النوم على البطن من الأمور المكروهة في الإسلام، حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن هذه الوضعية. فقد رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: "رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مُضْطَجِعًا عَلَى بَطْنِهِ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ لَا يُحِبُّهَا اللَّهُ". هذا الحديث يبين الكراهة في النوم على البطن بسبب ما قد يسببه من ضرر للجسد.

السنة النبوية في النوم: الشق الأيمن هو الأفضل

كان النبي صلى الله عليه وسلم يفضل النوم على الشق الأيمن، حيث كان يضع يده تحت خده الأيمن قبل أن يقرأ دعاء النوم: "بِسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ". هذه الطريقة من النوم ليس فقط محببة في السنة النبوية، ولكنها أيضًا تعتبر أكثر فائدة صحية. النوم على الشق الأيمن يسمح للجهاز الهضمي بالعمل بشكل أكثر فعالية، ويسهم في راحة الأعضاء الداخلية مثل الكبد والقلب.

التفسير العلمي للنوم على البطن

يُوضح العلماء أن النوم على البطن قد يسبب صعوبة في التنفس، حيث يقع وزن الجسم على الرئتين مما يضغط عليهما، وبالتالي يسبب ضيقًا في التنفس. كما أن هذه الوضعية تؤدي إلى اضطراب في توزيع الهواء في الرئتين، ما يعوق عملية التنفس الطبيعية ويزيد من احتمال الإصابة بالمشاكل التنفسية.

النوم على الظهر: مخاطر صحية عند التنفس من الفم

بالرغم من أن النوم على الظهر قد يبدو مريحًا للبعض، إلا أن هناك العديد من الدراسات الطبية التي تحذر من هذه الوضعية بسبب التنفس عبر الفم. التنفس الفموي يعطل عملية التنقية والتسخين التي تقوم بها الأنف بشكل طبيعي، حيث تعمل الأنف على تدفئة وتصفية الهواء قبل وصوله إلى الرئتين. كما أن التنفس من الفم قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل الزكام وجفاف اللثة.

النوم على الشق الأيسر: تأثيرات على الهضم والأعضاء الداخلية

النوم على الشق الأيسر قد يتسبب في مشاكل صحية أخرى، حيث يضغط على بعض الأعضاء الحيوية مثل القلب والكبد، مما يؤثر على أدائها الطبيعي. عندما ينام الشخص على الجانب الأيسر، يتعرض جهازه الهضمي لضغط أكبر، مما قد يبطئ من عملية الهضم بشكل ملحوظ. لذلك، يُنصح بتجنب هذه الوضعية إذا كان الشخص يعاني من مشاكل هضمية.

النوم الصحي: اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم

علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقة النوم المثلى التي تتماشى مع الشريعة الإسلامية والصحة الجسدية. النوم على الشق الأيمن يساعد على راحة الجسم وتعزيز الهضم ويحسن التنفس. بالإضافة إلى ذلك، لا يجب أن ننسى أهمية اتباع الأذكار قبل النوم كما فعل النبي، مما يجلب الراحة النفسية والحماية من المكروهات.

 

في الختام، يتبين أن النوم على البطن ليس محببًا في الإسلام، بل هو مكروه كما أكدته السنة النبوية. أما النوم على الشق الأيمن فيعتبر هو الأكثر فائدة من الناحية الصحية وفقًا للعلماء. ولذا، من الأفضل للمسلم أن يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في نومه، ويحافظ على صحة جسده بما يتوافق مع الشريعة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النوم البطن المكروهة السنة النبوية النبي صلى الله عليه وسلم النبی صلى الله علیه وسلم النوم على البطن هذه الوضعیة

إقرأ أيضاً:

الحكمة والموعظة الحسنة

سبيلنا فى الدعوة إلى الله عز وجل هو ما أرشدنا إليه الحق سبحانه، حيث يقول فى كتابه العزيز: «أدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ»، ويقول سبحانه: «قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ»، ويقول سبحانه: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ»، ويقول سبحانه: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ»، ويقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ فى شَىءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شَىءٍ إلَّا شانَهُ»، فالداعية للمدعو كالأب الحانى على أبنائه، ليس بفظ ولا غليظ، مدرك أن رسالته هى النصح والبيان وليس التأنيب ولا العقاب، وقد اشترطوا لإزالة المنكر ألا يكون بمنكر مثله أو أشد منه.
وقد ضرب لنا نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) أعظم المثل فى الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن ذلك ما كان منه (صلى الله عليه وسلم) مع سيدنا معاوية بن الحكم السلمى (رضى الله عنه)، إذ يقول ذلكم الصحابى الجليل: «بَيْنَما أَنَا أُصَلِّى مَعَ رَسُولِ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ الله, فَرَمَانِى الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ؛ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟! فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِى، لَكِنِّى سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَبِأَبِى هُوَ وَأُمِّي؛ مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ؛ فوالله: مَا كَهَرَنِى، وَلَا ضَرَبَنِى، وَلَا شَتَمَنِى، قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» (صحيح مسلم).
وعَنْ أَنَسٍ بن مالك (رضى الله عنه) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، قَالَ: وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى مَعَ رَسُولِ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّى أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ الله، قَالَ: «هَلْ حَضَرْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «قَدْ غُفِرَ لَكَ»، وفى رواية قال: «فَإِنَّ الله قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ، أَوْ قَالَ: «ذَنْبَكَ» (صحيح مسلم).
وفى مدرسته صلى الله عليه وسلم تعلم سبطاه الحسن والحسين رضى الله عنهما أدب الدعوة إلى الله، وعرفا طريقها الصحيح من الحكمة والموعظة الحسنة، إذ تذكر بعض المصادر أنهما رضى الله عنهما وجدا رجلا لا يحسن الوضوء فأرادا تعليمه، ولكنهما كانا حريصين على عدم إحراجه، فاتفقا على حيلة، فقال أحدهما: يا عماه، اختلفت أنا وأخى أينا يحسن الوضوء أفضل من أخيه ونريدك حكمًا بيننا، فتوضأ الحسن فأحسن الوضوء، وتوضأ الحسين فأحسن الوضوء، فقال الرجل كلاكما يحسن الوضوء وأنا الذى لا أحسنه.
رسالتنا أن نيسر على الناس ولا نشق عليهم بما ينفرهم منا أو من دين الله عز وجل، يقول نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّما بُعِثْتُم مُيَسِّرينَ ولَمْ تُبْعَثوا مُعَسِّريْنَ» (مسند أحمد).
فمهمة العلماء هى البلاغ والبيان والتعليم، لا التأنيب ولا التعنيف، أو السخرية من السائل أو المدعو، والحرص الشديد على عدم إحراج السائل أو المستفتى، وحفظ سره وأمانته، وعدم فضحه بسؤاله أو طلبه التوبة، فما دفعه للسؤال إلا خوفه من الله عز وجل، ولنتعلم من سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عندما لمز أحد الناس المرأة الغامدية التى كان يقام عليها حد الزنا، فقال صلى الله عليه وسلم: «قَدْ تَابَتْ تَوْبةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْن سبْعِينَ مِنْ أَهْلِ المدِينَةِ لوسعتهُمْ، وَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنفْسهَا للَّهِ»؟ (صحيح مسلم).

مقالات مشابهة

  • التنفس العميق يساعدك على النوم أثناء التوتر
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
  • تحذير طبي: استخدام مساعدات النوم قد يؤدي إلى تراكم البروتينات السامة في الدماغ
  • فضل التعرض لماء المطر.. تعرف على نهج نبوي يحقق البركة
  • الأدعية المستحبة عند حدوث الزلازل "للَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ"
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: ما جهر قوم بالمحرمات إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله.. ومحبة الله مشروطة بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم
  • انقطاع النفس أثناء النوم.. أعراضه وأسبابه وكيفية علاجه
  • الحكمة والموعظة الحسنة
  • فضل قراءة سورة الملك وأسرارها.. هذا الأمر يحدث لك عند تلاوتها قبل النوم