقة، بل قائد لها، ولكن قائد مستتر، ولكنها لم تنجح في تمرير هذا الأمر".
"تجربة سوريا والوقت مثالي"
وتابع: "بالتالي ما حدث في سوريا ضد نظام هو الأشد والأكثر فظاعة بالمنطقة وربما بين الأفظع بالعالم وانتصار إرادة الناس بعد 13 عاما من الحرب والتدمير والقصف والقمع؛ أعطى دفعة لشعوب المنطقة، وبالتالي ولدت تخوفات الأنظمة".
وتساءل: "هل التخوفات متعلقة بالإخوان؟"، مجيبا: "اللهم لا، لأن الموضوع أكبر من قدرة جماعة أو فصيل على إحداث تغيير بمنطقة محرومة من أساسيات التعامل الإنساني واعتبار الإنسان له كيونية له رأي يشارك في تحديد مصيره وشكل المجتمع الذي يعيش فيه والسياسات والقوانين التي تنظم حياته".
ولفت الصحفي المصري، إلى أن "جميع هذه الأمور غائبة عن جل الوطن العربي، وبالتالي القضية ليست قضية إخوان أو جماعات إسلامية، القضية قضية بشر يعيشون ببقعة جغرافية واسعة مسماة بالعالم العربي، وما حدث بسوريا دفقة أمل قوية وعالية وسيكون في تقديري لها ما وراءها".
ويرى أنه "بدلا من التمترس بمزيد من سياسات قمعية وارتماء بأحضان إسرائيل والتماهي مع مشاريعها بالمنطقة حماية للأنظمة؛ أرى أن إعطاء مساحات للناس للتعبير والمشاركة بإدارة شؤونهم سيناريو أفضل من سيناريوهات أخرى، لأنه إذا وصل الناس إلى نقطة الانفجار لن يكون هناك نظام ودولة والسبيل الأمثل للحفاظ على المقدرات هو استيعاب اللحظة وفهمها وفهم أن العالم يتغير والناس تتغير وأن القمع لا يمكن أن يستمر لما لا نهاية".
ومضى يؤكد أن "الوقت الحالي مثالي للقوى السياسية المصرية وللجيش المصري ولأبناء الدولة المصرية لاتخاذ إجراءات تصحيحية للحفاظ على الدولة، وحالة الاستعداء ضد مكونات السياسة من أقصى يمينها لأقصى يسارها ضد اليسار والإخوان والمجموعات الشبابية والحركات الاجتماعية لم تعد مقبولة، ورأينا ما حدث بسوريا".
وختم بالقول إن "بناء لحمة وطنية، إيجاد وطن للجميع، يعامل فيه الناس بحرية وكرامة، وتحكمه قيم الشفافية، الملاذ الوحيد للدولة، وبالتالي إنقاذها، ولن يكون بالارتماء بأحضان إسرائيل والأشقاء الخليجيين، لكن يكون بالارتماء في أحضان الشعب المصري".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية المصري السيسي الاحتلال بشار سوريا سوريا مصر بشار السيسي الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی رئیس الأرکان فی سوریا ما حدث إلى أن فی مصر
إقرأ أيضاً:
بماذا تحلم إسرائيل في سوريا ما بعد الأسد؟
أنقرة (زمان التركية) – تشن إسرائيل حملة كبيرة لزعزعة الاستقرار والدمار في سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، مما يضع السلطة الجديدة في سوريا بمأزق كبير.
وانتهكت إسرائيل القانون الدولي بشكل صارخ وتجاهلت سيادة سوريا بقصفها البلاد بشكل متهور واستيلائها بشكل غير قانوني على المزيد من الأراضي السورية.
فور الإطاحة بنظام الأسد، شنت القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية مئات الهجمات مما أدى إلى القضاء على بقية جيش النظام السابق. ولم تكتفي تل أبيب بالسيطرة على مرتفعات الجولان المحتلة فحسب، بل سرعان ما سيطرت القوات البرية الإسرائيلية على المزيد من الأراضي في جنوب غرب سوريا وإنشاء “منطقة عازلة” بها.
وتزعم إسرائيل أن كل هذه الخطوات ضرورية من أجل أمنها القومي، حيث طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بنزع سلاح جنوب سوريا محذرا من أن القوات المرتبطة بالحكومة السورية الجديدة يجب أن تبقى خارج هذه المنطقة من سوريا، في حين تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بإبقاء قوات الاحتلال لبلاده في سوريا لفترة غير محددة من الزمن.
وفي نهاية فبراير/ شباط الماضي، أعلن كاتس أن إسرائيل “لن تسمح لجنوب سوريا بأن يصبح جنوب لبنان”.
يرى العديد من المراقبين أن موقف إسرائيل بعد تغيير النظام في سوريا هو محاولة لمنع الاستقرار وإعادة الإعمار والتنمية في البلد الذي مزقته الحرب وليس مخاوف أمنية مشروعة.
وذكر يوسف جان، المحلل في برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون، خلال العريضة التي تقدم بها لموقع The New Arab أن الأمر بمثابة نزعة توسعية أكبر من كونه دفاعي ومن الصعب زعم غير ذلك.
ما تريده إسرائيل في نهاية المطاف ألا تصبح سوريا دولة قوية نهائيا بصرف النظر عمن يتولى إدراتها.
وفي ضوء التطورات الإقليمية مثل الضعف الشديد لحزب الله في لبنان العام الماضي وسقوط الأسد في سوريا، تحاول إسرائيل خلق حقائق جديدة على الأرض في منطقة الشام. وفي هذا النظام الذي تفرضه إسرائيل، لن تكون أي دولة أو جهة فاعلة غير حكومية في وضع يمكنها من تحدي الهيمنة العسكرية لإسرائيل أو إجبار تل أبيب على دفع ثمن موقفها من الإبادة الجماعية في غزة أو توسعها في مبادرتها الاستعمارية في الضفة الغربية أو عدوانها الذي لا يمكن تصوره في لبنان.
وذكرت كارولين روز، مديرة معهد نيو لاينز، أن إسرائيل تفضل جارا ضعيفا وغير مستقر لن يهدد بهجوم مضاد أو هجوم مضاد عبر الحدود.
وأفاد كرم شعار، مدير الاستشارية المحدودة وكبير الباحثين غير المقيمين في معهد نيو لاينز، أن ما تحاول إسرائيل تحقيقه هو في الأساس إرسال إشارات واضحة إلى حكومة دمشق مفادها “نحن أعداء ونريد أن تستمر هذه العلاقة على هذا النحو” قائلا: “أعتقد أن هذا في الواقع يخدم مصالح إسرائيل، فما الذي يمكن أن يكون أفضل من وجود دولة ضعيفة ومجزأة لدرجة أنها يمكن أن تقول الكثير من الأشياء السلبية لك، لكنها لا يمكن أن تؤذيك بشكل فعلي؟ ليس لديهم القدرة على إيذائك. هذا عدو مثالي، وجميع السياسيين بحاجة إلى عدو. بالتأكيد عدو ضعيف، وهذا يساعد الإسرائيليين في الحصول على الدعم من الولايات المتحدة. هذا يساعدهم في الحصول على الدعم من الاتحاد الأوروبي من خلال تصوير أنفسهم كضحايا “.
التصدي لتركيا في سوريااحتمال وجود تحالف عسكري بين تركيا وسوريا ما بعد الأسد يهدد رؤية إسرائيل لسوريا وبالتالي بقية بلاد الشام، فاللاعبون/المخططون الإسرائيليون يشعرون بالقلق من أن تلعب أنقرة دورا في حماية سوريا من عدوان تل أبيب وربما ردع إسرائيل عن الهجمات المستقبلية.
في هذا الإطار، فإن أحد الأهداف الرئيسية وراء قصف إسرائيل والاستيلاء الأراضي في سوريا هو منع تركيا من خلق بصمة عسكرية في البلد الذي مزقته الحرب.
وفي الوقت الذي يتهم فيه المسؤولون الإسرائيليون أنقرة بالرغبة في “حماية” سوريا، فإنهم يعربون عن قلقهم الشديد بشأن عواقب نفوذ تركيا المتزايد في سوريا. ويمكن اعتبار تنفيذ إسرائيل هجمات دمرت البنية التحتية العسكرية في سوريا في الأسابيع الأخيرة على أنها طريقة تل أبيب لمنع تركيا من إقامة موقع عسكري في سوريا.
قاعدة التيفور الجوية، التي تتمتع بموقع استراتيجي في غرب تدمر في وسط سوريا ويستخدمها النظام المخلوع منذ سنوات عديدة، تربط دمشق وحمص ببعضهما البعض. لذا فإن إسرائيل مصممة على تدمير جزء كبير من هذه القاعدة عبر الضربات الجوية الأخيرة. واستهدفت تل أبيب في عمليات عسكرية أخرى البنية التحتية الدفاعية في أماكن أخرى من سوريا، بما في ذلك في دمشق وحماة.
تدمير إسرائيل لهذه البنية التحتية العسكرية يعمل على تقويض قدرة أنقرة على إرسال مسيرات ومعدات لوجستية ثقيلة وأنظمة دفاع جوي إلى هذه المناطق من سوريا.
وردا على هذه الضربات الجوية، انتقد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إسرائيل لتأجيجها عدم الاستقرار في المنطقة “عن طريق التسبب في الفوضى وتغذية الإرهاب”. وذهب فيدان إلى حد وصف إسرائيل بأنها أكبر تهديد للأمن في الشرق الأوسط.
وفي تعليق منها على الأمر، أوضحت روز أن إسرائيل حاولت جعل تركيا تُعيد التفكير في إنشاء منشآت عسكرية دائمة أو شبه دائمة في سوريا وتعميق العلاقات الدفاعية مع الحكومة المؤقتة قائلة:”نفذت إسرائيل هجمات على قاعدة تيفور بعد أنباء عن تركيب تركيا لأنظمة دفاع جوي بالقاعدة. وزعم نتنياهو أن الوقت محدود لشن الهجوم لتجنب استهداف الوجود التركي”.
وعلى الرغم من هذا، أكد فيدان أن تركيا لا تريد مواجهة الإسرائيليين وأن الحكومة المؤقتة بقيادة أحمد شرع في سوريا يمكنها وضع سياساتها الخاصة ضد إسرائيل.
وفي خطوة مثيرة، استضافت أذربيجان، التي تجمعها علاقات وطيدة مع كل من تركيا وإسرائيل، مباحثات تهدف لخفض التصعيد بين أنقرة وتل أبيب في سوريا. وذكر مكتب نتنياهو في بيانه أن الطرفين طرحا مصالحهما في المنطقة واتفقا على مواصلة مسار الحوار للحفاظ على الاستقرار الأمني. وأعلن الوفد الإسرائيلي في أذربيجان أن خط تل أبيب الأحمر سيكون قاعدة تركية في منطقة تدمر. وصرح مسؤول إسرائيلي أن “مسؤولية حكومة دمشق منع مثل هذه الأنشطة التركية وأن أي نشاط يعرض إسرائيل للخطر سيهدد إدارة الشرع”.
حقيقة أن الولايات المتحدة مثل أذربيجان هي حليف وثيق لكل من تركيا وإسرائيل يدل على أن واشنطن لديها مصلحة في تهدئة التوترات بين أنقرة وتل أبيب في سوريا.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد تطرق قبل يومين من اجتماع الوفدين التركي والإسرائيلي في أذربيجان إلى دور تركيا في سوريا ما بعد الأسد خلال لقائه مع نتنياهو في المكتب البيضاوي. وأشاد ترامب بعلاقته الرائعة مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي وصفه بأنه “زعيم قوي و ذكي حقق شيئا لم يستطع أي شخص آخر تحقيقه.
وكانت تلك إشارة، على الأقل في نظر ترامب، إلى تركيا التي نسقت عملية الإطاحة بنظام الأسد في أواخر العام الماضي.
وطالب ترامب نتنياهو بحل أي مشكلات عالقة مع تركيا قائلا: “كما تعلمون، لدي علاقة جيدة جدا مع تركيا وقادتها وأعتقد أنه يمكننا حلها. آمل ألا تكون هذه مشكلة. ولا أعتقد أنها ستكون مشكلة”.
على الرغم من أن البيت الأبيض في تحالف وثيق للغاية مع إسرائيل في الحرب على قطاع غزة، فإن قضية دور تركيا في سوريا ما بعد الأسد يمكن أن تكون مصدر توتر بين ترامب ونتنياهو. فعلى عكس وجهة نظر إسرائيل لأنقرة في سوريا باعتبارها تهديدا خطيرا لمصالح إسرائيل، يبدو أن ترامب يتخذ موقفا إيجابيا بشأن دور تركيا في سوريا.
على الأقل في الوقت الحالي، لا يبدو أن مثل هذه التوترات حول سوريا في العلاقات التركية الإسرائيلية على وشك الحل على الرغم من جهود واشنطن وباكو للحد من الاحتكاك بين أنقرة وتل أبيب، فعد فترة وجيزة من اجتماع الوفدين في أذربيجان، صرح أردوغان في خطابه في منتدى أنطاليا الدبلوماسي بأن “تركيا لن تسمح بانجرار سوريا إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار” واتهم إسرائيل بمحاولة تقويض “الثورة” التي أطاحت بالأسد.
ومستقبلا، من المرجح أن تكلف الديناميكيات النابعة من صراع تركيا وإسرائيل على النفوذ في سوريا ستُكلّف الكثير من أجل تشكيل عملية الانتقال الهشة في البلد الذي مزقته الحرب وموقعه في النظام الجيوسياسي في المنطقة.
يؤكد مهران كفراما، الأستاذ الحكومي في جامعة جورج تاون في قطر، أن تحول سوريا لدولة ضعيفة ومنهارة بعد عام 2011 جعلها ساحة حرب لدول كإيران وروسيا وقطر والمملكة العربية السعودية وأن سوريا تحولت لمنطقة تنافس بين تركيا وإسرائيل في ظل الظروف الجديدة بالوقت الراهن قائلا: “لا يريد أي من الطرفين صراعا مفتوحا في هذه العملية ولا يريدان مواجهة الولايات المتحدة. وتهدف الهجمات الإسرائيلية في سوريا إلى زيادة التكلفة اللوجستية لنشر القوات التركية في البلاد وضمان أن تصبح المرافق غير صالحة للاستخدام لأي أغراض عسكرية في المستقبل “.
إضعاف إيران في سوريا وإشراك الدروز
لا تزال سياسة إسرائيل الخارجية تجاه سوريا تركز إلى حد كبير على إيران على الرغم من أن سقوط الأسد لم يقضِ كليا على نفوذ إيران في سوريا، فضمان ألا تكون سوريا مرة أخرى قناة سلاح لحزب الله أو دولة توفر أي عمق استراتيجي للجماعة اللبنانية المدعومة من طهران هو أولوية قصوى لصانعي السياسة الإسرائيليين.
ويرى جان أنه على الرغم من أن الحكومة السنية الجديدة في دمشق ليست من المعجبين بطهران فإن إسرائيل لا تترك الأمر للصدفة. لذا تستهدف إسرائيل الكيانات التي تشتبه بارتباطها بإيران وبقايا حزب الله.
وترى تل أبيب أنه لا يمكن السماح لسوريا بأن تصبح ممرا للأسلحة أو نقطة ارتكاز استراتيجية لإيران. وتصر تل أبيب على بناء منطقة عازلة في سوريا يمكنها حماية إسرائيل من أي جماعة تعتبرها معادية سواء كانت جماعات مرتبطة بإيران أو قوات مدعومة من تركيا مرتبطة بالحكومة السورية الجديدة.
وأوضح جان أن تواصل إسرائيل مع الدروز في سوريا هو جزء من مساعيها لإقامة منطقة عازلة قائلا: “إسرائيل تريد أكثر من مجرد النجاح التكتيكي على المدى الطويل، فهى تسعى إلى تحويل سوريا ما بعد الحرب إلى دولة تعترف بالخطوط الحمراء الأمنية لها وحتى هيمنتها في الجولان. حاليا ، تراهن من خلال الاستيلاء على الأراضي على إمكانية التفاوض لاحقا بالتخلي عن بعض الأجزاء من المنطقة العازلة بل والاعتراف بها مقابل الضمانات”.
يبدو أن إسرائيل تحرز بعض التقدم في سوريا في الوقت الحالي، غير أن هناك بعض المخاطر التي تتعرض لها تل أبيب، حيث يحذر بعض الخبراء من أن مثل هذا النهج من المرجح أن يأتي بنتائج عكسية مشيرين إلى أن إسرائيل تحاول تعزيز العلاقات مع الأقلية الدرزية السورية من خلال الاستيلاء على المزيد من الأراضي في سوريا وقصف أجزاء من البلاد.
ويرى جان أن سعى اسرائيل لتشكل سوريا ما بعد الأسد يبدو ناجحا بالوقت الراهن حيث تسيطر إسرائيل على جنوب سوريا وتم طرد إيران وتتصرف تركيا بحذر ولا يمكن لدمشق أن تتراجع، غير أن هناك مشكلة وهى أن الاحتفاظ بهذه المنطقة على المدى الطويل محفوف بالمخاطر.
وأشار جان إلى انزعاج بعض الجماعات الدرزية من سيطرة إسرائيل على المنطقة واندلاع بعض المواجهات بالفعل قائلا: “الاستراتيجية التي تؤمن الحدود اليوم يمكن أن تأتي بنتائج عكسية إذا كانت تنفر الحلفاء المحليين أو توحد السوريين. وقد يزداد الضغط الدولي أيضا. لا يزال لروسيا قوات في سوريا وقد لا تتسامح مع وجود إسرائيلي دائم”.
بغض النظر عن كيفية تطور هذه الديناميكيات، من الواضح أن إسرائيل تعتقد أنها تعزز مصالحها الإقليمية من خلال تعميق الانقسامات العرقية والدينية في سوريا للحد من احتمال قيام دولة سورية قوية وموحدة تنبثق من سقوط الأسد. وإذا امتلكت الجماعات الدرزية في السويداء منطقة حكم ذاتي، فقد يشكل هذا التطور سابقة من شأنها أن تدفع مجتمعات الأقليات الأخرى إلى زيادة مطالبها بالحكم الذاتي.
هذا النهج تجاه سوريا، الذي ترغب تل أبيب من خلاله تفكيك الدولة العربية، له جذور عميقة في تاريخ إسرائيل، حيث يعود تاريخ عقيدة “تحالف الأقليات” بالسياسة الخارجية الإسرائيلية، التي تتعامل بهاا تل أبيب مع مجتمعات الأقليات في الدول العربية مثل لبنان والعراق والسودان، إلى عقود.
التطبيع السوري مع إسرائيللدى واشنطن رغبة في رؤية التطبيع بين إسرائيل وسوريا. وقد أعرب مبعوث ترامب الخاص لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن هذا الأمر.
وإذا انضمت الحكومة السورية الجديدة إلى اتفاقات أبراهام، فسيتعين فهم ذلك في سياق نقاط ضعف البلاد ورغبة دمشق في اكتساب الشرعية في نظر الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، إذ يبدو أن رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية هو الأولوية القصوى للشرع والمقربين منها. وهذا يتطلب تحسين صورة الحكومة السورية، التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام، في واشنطن والعواصم الأوروبية.
لذلك ليس من المستبعد أن يجبر الضغط الغربي والإسرائيلي دمشق على قبول شكل من أشكال التطبيع مع تل أبيب.
ويوضح كفراما أن الإدارة السورية الجديدة أظهرت ترددا واضحا أو افتقار للقدرة فيما يتعلق بالاعتداءات الاسرائيلية أو سرقة المعدات العسكرية السورية وما يعكس اهتمام دمشق في الوقت الراهن على الأقل بتعزيز قوتها السياسية أكثر من الدفاع عن المصالح الوطنية للبلاد قائلا: “إذا كان هذا هو الحال بالفعل، فيمكننا أن نرى أن تطبيع في العلاقات بين سوريا وإسرائيل بحوافز اقتصادية ودبلوماسية كافية من واشنطن “.
إذا وافقت دمشق على التطبيع مع إسرائيل، فستكون هناك تكاليف عالية تدفعها حكومة الشرع. ويؤكد شعار أنه حتى وإن أبدت اسرائيل استعدادا لإبرام اتفاق سلام مع دمشق، فإن الشرع سيكون “مترددا جدا” في قبوله نظرا لمعرفته برد الفعل على مثل هذا الاتفاق للسلام.
وأضاف شعار أنه لا يعتقد أن تقترح إسرائيل هذا إن لم تسترد سوريا جميع الأراضي المحتلة نظرا لأن هذا الأمر سيضع الشرع في مأزق.
هذا وأفاد جان أن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي السورية “أزال محادثات السلام السورية الإسرائيلية من على الطاولة” حتى وإن أعلن الشرع انفتاحه بشكل عامعلى التطبيع مع تل أبيب مشيرا إلى أن عدوان إسرائيل بعد الأسد على سوريا “قضى على أي فرصة للتطبيع مع دمشق على الأقل في المدى القصير”.
وشدد جان أن هضبة الجولان لا تزال تشكل عقبة أساسية قائلا: “وكما ذكر الشرع في فبراير، فإن هذه القضية حساسة من الناحية السياسية لدرجة لا يمكن حتى طرحها في ظل مواصلة إسرائيل لاحتلال أراضي سورية. ولم تحتفظ إسرائيل بالجولان فحسب، بل توسّعت إلى ما أبعد من ذلك “.
وأكد جان أن كل صاروخ يسقط على الأراضي السورية يزيد من غضب الشعب ويجعل التطبيع انتحارا سياسيا لدمشق وأنه لا يمكن لأي زعيم سوري، وخاصة زعيم يحاول تعزيز شرعيته بعد الحرب، أن يتحدث عن السلام في ظل الطائرات الإسرائيلية لبلاده وهو ما يجعل التطبيع غير ممكن على المدى القريب.
Tags: أحمد الشرعاتفاقيات أبراهامالتطبيع بين سوريا واسرائيلالتطورات في سورياالدروزالغارات الاسرائيلية على سوريا