يمن مونيتور/ وكالات

شيع مئات السوريين اليوم الخميس جثمان الناشط السوري المعارض مازن حمادة الذي عثر على جثته قبل أيام مع عشرات الجثث، التي تعود لسجناء من سجن صيدنايا سيئ الصيت، أعدمهم النظام قبل سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وانطلق التشييع من مستشفى المجتهد قرب حي الميدان الدمشقي عند التقاطع مع شارع خالد بن الوليد، وعرفت هذه المناطق المظاهرات المناهضة لحكم الأسد منذ بدء الاحتجاجات عام 2011.

وردد المشيعون هتافات الثورة، لتُسمع في شوارع دمشق الرئيسية وساحاتها، على مرأى من الجميع. بأصوات مبحوحة، وبكاء حاضر، يحمل المشيعون صورا لشهداء ومغيبين سوريين، لتخليد ذكراهم، يهتفون “دمّ الشهيد.. مو نسيانينو”، و”أم الشهيد كلنا ولادك”.

مازن حمادة معتقل سوري سابق هرب من الجحيم إلى هولندا، ثم ظهر في مقابلة تلفزيونية يفضح وحشية النظام السوري وتعذيبه للمعتقلين.
مازن كان يشرح كل شيء حدث بالتفصيل لكن عندما تم سؤاله "ما شعورك تجاه الذين عذبوك ؟ " توسعت حدقة عينه ، نزلت دمعته وأجاب : pic.twitter.com/lFgVi9N5oc

— ناصر بن عوض القرني (@NasserAwadQ) December 3, 2024

الثورة والنصر

وأقيمت صلاة الجنازة في جامع عبد الرحمن بن عوف قرب المستشفى، وانطلق موكب التشييع هبوطا باتجاه محطة الحجاز في شارع النصر، المطلّة على شارع الثورة لتكتسي الأماكن بمسمياتها.

كما مرّ التشييع قرب قصر العدل، وأصوات المتظاهرين تطالب بالقصاص من رموز النظام القاتل، مرددين “والله لنأخد بالتار، من ماهر ومن بشار”، “الشعب يريد إعدام الأسد”.

اعتقال فرحيل ثم عودة مفاجئة

واعتقل النظام مازن حمادة مع بداية الثورة عام 2011 عدة مرات قبل أن يطلق سراحه بعد سنوات من الاعتقال والتعذيب ليتوجه إلى أوروبا ويحصل على اللجوء في هولندا، وعاد إلى سوريا مجددا منذ 4 أعوام ليجدد النظام اعتقاله قبل العثور على جثته الاثنين الماضي.

حمادة المنحدر من محافظة دير الزور شرق سوريا وكان يعمل في شركة نفط أجنبية قبل اعتقاله عام 2011، اشتهر بعد تقديم شهادته أمام عدسات وسائل إعلام وكذلك في أفلام وثائقية ومؤتمرات عن المعتقلين والمختفين قسريا في سجون الأسد شرح فيها ظروف الاعتقال والتعذيب الوحشية والمسالخ البشرية الموجودة في سجون الأسد، كما كان مساهما في إجراءات دولية لمحاكمة نظام الأسد.

وأمضى حمادة ما يقارب 3 سنوات في سجون الأسد، وبعد إطلاق سراحه عام 2014، قدم شهادته التفصيلية في أنحاء العالم على التعذيب الذي تعرض له في سوريا قبل أن يستقل الطائرة فجأة عام 2020 عائدا إلى دمشق، حيث اختفى فور وصوله إلى المطار.

وبعد تقديم شهادته الشهيرة أطلق ناشطون عليه لقب “الميت المتكلم” وأعادوا ذلك، لأنه نجا من الموت الذي يهدد أي معتقل في سجون الأسد، وكذلك لتعابير وجهه الجامدة والحزينة والآثار النفسية التي خلفها فيه التعذيب في سجون النظام.

وقالت الصحفية ورد نجار تعليقا على العثور على جثة مازن حمادة: “قتلوا مازن حمادة عدة مرات.. مات قلبه وعقله وشعوره كل على حدة.. والآن بعد سقوط الطاغية وجلاديه، انتشرت صورة جثة مازن فأدركنا أنه مات جسدا ولكن لم ولن تموت ذكراه فينا بل وحتى سنخلّدها للأجيال القادمة”.

وتبقى قصة قرار عودة حمادة إلى سوريا مجددا بعد ما تعرض له من تعذيب في سجون الأسد لغزا لم يقدم أي من المقربين له حتى اليوم إجابة شافية عنه، فبينما يقول بعضهم إنه عاد إلى سوريا لزيارة عائلته بعد حصوله على “الأمان” وتطمينات من نظام الأسد بأنه لن يمسه، أشار البعض إلى أنه كان يعاني حالة اكتئاب حادة عند اتخاذه القرار وهذا ما ظهر في مقاطع فيديو وأكثر من بث مباشر ظهر فيها قبل عودته إلى سوريا.

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: انتهاكات سجون الأسد سوريا مازن حمادة فی سجون الأسد مازن حمادة إلى سوریا

إقرأ أيضاً:

من هو أحمد العودة الذي يُهدّد زعامة أحمد الشرع في سوريا؟

نبّهت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية إلى وجود شخصيات قوية من المُقاتلين السوريين تُنافس مكانة قائد العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع، وتحظى بدعم دولي خاصة مع تشكيلها عائقاً ضدّ جماعات جهادية مُقاتلة، وهو ما قد يُعرّض وحدة البلاد للخطر.

وسلّطت اليومية الفرنسية الضوء بشكل خاص على أحمد العودة كشخصية أساسية لا يبدو أنّها تميل إلى مبايعة السلطة الجديدة التي تأسست في دمشق بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) كخطوة أولى على طريق توحيد سوريا.

Syrie : qui est Ahmad al-Audeh, l’autre homme fort qui pourrait mettre en danger l’union du pays ?
➡️ https://t.co/1WqLiNKoVU pic.twitter.com/MQ0NKRbWFT

— Le Parisien (@le_Parisien) January 8, 2025 رسالة العودة للشرع ونقلت عن العقيد نسيم أبو عرة المُتحدّث الرسمي باسم "غرفة عمليات الجنوب"، التي تضم القوات المُسيطرة على منطقة درعا جنوب سوريا بزعامة العودة، قوله "لسنا مُقتنعين بفكرة حلّ الجماعات المسلحة"، مُضيفاً أنّ "لدينا أسلحة ومُعدّات ثقيلة، ويُمكن دمجنا ضمن وزارة الدفاع السورية لكن كجسم عسكري يُحافظ على استقلاليته".
ومن أجل ترجمة الكلمات إلى أفعال، تباهى العودة في 4 يناير (كانون الثاني) 2025 بتنظيم عرض كبير لقواته- التي يُقدّر عددها بحوالي 7000 رجل، كثير منهم ضباط سابقون في الجيش السوري- وذلك ما بين مدينة درعا، قاعدته الرئيسية، ومدينة إزرع التي تبعد 80 كم جنوب دمشق. ولا شك أنّ أحمد الشرع قد تلقى الرسالة من "حليفه"، لكن إلى متى؟ تقول "لوباريزيان".

8. On January 4, 2025, Al-Awda showcased his military strength with a significant parade between Bosra ash-Sham, his main base, and Izra, this a week after HTS marched its forces to Umayyad Sq, and was seen as a signal to Al-Shara’a’s newly formed defense ministry highlighting… pic.twitter.com/7GzViASak0

— Rami Jarrah (@RamiJarrah) January 6, 2025 خطر تقسيم سوريا ورأى الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي رونان تيزوريير، في ذلك نذير صراع ناشئ داخل القوى التي تولّت السلطة في سوريا بعد سقوط الأسد. واعتبر أنّ العودة يُمثّل تهديداً مُحتملاً يُمكن أن يؤدي إلى تقسيم سوريا بشكل دائم، كما يتفق العديد من المراقبين الإقليميين، باعتبار أنّ هذا الرجل القوي هو المُنافس الرئيسي لزعيم البلاد الجديد أحمد الشرع.
ويُواصل العودة القائد السابق لأحد فصائل الجيش السوري الحر في درعا، إرسال إشارات عدم الثقة تجاه قائد القوات القادمة من شمال سوريا أحمد الشرع. ووصف مُراقبون العودة بالمُقاتل ذي المظهر المقلق، والذي غيّر ولاءاته عدّة مرات في السنوات الأخيرة، اعتماداً على اتجاهات رياح القوة، وهو معروف بعلاقاته الجيدة مع روسيا.

3. While his association with Russia and Iran was seen as a pragmatic move to maintain influence in the region Al-Awda essentially benefited Assad and his allies, against Syrians who opposed the Assad regime, and through an agreement allowed both Russia and Iran to place Daraa… pic.twitter.com/mQKOtyX3Lf

— Rami Jarrah (@RamiJarrah) January 6, 2025 ويُثير أحمد العودة جدلاً لأنّ القوات الروسية التي دعمت الأسد، أشرفت في عام 2018 على صفقة سمحت لقوات النظام السوري باستعادة السيطرة نظرياً على محافظة درعا، لكن بدعم من قوات أحمد العودة الذي تمكّن لذلك من السماح لمجموعته المُقاتلة بالاحتفاظ بأسلحتها، وفي الواقع، دعم نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وبينما يُنظر إلى ارتباطه بروسيا وحليفتها إيران على أنه خطوة عملية كانت تهدف إلى الحفاظ على نفوذه في المنطقة، فقد اعتبر الكثير من السوريين ذلك خيانة لشعبه. أوّل من دخل دمشق في بداية ديسمبر (كانون الأول) 2024، وبينما كانت القوات المُناهضة للأسد بقيادة الشرع تتقدّم نحو دمشق، قامت "هيئة تحرير الشام"، التي تتولى زعامة السلطة الآن، بتشكيل عسكري تحالف مناسب مع قوات "غرفة العمليات الجنوبية" بقيادة العودة الذي فكّ تحالفه مع روسيا ونظام الأسد، حاشداً قواته لاختراق العاصمة. وفي 7 من الشهر الماضي وصلت قواته إلى أطراف المدينة، وفي اليوم التالي دخلت دمشق أولاً قبل قوات الشرع.
وانتشر رجال أحمد العودة، الذين يُمكن التعرّف عليهم من خلال عماماتهم المربوطة حول رؤوسهم، حول البنك المركزي السوري وفي عدّة أحياء بالعاصمة. ويتهمهم البعض بنهب المؤسسة المصرفية الوطنية. وقال قائد عسكري سوري "لقد حدثت الفوضى لكننا تمكّنّا خلال فترة وجيزة من السيطرة على المؤسسات الحيوية لضمان حمايتها".

#Syrie : qui est Ahmad al-Audeh (Ahmed al-Awda), l’autre homme fort qui pourrait mettre en danger l’union du pays ? https://t.co/IdN2FvVEyh cc @ThomasPierret

— Ronan Tésorière aka Ron T. (@RonTesoriere) January 8, 2025 وأضاف المتحدث باسم القوات الجنوبية أنّ رجاله قاموا لفترة من الوقت بتوفير الأمن لعدّة سفارات عربية، واصطحبوا دبلوماسيين متمركزين في دمشق إلى فندق كبير في العاصمة كملجأ لهم. كما شجّعوا على المرور الآمن للدبلوماسيين إلى الحدود السورية مع الأردن. دور استراتيجي للعودة وفي هذا السياق المُشتعل، التقى العودة بالزعيم الجديد للبلاد، أحمد الشرع، في 12 ديسمبر (كانون الأول) خلال اجتماع بين مُناهضي الأسد، لكنّه لم يُشارك في الاجتماع الذي ترأسه الأخير في 25 من الشهر نفسه مع قادة عدّة مجموعات مسلحة أخرى قالوا إنهم قبلوا حلّها.
وبالنسبة للمُتخصصين في شؤون المنطقة، فإنّ للعودة موقع ضروري في المشهد السياسي المستقبلي للبلاد، خاصة أنّ لديه علاقات دولية كبيرة، ويرى فيه البعض "رافعة استراتيجية مهمة"، كما يؤكد توماس بيريت، الباحث المتخصص في الشأن السوري في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي.
وعلى المستوى الإقليمي، يُمكن أن يُمثّل العودة قوة مُضّادة حقيقية، وأن يكون على رأس كيان مستقل يتمتع بحكم شبه ذاتي إذا كانت القوة المركزية في دمشق ضعيفة للغاية. ويُمكن للاعبين الدوليين الرئيسيين بعد ذلك أن يندفعوا إلى دعمه، خاصة أنّ العودة شكّل دائماً عائقاً أمام المُتمرّدين الإسلاميين منذ عام 2014، وفق بيريت.






مقالات مشابهة

  • تشييع جثمان الشيخ القبلي البارز نجيب الكامل الذي قتل إثر تدخله لحل نزاع على أرض في ذي السفال
  • كان لسه راجع من ايطاليا .. تشييع جثمان شاب لقي مصرعه في حادث بالمنوفية
  • السنوار الذي أسقط الأسد.. كيف نفهم ما حدث؟
  • كيف استُدرج الناشط السوري مازن حمادة ليُقتل في سجون النظام المخلوع؟
  • أميرات الحرية.. قصة أختين ناجيتين من ظلام سجون الأسد
  • السنوار الذي أسقط الأسد.. عن الجانب الصحيح من التاريخ
  • عائلة سورية لم شملها تحكي قصص سجون الأسد.. أب يقول عاملونا كالحيوانات وأم لم تصدق أن ابنها عاد إليها
  • سوريا بعد الأسد: فرصة للأردن أم تهديد لوجودها؟
  • رحلت قبل زفافها في حادث انهيار العقار.. تشييع جثمان عروس البحيرة
  • من هو أحمد العودة الذي يُهدّد زعامة أحمد الشرع في سوريا؟