تأجيلات جديدة في برنامج أرتيميس.. عودة أميركا إلى القمر تتأخر عاما إضافيا
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
كشفت وكالة ناسا، على لسان مديرها بيل نيلسون الخميس الماضي، عن تأجيلات جديدة في برنامج "أرتيميس"، الذي يسعى لإعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر للمرة الأولى منذ مهمة "أبولو 17" عام 1972.
وكان من المقرر أن تُطلق مهمة "أرتيميس 2" في سبتمبر/أيلول 2025، لكن قرار صدر بتأخير المهمة إلى أبريل/نيسان 2026، ونظرا لذلك تأجلت المهمة التالية "أرتيميس 3" من المشروع نفسه إلى منتصف عام 2027.
ورغم هذه التأجيلات المتكررة، أكد نيلسون أن الجدول الزمني لمهمة "أرتيميس 3" سيبقى متقدما على الخطة المعلنة للصين، التي تسعى هي الأخرى لتحقيق هبوط على سطح القمر بحلول عام 2030، وهو الأمر المطمئن إلى حد كبير بالنسبة لوكالة الفضاء والإدارة الأميركية، ويكشف ذلك احتدام المنافسة بين قوتين في مجال استكشاف الفضاء.
وترجع هذه التأجيلات بشكل أساسي إلى مشاكل تقنية اكتُشفت خلال مهمة "أرتيميس 1" غير المأهولة التي أُنجزت في عام 2022، فقد تعرضت كبسولة "أوريون"، التي طورتها شركة "لوكهيد مارتن"، لتشققات وتآكل جزئي في درعها الحراري أثناء عودتها عبر الغلاف الجوي للأرض.
وحرصا على تجنب تأخيرات إضافية، قررت ناسا الإبقاء على التصميم الحالي للدرع الحراري في مهمة "أرتيميس 2″، مع تعديل مسار العودة لتقليل المخاطر، أما النماذج المستقبلية للكبسولة، فستشهد تحسينات على الدرع الحراري لمعالجة هذه المشكلات بشكل كامل.
على عكس مهمات "أبولو" التي أجريت في نهاية ستينيات القرن الماضي، والتي ركزت فقط على استكشاف القمر، يهدف برنامج "أرتيميس" إلى إنشاء وجود مستدام على سطح القمر ليكون محطة انطلاق لاستكشاف المريخ في المستقبل. وتشمل هذه الخطة بناء قواعد قمرية واستخدام تقنيات متقدمة مثل مركبة "ستارشيب" التي طورتها شركة "سبيس إكس"، والتي ستلعب دورا محوريا في نقل الرواد من وإلى سطح القمر.
إعلانوتأتي هذه الأهداف مصحوبة بتكاليف باهظة، إذ تُقدّر ميزانية البرنامج الفضائي بـ93 مليار دولار حتى عام 2025، بينما تبلغ تكلفة إطلاق صاروخ "إس إل إس" (SLS) حوالي ملياري دولار لكل عملية.
وقد أثارت التكاليف المرتفعة والتأجيلات المستمرة نقاشات بين المسؤولين في ناسا وصنّاع القرار حول مستقبل البرنامج، كما أن اقتراب الإدارة الأميركية الجديدة من تولي مهامها، قد تؤدي إلى تغيرات في السياسات حول إعادة توجيه مسار البرنامج الفضائي.
وقد أعرب مستشارو الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن اهتمامهم بالتركيز أكثر على استكشاف المريخ، بالاعتماد على مركبة "ستارشيب" كحل اقتصادي، وهي مركبة فضائية تنتمي إلى شركة "سبيس إكس" التي يرأسها رائد الأعمال الأميركي إيلون ماسك، أحد أهم مناصري الرئيس المنتخب حديثا.
منافسة العالمية للعودة المأهولة إلى القمروفي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة للحفاظ على ريادتها في مجال استكشاف الفضاء، تواجه تحديا متزايدا من الصين، التي أحرزت تقدما ملحوظا في برامجها الفضائية إلى القمر خلال الأعوام الخمسة الماضية، ويعمل كلا البلدين على تعزيز شراكاتهما مع الدول الأخرى والشركات الخاصة لدعم برامجهما الفضائية، وقد جذب برنامج "أرتيميس"، الذي أطلق خلال الإدارة الأولى لترامب، دعما كبيرا من الكونغرس، ما مكّن ناسا من الحصول على تمويلات إضافية.
وتلعب الشراكات الدولية ودور القطاع الخاص دورا حاسما في نجاح "أرتيميس"، كما تعد مساهمة شركة "سبيس إكس" في تطوير مركبة الهبوط القمرية "ستارشيب" مثالا واضحا على الاعتماد المتزايد على الشركاء التجاريين لتوفير إمكانيات محورية لأداء المهام الفضائية.
ويُذكر بأن المهمة الأولى من أرتيميس أجريت بنجاح كبير، وهي الرحلة التي استغرقت 25 يوما في مدار حول القمر، واختبرت خلالها قدرات صاروخ "إس إل إس" وكبسولة الفضاء "أوريون"، مع ظهور بعض المشاكل التقنية التي لم يتوان على حلها المهندسون والعلماء.
إعلانوبواسطة الرحلة الثانية من البرنامج، مهمة "أرتميس 2″، فإن ناسا تهدف إلى إرسال رواد فضاء في رحلة حول القمر لاختبار أداء كبسولة "أوريون" وأداء الأنظمة المخصصة للمهام المأهولة قبل الهبوط على سطح القمر في المرحلة التالية، ألا وهي مهمة "أرتميس 3″، وذلك اتباعا للخطة المحكمة الموضوعة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تراها بعينيك.. إليك 8 أحداث فلكية آسرة في مايو 2025
يقترب الصيف يوما بعد يوم، ويتغير شكل سماء الليل فتظهر نجوم جديدة وتختفي أخرى كانت رفيقة لهواة الفلك طوال الشتاء والربيع، وخلال مايو/أيار هناك العديد الأحداث الفلكية التي يمكن أن تراها بعينيك كل ليلة تقريبا، اخترنا منها 7 هي الأكثر لفتا للانتباه.
لقاء الكواكب والنجومفي مساء يوم الثالث من مايو/أيّار يمكن أن ترى القمر إلى جانب جرم أحمر اللون، هذا هو كوكب المريخ الذي يلمع في سمائنا حاليا، تراه أعلى القمر بوضوح، ويمكن لك كذلك أن تلاحظ نجمين متجاورين أسفل القمر، وهما نجما كوكبة التوأم ويسميان رأس التوأم المؤخر (الأقرب للقمر) ورأس التوأم المقدم (الأبعد منه).
يبدو رأس التوأم المقدم يبدو كنقطة ضوء واحدة، إلا أنه في الواقع نظام معقد من 6 نجوم، تدور حول بعضها بعضا في رقصة كونية بديعة، يحدث ذلك لأن تلك النجوم نشأت معا غالبا، وكانت على مسافات قريبة من بعضها البعض، ومن ثم أثرت في بعضها البعض عن طريق الجاذبية.
"رأس التوأم المقدم أ" و"رأس التوأم المقدم ب" هما نجمان ساطعان يدوران حول بعضهما كل 470 عاما، أما "رأس التوأم المقدم ج"، فيدور حول الزوج الرئيسي على مسافة أكبر بكثير.
الآن لدينا 3 نجوم، لكن لو قررنا تكبير الصورة بشكل أكبر لبدت الحقيقة أوضح، حيث إن كل نجم من هذه النجوم الثلاثة هو في الواقع نجمان يدوران حول بعضهما البعض، ومن ثم يصبح المجموع 6 نجوم.
أما في فجر يوم الخامس من مايو/أيار، فيمكنك مشاهدة بعض من زخات شهب إيتا الدلويات، وهي زخات شهب سنوية تحدث كل أواخر أبريل/نيسان وأوائل مايو/أيار.
إعلانتشتهر هذه الزخات بسرعة شهبها وارتباطها بمذنب هالي الشهير، حيث إنها تمثل بقايا هذا المذنب التي تحترق في سماء الأرض، إلا أنها لا تظهر بأعداد كثيفة في سماء العالم العربي، حيث يمكنك مع اقتراب الفجر أن ترى بين 10 و30 شهابا لامعا في السماء، في المناطق النائية.
ومن المثير للاهتمام أن مذنب هالي يُنتج أيضًا زخة شهب أخرى هي زخات الجباريات في أكتوبر/تشرين الأول.
قلب الأسدوفي الليلة نفسها كذلك يقف القمر إلى جوار ألمع نجوم كوكبة الأسد، ويسمى قلب الأسد، وهو نجم ضخم يبعد عنا نحو 77 سنة ضوئية، وهو نجم يافع، إذ يبلغ عمره بضع مئات الملايين من السنين فقط.
النجم يقع بالضبط على دائرة البروج مما يجعله رفيقا شهيرا للقمر، وقد يحتجب خلفه أو خلف أحد الكواكب.
يوجد لنجم قلب الأسد رفيق له قدر ظاهري 7.7، ويبلغ سطوع هذا الرفيق نصف سطوع الشمس تقريبا، وهو جرم تلسكوبي سهل.
تبلغ المسافة الحقيقية لقلب الأسد ورفيقه حوالي 20 مليار كيلومتر، وهذا رقم صغير في الحقيقة، نعم يظل بعيدا عن رفيقه بمعاييرنا البشرية، بشكل يساوي تقريبا المسافة بين الشمس و"فارفاراوت" وهو جرم صخري بعرض 400 كيلومتر يعد واحدا من أبعد الأجرام التي رصدها البشر، إلا أن تلك المسافة بالمعايير النجمية تعد قريبة جدا.
وفي مساء يومي التاسع والعاشر من مايو/ أيار، يمكنك أن تلاحظ القمر إلى جوار نجم لامع آخر هو السماك الأعزل.
السماك الأعزل هو واحد من ألمع 20 نجمًا مرئيًا لنا، وهو في الواقع زوج من النجوم لكن لا يمكنك رؤية النجم الثاني، حتى باستخدام تلسكوب كبير، فهذا النظام هو مثال على الثنائي الطيفي، وهي ثنائيات قريبة تكتشف بناءً على ملاحظات في أطياف نجومها.
قلب العقربوقبل انتصاف ليل يوم 13 مايو/أيار، يمكنك أن تلاحظ القمر إلى جوار نجم واضح أحمر اللون، وهو مشهد يستمر حتى الصباح تقريبا، هذا النجم هو قلب العقرب.
إعلانقلب العقرب هو عملاق أحمر فائق في نهاية حياته، وهو من الضخامة بحيث يمكن أن نضع داخله مئات الملايين من الشموس، إلا أنه نجم صغير السن نسبيًا، فقد بلغ للتو 11 مليون سنة، لكنه لن يعيش طويلا، حيث يحتمل أن ينفجر في أية لحظة، لينهي حياة قصيرة متوهجة.
وبداية من فجر يوم 22 مايو/أيار، يمكنك أن تتتبع حركة القمر بين كوكبي الفجر اللامعين: زحل والزهرة.
في فجر 22 مايو/أيار، يكون القمر أعلى هذا الثنائي اللامع في الأفق الشرقي، ثم في يوم 23 مايو/أيار يكون القمر بينهما، حيث زحل بالأعلى والزهرة بالأسفل، وفي فجر 24 مايو/أيار يكون القمر أسفل هذا الثنائي، ويفضل أن تتابع المشهد قبيل شروق الشمس.
سيكون هذا التتابع المدهش لتموضع القمر في السماء بين الكواكب فرصة لتأمل حركة القمر ليلة بعد ليلة، وفهم طبيعتها.
الزهرة هو ألمع أجرام السماء ليلا بعد القمر، وسبب لمعانه الشديد هو أن الكوكب قريب من الأرض، كما أنه يمتلك غلافا جويا كثيفا جدا يجعله أشبه بمرآة تعكس ضوء الشمس إلى الفضاء، فيصل إلينا على الأرض كثيفا.