“كوب 16” الرياض يشهد تأمين 12 مليار دولار لدعم مبادرات مواجهة الجفاف
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
تمكنت رئاسة المملكة لمؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر “كوب 16” الرياض، من حشد الجهود الدولية لتقديم أكثر من 100 مبادرة، والحصول على أكثر من 12 مليار دولار كتعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى، مما أدى إلى تعزيز دور المؤسسات المالية والقطاع الخاص في مكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.
وأعلنت رئاسة المؤتمر في آخر أيام المفاوضات وفعاليات المؤتمر عن مجموعة من الشراكات الدولية الكبرى لدعم جهود استصلاح الأراضي، وتعزيز القدرات على مواجهة الجفاف، التي ستسهم في إعادة الأمل إلى نحو 2,3 مليار يعانون من موجات الجفاف، والأزمات العالمية الناجمة عن استمرار تدهور الأراضي.
وخلال فترة ترؤسها لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر على مدار العامين القادمين، ستعمل المملكة على تعزيز التعاون مع الدول والقطاع الخاص والمؤسسات المالية والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية وأصحاب العلاقة الآخرين، من أجل توفير الدعم للمبادرات القائمة في إطار الجهود العالمية المبذولة للتصدي لهذه التحديات، أو توفير الدعم للمبادرات الجديدة.
وأكد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة ومستشار رئاسة “كوب 16” الدكتور أسامة فقيها، أن أجندة عمل الرياض ساعدت بالفعل في حشد الجهات الفاعلة من الدول والمنظمات في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك، نرى في هذا المؤتمر مجرد بداية تبشر بتأثيرات إيجابية لاحقة، مشيرًا إلى أن رئاسة المملكة ستواصل التنسيق مع الجميع من مجتمع الاستثمار والمنظمات غير الحكومية والعلماء، وحتى الشعوب الأصلية والمزارعين، من أجل الارتقاء بإرثها العالمي بصورة دائمة، لتحقيق النتائج المنشودة، وترجمة هدف الاتفاقية المتمثل في إعادة تأهيل 1.
5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة على مستوى العالم حتى العام 2030.
وقال الدكتور فقيها: ستعمل شراكة الرياض العالمية على إحداث تحول جذري في كيفية التعامل مع تحديات الجفاف في جميع أنحاء العالم، ومن خلال الاعتماد على التأثير الجماعي للمؤسسات العالمية الكبرى، وستتحول إدارة الجفاف من الاستجابة الطارئة والتعامل مع الأزمات بعد وقوعها، إلى تبني نهج مسبق، وذلك عن طريق تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتوفير التمويل، والعمل على تقييم جوانب الضعف والتخفيف من مخاطر الجفاف، ويُعدّ هذا النهج لحظة تاريخية لمكافحة الجفاف دوليًا، الأمر الذي يحتّم على الدول والشركات والمؤسسات والعلماء والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات المالية والمجتمعات، الانضمام إلى هذه الشراكة المهمة للعالم أجمع.
بدوره أعرب الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو عن امتنانه للمملكة لاستضافتها أول مؤتمر أطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تمكنت من إبراز الحلول المبتكرة، كما عرضت الجهود الإقليمية الرائدة بشأن قضايا الأراضي والجفاف.
وأعلنت رئاسة المؤتمر أن أكثر من 24,000 مشارك مسجّل شاركوا بخبراتهم في أكثر من 600 فعالية وحدث ضمن أول أجندة عمل شاركت فيها الجهات الفاعلة غير الحكومية في آليات عمل الاتفاقية، وشملت فئات الشباب والنساء والشعوب الأصلية وغيرها من المواضيع ذات العلاقة باستدامة الأراضي.
وفي إطار أجندة عمل الرياض، شهد المؤتمر إطلاق شراكة الرياض العالمية من أجل القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف.
وتمكنت الشراكة من الحصول على تمويل بقيمة مليارَيْ دولار لتمويل جهود ومبادرات مقاومة الجفاف، وستعمل الشراكة مع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والدول والمنظمات الدولية وأصحاب العلاقة الآخرين لتحقيق هذه الغايات، لا سيّما وأنها تستهدف الدول الثمانين الأكثر عرضة للجفاف على سطح الأرض.
وشهدت هذه الدورة من المؤتمر إقامة سبعة أيام للمحاور الخاصة التي استضافتها المنطقتان الخضراء والزرقاء، لتحفيز عمل القطاعين العام والخاص، بما في ذلك يوم الأرض، ويوم نظم الأغذية الزراعية، ويوم الحوكمة، ويوم الشعوب، ويوم العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ويوم تعزيز القدرات، ويوم التمويل.
اقرأ أيضاًالمملكةعلى هامش مؤتمر COP16.. “الغطاء النباتي” يفوز بجائزة العمل التطوعي تقديرًا لإسهاماته المجتمعية
وزار المنطقتين أكثر من 57,000 مشارك، كما تم تنظيم آلاف الأحداث والفعاليات والجلسات الحوارية والمنتديات النقاشية الجماعية.
وتضمنت المبادرات التي تم الإعلان عنها خلال أيام المحاور الخاصة إطلاق المملكة العربية السعودية لمشروع “ريمدي”، وهو عبارة عن منصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقييم صحة الأراضي, وتم أيضًا إطلاق مبادرة دولية لرصد العواصف الرملية والترابية، وتوسيع أنظمة الإنذار المبكر العالمية، ويُعد نظام التحذير من العواصف الرملية والترابية وتقييمها في جدة، المركز الرابع ضمن منظومة المراكز التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وتعهدت المملكة بتقديم 10 ملايين دولار كتمويل على مدى السنوات الخمس المقبلة لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر في الدول غير القادرة حاليًا على مراقبة ورصد العواصف الرملية والترابية.
وفي الوقت نفسه، أصدرت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر خلال المؤتمر، مجموعة من التقارير الرئيسية التي تسلط الضوء على الحاجة الملحّة إلى معالجة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف, وسجل تقرير تقييم المخاطر المالية الصادر عن الاتفاقية عجزًا سنويًا يصل إلى 278 مليار دولار في تمويل جهود إعادة تأهيل الأراضي، وتعزيز القدرات على مواجهة الجفاف.
وشدد التقرير على وجود حاجة فائقة لمشاركة القطاع الخاص.
وأصدرت الاتفاقية تقريرًا مهمًا حول التوسع المتزايد لمساحات الأراضي الجافة على مستوى العالم، وتبيّن من خلاله أن ثلاثة أرباع الأراضي حول العالم أصبحت أكثر جفافًا بشكل دائم على مدى العقود الثلاثة الماضية.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية لاتفاقیة الأمم المتحدة لمکافحة التصحر مواجهة الجفاف غیر الحکومیة أکثر من
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: العالم تنتظره مواجهة شرسة مع المجاعة بسبب الجفاف وتغير المناخ
حذرت الأمم المتحدة من أن البشرية قد تصبح في مواجهة شرسة مع المجاعة، خاصة أن أكثر من نصف الأراضي الزراعية أصبحت أكثر جفافًا مع مرور السنوات، وهو ما أدى إلى تدمير المحاصيل الزراعية التي تمد العالم بالمنتجات الغذائية.
توسعًا كبيرًا في المناطق القاحلةعلى مدار السنوات الماضية، واجهت معظم دول العالم توسعًا كبيرًا في المناطق القاحلة التي أدت إلى تدمير الأراضي الزراعية، وتحديدًا في الهند التي تعدت مساحة تلك المناطق نحو 40% مساحة الأراضي الزراعية بها، ثم القارة القطبية الجنوبية، وذلك وفق تقرير صادر عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
وحذر خبراء الأمم المتحدة أنه بحلول عام 2040، فإن انتشار المناطق القاحلة سوف يكلف العالم 20 مليون طن من الذرة، و21 مليون طن من القمح، و19 مليون طن من الأرز، حسب ما نشرته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية.
سبب مرور الأراضي الزراعية بالجفافتغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان هو السبب الرئيسي وراء هذه الأزمة المميتة، وإذا لم يتم فعل أي شيء لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، فإن عدد الأشخاص الذين يعيشون في الأراضي الجافة سوف يتضاعف من 2.3 مليار إلى 5 مليارات بحلول عام 2100.
«للمرة الأولى، تم توثيق أزمة الجفاف بوضوح علمي، ما يكشف عن تهديد وجودي يؤثر على مليارات البشر في جميع أنحاء العالم» وفق إبراهيم ثياو، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، مشيرًا إلى أن النطاق المثير للقلق لأزمة الجفاف في العالم يوجد في معظم دول أوروبا.
وعلى الرغم من أن العالم شهد فيضانات وعواصف مروعة، فإن هذه النتائج تظهر أن الغالبية العظمى من العالم أصبحت أكثر جفافا بشكل كبير، ولكن المشكلة أشد خطورة ما قد تشير إليه الزيادة الكبيرة بالفعل في حالات الجفاف القاتلة التي تخطت 75% من مساحة الأراضي.