أكدت رئيسة لجنة المرأة والطفل النائب الدكتورة عناية عز الدين "ضرورة عودة الانتظام إلى القطاع التربوي في منطقة الجنوب ليعود طلاب الجنوب الى مدارسهم، مع الأخذ في الاعتبار ان بعض المدارس لا تزال مراكز  إيواء حيث يجب اتخاذ الاجراءات التي تضمن التوفيق  بين استئناف التعليم والإيواء".
كلام عز الدين جاء خلال لقائها مسؤول المنطقة التربوية في الجنوب احمد صالح  الذي خصص للتباحث في الشؤون التربوية في الجنوب.


وأطلعت عز الدين على أوضاع المدارس بعد الحرب الاسرائيلية التي أدت إلى تدمير وتضرر عدد كبير من المدارس في الجنوب.
واكدت "ان استئناف العام الدراسي والسرعة في اعادة إعمار المدارس التي تهدمت وترميم المدارس المتضررة  هو من اولى الاولويات وانه احد اهم أوجه المقاومة لدى الجنوبيين الذين يعتبرون ان التعليم  هو على رأس سلم القيم التي تساهم في بناء الرأسمال البشري الذي يشكل نقطة الانطلاق الأساسية في عملية التنمية". (الوكالة الوطنية)
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عز الدین

إقرأ أيضاً:

فرانسيس دينق: الحل في السودان يبدأ بالاعتراف بالتنوع وإدارته لا بإنكاره

وأضاف في حلقة 13-4-2025 من برنامج "المقابلة" أن الحرب الحالية بين قوات الجيش النظامي بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) تتجاوز كونها مجرد صراع على السلطة بين شخصين لتمثل امتدادا للصراعات التاريخية في البلاد.

وأوضح دينق أن الإشارة إلى الصراع باعتباره نزاعا على السلطة بين البرهان وحميدتي هو تبسيط للوضع المعقد للسودان، مشيرا إلى أنه يعتبر امتدادا لما بدأ في الجنوب وتطور من مطالبة بالانفصال إلى مطالبة بـ"السودان الجديد" الذي دعا إليه قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل جون قرنق، وهو مفهوم جذب الكثير من القبائل والمناطق المهمشة.

ويعيد دينق جذور الأزمة السودانية إلى الإرث الاستعماري الذي أسس لدولة مركزية لا تعترف بالتنوع ولا تستند إلى الواقع المحلي.

وقال إن نظام الدولة في أفريقيا الآن مبني على أسس أجنبية، وإن الإنجليز خلال فترة الاستعمار استخدموا ما يسمى بـ"الإدارة الأهلية" التي كانت تعتمد على زعماء القبائل وتسمح لهم بتطبيق القوانين العرفية المحلية، ولكن بعد الاستقلال، أصبح الحكم السائد في أفريقيا ككل مرفوضا لأنه أصبح تقليدا للنظام الغربي.

إعلان

وأضاف أنه بعد الاستقلال، حُكم السودان كمنطقتين في بلد واحد، حيث كان الجنوب محكوما كمنطقة مختلفة عن الشمال، منطقة فيها الكنائس والتبشير المسيحي والقبائل والتقاليد، بينما أصبح الشمال منطقة تعتبر عربية إسلامية، وقد أسس هذا الانقسام، وفقا لدينق، للصراعات التي تلته.

على خط التماس بين الثقافات

تشكلت رؤية دينق من خلال تجربته الشخصية الفريدة، فقد ولد عام 1938 في منطقة أبيي الحدودية بين الشمال والجنوب، وهو ابن لزعيم قبيلة الدينكا الذي تزوج أكثر من 200 مرة وأنجب ما يقارب 400 ابن، وهو ما وصفه دينق بأنه "حالة فريدة".

وتلقى دينق تعليمه الأولي في الجنوب ثم انتقل للدراسة الثانوية في الشمال وصولًا إلى جامعة الخرطوم حيث درس القانون، وكان هذا المسار التعليمي غير تقليدي في ذلك الوقت، إذ يقول "نحن من أول ناس درسنا ومشينا للشمال للدراسة الثانوية".

ومن اللافت أن عائلة دينق كانت تعكس التنوع الديني في السودان، حيث كانت تضم مسلمين ومسيحيين، وكان الشيخ المسلم يقرأ الآيات القرآنية، والقس المسيحي يؤدي صلواته، وكلاهما يطلبان الصحة والتوفيق لوالد الأسرة الشيخ دينق.

مسيرة حافلة

بعد تخرجه من جامعة الخرطوم، واجه دينق اتهامات من حكومة الرئيس السابق إبراهيم عبود بأنه زعيم الحركة الانفصالية الجنوبية في أوروبا، رغم أنه لم ينتمِ لأي منظمة، ولكن كانت لديه رؤية حول كيفية حل مشكلة الجنوب.

وساهم دينق في اتفاقية أديس أبابا عام 1972 التي أنهت الحرب الأهلية الأولى، وكان يراها خطوة للتعارف والتمازج والتداخل، وتحقيق شعار "السودان الجديد" الذي لا يفرق بين عربي وأفريقي، مسيحي ومسلم.

وعمل دينق في الأمم المتحدة كمسؤول عن حقوق الإنسان، وبعد اتفاقية أديس أبابا، عُين سفيرا للسودان لدى الدول الإسكندنافية ثم الولايات المتحدة الأميركية، ووصل إلى منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية، وبعد انفصال الجنوب، أصبح أول سفير لجنوب السودان في الأمم المتحدة.

إعلان التوفيق بين التقليد والحداثة

وحول الحل الذي يراه مخرجا من الأزمة السودانية، يعتقد دينق أن البداية تكون بوقف القتال والاعتراف بالواقع، والخطوة الثانية إيجاد حل يمكن أن يرضي كل الأطراف.

ويقترح نموذجا للحكم يجمع بين الأنظمة المحلية التقليدية والنظام المركزي، بأن تحكم كل منطقة نفسها على أسس تقاليد وقيم المجتمع، ثم التحرك للنظام المركزي الذي يربط هذه الأنظمة.

ويرفض دينق النظرة التي تعتبر العودة للنظم التقليدية نوعا من "الرجعية"، موضحا أن البعض يرى أن الرجوع للأنظمة القبلية والقيم القبلية والمؤسسات التقليدية تخلف، وفي هذا السياق، ألف كتابا بعنوان "التقاليد والتمدن أو التقدم" يناقش فيه التوفيق بين القيم التقليدية والحديثة.

وينتقد دينق الديمقراطية الغربية القائمة على "صوت لكل فرد والأغلبية تحكم"، ويعتبرها "ديكتاتورية الأغلبية على الأقليات"، ويرى أن النظام التقليدي الأفريقي كان أكثر توفيقا بين المكونات المختلفة.

مستقبل العلاقة بين السودان وجنوب السودان

ورغم انفصال جنوب السودان، يؤكد دينق أن البلدين لا يزالان مرتبطين، ولكن بصورة سلبية حيث إن الحكومتين تتعاونان مع التمرد في البلدين، ويدعو إلى تحويل هذه الرابطة إلى رابطة إيجابية من خلال التعاون في حل المشاكل الداخلية ثم الرجوع لعلاقة خاصة تربط المنطقتين.

ويشير إلى أن مشكلة التنوع لا تقتصر على العلاقة بين الشمال والجنوب، بل هي موجودة أيضا داخل جنوب السودان نفسه، لافتًا إلى الصراع بين قبيلتي الدينكا والنوير، مما يؤكد على أن التحدي الحقيقي هو كيفية إدارة التنوع داخل الدولة الواحدة، سواء في السودان أو جنوب السودان.

الصادق البديري14/4/2025

مقالات مشابهة

  • تشييع جثمان الشهيد عبدالرحمن الظرافي مسؤول القطاع التربوي بصعدة
  • التربيةتشيع جثمان الشهيد عبدالرحمن الظرافي مسؤول القطاع التربوي بصعدة
  • عدن.. آلاف الطلاب محرومون من التعليم وسط تجاهل حكومي وصراعات سياسية
  • فرانسيس دينق: الحل في السودان يبدأ بالاعتراف بالتنوع وإدارته لا بإنكاره
  • فخر الدين الثاني.. الأمير الذي حلم بدولة كبرى واعدم على يد العثمانيين
  • تعز: تظاهرة للمعلمين بالتزامن مع إعلان عدد من المدارس استئناف الدراسة ومسئول يكشف عن اتفاق كَسَر الإضراب
  • الخطاب السياسي الذي أشعل الحروب في السودان
  • المدارس الخاصة بأفغانستان بين تحديات البقاء وفرص إصلاح التعليم
  • محلل سياسي: مشروع الانتقالي فوضوي لن يؤدي إلى عودة الدولتين
  • ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 1,563 منذ استئناف الاحتلال حربه على القطاع