بعد إيواء النازحين مدارس لبنان تستأنف التعليم
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
صيدا- وقفت أم خليل أمام بوابة المدرسة في صيدا، تحمل بيدها حقيبة ابنها الذي يدخل الصف السادس لأول مرة هذا العام، كانت نظراتها ضائعة وكأنها تبحث عن شيء مفقود.
منذ فترة قصيرة، كانت هذه المدرسة مجرد مأوى للنازحين من الجنوب اللبناني بعد أن لجؤوا إليها من صور هربا من القصف الإسرائيلي، وتقول للجزيرة "كانت الحياة هنا قاسية مليئة بالذكريات المريرة، لكن اليوم كان مختلفا.
واستأنفت المدارس اللبنانية، الرسمية والخاصة، التعليم الحضوري بعد انقطاع دام لفترات متفاوتة في أعقاب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالعديد منها جراء العدوان الإسرائيلي الأخير.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل قد دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، ليضع حدا للمواجهات العسكرية التي اندلعت منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل أن تتوسع في سبتمبر/أيلول من العام الجاري.
وفي هذا السياق، عقد وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال، عباس الحلبي، اجتماعا مع لجنة الطوارئ لإدارة القطاع التربوي في الأزمات، وتم التطرق إلى التحديات المتعلقة بعودة التعليم الحضوري بعد عطلة رأس السنة.
وأوضح الحلبي أن العديد من المدارس بحاجة إلى تدعيم وترميم، في حين يتطلب البعض الآخر إعادة بناء شامل نتيجة الدمار الذي لحق بها خلال العدوان.
وكلف الحلبي الإدارة بإعداد تصور مبدئي استنادا إلى المسح الميداني للأبنية المدرسية، والتنسيق مع كل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، لوضع لائحة واضحة تشمل التكاليف المطلوبة وتعديل الخطط السابقة لضمان استمرارية التعليم في ظل الظروف الحالية.
إعلانوأشار الحلبي إلى أن 1119 مدرسة رسمية أصبحت قادرة على استئناف التدريس، مع تسجيل نحو 278 ألف متعلم في المدارس والثانويات الرسمية، حيث يتم تعليمهم بمعدل 3 أيام في الأسبوع. وأظهرت التقارير أن 8 مدارس رسمية دُمرت بالكامل، بينما تم تحويل 15 أخرى إلى مراكز إيواء.
توقف قسريمن جهته، قال مدير المدرسة العمانية النموذجية الرسمية حذيفة الملاح، للجزيرة نت، إنه تم استئناف العام الدراسي بعد توقف قسري نتيجة العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي أدى إلى تحويل مدارس عدة في مدينة صيدا، البعيدة نسبيا عن خطوط النار، إلى مراكز إيواء للنازحين من قرى الجنوب.
وأضاف أن الوضع الاستثنائي حال دون تمكن الطلاب من متابعة تعليمهم الحضوري مع بدء العام الدراسي فتم اللجوء إلى الدراسة عن بُعد لضمان استمرارية العملية التعليمية. وأشار إلى أن استئناف التعليم الحضوري بدأ تدريجيا في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وأن جميع الصفوف عادت إلى دوامها الطبيعي بحلول التاسع من الشهر نفسه.
ووفق الملاح، تعتمد المدرسة حاليا نظاما يتضمن 3 أيام من التعليم الحضوري، ويوما مدمجا لاستكمال المناهج، على أن تعود الدراسة إلى طبيعتها بالكامل بعد عطلة الميلاد ورأس السنة.
وأوضح أن المدرسة تعمل وفق دوامين اثنين:
الأول: للطلاب اللبنانيين، وأبناء الأمهات اللبنانيات، والطلاب الفلسطينيين وغيرهم. الثاني: للطلاب السوريين، ومع عودة عدد كبير من السوريين إلى بلادهم، في ظل التطورات بسوريا، يُتوقع انخفاض عدد الطلاب المسجلين في دوام بعد الظهر.وأوضح الأستاذ الملاح أنه بعد مغادرة النازحين الذين أقاموا في المدرسة، والذين ساهم بعضهم في تجهيز الصفوف وإعادة ترتيبها، واجهت المدرسة تحديات عدة أبرزها الأضرار الناتجة عن الاستعمال المكثف للمرافق، من بينها شبكات الكهرباء والصرف الصحي جراء استخدامها في أغراض مثل الاستحمام، والطبخ، والغسيل.
إعلانوأشاد بجهود "مؤسسة الحريري" التي بادرت بأعمال الإصلاح إلى جانب دعم الجمعيات المحلية والأهلية في صيدا التي بدأت بتقديم المساعدة، كما وضعت الوزارة خطة للكشف عن أوضاع المدارس المتضررة وإصلاحها بالتعاون مع الجمعيات الدولية والجهات المانحة، وأكد أن مجلس الجنوب، كجهة رسمية، كُلف بدراسة أوضاع المدارس ومتابعة حالتها.
من جانبها، أشارت رئيسة اتحاد لجان الأهل في المدارس الخاصة لما الطويل، للجزيرة نت، إلى "صعوبة تقييم فعالية خطة وزارة التربية بدقة، خاصة أنها تزامنت مع تسارع الإعلان عن وقف إطلاق النار".
وأوضحت أن العام الدراسي انطلق في جميع المناطق اللبنانية، مع تطبيق تنظيمات جديدة في المناطق التي تعرضت للدمار. ورغم الحاجة إلى بعض الوقت لكي يتمكن الأهالي والإدارات من لملمة جراحهم وترتيب أوضاعهم والعودة إلى الروتين الطبيعي، أكدت أن العام الدراسي بدأ بشكل عام.
وحسب الطويل، فإن العمل جارٍ لإزالة العقبات التي قد تواجه العملية التعليمية، وأعربت عن مخاوف الأهالي من التهديدات بالإضرابات التي أشار إليها نقيب المعلمين في المدارس الخاصة، كما لفتت إلى "عدم قدرة الدولة على دفع مستحقات الأساتذة في التعليم الرسمي مما يثير القلق بشأن الأيام القادمة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التعلیم الحضوری العام الدراسی فی المدارس
إقرأ أيضاً:
نحقق.. أول رد من التعليم على فيديو رقص الطلاب على مقطع لـ رورو البلد
علم موقع صدى البلد من مصادره بوزارة التربية والتعليم ، أنه جار التحقيق للوقوف على ملابسات تصوير الفيديو المتداول على فيس بوك، لطلاب إحدى المدارس يقومون بتشغيل فيديو لـ البلوجر رورو البلد على السبورة الذكية الموجودة بالفصل، ويرقصون على أغنية الفيديو.
وبحسب تصريحات المصادر لموقع صدى البلد، من المقرر بعد أن تتحقق الوزارة من ملابسات الفيديو ، أن يتم تحديد ما اذا كان هذا الفيديو قديم أم حديث ، إلى جانب تحديد مكان تصويره ، مع التشديد على اتخاذ اللازم حسب نتيجة التحقيق.
وانتشر منذ قليل على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، فيديو يظهر فيه طلاب إحدى المدارس يقومون بتشغيل فيديو لـ البلوجر رورو البلد على السبورة الذكية الموجودة بالفصل ، ويرقصون مع أغنية الفيديو داخل الفصل.
وتفاعل المتابعون مع الفيديو المتداول بعدد من التعليقات الساخرة ، حيث قال محمد خليفة : هي رورو البلد نزلت في المنهج؟!
جدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أصدرت قرارات رسمية عاجلة في إطار الجهود التي تبذلها لضبط العملية التعليمية.
وشملت قرارات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني التي تم إبلاغ مديريات التربية والتعليم بها رسميا ما يلي :
تواجد كافة القيادات في المدارس للاطمئنان على حسن سير العملية التعليمية.حث الطلاب على المواظبة على الحضور وممارسة مختلف الأنشطة ودعم روح المنافسة الايجابية والتحفيز الايجابي المستمر لهم.الاهتمام بالبرامج العلاجية للوصول لأعلى المعدلات المطلوبة.الرصد الفوري لكافة التقييمات مع مراعاة عدم إعادة التقييم لأي طالب متغيب إلا بعذر قانوني.وكان محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أكد على التزام مصر بالمضي قدما في مسيرة الإصلاح التعليمي، إيمانا بأن المستقبل يصنع في الفصول الدراسية وأن أبناءنا الطلاب هم أمل الغد وركيزة النهضة والتقدم.
جاء ذلك في ختام فعاليات المؤتمر الدولي السابع للبنية عبر الإقليمية للدول العربية تحت عنوان "قضية التعليم في مناطق الصراع - التحديات والحلول"، الذي نظمته منظمة "الدولية للتربية"، واستضافته نقابة المعلمين المصريين بالقاهرة، بمشاركة نخبة من المسؤولين وصناع القرار والخبراء التربويين من مختلف دول العالم.
وشدد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، على أن التعليم لم يعد مجرد وسيلة لنقل المعارف، بل أصبح أداة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة وبوابة نحو المستقبل، ومدخلاً أساسياً لبناء الإنسان القادر على التفاعل مع متغيرات العصر.
وأوضح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن رؤية مصر لتطوير التعليم ترتكز على الاستثمار في العنصر البشري، بإعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق مستقبل أفضل، ومن هنا جاءت الرؤية الوطنية لتطوير منظومة التعليم، لتواكب المتغيرات العالمية وتلبي احتياجات سوق العمل.
واستعرض وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أبرز الجهود التي بذلتها الدولة خلال السنوات الأخيرة لتطوير المنظومة التعليمية، والتي شملت تحديث المناهج، وتطوير آليات التقييم، ودمج التكنولوجيا في التعليم، إلى جانب دعم وتدريب المعلمين، وتوسيع قاعدة التعليم الفني وربطه بسوق العمل.