خبير عسكري: كمائن القسام رسالة للاحتلال بأننا موجودون هنا
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
أثارت الكمائن الثلاث التي نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في رفح وأطلقت عليها اسم "الانتصار لدماء السنوار"، وما تلاها من عمليات، تساؤلات عن دلالات استمرارها رغم القصف العنيف.
وتم تنفيذ الكمائن الثلاث في منطقة واحدة في رفح وكلها تقريبا قريبة من بعضها البعض، علما أن الاحتلال كان يُشدد حصاره وقصفه بعد كل كمين إلا أن المقاومة نجحت في تنفيذ الكمائن الثلاث بكل أريحية.
وأطلقت كتاب القسام بعدها صواريخ من خانيونس، وهي المدينة التي كثيرا ما قال الاحتلال أنه سيطر عليها، كما استخدمت صاروخ من نوع P29 الروسي.
ولمعرفة ماذا يعني ذلك من الناحية العسكرية التقت "عربي21" الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد، والذي قال إن ما جرى مؤخرا من كمائن متسلسلة في حي الجنينة في رفح جنوب غزة يؤكد على أن المقاومة تلجأ إلى ما يعرف عسكريا بالكمون التكتيكي.
وأوضح أبو زيد أن "المقاومة تستنزف قوات الاحتلال من خلال ما يُعرف بأهداف الفرصة، بحيث أنها لا تذهب للبحث عن الأهداف وإنما تنتظر الأهداف عالية القيمة".
وتاليا نص الحوار:
ماذا يعني تنفيذ القسام ثلاثة كمائن في منطقة واحدة وعلى فترات ليست متباعدة نسبيا رغم القصف الإسرائيلي؟
إن ما يجري في قطاع غزة بعد 431 يوم من القتال هو التالي، الاحتلال يحاول رفع الكلفة على المدنيين والحاضنة الشعبية للمقاومة، في حين أن المقاومة تستنزف قوات الاحتلال من خلال ما يُعرف بأهداف الفرصة.
أي أن المقاومة لا تذهب وتبحث عن الأهداف، وإنما تنتظر الأهداف عالية القيمة التي تتواجد في أي منطقة من مناطق الكمائن لتحقق فيها خسائر، الأمر الذي يقود الاحتلال والمقاومة إلى عمليات طويلة في مثل هذا النوع من العمليات تُرهق القوات المهاجمة وتستنزف قدراتها أكثر من العقد القتالية المدافعة.
وما جرى مؤخرا من كمائن متسلسلة في حي الجنينة في رفح جنوب غزة يؤكد على أن المقاومة تلجأ إلى ما يُعرف عسكريا بالكمون التكتيكي، وتترقب أهداف عالية القيمة للاحتلال مثل دبابات الميركافا أو مجموعات الجنود داخل البنايات ليتم استهدافها وايقاع خسائر فيها.
وبالطبع تنفيذ الكمائن الثلاثة بشكل متسلسل في حي الجنينة هو بمثابة رسالة من المقاومة للاحتلال، فهذا الحي قريب من شارع ابن سينا، وهي المنطقة التي استشهد فيها القائد السنوار.
وهذا يُعزز أن المقاومة تؤكد في المقاطع التي تبثها بأن هذه الكمائن انتقاما لروح الشهيد السنوار، وتؤكد أكثر من خلالها على أن المقاومة لا تزال قادرة على التعاطي والتكييف مع منطقة العمليات في غزة سواء جنوبا أو شمالا.
ماذا يعني إطلاق صواريخ من خانيونس، رغم أن الاحتلال اجتاح المدينة أكثر من مرة وأدعى أنه انهى المقاومة فيها؟ كذلك ماذا يعني استخدام صاروخ P29 الروسي؟
أطلقت المقاومة خلال آخر شهرين رشقات صاروخية باتجاه مناطق غلاف غزة في ثلاث مرات، إحداها كانت من خانيونس، التي أعلن الاحتلال تدمير المقاومة فيها، ليتفاجأ بأن المقاومة لا تزال قادرة على إعادة إنتاج نفسها في مناطق القتال جميعها، وهذا يعود إلى أن هذا النوع من القتال لا يمكن للقوات النظامية أن تتغالب بالقضاء على المقاومة التي تقاتل قتال غير تقليدي.
كذلك استخدام صاروخ P29 يعني أن عنصر المفاجأة بالزمان والمكان والسلاح لا يزال فعال لدى المقاومة، علما أن هذا الصاروخ هو من الصواريخ الروسية الصنع وهو من الحقبة السوفيتية، ويتميز بأنه مضاد للدروع وهو فعال ضد دبابة الميركافا حيث يخترق 60 سم في الدرع، لأن القذيفة التي يحملها هذا الصاروخ هي قذيفة ترادفية فعالة.
ما دلالات استمرار المقاومة على الرغم من مرور 14 شهر من الحرب المدمرة على غزة، وما تأثير ذلك على المفاوضات المستقبلية؟
في ظل حالة الاستنزاف التي تتعرض لها قوات الاحتلال، يضاف لذلك أن 54 بالمئة من جنود الاحتياط ينهون المدة المقررة لهم خلال منتصف الشهر الجاري، ومع وجود 5 فرق عسكرية تعرضت لخسائر في جنوب لبنان والتي تحتاج حسب العُرف العسكري من 3-4 أشهر ليتم اعادة ترميمها وتعويض النقص والخسائر فيها.
يضاف لذلك مشاكل تتعلق بالذخيرة واللوجستيك، بدأت تبرز في قوات الاحتلال بعد 14 شهر من القتال مرتفع الحدة، كل هذه مؤشرات تُعزز أن الخيارات العسكرية أصبحت ضيقة أمام الاحتلال.
ويقابل ذلك حاجة المقاومة أيضا للهدنة للتخلص من القتل المُمنهج الذي يقوم به الاحتلال ضد المدنيين العُزل، ولأن المقاومة بعد كل هذه المدة جردت الاحتلال من تحقيق أهدافه التي وُضعت من المستويين العسكري والسياسي، وعلى رأسها تحرير الأسرى بالقوة.
بالتالي أصبحت الهدنة في غزة ضرورة للجميع، وقد تحمل مسميات إعلامية مختلفة (هدنة إنسانية أو مؤقتة) تبدأ من فتح معبر رفح ثم تتوسع نحو وقفا لإطلاق النار، ولهذا اعتقد أن الهدنة في غزة باتت قاب قوسين أو أدنى ارتباطا بكل المؤشرات التي ذكرتها سابقا والتي يمكن البناء عليها بأن الهدنة ستكون قبل نهاية الشهر الجاري.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات القسام رفح الانتصار لدماء السنوار خانيونس فلسطين خانيونس القسام رفح الانتصار لدماء السنوار المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الاحتلال أن المقاومة ماذا یعنی فی رفح
إقرأ أيضاً:
بلجيكا: لا سيادة للاحتلال على الأراضي الفلسطينية
لاهاي - صفا قالت ممثل بلجيكا إن "إسرائيل" ليس لديها حق السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة ما يؤكد عدم أحقيتها التدخل في عمل "أونروا" هناك. وأضاف في كلمته أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي يوم الثلاثاء، أن "إسرائيل" لم تقدم أي أدلة بشأن اتهاماتها بحق "أونروا"، لذا نرفض وصف "الإرهاب" لأنشطة الوكالة. وتابع "لا أسباب للانتهاكات الإسرائيلية في غزة وهي ملتزمة بتأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع". وأشار إلى أن الاحتلال ينتهك كافة القوانين الدولية التي تلزم دول الاحتلال بتوفير المساعدات الإنسانية. وأردف: "يتعين على إسرائيل تسهيل عمل المنظمات الإنسانية في الأراضي المحتلة وتأمين دخول المساعدات الإنسانية العاجلة". ولليوم الثاني، تتواصل في لاهاي جلسات استماع علنية لرأي استشاري بخصوص التزامات "إسرائيل" تجاه الأمم المتحدة ووكالاتها وهيئاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة. والاثنين، بدأت محكمة العدل الدولية، أسبوعًا من جلسات الاستماع المخصصة لالتزامات الاحتلال الإنسانية تجاه الفلسطينيين، بعد أكثر من 50 يومًا على فرضه حصارًا شاملًا على دخول المساعدات إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب.