حكم النوم على البطن: تحذير نبوي وفوائد صحية لطرق النوم الأخرى
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
النوم على البطن من الأمور المكروهة في الإسلام، حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن هذه الوضعية. فقد رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: "رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مُضْطَجِعًا عَلَى بَطْنِهِ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ لَا يُحِبُّهَا اللَّهُ". هذا الحديث يبين الكراهة في النوم على البطن بسبب ما قد يسببه من ضرر للجسد.
السنة النبوية في النوم: الشق الأيمن هو الأفضل
كان النبي صلى الله عليه وسلم يفضل النوم على الشق الأيمن، حيث كان يضع يده تحت خده الأيمن قبل أن يقرأ دعاء النوم: "بِسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ". هذه الطريقة من النوم ليس فقط محببة في السنة النبوية، ولكنها أيضًا تعتبر أكثر فائدة صحية. النوم على الشق الأيمن يسمح للجهاز الهضمي بالعمل بشكل أكثر فعالية، ويسهم في راحة الأعضاء الداخلية مثل الكبد والقلب.
التفسير العلمي للنوم على البطن
يُوضح العلماء أن النوم على البطن قد يسبب صعوبة في التنفس، حيث يقع وزن الجسم على الرئتين مما يضغط عليهما، وبالتالي يسبب ضيقًا في التنفس. كما أن هذه الوضعية تؤدي إلى اضطراب في توزيع الهواء في الرئتين، ما يعوق عملية التنفس الطبيعية ويزيد من احتمال الإصابة بالمشاكل التنفسية.
النوم على الظهر: مخاطر صحية عند التنفس من الفمبالرغم من أن النوم على الظهر قد يبدو مريحًا للبعض، إلا أن هناك العديد من الدراسات الطبية التي تحذر من هذه الوضعية بسبب التنفس عبر الفم. التنفس الفموي يعطل عملية التنقية والتسخين التي تقوم بها الأنف بشكل طبيعي، حيث تعمل الأنف على تدفئة وتصفية الهواء قبل وصوله إلى الرئتين. كما أن التنفس من الفم قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل الزكام وجفاف اللثة.
النوم على الشق الأيسر: تأثيرات على الهضم والأعضاء الداخلية
النوم على الشق الأيسر قد يتسبب في مشاكل صحية أخرى، حيث يضغط على بعض الأعضاء الحيوية مثل القلب والكبد، مما يؤثر على أدائها الطبيعي. عندما ينام الشخص على الجانب الأيسر، يتعرض جهازه الهضمي لضغط أكبر، مما قد يبطئ من عملية الهضم بشكل ملحوظ. لذلك، يُنصح بتجنب هذه الوضعية إذا كان الشخص يعاني من مشاكل هضمية.
النوم الصحي: اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقة النوم المثلى التي تتماشى مع الشريعة الإسلامية والصحة الجسدية. النوم على الشق الأيمن يساعد على راحة الجسم وتعزيز الهضم ويحسن التنفس. بالإضافة إلى ذلك، لا يجب أن ننسى أهمية اتباع الأذكار قبل النوم كما فعل النبي، مما يجلب الراحة النفسية والحماية من المكروهات.
في الختام، يتبين أن النوم على البطن ليس محببًا في الإسلام، بل هو مكروه كما أكدته السنة النبوية. أما النوم على الشق الأيمن فيعتبر هو الأكثر فائدة من الناحية الصحية وفقًا للعلماء. ولذا، من الأفضل للمسلم أن يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في نومه، ويحافظ على صحة جسده بما يتوافق مع الشريعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النوم البطن المكروهة السنة النبوية النبي صلى الله عليه وسلم النبی صلى الله علیه وسلم النوم على البطن هذه الوضعیة
إقرأ أيضاً:
معنى الاستئناس في قوله تعالى: ﴿حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا﴾
أجابت دارالإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، جاء مضمونه كالتالي: ما معنى الاستئناس في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا﴾؟.
وقالت دار الإفتاء إن الزيارة بصفة عامة مستحبة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن عَادَ مَرِيضًا أَو زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللهِ نَادَاهُ مُنَادٍ: أَن طِبتَ وَطَابَ مَمشَاكَ وَتَبَوَّأتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنزِلًا» "سنن الترمذي".
وأوضحت أنه يجب شرعًا الاستئذان قبل الزيارة، ويكون بإعلام أهل البيت حتى يستعدُّوا لمقابلة الزائر؛ يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النور: 27].
والمراد بالاستئناس هو الاستئذانُ في الزيارة قبل الذهاب وتحديدُ موعدٍ لها؛ وذلك عن طريق الاتصال بالهاتف ونحوه من الوسائل المعاصرة، كالاتصال بالهاتف ونحوه؛ حتى يستعد أهل البيت لتلك الزيارة، وليعلم الزائر أنَّ العدد المسموح به في طلب الإذن بالزيارة هو ثلاث مرات، وينبغي على الزائر إن لم يأذن له أهل البيت بالزيارة أن يرجع عنها.
آداب الاستئذان عند دخول البيوت للزيارة
وأضافت الإفتاء أنه الإسلام قد سنَّ آدابًا للزيارة ينبغي الالتزام بها ومنها:
- الاستئذان قبل الزيارة، وذلك بإعلام أهل البيت حتى يستعدُّوا لمقابلة الزائر؛ يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النور: 27].
فالمراد بالاستئناس: هو الاستئذانُ في الزيارة قبل الذهاب وتحديدُ موعدٍ لها، وذلك عن طريق الاتصال بالهاتف ونحوه من الوسائل المعاصرة.
- ترك الزيارة والرجوع عنها إذا كانت هناك ظروف تمنع أهل البيت من استقبال الزائر؛ يقول تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [النور: 28]، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الِاستِئذَانُ ثَلَاثٌ، فَإِن أُذِنَ لَكَ، وَإِلَّا فَارجِع» "صحيح مسلم".
- إلقاء الزائرِ السلامَ على أهل البيت عند الاستئذان للدخول؛ فعَن رِبعِيٍّ رضي الله عنه قال: "حدثنا رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في بيت فقال: أَلِجُ ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لخادمه: «اخرُجْ إلى هذا فعلِّمه الاستئذان، فَقُل له: قل: السَّلامُ عليكُمْ، أأدخُل؟» فسمعه الرجل، فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدخل". "سنن أبي داود".
- تعريف الزائر بنفسه واسمه حين يُسأل عنه، حتى يأذن له صاحب البيت بالدخول؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يقول: "أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دين كان على أبي، فدققت الباب، فقال: «مَن ذَا؟» فقلت: أنا، فقال: «أنا أنا»، كأنه كرهها"، فالحديث يدل على كراهة قول المستأذن «أنا»؛ لأن هذه اللفظة لا تُعَرِّف به.
- عدم الإكثار من الزيارة؛ حتى لا يملّ أهل البيت من الزائر؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «زُر غِبًّا، تَزدَد حُبًّا» "المعجم الأوسط"، فالمراد من الحديث أنَّ الإقلال من الزيارة يجعل النفس تشتاق لرؤية الشخص ومقابلته والجلوس معه.
- عدمُ الإطالة في وقت الزيارة مراعاةً لظروف أهل البيت، يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ [الأحزاب: 53].
- اختيار الوقت المناسب للزيارة حتى لو كانت الزيارة للوالدين، فهناك أوقات لا تناسب أهل البيت في استقبال أحد من الزائرين؛ كأوقات الراحة ونحو ذلك؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [النور: 58].