موقع 24:
2024-12-12@16:30:39 GMT

ذكرى رحيل البارودي رائد الإحياء في الشعر العربي

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

ذكرى رحيل البارودي رائد الإحياء في الشعر العربي

تصادف اليوم 12 ديسمبر (كانون الأول) ذكرى رحيل الشاعر القدير محمود سامي البارودي في عام 1904، ويعتبر من رواد الإحياء والتجديد في الشعر العربي، من حيث شكل القصيدة ومضمونها.

ولد محمود سامي بن حسن البارودي عام 1839 في مدينة دمنهور، وتعود أسرته لأصول شركسية، وكانت تتمتع بالثراء والجاه، وكان أبوه ضابطاً بالجيش في مصر، ثم توفي، ومحمود طفلاً لم يتجاوز عمره 7 سنوات.

 
درس البارودي المرحلة الابتدائية في مدرسة المبتديان بالقاهرة، وتعلم فيها القراءة والكتابة والقرآن الكريم، ومبادئ النحو والصرف، كما تعلم بعضاً من الفقه والتاريخ والحساب ثم تخرج منهاعام 1851.
ثم انتقل إلى المدرسة الحربية، وبدأ ميوله للشعر يتشكل فيها، فقرأ للعديد من الشعراء العرب، واهتم بالشعر العربي وعمالقته، ثم تخرج عام 1855 وانضم للجيش السلطاني، ثم تعلم اللغة الفارسية والتركية وأتقنهما، واطلع على آدابهما وقرأ الكثير من شعرهم.
تدرج البارودي في مناصب ثم تسلم رئاسة الوزارة في مطلع عام 1882 وظل فيها حتى مايو (آيار) من نفس العام، حيث كان من قادة ثورة 1881 الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي، وبعد انخراطه بالكفاح ضد فساد الحكم، وضد الاحتلال الإنجليزي، قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية إلى سريلانكا.
وعاش في المنفى بـ"كولومبو" عاصمة سريلانكا، ما يقارب 17عاماً، أصيب خلالها بالمرض، الذي ترافق مع آلام الغربة، وانعكس ذلك في قصائده التي كانت نابعة من الوحدة والمعاناة.
 وفي سريلانكا أتقن اللغة الإنجليزية، وعلم الناس هناك اللغة العربية، وفقههم بالدين الإسلامي، وطالما اعتلى منابر المساجد، وقدم فيها دروساً ومواعظ.
ومع فقدان أهله والحنين لوطنه تدهورت حالته الصحية، وعندما بلغ الستين من العمر وضعف بصره، وزاد مرضه، عاد إلى وطنه عام 1899 للعلاج تغمره الفرحه وكتب قصيدة العودة التي قال في مطلعها:
أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ                        فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ
ثم ابتعد عن العمل السياسي، وصار منزله بالقاهرة مجلساً للأدباء والشعراء، مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومطران خليل مطران وإسماعيل صبري، الذين تأثروا به، وكتبوا الشعر بمثل أسلوبه، وأُطلق عليهم "مدرسة النهضة" أو "مدرسة الإحياء".
ألف البارودي ديوان شعر في جزئين، ومجموعات شعرية سُميّت مختارات البارودي، جمع فيها مقتطفات لـ30 شاعرا من العصر العبّاسي، ومختارات من النثر تُسمّى "قيد الأوابد".
وقد مدح البارودي الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، في قصيدة تقع في 447 بيتاً، جارى فيها قصيدة البوصيري البردة قافية ووزناً، وسماها "كشف الغمّة في مدح سيّد الأمة"، يقول في مطلعها:
يا رائد البرق يمّم دارة العلم        واحْد الغَمام إلى حي بذي سلم

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مصر

إقرأ أيضاً:

"إبداع"| "موج الليل".. قصيدة للشاعر نادر عيسى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انتهى كل شيء..

كموج الليل البطيء

يحفر على جدار أوردتي

تميمة الأسى البارد بأزميل خشن

فالحب والحزن يا قطتي البيضاء توءمان 

يولدان على نفس اليد

في نفس اللحظة التي ينفجر في أعماقنا

فرحٌ غير مبرر.. بالحياة

يصرخان معا.. من رحم القلب

صرخة الميلاد..

بعيون مفتوحة للاعتراف بقادم المأساة

***

يا حزني الجميل.. أحبك كما المرارة في قهوتي 

كالضياع في بيت المرايا 

ومتاهة لنسيان من أنا؟

وغابة النحيب المكتوم..

 انتظر فيها وحوش الغربة والفقدان

والانصياع دون إرادة.. 

مسلوب الساعات والأيام

***

عائدين مهزومين من ميدانك يا حزن 

أسرى لا ديار لنا.. ولا وطن

وكلماتنا هذيان في لوعة.. لهفة.. وشجن

فهل تألمين كما يألم داخلي الحنين؟

فإن رقصت رقصة أخيرة للعشق

فتذكري أن دمي المسكوب بين قدميك

ما أرقته إلا لأني نبيل لدرجة السذاجة

وأمير لن تقابليه إلا في قصص الصغيرات

وتائه كتب للبحر رسالة أخيرة في زجاجة

عشقت قراءة الصحف على لمعة وجنتيك

وحروف اسمي الأربعة على فخذيك

قربانًا أفديكِ به من لوثة الأقدار 

حين تمتشق السيوف

في وجه حبنا..

مقالات مشابهة

  • ذكرى رحيل فدوى طوقان "أم الشعر الفلسطيني"
  • في ذكرى وفاة محمود سامي البارودي.. كيف تأثر شعره بنفيه خارج البلاد؟
  • باحثة أثرية: اللغة المصرية القديمة وسيلة لفهم التاريخ من مصادره الأصلية
  • في ذكرى طه الفشني..اكتشفه ناظر مدرسة وكرمه عبد الناصر والسادات
  • ذكرى رحيل كروان الإذاعة وأحد عمالقة التلاوة والإنشاد الدينى الشيخ طه الفشني
  • مدير تعليم الفيوم يتفقد مدرسة المنشية الإبتدائية الجديدة
  • في ذكرى رحيل غريب محمود.. توفي على المسرح وهذه أبرز أعماله
  • "إبداع"| "موج الليل".. قصيدة للشاعر نادر عيسى
  • "إبداع"| "عن البُعد".. قصيدة للشاعر عبدالله وليد