الصفدي يطالب بلينكن بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
أدان وزير الخارجية الأردني الدكتور أيمن الصفدي احتلال إسرائيل أراض سوريا مشددا على ضرورة انسحاب إسرائيل فورياً واحترام سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأردني مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن حيث بحث وزير الخارجية الأردني الدكتور أيمن الصفدي مع نظيره الامريكي انتوني بلينكن جهود التوصل لوقف دائم لإطلاق النار ينهي العدوان الإسرائيلي على غزة، وكذلك جهود إيصال مساعدات إنسانية فورية وكافية إلى جميع أنحاء القطاع وعلى تطورات الأوضاع في سوريا.
كما تناول الوزيران العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وعدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
فيما شدد الوزيران على دعم عملية انتقالية سياسية جامعة يقودها السوريون لبناء نظام سياسي يلبي طموحات الشعب السوري ويحترم إرادته ويضمن حقوقه ويضع سوريا على طريق بناء مستقبل يسوده الأمن والاستقرار.
كما اكدا على ضرورة احترام وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب.
وشدد الصفدي على أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة لأمن المنطقة ما يستدعي تكاتف الجهود لدعم عملية سياسية انتقالية جامعة لتطبيق قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ ومساعدة الشعب السوري الشقيق على تلبية طموحاته في بناء نظام سياسي يحترم حقوق كل السوريين ويعيد لسوريا عافيتها دولة آمنة مستقرة ذات سيادة خالية من الإرهاب، ومهيأة للعودة الطوعية للاجئين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا اخبار سوريا الصفدي بلينكن امريكا الاردن المزيد
إقرأ أيضاً:
من بلينكن إلى روبيو: وزارة الخارجية أدَاة للصهيونية في السياسة الأمريكية
محمد عبدالمؤمن الشامي
تتسم السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية بتباين ملحوظ بين مختلف الإدارات، إلا أنها تظل محكومة بتأثير كبير من اللوبي الصهيوني، مما يظهر بوضوح في مواقف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق أنتوني بلينكن وعضو مجلس الشيوخ ماركو روبيو، رغم انتمائهما إلى حزبيْن مختلفين. بلينكن، الذي كان وزيرًا للخارجية في إدارة بايدن، سعى إلى تبني سياسة توازن في التعامل مع النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بينما يتبنى روبيو، وزير خارجية ترامب الحالي، مواقف أكثر تطرفًا لدعم “إسرائيل” بشكل غير مشروط. رغم اختلاف التوجّـهات، يظل كلاهما جزءًا من السياسة الأمريكية التي تعزز من مصالح “إسرائيل” على حساب حقوق الفلسطينيين.
في إدارة بايدن، كان بلينكن يسعى لتأكيد دعم أمريكا لأمن “إسرائيل”، وهو ما تجلى في تصريحاته المُستمرّة حول ضرورة دعم هذا الأمن. في المقابل، حاول بلينكن تقديم بعض الدعم للفلسطينيين من خلال مساعدات إنسانية؛ بهَدفِ تحسين فرص التفاوض. ومع ذلك، ورغم محاولاته لتحقيق بعض التوازن، تظل المواقف الأمريكية بقيادة بلينكن متمسكة بالسياسات التقليدية التي تدعم “إسرائيل”، مما يضعه في خانة أدوات الصهيونية التي تدفع نحو الهيمنة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
أما ماركو روبيو، فيمثل الجناح اليميني المتطرف في السياسة الأمريكية، حَيثُ يدافع عن “إسرائيل” بشكل غير مشروط. لا يقتصر دعم روبيو لـ “إسرائيل” على تأييد سياساتها، بل يمتد أَيْـضًا إلى تبني مواقف صارمة ضد أي شكل من أشكال الدعم الدولي لفلسطين. وفقًا لروبيو، أي دعم للفلسطينيين قد يُستخدم من قبل “الجهات المعادية لإسرائيل”، مما يعكس تبني وجهات نظر صهيونية متطرفة تدفعه إلى معارضة أي تغيير في السياسة الأمريكية لصالح الفلسطينيين.
رغم اختلاف توجّـهات بلينكن وروبيو، إلا أن كليهما يتبنى مواقف تعزز من مصالح “إسرائيل”. ففيما ينتقد بلينكن بناء المستوطنات الإسرائيلية في تصريحاته، إلا أن هذا الانتقاد يبقى دون تأثير فعلي على الواقع، حَيثُ لا تتخذ الإدارة الأمريكية خطوات عملية لوقف هذا التوسع. من جهة أُخرى، يرفض روبيو أي انتقاد للمستوطنات، معتبرًا إياها جزءًا من سيادة “إسرائيل” التي لا تقبل النقاش.
هذه السياسات، كما يتضح من مواقف بلينكن وروبيو، تظهر بشكل جلي تأثير اللوبي الصهيوني في توجيه السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية. بينما تحاول إدارة بايدن إظهار التزامها بحل الدولتين، يظل الواقع يتسم بدعم محدود للفلسطينيين، في حين يدعم روبيو سياسات أكثر تطرفًا لصالح “إسرائيل”. هذا الوضع يبرز النفوذ القوي للصهيونية في السياسة الأمريكية، ويعوق الوصول إلى حَـلّ عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
لا تزال السياسة الأمريكية تتأثر بأجندة الصهيونية، بغض النظر عن تغير الإدارات أَو الأحزاب الحاكمة. وتعكس هذه السياسات عجزًا أمريكيًّا في دعم حقوق الفلسطينيين، في الوقت الذي تستمر فيه “إسرائيل” في سياسات الاحتلال والتوسع الاستيطاني. يجب على الدول العربية أن تدرك أن السياسات الأمريكية لا تميل إلى تحقيق العدالة أَو دعم القضايا العربية، بل تظل تحت تأثير المصالح الصهيونية التي تتحكم في توجيه السياسة الأمريكية تجاه المنطقة.
التاريخ يثبت أن هذه السياسات لم تؤدِ إلى تحسن حقيقي في وضع الفلسطينيين، بل غالبًا ما خدمت مصالح “إسرائيل” على حساب الحقوق الفلسطينية. لذا، من الضروري أن تعزز الدول العربية وحدتها، وألا تضع كُـلّ آمالها في وعود أمريكية غالبًا ما تكون بعيدة عن الواقع. ينبغي على الدول العربية أن تطور استراتيجيات مستقلة تدعم حقوقها القومية وتعزز مواقفها على الصعيدين العربي والدولي.
في هذا السياق، يجب على الدول العربية التي طبعت مع الصهيونية أن تعيد تقييم مواقفها، حَيثُ إن هذه الخطوات لم تسهم في استقرار المنطقة أَو تحقيق السلام العادل. بل على العكس، فَــإنَّها منحت شرعية للاحتلال الإسرائيلي وزادت من تعقيد الوضع. لن يرحم التاريخ الأنظمة التي اختارت الوقوف إلى جانب الصهيونية بدلًا عن الوقوف مع شعوبها، لذا من الضروري أن تراجع هذه الدول سياساتها وتتراجع عن خطوات التطبيع التي تضعف الموقف الفلسطيني وتضر بمصالح الأُمَّــة العربية.