ذكرى رحيل فدوى طوقان "أم الشعر الفلسطيني"
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
في مثل هذا اليوم 12 ديسمبر(كانون الأول) 2003 توفيت الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان، إثر أزمة قلبية، عن عمر يناهز 86 عاماً، وهي شاعرة قديرة غلب على شعرها المسؤولية الوطنية فلقبت "أمّ الشعر الفلسطيني" و"شاعرة فلسطين".
ولدت فدوى عبد الحميد طوقان عام 1917، في مدينة نابلس بفلسطين، من أسرة محافظة، ومن كبار عائلات نابلس، ولم تسمح لها العائلة بمواصلة تعليمها وفرضت عليها الإقامة في المنزل، عانت في طفولتها من حمى الملاريا وكان شحوبها ونحولها سبباً للاستهزاء والفكاهة.عاشت طوقان حياة مليئة بالحرمان والحزن، انعكست على شخصيتها، بسبب التعصب والقيود، فكانت تميل إلى الوحدة والانطواء بل وحتى التفكير في الانتحار انتقاماً من ظلم الأهل، خاصة في مرحلة المراهقة.
كانت بارقة النور في حياتها أخيها الشاعر إبراهيم، الذي عاد من بيروت عام 1921 بعد إنهاء دراسته الجامعية، فكان يصادقها ويهتم بها ويحبها، وبما أنها إنسانة مرهفة الإحساس لجأت إلى الشعر لتعبر عن أحاسيسها ومشاعرها بعيداً عن قسوة العادات والتقاليد، وكان إبراهيم الملهم والمعلم الأول لها في مجال الشعر والأدب، وبفضله نالت قسطاً من العلم والثقافة الأدبية في البيت، تعرفت على قواعد الشعر والنحو والبلاغة، وعلمها العروض وشجعها على الكتابة الشعر، وقدم لها كتباً في الأدب والفكر وغيرها.
حرصت فدوى على تثقيف نفسها بالقراءة وسعة الاطلاع، وكانت قارئة نهمة اطلعت على التراث العربي والآداب العالمية بما فيها الكتب الدينية، ثم تعمقت في دراسة الأدب العربي وعلوم النحو والصرف والشعر العربي في العصر الجاهلي والأموي والعباسي والأندلسي.
وفي عام 1939، عاشت مع أخيها إبراهيم في مدينة القدس، وتعرفت خلال هذه الفترة على شعراء وأدباء وسياسيين، وارتادت صالونات الأدب والثقافة والمكتبات ودور السينما.
ثم انتقلت للعيش في لندن في نهاية الستينات والتحقت بدورات في جامعة أكسفورد لتعلّم اللغة والأدب الإنجليزي، وتمكنت من الاطلاع على أعمال الأدباء والشعراء والفلاسفة الغربيين، فانفتحت على الفكر الغربي.
نشرت أولى قصائدها صحف عربية، كمجلة الرسالة المصرية والأمالي اللبنانية ومرآة الشرق، وكانت توقع قصائدها الغزلية باسم "دنانير"، خشية "الفضيحة"، ثم ما لبثت أن اشتهرت باسم "المطوقة".
وعقب وفاة شقيقها إبراهيم كتبت قصائد رثاء قوية، معبرة عن نفسها المكلومة، ظهرت في ديوانها الأول "وحدي مع الأيام"، الذي طغى عليه الإحساس بالعزلة والكآبة.
وبعد ظهور تيار الشعر العربي الحديث في الخمسينيات، تخلت عن كتابة القصيدة العمودية، وانتقلت لكتابة شعر التفعيلة، وأخذ شعرها طابعاً خاصاً من حيث الشكل والمضمون.
وكانت بداية تحول شعرها من الرومانسية إلى الواقعية، عقب النكسة عام 1967، فانخرطت في الواقع الفلسطيني وجدانياً، وكانت تعبر عن الهم الجماعي وتلامس صميم القضية الفلسطينية، ومثل قمة الإبداع الأدبي لديها في ذلك، ديوانها " الليل والفرسان" كما لقبها الشاعر محمود درويش "أمّ الشعر الفلسطيني".
عملت في عدة مناصب جامعية، آخرها منصب أمينة السر في مجلس أمناء جامعة النجاح الوطنية في نابلس، وشاركت في مؤتمرات وندوات واجتماعات فكرية وأدبية عربياً وعالمياً.
أخلصت فدوى طوقان للشعر والأدب وأصدرت العديد من المجموعات الشعرية والمؤلفات، وقد تُرجم بعض منها إلى لغات أجنبية عديدة كالإنجليزية والإيطالية والسويدية والفرنسية والألمانية والروسية، وحصلت على العديد من الجوائز، مثل جائزة الزيتونة الفضية لحوض البحر الأبيض المتوسط في إيطاليا، وجائزة عرار السنوية للشعر في عَمّان، جائزة سلطان العويس في الإمارات، وجائزة البابطين للإبداع الشعري في الكويت.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فلسطين
إقرأ أيضاً:
ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
هو أبو محمد علي بن أحمد ابن حزم الأندلسي الذي ولد عام 384 هجرية لأسرة عريقة، ونشأ في ظلال القصور، وطلب العلم في أول عمره، وجالس الفقهاء والعلماء والأدباء وانصرف إلى التأليف ومناظرة العلماء على اختلاف نحلهم.
تميز ابن حزم -الذي سلطت عليه الضوء حلقة (2025/4/15) من برنامج "تأملات"- بغزارة الإنتاج، وحضور البديهة وتنوع المعارف، كما كان موسوعي الثقافة، وصاحب مذهب في الفقه وصناعة في النقد والأدب.
وكان شاعرا، يَنظر إلى الشعر نظرة إجلال وإكبار، ورأى أن الشعر هو من العلوم النظرية التي لا بد لطالب العلم أن يأخذ بها. وابن حزم هو الذي جعل الشعر مكملا لعلمي اللغة والنحو.
عاش ابن حزم حياة حافلة بالفتن والاضطرابات والتقلبات السياسية، لكن ذلك لم يمنعه عن التصنيف والإبداع. ومن بين كتبه الكثيرة التي ذاع صيتها، "طوق الحمامة بين الألفة والأُلّاف"، وهو كتاب أدب لا يزال يحتفظ بمكانته حتى الآن.
ولابن حزم ديوان شعر له طبعات متعددة، ويعلق ابن حيان الأندلسي على إحدى مقطوعاته الشعرية بالقول: "ويا لبدائع هذا الحبر علي ابن حزم، ما أوضحها على كثرة الدافنين لها، والطامسين لمحاسنها".
وعرف ابن حزم بلسانه السليط، وكانت هذه الصفة من الأسباب التي جعلت العلماء ينفرون منه. وقد حُرقت كتبه في إشبيلية استجابة لفقهاء فاقهم في مناظراتهم، كما أوردت حلقة "تأملات".
إعلانويقول ابن حزم في سجنه متشوقا إلى أهله وولده:
يا راحلا عند حي عنده رمقي أقرِ السلام على من لم أودّعه
وسله بالله عن عهدي أيحفظه؟ فعهده بمكان لا أضيعه
تجهمت نُوَب الدنيا لعامرها فلا يد عن الضراء تمنعه
واطول شوقاه ما جدّ البعاد بهم إليهم مذ سعوا للبين أفظعه
لئن تباعد جثماني فلم أرهم فعندهم وأبيك القلب أجمعه
أقول والدهر قد غالت غوائله وحط مني مكاناً كان يرفعه
عسى لطائف مَن لا شيء يُعجزه تحنو على شملنا يوما فتجمعه
كما تناولت حلقة برنامج "تأملات" فقرات أخرى، منها "فصيح العامة"، و"أصل الكلمة"، و"طرائف لغوية" وغيرها.
15/4/2025-|آخر تحديث: 15/4/202508:28 م (توقيت مكة)