مسؤول بالخارجية السورية: الجميع يٌركز على خدمة الوطن وتحقيق مصلحة الشعب
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
قال السفير دكتور رياض عباس، المسؤول بالخارجية السورية، إن المواطنين في سوريا يدعمون المرحلة الجديدة وحٌكومة الإنقاذ، لافتًا إلى أن جميع القرارات التي أُعلن عنها خلال الاجتماعات السابقة رحب بها جميع السوريين على أرض الوطن في الداخل والخارج.
الجميع يركز على خدمة الوطنوأضاف «عباس»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الجميع يُركز على خدمة الوطن وتحقيق مصلحة الشعب بعيدًا عن النزاعات والتجاذبات، مٌشيرًا إلى أن سوريا ترحب بكل فرصة تخدم مصلحة المواطن، وشعبها وتعمل على تحقيق التحولات الإيجابية من خلال رؤية وطنية تركز على إعادة البناء والاستقرار.
وتابع: «سوريا تتعامل مع جميع الأطراف وفق سيادتها ومصالحها الوطنية ونتطلع إلى تعاون مبني على الاحترام واستقلالية القرار السوري»، مؤكدًا أن سوريا منفتحة على جميع أشقائها العرب وسياستها مستقلة في وجود حكومة الإنقاذ.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية بشار الأسد الفصائل السورية المعارضة السورية الأحداث في سوريا
إقرأ أيضاً:
سوريا.. و"الوطن الترابي التركي"
fعد هروب الرئيس السّابق بشار الأسد، وانتهاء حكمه، وانهيار مؤسَسَتَيْه العسكرية والأمنية، ووصول المعارضة ـ العسكرية والمدنية بتوجهاتها المختلفة ـ إلى السلطة، بدعم خارجي خاصة من تركيا، يتساءل كثير من السوريين والعرب ودول لها مصالح في سوريا: ما الذي تريده تركيا في سوريا وقد سبق لها أن حققت عدة مكاسب جيوستراتيجية خلال سنوات الحرب التي انتهت بتفكيك مؤسسات الدولة السورية على النحو الذي نراه هذه الأيام؟
ما الهدف من سعيها لتحقيق الوطن الترابي التركي خارج حدودها على حساب الأرض السورية؟
عمليّاً، فإن تركيا بقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان، تتجاوز إقامة منطقة آمنة، واحداث تغيير ديموغرافي في شمال سوريا، من خلال دفع اللاجئين السوريين لديها ليحلوا مكان الأكراد، إلى العمل لأجل لعب دور رئيسي على الأرض، بحيث تحقق ما تعتبره "الوطن الترابي التركي"، الذي تراه ممتداً خارج حدودها، وعليها استعادته.سيتم العمل من أجل توسيع "الوطن الترابي التركي" من ناحية التمدد بالطريقة نفسها في تحقيق ما تسمّيه بـ"الوطن الأزرق"، الذي يعرف في التركية باسم "مافي وطن" (Mavi Vatan)، نسبة إلى زرقة مياه البحر، ولتمييزه عن "الوطن الترابي" الذي تتشكل منه الجمهورية التركية.
وأعلنت تركيا على ألسنة قياداتها العسكرية، وكذلك رئيسها أن "الوطن الأزرق" يعني سيطرتها وتحكمها في كتلة مائية شاسعة تحفّ خريطتها من الشمال عبر البحر الأسود، ومن الغرب من خلال بحر إيجه ومن الجنوب بواسطة البحر المتوسط، بل أنها تسعى ـ كما تشير بعض التقارير الصحفية ــ لحضور ودور في بحر العرب.
وإذا كان الهدف التركي من "الوطن الأزرق" هو التّوسُّع في المياه البحرية المحيطة بها، التي يقصد بها المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري والمياه الإقليمية المحيطة بتركيا، التي تتيح حرية استخدام جميع الموارد البحرية الموجودة فيها، فما الهدف من سعيها لتحقيق الوطن الترابي التركي خارج حدودها؟
الأحداث في اللحظة السورية الرَّاهنة يحكمها الحاضر، وتركيا فاعل أساسي في صناعته، إلا أنها تعمل من خلال رئيسها، لأجل تطويع الزمن السوري الحالي، ليكون رهن مواثيق واتفاقات قديمة مرَّ عليها أكثر من قرن و، من ذلك العودة إلى ما يعرف بـ "الميثاق الملّي" لعام 1920، الذي رسم حدود تركيا بعد الحرب ووضع ضمنها شمال سوريا والعراق وبعض جزر بحر إيجه والبحر المتوسط، وهو الرأي الذي يؤيده السياسيون الأتراك، بمن فيهم قادة أحزاب المعارضة والنواب، ويتعمد جميعهم، وعلى رأسهم أردوغان، الإصرار على ذلك.
من ناحية أخرى، يحاول أردوغان تجاهل ما انتهت إليه معاهدة سيفر" عام 1925، التي جرّدت تركيا من بعض الأراضي، بل يرى "أن 400 ميل مربع بين حلب والموصل هي منطقة أمنية تركية"، الأمر الذي كان يخيف كلا من سوريا والعراق.
إذن تركيا تعمل ـ بشكل علني ـ على إعادة رسم الحدود، كما تسعى للسيطرة على مناطق تمتد من البحر المتوسط إلى الحدود الإيرانية، بهدف فرض واقع جغرافي جديد، ويحتمل أن تحقق بعضاً من أهدافها في سوريا في حال مواصلة ضغوطها على الحكومة الانتقالية برئاسة محمد البشير خلال الشهور الثلاثة المقبلة، لكن هذا سيظل مرهوناً بتوافقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وروسيا حول وضع سوريا ودورها في المرحلة المقبلة.