صحيفة صينية: يجب دعم أي حل سياسي سلمي في سوريا
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
بكين- قالت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية -في كلمتها الافتتاحية- إن إسرائيل استغلت سقوط حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ولم تضيع أي وقت في شن ضربات جوية ضد أهداف في جميع أنحاء سوريا، وتنفيذ عمليات برية كبيرة هناك والسيطرة على منطقة عازلة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان المحتل، معتبرة أن "هذا السلوك بمثابة نهب منزل الجيران عندما تشتعل فيه النيران".
وأضافت الصحيفة "لا عجب أن هذا التوغل أثار على الفور انتقادات من دول المنطقة، منها إيران، والعراق، وتركيا، وقطر، والمملكة العربية السعودية. وكما ظهرت دعوات من المجتمع الدولي لاحترام سيادة سوريا، فيجب إدانة الهجمات الإسرائيلية المتهورة ووضع حد لها".
ووفق الصحيفة، لعب العدوان الإسرائيلي بالفعل دورا مهما، إن لم يكن حاسما، في إثارة ما يحدث الآن في سوريا وأماكن أخرى في المنطقة. وكانت هجماتها ضد حزب الله، وإيران، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ بداية صراعها معها قبل أكثر من عام، سببا في تغيير توازن القوى في الشرق الأوسط بشكل كبير، بل حتى الإخلال بالتوازن الإستراتيجي في المنطقة.
حل سلمي
ويذهب محرر الافتتاحية إلى القول إنه لطالما أعرب كثيرون في واشنطن عن أسفهم لتراجع النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط بعد الانسحاب من العراق، وسوف يشعرون بسعادة غامرة لسقوط الأسد الذي أضعف نفوذ طهران في المنطقة، مما يساعد على تعزيز نفوذ الولايات المتحدة فيها.
إعلانوتابع "لكي يمنع المجتمع الدولي انزلاق دولة أخرى في الشرق الأوسط في أعمال عنف وفوضى لا نهاية لها، ومن أجل مستقبل سلمي للشعب السوري، فإن هذا ليس الوقت المناسب لحساب من سينتصر ومن سيخسر في سوريا، بل هو الوقت لجهود دولية متضافرة لإيجاد حل سلمي للسوريين".
وترى الصحيفة أنه كما هو موقف الصين التي أكدت ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأن يحدد مستقبلها الشعب السوري نفسه، فإنه ينبغي لجميع اللاعبين المؤثرين في الصراع أن يتصرفوا بما يحقق مصلحة هذا الشعب، وينبغي الترحيب والدعم بأي حل سياسي لاستعادة الاستقرار في البلاد في أقرب وقت ممكن.
علاقات صداقة
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ قد أكدت، في تصريحات لها الاثنين الماضي، أن بكين تراقب عن كثب تطورات الوضع في سوريا، وتأمل أن تعمل الأطراف المعنية على تحقيق المصالح الأساسية للشعب السوري.
وأضافت أن "مستقبل سوريا ومصيرها يجب أن يقرره شعبها، ونأمل أن تتبنى الأطراف المعنية موقفا مسؤولا تجاهه، وأن تجد سريعا حلا سياسيا يخدم مصالحه". وردا على سؤال أحد الصحفيين بشأن أي تحركات للجيش الإسرائيلي في منطقة الجولان، أجابت ماو نينغ: "ينبغي احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها".
وبشأن علاقات بكين مع القوى السياسية الجديدة في دمشق بعد علاقتها القوية مع النظام السابق، قالت المتحدثة إن "علاقات الصداقة الصينية مع سوريا هي روابط مع جميع أبناء الشعب السوري، ونحن نتابع الوضع فيها عن كثب ونأمل أن يعود الاستقرار إلى البلاد قريبا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي روسي لـ"البوابة نيوز": الحرب الطائفية قادمة في سوريا والنزاع سيستمر بسبب الجماعات الإرهابية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال جيفورج ميرزايان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المالية التابعة لحكومة الاتحاد الروسي، أن مستقبل سوريا يبدو غير واعد بالمرة، مشيرًا إلى أن سوريا لن تشهد استقرارًا في المستقبل القريب بسبب تنامي تأثير المجموعات الإرهابية المتطرفة.
وأوضح ميرزايان في تصريحات خاصة " للبوابة نيوز " أن هذه الجماعات الإرهابية ستكون السبب الرئيس في تقسيم سوريا إلى دويلات متناحرة أو مناطق متنازعة، مشابهة للوضع الذي تشهده ليبيا في الوقت الراهن.
وأضاف "من المتوقع أن تندلع حرب طائفية داخل سوريا بين القطاعات والإثنيات المختلفة، حيث ستتحول البلاد إلى مستعمرة لصراعات مستمرة تتغذى على المصالح الخارجية".
وتحدث ميرزايان عن تدخلات القوى الإقليمية في الشأن السوري، مثل إيران وتركيا وقطر، مؤكدًا أن سوريا ستظل ساحة لصراع مستمر بين هذه القوى، وهو ما سيعقد أي محاولات لتحقيق الاستقرار. وأشار إلى أن “التدخل التركي والقطري ما زال مستمرًا، بينما طرد الجولاني لإيران من سوريا ليس كافيًا لتحقيق الاستقرار”.
وبخصوص الإدارة الحالية في سوريا، أشار إلى أن هناك تهميشًا للمكونات الأخرى داخل البلاد، مؤكدا أن "سوريا الجديدة لن تشهد مشاركة حقيقية بين المكونات المختلفة". كما أعرب عن قناعته بأن السلطة السورية الحالية ستواصل أسلمة مؤسسات الدولة السورية رغم الاختلافات الداخلية، محذرًا من أن ممارسات الإرهاب ستستمر في ظل سيطرة الجماعات المتطرفة.
وأكمل ميرزايان قائلاً: "قد تجرى بعض المناقشات حول المستقبل السوري، لكننا لا نتوقع نتائج مثمرة، حيث إن الحكومة السورية تتبع قوانين قديمة تنتمي إلى عصور ماضية، بعيدًا عن روح العصر الحالي.
وأكد أن الوضع في سوريا لن يشهد أي تغيير إيجابي، حتى وإن أعلنت الحكومة السورية عن نواياها لتحقيق مساواة بين كافة الأطياف.
وشدد ميرزايان على أن التعايش مع الواقع السوري الجديد سيكون تحديًا كبيرًا، مع وجود قوى إرهابية متطرفة تعمل على تنفيذ مخططاتها في ظل غياب الأمل في تحقيق السلام والاستقرار.