لا مستقبل بفلسطين.. حملة استيطانية ضد الغزيين
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
أثارت لافتات ضخمة بعنوان “ لا مستقبل بفلسطين” موجة غضب في صفوف الفلسطينيين، وقلقاً حقيقيّاً من أهدافها الخطيرة، بعد انتشار الافتات على الطرق الرئيسة في الضفة الغربية.
وحسب الشرق الأوسط، عقّب ناشطون فلسطينيون عليها بكلمات إدانة شديدة اللهجة، فكتب أحدهم على شبكات التواصل الاجتماعية: «الرسالة واضحة، بعد التهجير في غزة سيأتي دور فلسطينيي الضفة الغربية».
وكتب آخر: «اللصوص الإسرائيليون لم يعودوا يخجلون من أهداف الإبادة والترحيل». وكتب ثالث: «الشعب الفلسطيني يحتاج إلى حماية دولية، فالخطر حقيقي على وجودنا».
وتبيّن أن الجهة التي بادرت بنشر هذه الإعلانات هي حركة تحمل اسم «مُقاتلون من أجل الحياة»، والتي تأسست سنة 2021، إثر زيادة عمليات الفلسطينيين المسلحين وقذف المستوطنين بالحجارة، فراحت تهاجم حكومة اليمين بالادعاء بأنها «لا تتخذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الإرهاب الفلسطيني»، وأنها تعتقد بسذاجة أن منح الفلسطينيين تصاريح عمل سيُخفف من عدائهم لإسرائيل.
وتوجّهت إلى المستوطنين اليهود في الضفة الغربية تدعوهم للرد على كل عملية قذف حجارة بملاحقة الفلسطينيين حتى أبواب بيوتهم. وطالبت المستوطنين بحمل السلاح، وعدم التردد في تحييد مَن يهاجمهم، وأقاموا مئات المظاهرات في الضفة الغربية، شارك في عدد منها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير.
بث اليأس في نفوس الفلسطينيين
وتستهدف حملتهم الجديدة بث اليأس في نفوس الفلسطينيين كي يرحلوا. وبموجبها ينشرون لافتات شوارع ضخمة تظهر فيها صورة الفلسطينيين في قطاع غزة وهم يهربون، ويرحلون من مكان لآخر، وكتبوا بجانبها باللغة العربية: «لا مستقبل في فلسطين».
وقال نشطاء في مقر الحركة، فضلوا عدم نشر أسمائهم: «لسنين طويلة، كان قادتنا يدفعون العرب للاعتقاد بأنهم سيحصلون على دولة فلسطينية، ما يشعل الأمل في قلوبهم لتنفيذ الهجمات. لقد حان الوقت لنقول لهم الحقيقة. ودفعهم إلى الهجرة، وتشجيع الاتجاه المتزايد بينهم للرغبة في الهجرة. في العام الماضي، لاحظنا ظاهرة في الضفة الغربية تتنامى نتيجة الحرب في غزة، من العرب الذين يقررون الهجرة إلى الخارج أو يبحثون عن ذلك علناً، بعد أن أدركوا أن الجمهور الإسرائيلي قد قرر ألا تقام دولة فلسطينية على مقربة من مطار بن غوريون. وبعد (سمحات توراة) (هجوم «حماس» على بلدات غلاف غزة في السابع من أكتوبر «تشرين الأول» 2023)، فهمنا جميعاً بأنه لا يمكن العيش بجوار العدو. إما نحن وإما هم. في النهاية، الشعب الإسرائيلي سوف يُسيطر على جميع أرض إسرائيل، وفقط مَن يقبل هذا سيبقى هنا. الوقت قد حان للتوقف عن الكذب عليهم... لا مستقبل في فلسطين».
ونشر مقر «مُقاتلون من أجل الحياة» بياناً جاء فيه: «الحرب من أجل البلاد ليست مجرد حرب، هي حرب روحانية لتحقيق هدف شعب إسرائيل، وإن تنازلنا أو تجاهلنا ذلك سنواجه مذبحة أخرى. تعلمنا في غزة إن لم نقم نحن بإخضاع العدو، فسيقوم هو بإخضاعنا. الصحيح لغزة صحيح أيضاً ليهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية). احتلال، وطرد، واستيطان».
طرد جميع العرب من فلسطين
وقد قابل الفلسطينيون نشر هذه اللافتات بغضب شديد، وعلقوا في قناة «تلغرام» -رائدة في بيت لحم- على اللافتة، ودققوا بالكتابة فيها، محذرين من أن الحديث يدور عن رغبة لطرد جميع العرب من فلسطين: «ذكر في اللافتة لا يوجد مستقبل في فلسطين، أي أن الحديث عن فلسطين كلها، ليس فقط غزة والضفة الغربية، أيضاً من القدس وباقي مناطق البلاد، يريدون طرد جميع الفلسطينيين».
لا مستقبل بفلسطين
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الغزيين الفلسطينيين الطرق الرئيسة الضفة الغربية غزة التهجير فلسطينيي الضفة أجل الحياة عمليات الفلسطينيين المستوطنين اليهود فی الضفة الغربیة لا مستقبل
إقرأ أيضاً:
المعالجة الأمنية في الضفة الغربية
#المعالجة_الأمنية في #الضفة_الغربية _ #ماهر_أبوطير
كلما انتقدنا ما تفعله سلطة رام الله في مخيم جنين، من ملاحقة واقتتال، وقطع للكهرباء والمياه وغير ذلك، يخرج علينا البعض ليقول إن السلطة تحمي الفلسطينيين في الضفة الغربية من نسخ نموذج غزة، والتذرع بالفلتان الأمني لإعادة احتلال الضفة والتسبب بمقتلة وتهجير أهلها.
هذا الكلام يبدو في ظاهره منطقيا، لكنه غير منطقي، لعدة أسباب، أولها أنه لا يعقل أن تتزامن جرائم إسرائيل في نابلس وجنين ومناطق ثانية مع ما تفعله قوات السلطة، فالكل يقتل المقاومين، ويقتحم ويحاصر، وكأن السلوك يبدو مشتركا، إضافة إلى أن السلطة تغدق هذه الأيام في تقديم الخدمات آخرها تسليم فلسطينية إلى إسرائيل، وهذا دور أمني معروف وقديم، وليس جديدا، لكنه للمفارقة يتواصل بعد كل مذابح غزة التي عشناها، لكن بذريعة وطنية.
إسرائيل لاتحتاج إلى مبررات من أجل إعادة احتلال الضفة الغربية، أو فرض السيادة عليها، أو قتل أهلها، وهذا يعني أن قمع الفلسطينيين نيابة عن إسرائيل بذريعة عدم توفير حجة لإسرائيل مجرد وهم، وكلنا قرأنا وسمعنا عن مخططات إسرائيل في الضفة الغربية في عام 2025، وهي مخططات سيتم تنفيذها حتى لو لم يتم إطلاق رصاصة واحدة في الضفة.
مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2025/01/09السلطة تعتقد أن إبراق رسائل لواشنطن حول السيطرة الأمنية قبيل وصول الرئيس الجديد سوف يساهم، في كبح المشروع الإسرائيلي، وهذا يفسر ضغط واشنطن على إسرائيل، لتأمين وصول الأسلحة والذخائر إلى السلطة لتجفيف ما تعتبره إرهابا، وهذا يعني تورطا في دور وظيفي أعلى من المراحل السابقة، لكنه لن يؤدي إلى أي نتيجة، لأن المخطط الإسرائيلي متواصل في الضفة الغربية منذ اتفاقية اوسلو، ولم يبق سوى 18 بالمائة من مساحة الضفة الغربية للفلسطينيين حيث تمثل الضفة 22 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية.
الكونغرس يريد شطب مسمى الضفة الغربية واستبداله بيهودا والسامرة، والحسابات الرسمية الإسرائيلية تنشر خرائط عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيها خريطة اسرائيل التاريخية التي تضم كل فلسطين التاريخية، وأجزاء من الأردن، وسورية ولبنان، وكل تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تتحدث عن تفكيك السلطة، وإعادة احتلال الضفة، والبحث عن حل للتخلص من الشعب الفلسطيني حتى لو كان نائما لا يطلق رصاصة واحدة.
بهذا المعنى تبدو مبررات السلطة غير قائمة، وغير منتجة، ولأن الضفة الغربية تعد جزءا من الأمن الوطني للأردن، فلا بد أن تتوقف السلطة عن المعالجة الأمنية، لأنها تقود الضفة أيضا إلى اقتتال داخلي وتمدد في المواجهات الدموية، وهو ما قد يخدم إسرائيل، خصوصا، أن أهالي الضحايا هم من عائلات وعشائر كبيرة أيضا، في مجتمع يتعرض إلى ضغط غير مسبوق، بعد مقتل أبرياء من رجال ونساء.
من حقنا أن نسأل عن الذي يتسبب بدب الفوضى فعليا في الضفة، أهلها وشبابها، أو الطرف الذي يعالج أمنيا بطريقة خاطئة ومتهورة ويستدرج الضفة نحو مقتلة كبرى بين أهلها ومؤسساتها، لتكون المفارقة هنا أن هكذا معالجات أمنية كارثية، هي التي ستجلب إسرائيل إلى الضفة، بما يعني أن وقف هذه المعالجة الأمنية بالحسنى، والوصول إلى تهدئة، أفضل بكثير من مواصلة ذات الطريقة التي يتم تزيينها بتسكين الضفة وعدم منح إسرائيل أي مبررات، على اعتبار أن الاحتلال بحاجة لمبررات أصلا لاحتلال الضفة أو تهجير أهلها.
مصلحة الأردن أن يحمي استقراره، واحد عوامل الاستقرار في الجوار، ضمان عدم انهيار الوضع في الضفة، لذلك يتوجب على السلطة في رام الله التوقف عن هذه المعالجة الأمنية التي تستجلب رد الفعل، والثأر، والفوضى، ولن تحمي الضفة من إسرائيل.
هكذا معالجات أمنية تفيد الإسرائيلي في الحسابات الإستراتيجية، وتضر الأردن، ويدفع ثمنها الفلسطيني.
الغد