مواجهة أم تسوية.. ما مصير مناطق سيطرة قسد شرقي سوريا؟
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
يبدو أن الفصائل السورية تحاول تجنب مواجهة مباشرة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكياً، وهو ما يمكن تلمسه من خلال عدم إشارتها لـ"قسد" بشكل صريح في بيانها عن فرض سيطرتها على مدينة دير الزور التي تقدمت إليها "قسد" بعد انسحاب قوات النظام السابق والميليشيات الإيرانية منها.
في بيانها، قالت "إدارة العمليات العسكرية" إنه بعد هروب قوات النظام والميليشيات الإيرانية، نعلن دير الزور محررة بشكل كامل.
وقبل دير الزور، سيطرت الفصائل على مدينة منبج شرق حلب، لينحسر بذلك نفوذ "قسد" بمناطق شرق نهر الفرات، وسط تساؤلات عن مصير هذه المناطق.
مواجهة أم مفاوضات؟
رئيس أركان "الجيش السوري الحر" سابقاً، العميد أحمد بري يرى أن حل ملف "قسد" ومناطق سيطرتها، لا بد أن يكون عبر المفاوضات مع قيادة سوريا الجديدة.
وفي حديثه لـ"عربي21" يستبعد أن يشهد شرق سوريا مواجهات عسكرية بين الفصائل و"قسد"، مرجعا ذلك إلى "الحماية الأمريكية" لـ"قسد".
ولفت بري إلى حادثة إسقاط طائرة أمريكية بالخطأ من قبل "قسد" الأربعاء، وقال: "قد تقلب الولايات المتحدة الطاولة على قسد، وتلغي حمايتها، وإن كنت أعتقد أن المنطقة مقبلة على تسوية ومفاوضات".
ويدعم حديث بري، أنباء عن وساطة فرنسية بين تركيا و"قسد"، لتجنيب شرق سوريا مواجهات دامية، بين الفصائل و"قسد".
من جهته، يرى الباحث السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، أن حظوظ التسوية في سوريا تبقى أكثر من الحرب، ويقول لـ"عربي21": إن "التوجه الأمريكي نحو فتح علاقة مع قيادة سوريا الجديدة، سيكون حكماً على حساب "قسد"، بمعنى أن واشنطن ستزيد من الضغوط على "قسد" بغية دفعها إلى الدخول في الحكومة السورية القادمة، مع ضمان الحقوق الكردية".
"قسد" جزء من الدولة الجديدة
بذلك، يرجح رضوان أوغلو، أن تكون "قسد" جزء من الدولة السورية، وخاصة لمكافحة تنظيم الدولة، ويستكمل: "لا أحد في سوريا يريد تجدد المواجهات العسكرية.
وبعد إسقاط نظام الأسد، قال قائد "قسد" مظلوم عبدي إن "سقوط الأسد يمكن أن يشكل فرصة لبناء سوريا الجديدة".
وأضاف: "نريد أن ينخفض التصعيد مع هيئة تحرير الشام والأطراف الأخرى وأن نحل مشاكلنا عن طريق الحوار بما في ذلك مع تركيا".
مواجهات مفتوحة
في المقابل، يرى المحلل السياسي فواز المفلح من الحسكة، أن حل الخلاف مع "قسد" لن يكون إلا عبر مواجهات عسكرية، مرجعاً ذلك إلى "هيمنة " العمال" الكردستاني على قرار قسد، وتوجهه نحو إعلان كيان انفصالي".
وقال لـ"عربي21": "المواجهات قادمة، ولن تكون صعبة على الفصائل التي أظهرت فائض قوة بعد دحرها قوات النظام وإسقاطه".
وبحسب المفلح؛ فإن الولايات المتحدة ستسحب الغطاء عن "قسد" لأنه ليس من مصلحة واشنطن عداء سوريا الجديدة وتركيا.
وتسيطر "قسد" على نحو ربع مساحة الأراضي السورية، وتتركز مناطق نفوذها في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور، ومن الواضح أن تبدل موازين القوى في سوريا سيدفع واشنطن "حليفة قسد" إلى تقديم تنازلات في سبيل التوصل لحل شامل للملف السوري، يمهد لبدء مرحلة "إعادة الإعمار".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الفصائل السورية سوريا قسد تسوية سوريا تسوية مواجهة عسكرية قسد الفصائل السورية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سوریا الجدیدة
إقرأ أيضاً:
دمشق بين الفوضى والحياة: كيف تعود العاصمة بعد سيطرة الفصائل المسلحة؟
بعد أيام من الاضطرابات والسيطرة المفاجئة للفصائل المسلحة على العاصمة السورية دمشق، بدأت ملامح الحياة تعود إلى شوارع المدينة. دعا رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال، محمد غازي الجلالي، جميع العاملين إلى استئناف أعمالهم وتقديم الخدمات العامة اعتبارًا من اليوم، الثلاثاء.
حركة المرور والأسواق
شهدت حركة المرور داخل المدينة ومحيطها تراجعًا كبيرًا بسبب آثار القصف الإسرائيلي الأخير على مناطق قريبة من دمشق.
في حي المزة، بدأت الأسواق بفتح أبوابها بشكل محدود، حيث افتتحت بعض المطاعم والمحال التجارية، في ظل الانتشار الأمني المكثف لقوات الجيش الوطني وعناصر الأمن العام.
حسب “سكاي نيوز بالعربية” تحدث سكان عن حالة من الاطمئنان النسبي بعد انتشار قوات الفصائل المسلحة وعناصر الأمن، ما شجع بعض التجار على العودة إلى نشاطهم.
أوضح عدنان عيسى، وهو صاحب محل تجاري في حي المزة، أن القلق من الاعتداءات والسرقات تبدد تدريجيًا مع تعزيز التواجد الأمني.
في حي البرامكة، شارك السكان، بمن فيهم طلاب المدارس، في تنظيف الشوارع كجزء من مبادرة شعبية لرفع الروح المعنوية وسط الحي.
تراكم النفايات مشكلة بارزة
رغم التحسن الأمني، تعاني الأحياء من تكدس أكياس القمامة حول الحاويات بسبب غياب عمال النظافة، مما يشكل تحديًا كبيرًا في ظل الظروف الراهنة.
السيطرة المفاجئة على دمشق
سيطرت الفصائل المسلحة السورية على العاصمة فجر الأحد الماضي، عقب مغادرة الرئيس بشار الأسد إلى وجهة غير معلنة.
أثارت هذه التطورات مخاوف كبيرة لدى السكان، لكنها بدأت تخف تدريجيًا مع التحسن الأمني وإعادة الخدمات الأساسية.
الأثر النفسي على السكان
عودة الحياة إلى دمشق ليست سهلة؛ ما زالت المدينة تواجه تحديات في البنية التحتية والخدمات العامة، إلى جانب تداعيات السيطرة المسلحة التي تركت أثرًا عميقًا على السكان.