يشكل الحوثي الآن التهديد العالمي الأكبر بنظر أمريكا والغرب وإسرائيل, وخطره الحالي والمستقبلي أكبر بكثير من حزب الله في لبنان ومن نظام بشار الأسد الهالك في سوريا.

وقواعد اللعبة الدولية قد تغيرت من مراضاة أذرع إيران في المنطقة إلى استئصالها النهائي.

هكذا استهل المحلل السياسي عبدالفتاح الحكيمي قراءته للمشهد السياسي في اليمن ، حيث قال "الخطر الأكبر في اليمن إن حاضنة الحوثيين الفكرية والإجتماعية العنصرية التي تمكنت من الإنبعاث بعد أكثر من ألف سنة وتقويضها الأوضاع الداخلية للبلد وأمن المنطقة والتجارة العالمية لا يؤمن جانبها بعد اليوم بأي صورة كانت مع قدرتها وخبرتها التاريخية على التمويه والتخفي والمراوغة والحفاظ على حاضنتها القبلية والعقائدية وإخفاء قدراتها ونواياها عن الآخرين.

وأضاف الحكيمي في مقال تحليلي نشره موقع مأرب برس " هناك خيارات محدودة أمام عبدالملك الحوثي الآن إن لم يكن الخيار الوحيد فقط بعد انتفاشة كبيرة توسل له فيها الكبار قبل الصغار طوال السنوات الماضية من باب داروا السفهاء بنصف أموالكم لا أكثر.

واليكم بقية قراءة المشهد السياسي والعسكري الذي ينتظر الحوثيين حيث يقول الكاتب "سوف يواصل الحوثيون تخندفهم وعنترياتهم بالعقلية الناشفة والقلب المريض نفسه, وكأن ما حصل من خضات كبيرة ومزلزلة في سوريا ولبنان وانكسار محور الممانعة الإيراني لا يعنيهم بالمرة.. وأنهم حالة استثنائية مؤيدة من السماء السابعة وقوة عصية على كسر العظم الذي لا شفاء منه.

 

*ذهول إيراني*

 

لم تستطع إيران الرد حتى اللحظة على الضربات الصهيونية المدمرة الأخيرة لدفاعاتها الجوية ومصانع إنتاج الصواريخ وفقدت القدرة نهائياً على الرد وتخلت عن حليفها الضحية بشار الأسد بسهولة وتركت حزب الله وقياداته يواجهون مصيرهم المستحق.

واتهمت قيادات الملالي في تصريحات رسمية جيش الأسد الذي كان ينفذ أهدافهم الخبيثة طوال عقود بالعجز عن حماية النظام من معارضيه لتبرير هروبهم من مسؤولية ما جرى في المنطقة كلها.

 

راهنت إيران بمشروعها التوسعي على مدى جاهزية قوة أدواتها الحليفة وليست على قدراتها المبالغ فيها وتخلت هي عنهم في محنتهم وهم يتساقطون ويذبحون بعد استنفاذ أغراضها مع إدانتها لهم كإسقاط لفشلها الذريع.

*مصير الحوثيين*

عوامل الثأر الداخلية والإقليمية والدولية ضد الحوثيين لا توفر لهم الآن ضمانة الحد الإدنى من مزايا الحل السياسي القائم على التوافق والشراكة والمحاصصة على عكس ما كانوا عليه قبل شهر فقط في وضع الإنتفاش والإستكبار وفرض اشتراطات تعجيزية أكبر.

 

لم يرفض زعيم الجماعة الإنقلابية عبدالملك الحوثي السلام والتسوية السياسية المتحيزة لصالحه لذاتها ولا لإنه الطرف الأقوى عسكرياً في الظاهر بل لإدراكه العميق مدى انكشاف وتهاوي حجم شعبيته الضئيل عبر صناديق الإقتراع في اي انتخابات رئاسية أو نيابية مستقبلا تفرض مغادرته التلقائية للمشهد.

 

والعبارة اليمنية الشهيرة الساذجة لماذا لا يتحول عبدالملك الحوثي وجماعته المسلحة إلى حزب سياسي مضحكة لجماعة إستكبارية ألغت معظم مظاهر الحياة المدنية وعيش المواطن على السواء.

ولا حل سياسي في اليمن إلا حيث يتحكمون هم بمستقبل الأوضاع والقوى والكيانات الأخرى كتابعة فقط.

 

وطالما كان خيار الحرب المستمرة وسيلة الرجل المناسبة للهروب حتى من استحقاقات فاتورة جماعته وتأجيل حالات انقساماتها وتشظيات مراكز قواها الداخلية على بعضها.

 

كثير من مفاتيح اللعبة السياسية في المنطقة وتداعياتها في اليمن أيضاً تغيرت منذ حرب غزة 7 أكتوبر 2023م.

وأبرزها إن إسقاط الحوثي والقضاء على نفوذه وسيطرته في أقرب وقت مطلب قوى دولية و خارجية كثيرة وليس اليمنيين وحدهم.

ولا ترضيات وتنازلات ووعود ومغريات للإنقلابيين على حساب طرف الشرعية كتلك التي كانت تنهال عليهم قبل ذلك من السعوديين والأمريكان والأوروبيين وغيرهم إلى درجة فرضوا فيها على الرياض التفاوض المباشر التوقيع معهم لحماية المنطقة العازلة على الحدود الجنوبية في صعدة بين البلدين.

ولا اعتراف من الحوثة بالشرعية كطرف في أي مباحثات بتأثير إرغام السعودية على الإستجابة حتى لمطالب مالية ضخمة غير مشروعة بتهديد آبار وتجارة النفط بالصواريخ والطائرات المسيرة التي يعتبرونها أبرز عوامل فرض شروطهم على الآخرين إلى اليوم مع التأييد الإلهي الذي سوف يكبر معه ثمن مطالبتهم بمجهود إسناد غزة.

 

ولا تستقيم رؤية إزاحتهم النهائية أو القضاء عليهم وحتى تقليص مشاركتهم ونفوذهم المستقبلي وقد ازداد احساسهم بأهميتهم الإقليمية في صنع معادلات جديدة كما يتصورون ويتغنون بالإسطوانة الصعبة.

 

وحتى بنود قرار 2216 ومرجعياته لا تكفي لضمان متغيرات الأمن والتجارة الدوليين المستجدة في البحر الأحمر وبحر العرب وممرات الملاحة الأخرى بعد حجم الخطر المستقبلي الداهم الذي يشكله بقاء مليشيات متهورة تطالب بإرث أجدادها من العالم كله وليس من اليمنيين وحدهم.

 

يظل تفكيك وإضعاف مليشيات إيران عسكرياً من سوريا إلى لبنان والعراق وقطع طرق إمداداتها أقل أهمية بكثير لارتباطه بتأمين كيان الإحتلال الإسرائيلي فقط, على عكس شمولية خطر الحوثيين على مصالح ومنافع العالم أجمع.

خطر نابع من طبيعة فكرة مشروع الأحقية الإلهية التاريخي بالحكم لا تستمد ديمومتها واستمرارها بدعم إيران للحوثيين وحدها ولا تنقطع بإضعاف ونهاية حكم الملالي والخميني بل بثقافة تعبوية موروثة في الطقوس الدينية اليومية للجماعة أكثر من ألف سنة.

وإيران التي استسلمت لهزيمتها في سوريا لم تنس تأكيدها الرسمي ومطالبتها بحماية مزارات الشيعة هناك.

وبحسب قيادات وسطى في طهران بعد انكسار التحالف العسكري تبقى الكثير من علاقات المحور الثقافية والدينية والسياسية.

معطيات لا تدل على إقرار نهائي بهزيمة المشروع الإيراني أو المراجعة والإعتراف بالجرائم الجسيمة التي ألحقوها بشعوب وأنظمة المنطقة بل انحناء مؤقت للعاصفة له ما بعده بإعادة التخندق بوسائل ماكرة خبيثة تغذيها روابط التشيع لمذاهب الخرافة.

 

وفي اليمن تكمن قوة الحوثي العسكرية في أدواته القبلية المرتمية بأحضان عائلته أكثر من 1000 سنة رغم تهميش عبدالملك لها واحتقارها وتنكره لأدوارها في تعزيز مكانته وقبولها بلعب دور العبد المطيع الذليل مع ناكر المعروف والجميل.

 

حتى المقتنعين بأن الحوثيين ساهموا بجهد ما في حرب غزة الأخير لا يعني رضاهم بشراكة ولو محدودة لهم في إدارة شئون البلاد بفعل تجربة منهج التلسط القمعي العنصري البغيض.

 

معركة اليمنيين مع الحوثي سياسية وفكرية والمعركة العسكرية تخص الذين أنقذوه في الحديدة وفرضوا على حكومة الشرعية وقف القتال والإنسحاب منها.

 

مشكلة تجربة الحوثيين في السيطرة على سلطات وأجهزة الدولة عدم تمييزهم بين التسلط وإدارة المؤسسات فلم يقنعوا الداخل الرافض لهم ولا الخارج الذي وصل إلى طريق مسدود معهم بمنطق جدل عقلياتهم السياسية.

 

ويعتبرون تشارك وتقاسم السلطة مع القوى الأخرى معاداة ومنازعة لهم على الحق الإلهي وانتزاع الآخرين جائزة مجهودهم في حرب غزة.

 

 ويشعر عبدالملك الحوثي بمهابته وعظمته واعجابه بنفسه أكثر عندما سقط بشار الأسد وانكسر سلاح حزب الله وبقي هو يمطر بوارج وسفن أمريكا بجلالة قدرها بالصواريخ والطائرات حتى اليوم.

أسقطوا قوانين السلطات والهيئات القضائية وغيرها فقط والغوها لتمكين رأس الجماعة من الحكم الفردي.

 

*رؤية الحوثيين للحل*

 

يختصر الحوثيون رؤيتهم للحل المؤقت فقط باستئناف تصدير النفط والغاز اليمني لامتصاص الضغوطات الداخلية المتعاظمة الشعبية ضدهم لدفع المرتبات والأجور, وتمديد وقف إطلاق النار وليس إنهاء الحرب, وفتح بعض الطرقات وتبادل الأسرى, والمماطلة والتسويف في مسألة الحل النهائي أو تشكيل مجلس حكم انتقالي رئاسي حكومي مشترك.. ورفضهم بأية حال إشراف الأمم المتحدة ومراقبتها لتطبيق أي اتفاقات وقرارات.

 

وقد يوافقون كإجراء شكلي بالتشارك مع غيرهم في السلطة شريطة بقاء وضع سيطرتهم كما هو عليه كأمر واقع.

 

*مأزق الحوثيين والقوى الخارجية*

 

ولن يسمح للحوثيين بالسيطرة على رقعة جغرافية ولو بسيطة على الأرض كما أنهم لن يستجيبوا لأي حلول داخلية بتسليم الأسلحة الثقيلة ومؤسسات الدولة إلا باشتراط إدارتهم لذلك بأنفسهم وفرض سطوتهم على الأطراف الأخرى كتابعين لا أندادا.

ومع افتراض تسليمهم الأسلحة الثقيلة يظل الحوثيون بأسلحتهم الشخصية والرشاشات والمضادات التقليدية والمتفجرات وصواريخ آر.بي.جي هم الطرف المهدد للدولة القادمة لجهة ثبات النسيج التاريخي لتحالفاتهم الاجتماعية-القبلية وقدرة إعادة التنظيم والتموضع.

لم تتجاوز ردة الفعل الأمريكية البريطانية وغيرها على عمليات الحوثيين البحرية شن ضربات عسكرية محدودة عديمة التأثير على قدرات الحوثيين الصاروخية وهجمات الطيران المسير التي تجاوزت مؤخراً إلى ضرب المدمرات والبوارج وسفن الإمداد العسكري الأمريكية حتى بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وانكسار حزب الله في لبنان.

وتوحي جولات التحركات الأمريكية في المنطقة بدور وعبئ كبير على قوات حكومة الشرعية في أي خيار عسكري قادم ضد الحوثيين لا يمكن التنبؤ بمصداقيته إلا أن انتقام أمريكا وحلفائها لا يراعي القدرات المحدودة للحكومة ولا التداعيات الإنسانية لما عجزوا هم عن فعله بكل جبروت.

ومعركة فرض السلام والأمن الدوليين في باب المندب والبحر الأحمر وبحر العرب معركة المجتمع الدولي والقوى الكبرى بالذات لا علاقة مباشرة لحكومة اليمن الشرعية بها.

ويستميت الحوثيون في جر الدول الكبرى للمواجهة بأي ثمن لإدخال اليمن في فوضى أشمل وأسوأ توفر عوامل استمرارهم وبقائهم كمليشيات تعتاش من الحروب والقلاقل أكثر من حالات الإستقرار.

 

والإستنتاجات:

 

أولاً: من الخطأ الفادح الخلط بين مشكلة اليمنيين مع الحوثيين وموقف الدول الكبرى الذي يدرس خيارات التصدي والتعامل مع تهديداتهم لطرق الملاحة والتجارة الدولية.

ثانياً: تورطت بريطانيا و أمريكا من خلال اتفاقية ستوكهولم بمنع تقدم قوات الحكومة الشرعية المسيطرة ومكنت الحوثيين من محافظة الحديدة ومينائيها الإستراتيجي التي تحولت إلى قواعد عسكرية لهجمات المليشيات الإيرانية ضد المصالح الدولية.. وتقع عليها كقوى كبرى استعادة هذه المناطق مثلما فرطت بها. 

ثالثاً : لا يحتمل الوضع الإنساني الكارثي في اليمن الإنخراط في حرب عبثية غير متوقعة النتائج.

رابعاً : تعتبر خارطة الطريق الأممية للحل السلمي المرحلي في اليمن الحد المعقول بإشراف أممي وقوات مراقبة دولية.

خامساً: منحت الدول الكبرى فرصة التسويف والتحايل والمماطلة الطويلة للحوثيين ليصبحوا على ما هم عليه.. ولم تكترث لأوضاع اليمن إلا عندما تعرضت مصالحها الخاصة للخطر فقط.

ودون حسم تطبيق ونفاذ المبادرات الدولية المزمنة الخاصة باليمن لا ضمانات مقابلة على عدم نشؤ تهديدات أمنية جديدة أكبر تنتهجها إيران في باب المندب والبحر الأحمر وبحر العرب كتعويض لهزيمتها وفشلها الذريع في سوريا وانكسارها في لبنان, وبما تشكله أوضاع اليمن وتضاريسها من منطقة ملائمة لنشر الفوضى والقلاقل.

 

وتبقى خيارات السلام والحرب مفتوحة مع الحوثيين من الداخل والخارج.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

للمرة الخامسة.. إسرائيل تشن غارات على «الحوثيين» في اليمن

شنت إسرائيل خامس موجة جديدة من الضربات، استهدفت منشآت ومواقع عسكرية في صنعاء وعمران باليمن، الجمعة، كما استهدفت ميناءي الحديدة ورأس عيسى على البحر الأحمر، وذلك بالتوازي و«التنسيق» مع ضربات أميركية وبريطانية.

وأكد الجيش الإسرائيلي شن الضربات على صنعاء والحديدة، فيما قالت جماعة “أنصار الله” الحوثيين “إن 12 غارة استهدفت مواقعها في مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران (50 كيلومتراً شمال صنعاء)”.

كما استهدفت الغارات مواقع خاضعة للحوثيين في محيط القصر الرئاسي بصنعاء، حيث معسكرات «النهدين والحفا»، إلى جانب محطة توليد كهرباء جنوب المدينة (محطة حزيز)، بالتزامن مع سلسلة غارات ضربت ميناءَي الحديدة ورأس عيسى النفطي على البحر الأحمر.

وأوضح مسؤول أميركي أن الضربات تم التنسيق بشأنها لكنها ليست مشتركة طبقا لما أورد موقع «أكسيوس» الأميركي، في حين تحدثت تقارير حوثية عن مقتل شخص وإصابة 9 آخرين.

وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي، شملت الأهداف التي ضربها مواقع للبنية التحتية العسكرية في محطة كهرباء حزيز في صنعاء والبنية التحتية العسكرية في ميناءَي الحديدة ورأس عيسى على الساحل الغربي، وفق البيان.

وعقب الضربات، نقلت «رويترز» عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله “إن الحوثيين يدفعون وسيستمرون في دفع ثمن باهظ لعدوانهم علينا”.

من جهته، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي الضربات الجديدة بأنها رسالة واضحة للحوثيين بأن إسرائيل ستواصل العمل بقوة ضد كل من يشكل تهديداً لأمنها، وتوعد بالقول: «يد إسرائيل الطويلة ستلاحق قادة الحوثيين في أي مكان».

ولم تتحدث الجماعة الحوثية عن أثر هذه الضربات، من حيث الخسائر المادية أو البشرية على الفور، وسط مخاوف من أن تؤدي الضربات الجديدة إلى شل مواني الحديدة بشكل نهائي، بعد الأضرار التي كانت تسببت بها الضربات السابقة، ما يعني مزيداً من المعاناة الإنسانية في مناطق سيطرة الجماعة.

بدوره، أكد المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع “مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع العسكرية المصاحبة لها، بالصواريخ والمسيَّرات، كما تبنَّى مهاجمة تل أبيب في إسرائيل بثلاث طائرات مسيّرة، وهي المسيّرات التي قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن سلاح الجو قام باعتراضها، مساء الخميس.

ووردت إسرائيل على هجمات الحوثيين، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.

ويوم الأربعاء، كان الجيش الأميركي أعلن استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً، بعد يوم من مزاعم الحوثيين حول مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية، وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر.

واعترفت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، بواقع اثنتين في منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، و4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، ويضم الموقعان معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وتشن الجماعة منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، بينما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

ورداً على هذا التصعيد استقبلت الجماعة نحو ألف غارة جوية وقصف بحري، خلال عام من التدخل الأميركي، وأدى ذلك إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة أنشأت، في ديسمبر 2023 تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير 2024، بمشاركة بريطانيا في عدد من المرات.

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين كان من نصيب الحديدة الساحلية أغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

#عاجل طائرات سلاح الجو الحربية من طراز F-16i تقلع من قاعدة رامون الجوية لضرب أهداف نظام الحوثي الارهابي في اليمن pic.twitter.com/Oeb6sbx1cM

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) January 10, 2025

مقالات مشابهة

  • الحوثي: اليمن غير سوريا
  • "ديفيد".. اليهودي الإسرائيلي الذي غامر وزار اليمن رغم الحرب ضد الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • للمرة الخامسة.. إسرائيل تشن غارات على «الحوثيين» في اليمن
  • واشنطن تدين هجمات الحوثيين على المدنيين وسط اليمن
  • استفزازات ترامب وماسك تضع الأوروبيين أمام خيارات صعبة
  • لأول مرة.. السيد عبدالملك الحوثي يكشف عن إنجاز عسكري كبير حققته القوات الأمريكية في البحر الأحمر
  • من هو أحمد العودة الذي يُهدّد زعامة أحمد الشرع في سوريا؟
  • السيد عبدالملك الحوثي: الأجهزة القمعية للسلطة الفلسطينية تقتدي بالسلوك الإسرائيلي العدواني وهذا أمر مؤسف جدا
  • السيد عبدالملك الحوثي يحذر من مؤامرة جديدة على لبنان
  • قبل أن ينتهي دعمه رسميا.. 4 خيارات أمام مستخدمي ويندوز 10