مصر تدين تصعيد الغطرسة العسكرية.. هل يستغل الجيش الإسرائيلي الفوضى في سوريا؟
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
في ظل الوضع الأمني المتدهور في سوريا، واصل الجيش الإسرائيلي استغلال الفوضى التي تشهدها البلاد لتعزيز وجوده العسكري في الأراضي السورية.
وفي خطوة لافتة، أدانت مصر في بيان رسمي الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، معتبرة أن هذا التصعيد يأتي في إطار "إصرار على سياسة الغطرسة" تهدد الاستقرار الإقليمي.
أدانت وزارة الخارجية المصرية "الاستهداف الممنهج للبنية التحتية في سوريا" من قبل القوات الإسرائيلية، مشيرة إلى استهداف العديد من المواقع العسكرية، القواعد، والأنظمة الدفاعية السورية. وجاء في البيان أن مصر ترفض "استغلال إسرائيل للفراغ الذي تشهده سوريا حاليًا في ظل الانشغال الداخلي والاضطرابات، لتقويض مقدرات الدولة واحتلال الأراضي السورية". وأكدت الوزارة أن هذه الاعتداءات تمثل "إمعانًا في الانتهاك الممنهج للقانون الدولي" من قبل إسرائيل، مع تصعيد لسياساتها العدوانية في المنطقة.
في تصريح لافت، أعلن الجيش الإسرائيلي أن هجماته الأخيرة طالت "مخزونات أسلحة استراتيجية في سوريا"، موضحًا أنه تم تدمير نحو 70-80% من القدرات العسكرية للجيش السوري. وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، تم تنفيذ عمليات هجومية جويًا وبحريًا، حيث استهدفت السفن الصاروخية التابعة للبحرية الإسرائيلية موقعين تابعين للبحرية السورية في مرفأي المينا البيضا واللاذقية، حيث كانت هناك 15 قطعة بحرية سورية. وأضاف البيان أن الهدف من هذه الهجمات هو منع الأسلحة الاستراتيجية من الوقوع في يد "العناصر الإرهابية"، بحسب تصريحات الجيش الإسرائيلي.
في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي، حذرت مصر من "المخاطر الوخيمة" التي قد تنجم عن هذه السياسات الإسرائيلية غير المسؤولة. ودعت إلى ضرورة تدخل مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي بشكل عام لوقف التصعيد في سوريا، مطالبةً بتأكيد احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها. وأكدت مصر في بيانها أن استمرار هذه الاعتداءات يعزز سياسة الغطرسة الإسرائيلية، ويزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
إن التصعيد الإسرائيلي في سوريا يفتح بابًا جديدًا من التوترات في منطقة الشرق الأوسط، ويزيد من التحديات أمام محاولات استقرار سوريا. مع استمرار الهجمات الإسرائيلية، يصبح من الضروري تكثيف الجهود الدولية لوقف هذا التصعيد، وضمان احترام سيادة سوريا وحماية مصالح شعوب المنطقة.
منذ بداية الأزمة السورية وتداعياتها الكبرى على الأمن والاستقرار الإقليمي، استغلت إسرائيل الفوضى التي نجمت عن النزاع في سوريا لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
ماذا يعني التوغل الإسرائيلي بسوريا؟ وهل يتفق مع مبادئ الأمم المتحدة؟
توغل إسرائيل في الأراضي السورية
بعد سقوط نظام بشار الأسد، كان التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية خطوة استراتيجية تهدف إلى تحقيق عدة أهداف سياسية وعسكرية، بما في ذلك السيطرة على مواقع حساسة، منع وصول الأسلحة إلى الفصائل المعارضة المسلحة، وتوسيع نفوذها على حساب وحدة الأراضي السورية.
ومن جانبه، أشار المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، إلى استعداد إسرائيل للتمدد العسكري في الأراضي السورية.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن القوات الإسرائيلية سيطرت على مقار الجيش السوري وتوغلت في عمق 14 كم وصولاً إلى درعا، وذلك بعد سقوط النظام، في خطوة تُظهر الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة.
وأوضح الرقب أن إسرائيل تسعى إلى تقسيم سوريا من خلال استهداف الأقليات، وخاصة الدروز، بهدف إنشاء "دويلة درزية" في المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة، وخصوصًا في هضبة الجولان وتل الشيخ. وأضاف أن هذا المسعى يتماشى مع أهداف إسرائيل في تحويل سوريا إلى دويلات وتوسيع نفوذها العسكري والسياسي في المنطقة.
وأشار الرقب أيضًا إلى الهجمات الإسرائيلية على مراكز الأبحاث السورية والمخازن العسكرية، بالإضافة إلى تدمير مبنى الجوازات، وهو ما يُعتبر جزءًا من سعي إسرائيل لإضعاف مؤسسات الدولة السورية. كما حذر من النشاط التجسسي الإسرائيلي في سوريا، مذكرًا بأن تل أبيب قد زرعت خلايا تجسسية خلال سنوات الحراك السوري، بما في ذلك عملها مع مجموعات معارضة زعمت أنها إسلامية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر سوريا الجيش الإسرائيلي الأراضي السورية المزيد فی الأراضی السوریة الجیش الإسرائیلی الإسرائیلی فی فی المنطقة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الكرد بين مشروعينفوضويين!
ما إن يهدأ الوضع قليلا في العراق حتى يتفجر في غزة ولبنان واليمن ثم سرعان ما يشتعل في سوريا بشكل سريع وغير متوقع ثم يعود التوتروالفوضى ثانية الى العراق وهكذا دواليك وقد يتطور الامر في النهاية إلى حرب مدمرة شاملة تشارك فيها كل الدول الاقليمية دون استثناء برعاية وإشراف القوى العظمى العالمية التي تخطط وتهندس لادارة المنطقة وفق معادلاتها السياسية، وهي بارعة في اللعب على الخلافات والتناحرات السياسية والدينية التاريخية داخل المجتمعات "العربية والاسلامية" وتوظيفها لصالحها من خلال بث الفرقة والعداوات والحروب بين شعوب المنطقة وقبائلها وأحزابها وحركاتها السياسية التي تدور في فلكها وتنفذ مخططاتها وتساعدها على اعادة تشكيل المنطقة وفق رؤيتها "الاستعمارية" الجديدة القائمة على نشر "الفوضى" و"الخراب" في كل شبر من المنطقة!
لن تبقى دولة بمنأى عن حالة التغيير والفوضى العارمة الجارية كما حدث في ربيع عام 2011 الذي سمي بثورات الربيع العربي، ورغم أن الشعوب العربية هي التي ثارت ضد انظمتها القمعية بدوافع وطنية وسياسية واقتصادية ولكن أمريكا هي التي حرضت ودعمت تلك الثورات ومهدت لها أسباب النجاح بهدف تكريس مشروعها الاستراتيجي المسمى"الفوضى الخلاقة" وخلق حالة من الترقب والتأهب الدائم لخوض الحرب الطاحنة ضد بعضهم البعض..
منذ أن طرحت وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس جورج بوش "كونداليزا رايس"مشروع "الفوضى الخلاقة" وحال المنطقة يسير من السيء إلى الأسوأ، والأزمات تتطور والصراعات المذهبية والعرقية تتصاعد دون إيجاد حلول لها لا في القانون ولا في الدستور ولا في الاتفاقات السياسية، والحكومة والبرلمان عاجزين عن وضع حد لحالة التفكك المجتمعي التي تتفاقم وتتسع في العراق والدول المجاورة.. وفي حال خرجت الفوضى عن السيناريو المعد لها، فإن القوى العالمية المهيمنة تستعمل القوة الخارقة لإعادة الأمور إلى نصابها وقد تقوم في آخر المطاف بتقسيم المنطقة وتغيير خارطتها التقليدية وتشكيل دول جديدة وإسقاط دول أخرى لكي تتناغم مع مصالحها الجديدة.. فهي تراقب عن كثب التطورات السياسية الكبيرة التي حدثت في سوريا والصراع الجاري بين تركيا و حركة "قسد" الكردية!
لن تبقى دولة بمنأى عن حالة التغيير والفوضى العارمة الجارية كما حدث في ربيع عام 2011 الذي سمي بثورات الربيع العربي، ورغم أن الشعوب العربية هي التي ثارت ضد انظمتها القمعية بدوافع وطنية وسياسية واقتصادية ولكن أمريكا هي التي حرضت ودعمت تلك الثورات ومهدت لها أسباب النجاح بهدف تكريس مشروعها الاستراتيجي المسمى"الفوضى الخلاقة" وخلق حالة من الترقب والتأهب الدائم لخوض الحرب الطاحنة ضد بعضهم البعض.. أكرر.. في حال خروج الصراع عن مساره الذي حدد له وتحولت الفوضى"الخلاقة" إلى "الفوضى العارمة" عندها ستتدخل أمريكا بقوة وبدون أي رحمة لتصحيح المسار، فالمنطقة بعد سقوط النظام البعثي في العراق وقعت بشكل مباشر تحت الوصاية الأمريكية وهي تسير وفق أجندتها الاستراتيجية سواء أردنا أم لم نرد، فهي التي تشرف وتدير شؤون دولها وشعوبها ولن تسمح لأي نظام سياسي في المنطقة أن يأخذ مكانها أو أن يخرج عن وصايتها سواء النظام الإيراني أو التركي أو حتى الروسي، الكل يتوقف ويذعن عندما تقرر أمريكا وحلفاؤها أمرا يخص المنطقة، وهذه هي الحقيقة التي تعرفها كل الدول الإقليمية..
ربما الصراع المحتدم بین أمریکا وإیران بدأ مع تطوير إيران لنشاطها النووي والدخول في مواجهة مع إسرائيل ولكن ما أثار حفيظة أمريكا بحق واعتبرته خطرا داهما على مصالحها في المنطقة هو إقامة إيران لمشروعها الثوري "الفوضوي" المماثل لمشروعها الاستراتيجي "الفوضوي" من خلال وكلائها المنتشرين في الدول الإقليمية المحاذية لإسرائيل، وهذا ما لا تسمح به أمريكا ولا إسرائيل، وقد رأينا كيف أن أمريكا وربيبتها إسرائيل بدأوا بشن حملة عسكرية واسعة وقوية وقاسية بقصقصة أجنحة إيران وتفكيك محور المقاومة.
وقد يكون السيناريو القادم بعد تصفية وكلاء إيران وميليشياتها، التحضير لحرب ضروس قادمة بين تركيا وإيران لإضعافهما وإنهاك قواهما ووضع حد لأحلامهما التاريخية في الهيمنة على المنطقة..
ولا نستبعد أبدا قيام أمريكا وحلفاءها الأوروبيين بدعم الأكراد لإنشاء كيانهم المستقل! كل شيء جائز ومحتمل في منطقة مشتعلة قابلة للتفكك في أي لحظة!