بريطاني يحصل على 90 ألف دولار تعويض بسبب إدمانه القمار

بعد معركة قضائية استمرت 3 سنوات، ألزمت محكمة بريطانية "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" بدفع نحو 90 ألف دولار كتعويض إلى رجل ستيني أدمن القمار.

ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أنّ فيليب ستيفنز (66 عاماً) من مقاطعة هامبشاير، حصل على هذا التعويض الكبير من "هيئة الطب العام"، بعد دعوى قضائية عزت إدمانه القمار إلى تعاطيه دواء "روبينيرول"، وهو دواء شائع لمرض الباركنسون.

واعتبرت الدعوى أن مضاعفات هذا الدواء تسبّبت بتغيير سلوكياته، وأصبح مصاباً بـ "اضطراب عدم السيطرة على الاندفاعات"، ما  جعله ينفق الآلاف من الدولارات على مواقع القمار والملابس باهظة الثمن حتى لو لم يستخدمها.

سلوك قهري لاإرادي

أكدت الدعوى أن ستيفنز كان في السابق من محبي سباقات الخيل، لكنه أجّل المراهنة إلى الوقت الذي يشعر فيه بأنّه يمتلك الفرصة للفوز وينسحب متى يتأكد من الخسارة.
لكن بعد وقت قصير من بدء تناول الدواء، بدأ تظهر على ستيفنز علامات السلوك القهري، وصار يقامر بشكل متكرر، حتى خرجت رغبته في النهاية المطاف عن نطاق السيطرة.

وذكر أمام المحكمة أنه كان يمارس القمار بانتظام باستخدام تطبيقات المراهنة على هاتفه، وكان يستيقظ في منتصف الليل للمراهنة، ويراهن على أي شيء يمكنه الرهان عليه.
وعلى مدار أربع سنوات، أنفق الآلاف على مواقع المقامرة، حتى أنه فقد الشغف بالفوز، كما بدأ في التسوق بشكل قهري لشراء الملابس والإكسسوارات باهظة الثمن، على حد قوله للمحكمة.
وأكد أمام المحكمة أن هواياته وسلوكياته تغيّرت بشكل جذري بعد الدواء، واصفاً نفسه بأنه "أصبح شخصاً آخر".

بداية الأعراض

كان تشخيص إصابة ستيفنز بمرض التصلّب المتعدد قد جرى عام 1995، لكن صحته بدأت تتدهور في 2015، فاضطر إلى التوقف عن العمل، وبعد ذلك بعامين، وصف له طبيبه العام الـ"روبينيرول" لعلاج الباركنسون، ومع ذلك، لم يحذّره من الآثار الجانبية المحتملة للدواء.
في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، أثناء مراجعة أجراها طبيب أعصاب، سأل الطبيب ستيفنز عن شعوره وسأله على وجه التحديد عما إذا كان قد واجه أي آثار جانبية مثل السلوكيات القهرية، فذكر أنه كان يلعب القمار ونصحه الطبيب بالتوقف فوراً عن تناول الدواء.

تحذير من مضاعفات الدواء

من جهتها، حذرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية" من خطورة توقف المرضى عن تناول الدواء بشكل فجأئي، وفسرت ذلك بأنه قد يؤدي إلى ظهور أعراض انسحاب خطيرة مثل التغيّرات في المزاج والتعب والتعرق والألم.
ورغم أن رغبة ستيفنز في المقامرة وشراء الملابس تراجعت بعد توقفه عن تناول الدواء، إلا أنه عانى من أعراض الانسحاب لمدّة خمسة أشهر، حيث عانى خلال تلك الفترة من أعراض الإرهاق والهلوسة الشديدة لدرجة أنه لم يتمكن من التعرف على منزله وعائلته.

 

المصدر: موقع 24