أبرار الحناني.. موهبة شابة تعزف التراث اليمني على المسارح الدولية
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
بإصرار وطموح، تواصل الشابة اليمنية أبرار الحناني رحلتها الموسيقية في عزف البيانو، مستهدفة إيصال إبداعها الفني إلى مستوى عالمي.
تبلغ أبرار 25 عامًا، وهي خريجة بكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة صنعاء، إلى جانب حصولها على دبلوم موسيقي متخصص في عزف البيانو وقراءة النوتة الموسيقية من البيت اليمني للموسيقى.
بدأ شغف أبرار بالموسيقى منذ صغرها، حيث لاحظت والدتها موهبتها عندما كانت في الرابعة من عمرها. تروي أبرار: "كانت أختي الكبرى تعزف على البيانو، وكنت أحب تقليدها وأجرب عزف أغانٍ بسيطة مثل أعمال الفنانة اللبنانية فيروز وأغنيات الفنان اليمني الكبير أبو بكر سالم".
عندما برزت موهبتها، قرر والداها دعمها بإلحاقها بالبيت اليمني للموسيقى في صنعاء وهي في الثامنة من عمرها. وهناك بدأت أبرار تعلم أساسيات العزف باستخدام اليدين وقراءة النوتة الموسيقية بشكل احترافي.
تقول أبرار عن تلك الفترة: "في البداية كنت أعتبر الموسيقى مجرد مجال للدراسة، ولم أكن أدرك عمق الفن وأهميته، لكن والدتي كانت دائمًا تشجعني وتحثني على التعلم". وتضيف: "مع مرور الوقت، أصبحت أدرك أن الفن رسالة سامية يمكن من خلالها التعبير عن أحاسيسي ومشاعري بصدق وشفافية".
إعلان أصغر عازفةفي البيت اليمني للموسيقى واصلت أبرار تعلم العزف حتى نالت لقب أصغر عازفة بيانو في اليمن عام 2009، وعمرها حينها حوالي 10 سنوات.
حول هذا تقول أبرار "كان شعوري يحمل مسؤولية وفخرا في نفس الوقت أن أكمل الدراسة في هذا المجال وأثبت للعالم أن الفن اليمني متنوع وموجود وليس مقتصرا على الرجال فقط بل أيضا يوجد عازفات يمنيات".
وخلال طفولتها شاركت أبرار في فعاليات فنية محلية ودولية أبرزها كان في الملتقى العاشر للأطفال العرب في مدينة الشارقة بالإمارات عام 2010، وفازت حينها بالمركز الثالث في مجال الموسيقى.
كما شاركت أبرار في العديد من الفعاليات في اليمن وفي حفلات الأوركسترا الحضرمية في دور أوبرا بدول مثل مصر والكويت وقطر.
وحول أهمية هذه المشاركات تقول أبرار "ساعدتني في تنمية موهبتي وتعزيز ثقتي بنفسي، وأوصلت موهبتي إلى العالم، كما حمستني لتقديم الأفضل".
أبرار: لا يوجد عمل ناجح بلا صعوبات وعواقب، ولكن التغلب والتخلص منها هو النجاح بحد ذاته (وكالة الأنباء الألمانية) مقطوعات موسيقيةقدمت الفنانة أبرار الحناني خلال الفترة الماضية مجموعة من العروض الموسيقية اللافتة، كان من أبرزها مقطوعة "متيم"، التي أدتها في دار الأوبرا بكل من الكويت وقطر. تعتبر هذه المقطوعة من أبرز أعمالها، حيث أثارت حماس الجمهور الذي تفاعل معها بالغناء، ما أسهم في انتشارها بشكل واسع.
كما عزفت أبرار مقطوعة مميزة للعازف الروسي سيرغي رحمانينوف، التي تصفها بأنها من أكثر المقطوعات تحديا وتعقيدا في مسيرتها الفنية، مما يعكس مستوى مهارتها.
وتعبر أبرار عن سعادتها الخاصة بتقديم ميدلي غنائي للفنان اليمني الكبير أبو بكر سالم، مشيرة إلى أن هذا العمل له مكانة خاصة في قلبها كونه يمثل أول توزيع موسيقي قامت بإعداده بنفسها.
صعوبات وعواقبخلال مشوارها الفني واجهت أبرار بعض الصعوبات، فتقول أبرار "لا يوجد عمل ناجح بلا صعوبات وعواقب، ولكن التغلب والتخلص منها هو النجاح بحد ذاته".
إعلانترى أبرار أن النجاح يكمن في التغلب على هذه الصعوبات، مؤكدة أن النقد الذي تعرضت له في البداية تحول إلى دافع لتحقيق طموحاتها.
وتؤمن أن المجتمع اليمني بطبيعته محب للفن، رغم وجود فئة تنتقد عمل النساء في المجال الفني. ومع ذلك، حظيت بتشجيع كبير ساعدها على المضي قدمًا وتحقيق أهدافها.
تطمح أبرار لأن تصبح أول موزعة موسيقية يمنية تقدم التراث اليمني بأسلوب يليق به، وتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أداة فعالة لنشر فنها. وتعبّر عن سعادتها بالتفاعل الكبير من جمهورها، الذي لم يعد يقتصر على اليمنيين فقط، بل امتد إلى دول الخليج ومصر وجميع أنحاء العالم.
وحول أهمية الفن، تشدد أبرار على أن الفن هو لغة السلام، واللغة التي يتحدث بها هي الموسيقى ويفهمها الجميع حتى وإن كانوا من بلدان مختلفة بالعالم.
واستطردت "رسالتي عبر الموسيقى أن نحاول نشر السلام، وأن البلد الذي يمر بأمر الظروف وأصعبها لديه جانب مشرق وجانب مليء بالفن والثقافة، ويجب أن نسلط عليه هذا الضوء وننشر السلام بفننا اليمني".
ووجهت أبرار رسالة للفتاة اليمنية "مهما كان لديك من موهبة حاولي تنميتها ونشرها، وضعي أمام عينيك هدفا ونجاحات تودين الوصول لها حتى وإن واجهت العديد من الصعوبات، فلا يوجد نجاح دون صعاب، ولذة النجاح هي السعي والطريق للوصول إليه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات موسيقى وغناء
إقرأ أيضاً:
«تقي رؤوف» .. شابة شرقاوية تبدع في صناعة المنتجات الجلدية اليدوية
منذ آلاف السنين، ظل الجلد عنصرًا أساسيًا في حياة البشر، حيث تحوّل بيد الحرفيين إلى تحف فنية تحمل بصمات الإبداع والمهارة، فصناعة الجلود اليدوية ليست مجرد حرفة، بل هي فنٌ يعبر عن اللمسة الشخصية والذوق الرفيع، إذ يدمج الصانع بين تقنيات قديمة وأسلوب عصري، وكل قطعة جلدية تصنع يدويًا تصبح قصة جديدة، تروي تفاصيل لا تُرى في المنتجات الجاهزة، مما يجعلها الخيار الأمثل لمن يبحث عن التفرد والجودة في عالم يزدحم بالخيارات السريعة والمُصنعة.
ففي عالم يتسارع فيه التقدم التكنولوجي، تبرز بعض القصص التي تعيدنا إلى الجذور الحرفية، حيث تصنع الأيدي البشرية أشياءً لا يمكن أن يصنعها أي آلة، واحدة من هذه القصص هي قصة «تقي رؤوف»، تلك الشابة الثلاثينية التي تبلغ من العمر 37 عامًا، والتي قررت أن تبدأ حياتها لصناعة المنتجات الجلدية، حيث بدأت رحلتها بخطوات صغيرة، ولكن سرعان ما تحولت إلى مشروع كبير يُعبر عن إبداعها وحبها للفن اليدوي.
بداية النجاح
لم تكن بنت مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، قد خططت لهذه الرحلة، بل كانت مجرد محاولة شخصية في البداية، حينما بدأت بتعلم أساسيات صناعة الجلود، رغبًا منها في تحقيق حلم كانت قد حلمت به، ثم انتقلت إلى التجربة العملية في منزلها، فكانت تصنع الحقائب الصغيرة والمحافظ، ولكن مع مرور الوقت، اكتشفت أنها تمتلك مهارة فريدة في التعامل مع الجلود، وأن هذا المجال قد يكون أكثر من مجرد هواية، بعدما نشرت في أواخر عام 2018 صورًا علي مواقع التواصل الإجتماعي لمجموعة من منتجات الجلود تبرز موهبتها، الأمر الذي حظي بإعجاب متابعيها وطالبوها بالإستمرار .
ما يميز «تقي» فى صناعة منتجات الجلود اليدوية، هو إبداعها الفطري في التصميم، فهي لا تقتصر على تطوير التصاميم الموجودة في السوق، بل تسعى دائمًا لتقديم منتجات مبتكرة تمزج بين الطابع العصري واللمسة التقليدية، ففي كل قطعة تصنعها تتسم بالابتكار والتفرد، حتى أن بعض العملاء يطلبون منها تصميمات مخصصة وفقًا لاحتياجاتهم الخاصة، وتقول «تقي»: "أعتبر كل منتج أصنعه بمثابة منتج مختلف جدًا عن غيره، ويروي قصة لا يمكن أن تكررها أي آله".
استطاعت الشابة الثلاثينية، أن تحفر أسمها بحروف من نور في عالم صناعة المنتجات اليدوية من الجلود الطبيعية، وأصبحت قادرة على صنع منتجات مثل: “شنط - ومحفظة - وچواكيت - وسجاد - واكسسوارات - والعديد من المنتجات" بجودة تضاهي مثيلتها من المستوردة التي تغزو الأسواق.
التحديات التي واجهتها
لم يكن طريق «تقي» مفروشًا بالورود، مثل أي مشروع ناشئ، حيث واجهت العديد من التحديات التي كادت أن تُوقف مسيرتها، وكانت البداية صعبة، حيث كان من الصعب عليها إيجاد الخامات الجيدة بأسعار معقولة، بالإضافة إلى التنافس الشديد من المنتجات الجاهزة التي تغزو الأسواق، ولكنها صممت على أن تظل وفية لمبادئها، وحرصت على أن تبقى الجودة و التفرد هما الركيزتين الأساسيتين لمشروعها.
كما أن «تقي» واجهت العديد من الصعاب في بداية عشقها للجلود، حيث واجهها أزمة في كيفية توفير الوقت الكافي لممارسة موهبتها في عشق فنها، لكونها متزوجة ولديها من الأبناء سارة وتبلغ من العمر 14 عامًا، وياسمينا وتبلغ من العمر 9 سنوات .
النجاح والتوسععلى الرغم من تلك التحديات، استطاعت بنت مدينة الزقازيق، أن تبني اسمًا مميزًا في سوق المنتجات الجلدية، وبدأت أعمالها الصغيرة تتوسع تدريجيًا، لتصبح علامة تجارية بأسم «CUERO» تعرف بالتميز والجودة، ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي، استطاعت أن تصل إلى جمهور أوسع، وأن تكتسب قاعدة عملاء يقدرون قيمة الأعمال اليدوية، وتخطط لتوسيع نطاق أعمالها إلى أسواق أخرى.
ذاع صيت «تقي» فى الخارج، من خلال تصميماتها الحرفية الفريدة في صناعة منتجات الجلود اليدوية، واستطاعت تصدير منتجاتها إلي عدد من الدول، في إشارة لنجاح بنت الشرقية وثقل موهبتها .
الدعم والمساندة
الداعم الأكبر لبنت الشرقية، كان لوالدتها وشقيقتها، وزوجها وأصدقائها، الذين كانوا لا يتوانون جهدًا في مواصلة دعمها وحثهم لها علي الأستمرار والإيمان بموهبتها في صناعة المنتجات الجلدية اليدوية بطراز عصري وحديث يواكب مثيلتها من الصناعات الجاهزة.
نقل الموهبة للفتيات والسيدات
لم تكتفي ذات الـ 37 عامًا عند هذا الحد فقط، بل قررت نقل خبراتها وموهبتها للفتيات والسيدات وتعليمهم الحرفة من خلال ورش تعليمية، ليدر لهم دخلًا مناسبًا يساعدهم علي المعيشة من جهة، ولنشر الحرفة وحمايتها من الاندثار من جهة آخري، وفي ذات الوقت حرفة تساعدهم من خلال المنازل دون اللجوء للخروج من المنزل وتحمل مشقة ومتاعب فرص العمل في الخارج.
طموح العالمية
في المستقبل، تأمل «تقي» في أن تصبح علامتها التجارية واحدة من الأسماء الكبيرة في صناعة الجلود اليدوية في العالم وتضاهي البرندات العالمية، فطموحاتها لا تتوقف عند حد معين، فهي تخطط لتقديم تصاميم جديدة تشمل الأثاث المنزلي و الشنط والأكسسوارات الجلدية .
الآن «تقي رؤوف» أصبحت احد أهم النماذج الناجحة في محافظة الشرقية، نظرًا لما ضربته من دليل واضح علي تحقيق الذات ومواجهة الصعاب .