أخبار سوريا .. الشئون السياسية : مستعدون للتعاون مع واشنطن
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
أعلنت إدارة الشؤون السياسية في دمشق استعدادها للتعاون مع واشنطن بشأن مصير المفقودين الأمريكيين في سوريا.
وتناولت وسائل إعلام سورية، اليوم الخميس، خبر العثور على الصحفى الأمريكي، أوستن تايس، المفقود في سوريا منذ 12 عاما. كما انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قال مروجوه إنه "يظهر فيه شخص مفرج عنه من السجون السورية، وهو يشبه الصحفي الأمريكي أوستن تايس".
وفي الفيديو يظهر الرجل الذي قيل إنه الصحفي الأمريكي نائما على فراش على الأرض، ويقول أحد الرجال: "الصحفي الأمريكي لحد الآن لا نعلم اسمه، وقد عثر عليه حارس البلدية في الساعات الأولى من فجر اليوم، الخميس، في البساتين وكان عاريا وحافي القدمين"، مضيفا أن: "هذا الشخص الأمريكي مطلوب لأمريكا بعد فقدانه في سجون النظام وهو الآن موجود في الذيابية وهو في أمان بين أهلها وتلقى منا المعاملة الحسنة بانتظار تسليمه للسلطات".
وقد أثار مكان التواجد "الذيابية" الشكوك في كونه الصحفي الأمريكي حيث أن هذه المنطقة تبعد عن العاصمة مسافة ليست بقليلة فمن الصعب وصوله إليها مشيا وهو حافي القدمين.
تأكيدات بأنه ليس الصحفي الأمريكي
ومن جانبها، نفت مراسلة شبكة "سي إن إن CNN" الأمريكية، كلاريسا وارد، المتواجدة حاليا في سوريا أن يكون الرجل الذي ظهر في الفيديو هو الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس؛ بحسب "روسيا اليوم".
وقالت في في تصريح على حسابها في X: هذا بالتأكيد ليس أوستن تايس. ليس لدي أي فكرة من يكون، لكنه ليس أوستن".
ولاحقا، نقلت شبكة "العربية" عن موفده في سوريا، والذي التقى الأمريكي الذي عُثر عليه في ريف دمشق، قد تبين أنه ليس تايس وانما شخص يدعى ترافيس تيمرمان، وكان قد أتى إلى سوريا في رحلة دينية منذ عدة أشهر.
وأشار تيمرمان لـ"العربية" و"الحدث" إنه كان في لبنان قبل أن يدخل سوريا منذ 7 أشهر، وأنه دخل إلى سوريا بشكل غير قانوني، مضيفا: "كنت سجينا في دمشق منذ 7 أشهر".
وبعد أن رجحت مصادر "العربية" و"الحدث" أنه تم العثور على الصحفي الأمريكي في الذيابية بريف دمشق، وأضافت المصادر أن "المكان الذي عثر فيه على ما يعتقد أنه الصحفي أوسن تايس معروف لكونه تحت سيطرة حزب الله بريف دمشق"، فيما ذكر تلفزيون سوريا لاحقا عن مصادر أن الأمريكي الذي عثر عليه في ريف دمشق ليس الصحفي المفقود.
وأوضح إعلام سوري عن مصادر أن الشخص الذي عثر عليه في ريف دمشق أميركي من ميزوري واسمه "ترافيس".
بداية اختفاء الصحفي الأمريكي وعائلته تؤكده أنه مازال حيا
وكان قد اختفى الصحفي الأمريكي أثناء قيامه بالتغطية الإعلامية بالقرب من العاصمة السورية دمشق، في أغسطس 2012. وكان تايس، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية وصحفي مستقل، يبلغ من العمر 31 عاما عندما فقد في أغسطس 2012 خلال تغطيته للأحداث السورية.
وبعد خمسة أسابيع من اختفائه، ظهر على الإنترنت مقطع فيديو مدته 43 ثانية يظهر تايس في أسر من تصفهم عائلته بـ"مجموعة غير عادية من المتشددين الواضحين".
في وقت سابق، أكدت والدة الأمريكي تايس، أن الأسرة لديها معلومات تفيد بأنه ما زال على قيد الحياة.
وأوضحت الأم ديبورا تايس للصحفيين في نادي الصحافة الوطني قبل أيام، قبل الذهاب إلى البيت الأبيض لحضور اجتماع، أن لدى العائلة مصدرا مهما تحققت منه كافة أجهزة الحكومة الأميركية بأن أوستن تايس على قيد الحياة.
وأعلنت الخارجية السورية في عهد الرئيس السابق بشار الأسد أكثر من مرة أنها لا تملك أي معلومات عن الصحفي المذكور.
جهود أمريكية للعثور على الصحفي تايس
وقبل أيام، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن مبعوث واشنطن لشؤون الرهائن روجر كارستينز يزور بيروت في إطار جهود مكثفة للعثور على تايس.
بينما قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك ساليفان إن مسؤولين آخرين يسعون للحصول على معلومات من أشخاص في سوريا، مؤكدا أن "هذه أولوية قصوى بالنسبة لنا أن نعثر على أوستن تايس ونحدد موقع السجن الذي قد يكون محتجزا فيه ونخرجه منه ونعيده إلى منزله بأمان لعائلته".
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأحد إن الحكومة الأمريكية تعتقد بأن تايس على قيد الحياة، و"نعتقد بأننا نستطيع إعادته، لكن ليس لدينا دليل مباشر على ذلك حتى الآن. يجب محاسبة الأسد. يتعين علينا تحديد مكانه".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: واشنطن سوريا أخبار سوريا المزيد الصحفی الأمریکی أوستن تایس فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
في ما بدا جلياً أنه مخطّط إسرائيلي تركي أمريكي لإسقاط الرئيس بشار الأسد، قامت مجاميع مسلحة مكونة من عشرات الآلاف المدرّبة والمدعومة من قبل تركيا وأوكرانيا و«إسرائيل» بالهجوم على الجيش السوري انطلاقاً من إدلب باتجاه حلب، لتُتبعه بعد ذلك بالتوجّه إلى حماة وحمص التي توقّف عندها القتال بشكل مريب ليتمّ الإعلان بعدها عن انسحاب الجيش السوري من القتال وتسليم العاصمة السورية لهذه الجماعات المسلحة.
وقد تلى ذلك قيام «الجيش» الصهيوني بهجوم جوي كاسح، أدى إلى ضرب كلّ المطارات والقواعد العسكرية للجيش السوري وغيرها من المرافق، ليتمّ بعدها تقدّم بري باتجاه دمشق لإقفال طريق دمشق بيروت.
بعض المؤشرات تفيد بأنّ ما يجري في سوريا قد لا يكون نهاية المطاف، بل قد يكون مقدّمة للانطلاق نحو العراق ومنها إلى إيران، وفي هذا الإطار كتب مايك ويتني مقالاً في 1 ديسمبر، أي قبل أسبوع من سقوط نظام الرئيس الأسد، بعنوان «بالنسبة لنتنياهو، الطريق إلى طهران يمرّ عبر دمشق».
وبالنسبة للكاتب فإنّ سوريا تشكّل جزءاً لا غنى عنه من خطة «إسرائيل» الطموحة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، حيث تعتبر قلب المنطقة وتعمل كجسر بري حاسم لنقل الأسلحة والجنود من إيران إلى حلفائها، فضلاً عن كونها المركز الجيوسياسي للمقاومة المسلحة للتوسّع الإسرائيلي.
ويرى الكاتب أنه من أجل الهيمنة الحقيقية على المنطقة، يتعيّن على «إسرائيل» أن تطيح بالحكومة في دمشق وتضع نظاماً دمية لها شبيهاً بأنظمة الأردن ومصر، وبما أن نتنياهو استطاع إقناع واشنطن بدعم مصالح «إسرائيل» من دون قيد أو شرط، فلا يوجد وقت أفضل من الآن لإحداث التغييرات التي من المرجّح أن تحقّق خطة «تل أبيب» الشاملة.
وعلى هذا فإنّ بنيامين نتنياهو شنّ حربه البرية من الجنوب لخلق حرب على جبهتين من شأنها أن تقسم القوات السورية إلى نصفين، بالتنسيق مع هجوم الجماعات المسلحة من الشمال. وبعد الإطاحة بالأسد، وهو ما تنبّأ به ويتني، فإنّ حلم «إسرائيل» بفرض هيمنتها الإقليمية بات قاب قوسين أو أدنى، خصوصاً في ظلّ تعهّد ترامب بإعطاء الضوء الأخضر لشنّ حرب ضدّ إيران كجزء من صفقة مقايضة مع اللوبيات التي أوصلته إلى البيت الأبيض.
وفيما اعتبر الكاتب أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الوحيد الذي كان قادراً على وقف مفاعيل هذا المخطّط بتقديم الدعم اللازم للرئيس الأسد للصمود في مواجهته، إلا أنّ ما جرى كان معاكساً تماماً، إذ أنّ روسيا اختارت أن تتوصّل إلى تسوية مع تركيا، لحقن الدماء عبر دفع الأسد إلى القبول بتسليم السلطة.
لكنّ مراقبين اعتبروا أنّ هذا شكّل خطأ في الحسابات الاستراتيجية وقعت فيه روسيا، يماثل الخطأ الذي وقعت فيه قبل عقد من ذلك التاريخ حين تخلّت عن الزعيم الليبي معمر القذافي.
واعتبر محللون إسرائيليون أنّ سقوط الأسد شكّل ضربة استراتيجية لروسيا هي الأقوى التي تتعرّض لها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، إذ أنّ هذا سيؤدّي إلى إضعاف حضورها في الشرق الأوسط بشكل كبير، ولن تستعيض روسيا عن خسارتها لسوريا بكسب ودّ الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أو مصر.
والجدير ذكره أن الرئيس الأسد نفسه وقع في أخطاء استراتيجية قاتلة حين اختار الابتعاد نسبياً عن إيران ومحاولة التقارب مع أبو ظبي والرياض للحصول منهما على مساعدات اقتصادية لترميم وضعه الاقتصادي المهترئ، لكنه وبعد سنوات من محاولات فاشلة فإنه لم يحصل على أي شيء مما كان يأمله، وقد أدى هذا الخطأ الاستراتيجي إلى أنه عند بدء هجوم الجماعات المسلحة عليه من الشمال فإن وضع جيشه ميدانياً كان معرى في ظلّ تقليص أعداد المستشارين الإيرانيين وقوات حليفة لهم في الميدان السوري، وبما أنّ التجربة أثبتت أن الدعم الجوي لا يغيّر مجريات الميدان، فإن هجوم الجماعات المسلحة جاء بالنسبة للأسد في وقت قاتل.
والجدير ذكره أنّ هذه العملية المدعومة من الولايات المتحدة و»إسرائيل» والقاعدة وتركيا ضدّ سوريا، باستخدام وكلاء ومجموعات مختلفة، تمّ التخطيط لها منذ فترة طويلة من أجل تحويل قوات الجيش السوري وزعزعة استقرارها وإرهاقها، والسماح لـ «إسرائيل» بالدخول من الجنوب، ومنع تدفّق الأسلحة إلى حزب الله من إيران إلى العراق وسوريا ثم لبنان.
هذا يجعلنا نستنتج أنّ الحرب الإسرائيلية على لبنان ستتواصل، وأنّ مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل» ما هي إلا ملهاة من قبل «تل أبيب» لتنهي فيها عملية تموضعها على طريق بيروت دمشق لتقطع هذه الطريق من الجهة السورية وتمهّد لحملة جوية كثيفة على حزب الله، بذرائع تحمّل الحزب مسؤولية خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وهنا لن تحتاج «إسرائيل» إلى التغلغل البري في لبنان، بل إنها ستعتمد على الجماعات المسلحة التي سيطرت على العاصمة السورية لتقوم بالمهمة عنها عبر التغلغل إلى بيئات شكّلت حاضنات لهذه الجماعات في منطقة عنجر والبقاع الأوسط، وأجزاء من البقاع الغربي، وأيضاً في شمال لبنان انطلاقاً من تل كلخ إلى سهل عكار فمدينة طرابلس.
وقد ينطوي ذلك على مخاطر للدفع باتجاه تغيير ديمغرافي يؤدي إلى تهجير قسم كبير من الشيعة إلى العراق وتهميش الباقين منهم في لبنان، ليتمّ تقاسم النفوذ بين المسيحيين من جهة والسنة من جهة أخرى مع تأدية الدروز دور الموازن في العلاقة بين الطرفين، علماً أنه ستكون لـ «إسرائيل» الدالة الكبرى عليهم بعد احتلالها لجنوب سوريا وإدخالها دروز الجولان وجبل العرب تحت مظلتها.
من هنا فإنّ «إسرائيل» ستكون هي المهيمن على لبنان عبر تحالفها مع أطراف مسيحية تربطها بها علاقات تاريخية من جهة، ومع السنة في لبنان عبر الدالة التي سيمارسها عليهم الحكم السني في دمشق، مع تشكيل الدروز للكتلة الأكثر فاعلية في موازنة وضع النظام اللبناني الذي سيكون تحت القبضة الإسرائيلية.
ويرى المراقبون أنّ وقف إطلاق النار المؤقت، سيمنح «إسرائيل» الوقت للتعافي لأنها ضعيفة، والوقت لوضع استراتيجية مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي ستكون الأكثر صهيونية في تاريخ الولايات المتحدة، أما بالنسبة لتركيا، فهي ستستغلّ ذلك لضمّ شمال سوريا في إطار مطالبتها بمدينة حلب.
لهذا فإنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان مستعدّاً حتى للتنسيق مع جماعة قسد والاعتراف لها بسيطرتها على شرق سوريا.
أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية