ما المقصود بقوله تعالى:  “لينذر يوم التلاق”، سؤال يشغل ذهن كثير من المسلمين، خاصة عند قراءة آيات سورة غافر من كتاب الله تبارك وتعالى فما المقصود بقوله تعالى:  “لينذر يوم التلاق”؟

المقصود بقوله تعالى : “لينذر يوم التلاق”؟

ويقول الدكتور مختار مرزوق العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط في جواب سائل يقول : لماذا سمي يوم القيامة ( يوم التلاق في سورة غافر) ؟، إنه قد سمى الله تعالى يوم القيامة في سورة غافر بذلك الاسم المتقدم قال تعالى : ( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق .

يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ).

أول جمعة من صفر .. أبو فيوض قارئاً من الجامع الأزهر غدًا مبادرة هذا نبينا.. الأوقاف تكشف عن خريطة الخطب والقوافل خلال شهر سبتمبر

ﻭتابع ﻓﻲ ﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻗﻮاﻝ:

ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻤﺎء ﻭاﻷﺭﺽ، ﺭﻭاﻩ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻣﻬﺮاﻥ ﻋﻦ اﺑﻦﻋﺒﺎﺱ:

ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ اﻷﻭﻟﻮﻥ ﻭاﻵﺧﺮﻭﻥ، ﺭﻭﻱ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻳﻀﺎ.

ﻭاﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﺨﻠﻖ ﻭاﻟﺨﺎﻟﻖ، ﻗﺎﻟﻪ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻭﻣﻘﺎﺗﻞ.

ﻭاﻟﺮاﺑﻊ: ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻭاﻟﻈﺎﻟﻢ، ﻗﺎﻟﻪ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺑﻦ ﻣﻬﺮاﻥ.

ﻭاﻟﺨﺎﻣﺲ: ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻟﻤﺮء ﺑﻌﻤﻠﻪ، ﺣﻜﺎﻩ اﻟﺜﻌﻠﺒﻲ.

ولفت "مرزوق" إلى ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻳﻮﻡ ﻫﻢ ﺑﺎﺭﺯﻭﻥ ﺃﻱ: ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻲء، ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻓﻬﻞ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻬﻢ اﻝﻳﻮﻡ ﺷﻲء؟، ﻓﺎﻟﺠﻮاﺏ: ﺃﻥ ﻻ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻜﻼﻡ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺠﺰاء ﻭﻟﻠﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﻮاﻝ: .

ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮا ﺷﻲء، ﻗﺎﻟﻪ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ.

ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻻ ﻳﺴﺘﺘﺮﻭﻥ ﻣﻨﻪ ﺑﺠﺒﻞ ﻭﻻ ﻣﺪﺭ، ﻗﺎﻟﻪ ﻗﺘﺎﺩﺓ.

ﻭاﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻥ اﻟﻤﻌﻨﻰ: ﺃﺑﺮﺯﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻲء، ﺣﻜﺎﻩ اﻟﻤﺎﻭﺭﺩي

وأوضح في هاتين الآيتين تحذير شديد لكل ظالم أو آكل للمال الحرام الخ ، موضحا أن حقوق العباد مؤجلة ليوم المعاد مادامت لم تتب منها برد الحقوق أو استسماح أصحابها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اﻟﻈﻠﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻈﻠﻢ ﻻ ﻳﻐﻔﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﻭﻇﻠﻢ ﻳﻐﻔﺮﻩ ﻭﻇﻠﻢ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻪ، ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻈﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﻔﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﻓﺎﻟﺸﺮﻙ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ: {ﺇﻥ اﻟﺸﺮﻙ ﻟﻈﻠﻢ ﻋﻈﻴﻢ}، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻈﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻳﻐﻔﺮﻩ ﻓﻈﻠﻢ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺑﻬﻢ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻈﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻈﻠﻢ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺑﺮ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ» .

وشدد العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر: احذروا يوما تلتقون فيه مع من ظلمتموهم أمام أحكم الحاكمين( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )، ولا تعيشوا في الدنيا عيشة المغفلين الذين لم يستعدوا لهذا اليوم العظيم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جامعة الأزهر يوم القيامة

إقرأ أيضاً:

ما هي أنواع الملائكة وحكم الإيمان بهم؟ علي جمعة يكشف

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإيمان بملائكة الله الكرام واجب على كل مسلم ومسلمة، فيعتقد المسلم بوجود الملائكة الكرام، ويعلم أنهم خلق لله، فيؤمن المسلم بوجود الملائكة، ويؤمن بما ورد في الشرع الشريف من أسمائهم وأعمالهم كجبريل عليه السلام.

واستشهد على جمعة بقول الله تعالى: ﴿قُلْ مَن كَانَ عَدُوًا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَن كَانَ عَدُوًا لِّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة :97 ، 98].

وقال سبحانه لزوجتي النبي صلى الله عليه وسلم  اللتين تظاهرا عليه صلى الله عليه وسلم : ﴿إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ [التحريم :4].

كما ذكر ربنا ملك الموت في كتابه كذلك، فقال تعالى : ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ المَوْتِ الَّذِى وَكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ [السجدة :11]. وذكر ربنا خازن النار، وذكر اسمه وهو «مالك»، فقال تعالى: ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ﴾ [الزخرف :77]

وذكر كذلك ملائكة النار فقال تعالى : ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ * وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلاَ يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِى مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر : 30 ، 31]

وذكر ربنا صنفًا من الملائكة آخر في كتابه وهم «الحفظة» فقال تعالى : ﴿وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ﴾ [الأنعام :61]، وقال سبحانه : ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ﴾ [الرعد :11]، وعطف عليهم صنف الكاتبين، فقال تعالى : ﴿كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار :9].

وذكر كذلك السائق، والشهيد، والرقيب، والعتيد، فقال تعالى : ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق :18] ، وقال سبحانه : ﴿وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾ [ق :21].

وأوضح على جمعة، ان هناك أصناف من الملائكة جاء ذكرها في السنة النبوية الصحيحة، ولم تذكر في القرآن فيجب الإيمان بها كذلك ومنها «ملك الرحم أو نفخ الروح» فصح عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال : «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه في أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الله إليه الملك فينفخ فيه، ويؤمر بأربع، يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها».

وأكد انه يجب الإيمان بالملائكة إجمالاً، ويجب الإيمان بما أعلمنا الله منهم تفصيلاً مما ذكر في النصوص السابقة وفي غيرها.

وللإيمان بالملائكة أثر عظيم في ترقية المؤمن للوصول إلى ربه، فشعوره بوجود خلق كريم حوله يجعله دائما على استحياء من إتيان المعاصي، ويجعل بالأنس والراحة والسكينة بمجاورتهم إياه فيزيد إقباله على ربه، ووجودهم بجوار المؤمن من باب عون الله له على طاعته، رزقنا الله ذلك العون دائما وجميع المسلمين. كان ذلك فيما يتعلق بالإيمان بالملائكة.

مقالات مشابهة

  • آيات قرآنية عن شكر الله عز وجل
  • الفرق بين سجود الشكر وصلاة الشكر
  • ما هي أنواع الملائكة وحكم الإيمان بهم؟ علي جمعة يكشف
  • لماذا خلق الله البعض فقراء والآخر أغنياء؟.. الأطفال يسألون الإمام بمعرض الكتاب
  • الإسراء والمعراج
  • صفات الملائكة وأعمالهم في حياة الإنسان
  • سورة تجلب الرزق والبركة سريعاً في ليلة الإسراء والمعراج.. اقرأها في دقائق
  • تامر أمين: ليلة الإسراء والمعراج معجزة ملهمة
  • هل غدًا صيام؟.. فضل ليلة الإسراء والمعراج
  • أفضل ما يقرأ في ليلة الإسراء والمعراج.. 4 سور لم يتركها النبي تُفرج الكرب وتغفر الذنوب