خامس يوم على سقوط الأسد.. أسواق وسفارات ووفد أجنبي
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
بدأت بوادر الحياة تعود إلى طبيعتها في العاصمة السورية دمشق بعد أقل من أسبوع على سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وسيطرة فصائل المعارضة على مقاليد الحكم وتشكيل حكومة انتقالية تشرف على وضع دستور جديد وإجراء انتخابات.
وأعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا اليوم الخميس إلغاء حظر التجوال في دمشق وريفها، كما جددت دعوتها للثوار بالالتزام بتعليمات عدم الاعتداء على الأشخاص والممتلكات مشيرة إلى أن أي تصرف فردي لا يتوافق مع التعليمات سيواجه بكل حزم وصرامة.
وشهدت شوارع العاصمة دمشق اليوم حركة طبيعية للمارة والسيارات مقارنة بالوضع قبل يومين، كما بدأت الحياة في المحافظات التي سيطرت عليها إدارة العمليات العسكرية تعود تدريجيا إلى وضعها الطبيعي.
وبدأت الأسواق في مختلف مناطق دمشق والمحافظات الأخرى التي تم تحريرها خلال معركة "ردع العدوان" تعود لنشاطها تدريجيا كما فتحت البنوك أبوابها أول أمس الثلاثاء لاستقبال المودعين ومواصلة عملها.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة اليوم استئناف العام الدراسي في كل القطاعات بدءا من الأحد المقبل.
وكانت الحكومة السورية المؤقتة أعلنت أنها تعمل على إعادة تأهيل المطارات في البلاد وستبدأ خلال أيام بتشغيل رحلات داخلية بين المحافظات على أن تبدأ قريبا بتسيير واستقبال الرحلات الدولية.
إعلانوكلّف القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أول أمس الثلاثاء محمّد البشير الذي كان يرأس "حكومة الإنقاذ" في إدلب المعقل السابق لفصائل المعارضة في شمال غرب البلاد، تولّي رئاسة حكومة انتقالية حتى مطلع آذار/مارس المقبل.
حركة الناس والأسواق بدأت تعود لطبيعتها تدريجيا عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد (الفرنسية) (الفرنسية) 8 سفاراتوبالتزامن مع عودة الأسواق والمؤسسات والبنوك لعملها الطبيعي فإن الحكومة الجديدة سعت خلال الأيام الماضية لإرسال رسائل وتطمينات لمختلف الدول.
واليوم الخميس وجهت إدارة الشؤون السياسية التابعة لحكومة تصريف الأعمال السورية الشكر لـ8 دول على استئناف عمل بعثاتها الدبلوماسية في دمشق، في أعقاب إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وهروبه من سوريا.
وأوردت الإدارة -في بيان نشرته وزارة الإعلام السورية على حسابها بموقع إكس- "نتقدم بالشكر والامتنان" لكل من مصر والعراق والسعودية والإمارات والأردن والبحرين وسلطنة عُمان وإيطاليا "على استئناف عمل بعثاتها الدبلوماسية في دمشق".
وقالت إنها تلقت وعودا مباشرة من قطر وتركيا لإعادة افتتاح سفارتيهما في سوريا، آملة في "بناء علاقات طيبة مع كل الدول التي تحترم إرادة الشعب وسيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها".
وفد رسميومع بدء عودة سفارات الدول فتح أبوابها وصل ظهر اليوم إلى العاصمة دمشق أول وفد أجنبي رسمي منذ سقوط نظام الأسد فجر الأحد الماضي.
وأفاد مراسل الجزيرة أن وفدا تركيا يضم وزير الخارجية هاكان فيدان ورئيس جهاز المخابرات إبراهيم قالن وصل ظهر الخميس إلى دمشق.
وجاء وصول الوفد التركي إلى العاصمة السورية بعد 5 أيام من إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وفيدان هو أول وزير خارجية يزور دمشق منذ إسقاط النظام السوري على يد المعارضة المسلحة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
لماذا لم يعد معظم النازحين واللاجئين السوريين رغم سقوط الأسد؟
شمال سوريا- بعد شهر على سقوط نظام الأسد في سوريا لا تزال عودة اللاجئين السوريين من الدولة المجاورة تركيا والنازحين داخليا تبدو خجولة وأدنى من سقف التوقعات، إذ تحكم هذه العودة عوامل اقتصادية وأمنية في الدرجة الأولى تتعلق بالسكن والخدمات والتعليم والاستقرار الأمني.
وتسود حالة من عدم اليقين لدى مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين السوريين بشأن جدوى العودة الحالية، ولا سيما أن نسبة كبيرة منهم ممن فقدوا منازلهم في الحرب التي أنهكت سوريا على مدار 14 عاما، كما يشكل تأمين الدخل التحدي الأبرز لتأمين المصاريف اليومية.
وداخل إحدى مقاهي غازي عنتاب جنوبي تركيا يجادل اللاجئ السوري حسام دروبي صديقه محمد بأن العودة إلى البلاد في الوقت الحالي ليست مناسبة، بسبب الانقطاع المستمر للماء والكهرباء وعدم استقرار الوضع المعيشي والأمني.
ويقول دروبي متحدثا للجزيرة نت إن "من المبكر العودة إلى سوريا، والأفضل على الأقل الانتظار 6 أشهر إلى عام حتى تتضح الأمور وتعود الخدمات وتتمكن الحكومة الجديدة من العمل على كافة الأصعدة خدمة للأهالي".
وأضاف أن المخاوف التي تنتابه من العودة هي فقدان منزله في مدينة حلب شمالي سوريا جراء القصف الذي طالها خلال عام 2016، مشيرا إلى أن برميلا متفجرا سقط على البناء وأصبح مدمرا بشكل شبه كامل ويحتاج إلى إعادة إعمار.
إعلانولفت دروبي إلى أنه غير قادر على استئجار منزل في حلب في حال عودته، مؤكدا أن أسعار الإيجارات في المدينة تضاعفت بشكل غير مسبوق منذ سقوط نظام الأسد وبدء عودة الأهالي من نازحين ولاجئين إليها للاستقرار، ومنهم من محافظات وبلدات سورية أخرى.
يفضل أغلبية اللاجئين السوريين الانتظار والتريث في العودة إلى حين استقرار الأحوال (الجزيرة) أحلاهما مروغير بعيد عن مدينة غازي عنتاب وعلى الطرف المقابل في الشمال السوري تبدو مخيمات النازحين السوريين دون تغييرات بحجم حدث سقوط الأسد، إذ تبدو حالة انعدام الاحتياجات الأساسية من وقود التدفئة والغذاء المناسب مستمرة وتشكل تحديا لا يعرف حلا.
ويجبر استمرار حالة الدمار وفقدان الخدمات في معظم مدن وبلدات أرياف إدلب وحلب وحماة شمالي سوريا -والتي ينحدر منها النازحون القاطنون في المخيمات- الآلاف على البقاء في الخيام الباردة.
ووفق فريق "منسقو استجابة سوريا"، عاد نحو 52 ألفا من النازحين في المخيمات بالشمال السوري إلى مناطقهم الأصلية منذ سقوط نظام الأسد من أصل قرابة مليوني نازح.
ويؤكد النازح المنحدر من معرة النعمان بريف إدلب أحمد السعيد أن منزله في المدينة غير صالح للسكن على الإطلاق، مشيرا إلى أن أغلبية الأهالي لم يرجعوا للسكن فيها رغم توقف الحرب وسقوط نظام بشار الأسد.
ويقول السعيد في حديث للجزيرة نت إن البعض يستغرب من بقاء الأهالي في الخيام هنا، لكنها تبقى أحلى الأمرّين وأفضل من العيش في منازل مدمرة بلا جدران وسقوف، عدا عن انعدام الخدمات من ماء وكهرباء وأسواق.
أما النازحة من مدينة عندان في ريف حلب آمنة درغام والمقيمة في مدينة إدلب فتحدثت عن أن مسقط رأسها أشبه بمدينة أشباح، فقد اعتصر قلبها الألم لدى زيارتها أخيرا لمشاهدة منزلها، بسبب مناظر الدمار وحجم السرقات التي تعرضت لها المدينة.
إعلانوتشير درغام في حديث للجزيرة نت إلى أن المدينة شأنها شأن معظم المدن والبلدات السورية تحتاج إلى جهود جبارة بهدف إعادة الإعمار والحياة إليها، الأمر الذي يشجع السكان على العودة والاستقرار مجددا، مؤكدة أن أحدا لن يعود للسكن في هذا الظرف المأساوي.
سوريون يعودون من تركيا إلى بلادهم من معبر باب الهوى الحدودي (الجزيرة) إعادة الإعماروتواجه الإدارة الجديدة في سوريا أعباء كبرى تتمثل في تسيير أعمال الحكومة وبسط الأمن وإعادة هيكلة الجيش مع دمج الفصائل المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة، فضلا عن تحديات تأمين الطاقة والمياه وأجور العاملين.
ويرى المحلل الاقتصادي عبد السلام العمر أن من المبكر الحديث عن عملية إعادة الإعمار في سوريا، قبل أن تتمكن الإدارة الجديدة من حسم ملفات أكثر أهمية وآنية تتعلق بإنهاء أي وجود لفلول النظام البائد التي قد تعكر صفو البلاد والحكم.
ويقول العمر في حديث للجزيرة نت إن ما تتجه إليه الإدارة الجديدة في سوريا والحكومة هو حل مشكلة الطاقة والمياه واستقرار سعر الصرف، باعتبارها احتياجات أساسية يومية للسكان لا يمكن أن تنتظر أو أن يتم استبدالها.
وأشار إلى أن عملية إعادة الإعمار تحتاج إلى دعم أممي وعربي قد يرتبط برفع قريب للعقوبات الدولية عن سوريا، مما يفسح المجال للشركات وأصحاب رؤوس الأموال بالدخول إلى السوق السورية وبدء مرحلة جديدة في بناء بلد أنهكته الحرب.