سوريا.. تشييع جثمان مازن حمادة الذي فضح سجون الأسد وقضى فيها
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
يمن مونيتور/ وكالات
شيع مئات السوريين اليوم الخميس جثمان الناشط السوري المعارض مازن حمادة الذي عثر على جثته قبل أيام مع عشرات الجثث، التي تعود لسجناء من سجن صيدنايا سيئ الصيت، أعدمهم النظام قبل سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وانطلق التشييع من مستشفى المجتهد قرب حي الميدان الدمشقي عند التقاطع مع شارع خالد بن الوليد، وعرفت هذه المناطق المظاهرات المناهضة لحكم الأسد منذ بدء الاحتجاجات عام 2011.
وردد المشيعون هتافات الثورة، لتُسمع في شوارع دمشق الرئيسية وساحاتها، على مرأى من الجميع. بأصوات مبحوحة، وبكاء حاضر، يحمل المشيعون صورا لشهداء ومغيبين سوريين، لتخليد ذكراهم، يهتفون “دمّ الشهيد.. مو نسيانينو”، و”أم الشهيد كلنا ولادك”.
مازن حمادة معتقل سوري سابق هرب من الجحيم إلى هولندا، ثم ظهر في مقابلة تلفزيونية يفضح وحشية النظام السوري وتعذيبه للمعتقلين.
مازن كان يشرح كل شيء حدث بالتفصيل لكن عندما تم سؤاله "ما شعورك تجاه الذين عذبوك ؟ " توسعت حدقة عينه ، نزلت دمعته وأجاب : pic.twitter.com/lFgVi9N5oc
— ناصر بن عوض القرني (@NasserAwadQ) December 3, 2024
الثورة والنصر
وأقيمت صلاة الجنازة في جامع عبد الرحمن بن عوف قرب المستشفى، وانطلق موكب التشييع هبوطا باتجاه محطة الحجاز في شارع النصر، المطلّة على شارع الثورة لتكتسي الأماكن بمسمياتها.
كما مرّ التشييع قرب قصر العدل، وأصوات المتظاهرين تطالب بالقصاص من رموز النظام القاتل، مرددين “والله لنأخد بالتار، من ماهر ومن بشار”، “الشعب يريد إعدام الأسد”.
اعتقال فرحيل ثم عودة مفاجئة
واعتقل النظام مازن حمادة مع بداية الثورة عام 2011 عدة مرات قبل أن يطلق سراحه بعد سنوات من الاعتقال والتعذيب ليتوجه إلى أوروبا ويحصل على اللجوء في هولندا، وعاد إلى سوريا مجددا منذ 4 أعوام ليجدد النظام اعتقاله قبل العثور على جثته الاثنين الماضي.
حمادة المنحدر من محافظة دير الزور شرق سوريا وكان يعمل في شركة نفط أجنبية قبل اعتقاله عام 2011، اشتهر بعد تقديم شهادته أمام عدسات وسائل إعلام وكذلك في أفلام وثائقية ومؤتمرات عن المعتقلين والمختفين قسريا في سجون الأسد شرح فيها ظروف الاعتقال والتعذيب الوحشية والمسالخ البشرية الموجودة في سجون الأسد، كما كان مساهما في إجراءات دولية لمحاكمة نظام الأسد.
وأمضى حمادة ما يقارب 3 سنوات في سجون الأسد، وبعد إطلاق سراحه عام 2014، قدم شهادته التفصيلية في أنحاء العالم على التعذيب الذي تعرض له في سوريا قبل أن يستقل الطائرة فجأة عام 2020 عائدا إلى دمشق، حيث اختفى فور وصوله إلى المطار.
وبعد تقديم شهادته الشهيرة أطلق ناشطون عليه لقب “الميت المتكلم” وأعادوا ذلك، لأنه نجا من الموت الذي يهدد أي معتقل في سجون الأسد، وكذلك لتعابير وجهه الجامدة والحزينة والآثار النفسية التي خلفها فيه التعذيب في سجون النظام.
وقالت الصحفية ورد نجار تعليقا على العثور على جثة مازن حمادة: “قتلوا مازن حمادة عدة مرات.. مات قلبه وعقله وشعوره كل على حدة.. والآن بعد سقوط الطاغية وجلاديه، انتشرت صورة جثة مازن فأدركنا أنه مات جسدا ولكن لم ولن تموت ذكراه فينا بل وحتى سنخلّدها للأجيال القادمة”.
وتبقى قصة قرار عودة حمادة إلى سوريا مجددا بعد ما تعرض له من تعذيب في سجون الأسد لغزا لم يقدم أي من المقربين له حتى اليوم إجابة شافية عنه، فبينما يقول بعضهم إنه عاد إلى سوريا لزيارة عائلته بعد حصوله على “الأمان” وتطمينات من نظام الأسد بأنه لن يمسه، أشار البعض إلى أنه كان يعاني حالة اكتئاب حادة عند اتخاذه القرار وهذا ما ظهر في مقاطع فيديو وأكثر من بث مباشر ظهر فيها قبل عودته إلى سوريا.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: انتهاكات سجون الأسد سوريا مازن حمادة فی سجون الأسد مازن حمادة إلى سوریا
إقرأ أيضاً:
تشييع جثمان أصغر دليفري عجلة بالمنوفية|صور
اتشحت محافظة المنوفية بالسواد الممزوج بحالة من الحزن علي رحيل اعمار اصغر دليفري في المنوفية والذي يعمل دليفري علي عجلة
وشيع المئات من أهالي مركز الشهداء في محافظة المنوفية جثمان عمار منصور أصغر دليفري في المنوفية، والذي تربي يتيما وعاش وحيدا.
وأدى الأهالي صلاة الجنازة علي الجثمان وتم تشييعه إلى مثواه الأخير في مقابر الأسرة وسط حالة من الحزن بين الجميع.
جاء ذلك عقب التصريح بدفن الجثمان وسط دعوات الجميع من أبناء المدينة.
سادت حالة من الحزن بين أبناء مدينة الشهداء في محافظة المنوفية عقب وفاة الطفل المكافح عمار كما لقبه أهالي المدينة حيث رحل بشكل مفاجئ.
عمار صاحب ال 17 عاما ابن مدينة الشهداء، توفي والده منذ 5 سنوات وتزوجت والدته وتركته وحيدا حيث كان الابن الوحيد لأسرته فاضطر الي العيش والإقامة مع جدته ولكنها توفيت هي الأخرى.
اضطر عمار للعمل دليفري حيث ساعده أحد الأهالي بشراء عجلة للعمل عليها كدليفري وكان محبوبا بين جميع أبناء المدينة.
المرحوم عمار
وأكد أهالي المدينة، أن الخبر نزل كالصاعقة علي الجميع حيث كان عمار محبوبا بين الجميع وكان يعمل 12 ساعة يوميا ،حتي يتمكن من الصرف علي نفسه بعد وفاة والده.
وأضاف الأهالي أنه كان يرفض الحصول علي أموال من الأهالي دون عمل وكان يتمني أن يكبر ويعمل ويكون له مستقبل ولكن خطفه الموت بشكل مفاجئ.
وتابع الاهالي، أنهم فوجئوا بإعلان خبر وفاته بعد إصابته بحالة قيء وتوجه إلى المستشفي للحصول علي حقنة وتوفي بعد ذلك كما أعلنت أسرته.
وانتشرت منشورات النعي علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك لرثاء الطفل المكافح كما لقبه الأهالي رغم صغر سنه.
وفي وقت سابق أعلن مصدر مقرب من عمار الطيار الذي توفي مساء أمس الثلاثاء، عن موعد ومكان جنازة عمار أحمد منصور، الطالب الذي اشتهر بلقب "دليفري العجلة" أو "عمار الطيار"، في مدينة الشهداء بمحافظة المنوفية والذي سوف تشيع الجنازة اليوم الأربعاء بعد صلاة العصر من مسجد المستشفى، عمار، ، توفي بعد مسيرة طويلة من العمل الجاد، حيث كان يعتمد على نفسه في كسب رزقه من خلال عمله على دراجته الهوائية بعد وفاة والده وجدته، ليعيش مع عمته التي كانت تهتم به.
عمار كان محبوبًا بين أهالي مدينته، وكان يُطلب خصيصًا من قبلهم لتوصيل الخضار والوجبات، حيث كان يرفض أي مساعدات مالية ويُفضّل العمل لتحقيق متطلبات حياته، رغم ظروفه، لم يتخلَ عن دراسته في المدرسة التجارية، وكان يعمل حتى العاشرة مساءً، مستمتعًا بتعاملاته اليومية مع الناس الذين كانوا يشجعونه ويحترمونه.
كان عمار يحلم بتوسيع مشروعه ليصبح صاحب شركة دليفري تُوفر فرص عمل لأمثاله من الأيتام، لكنه لم يُسعف الوقت لتحقيق هذا الحلم.
وقد خيم الحزن على مدينة الشهداء بعد انتشار خبر وفاته، حيث يُنتظر تشييع جثمانه غدًا إلى مقابر العائلة، ليودعه أهالي المدينة الذين أحبوه.