زهراء كوسرت ظاهر
في تلك البلاد، حيث تختلط الأحلام بطعم التراب، وحيث تصارع الشعوب من أجل البقاء وسط أمواج عاتية من التحديات السياسية والاقتصادية، تحول الفكر والعلم والأدب والثقافة إلى ظل خافت خلف صخب الأحداث. تلك الأرض التي كانت يوماً منارةً للفكر ومصدراً للعلم والأدب، تعيش اليوم فصلاً مضطرباً من تاريخها، يحمل معه صخب التطورات السياسية والأزمات المتتالية التي تبدو وكأنها تحجب عن العيون نور الثقافة وهدوء القراءة.
الحياة السياسية وما تستتبعه من اضطراب قد يشتد حتى يصل إلى العنف، بل إلى الثورة. وإن في البلاد الأخرى خصوماتها الحزبية حول الحكم وما يتصل بالحكم. وإن للبلاد الأخرى ساعات وأياماً من حياتها السياسية ملؤها الفزع الذي يستأثر بالنفوس أو الفرح الذي يستهوي الألباب.
هل نحن على أعتاب مرحلة يعاد فيها رسم الخرائط؟ أم أننا نقف عند منعطف آخر قد يقود إلى طريق مسدود؟ أم أن الوقت قد حان لمراجعة اتفاقات تاريخية ينبغي عليها أن تُفسخ؟ أسئلة تتردد في الأذهان، وتلقي بظلالها على مصير الشعوب الساعية إلى مستقبل أكثر وضوحاً واستقراراً. وسط هذا المشهد المضطرب، وفي خضم هذا الصراع، تصبح الخيارات غامضة، فيما يواصل التاريخ نسج فصوله الجديدة بخيوط من الأمل والتوجس معاً.
التوترات السياسية تسود الأجواء، والنزاعات الإقليمية تلقي بظلالها الثقيلة على المجتمعات، فتجعل من الصعب على الأفراد أن يجدوا متسعاً للتفكير خارج حدود الخوف والقلق من المستقبل.. مشهد مضطرب، يبدو أن شغف الثقافة أصبح أسير الأحداث اليومية، وتلاشى الاهتمام بالمعرفة وسط عناوين الأخبار العاجلة والصراعات المستمرة.
تستطيع أن تلتقي بمن شئت أينما شئت ومتى شئت، فلن يكون الحديث بينكما إلا في السياسة وما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي من أنباء وما امتلأت به من جدال وخصومة. فأما العلم والأدب والفن، فكل ذلك شيء لن تعرضا له في حديثكما إلا إذا اضطررتما إليه، وما أحسب أنكما تضطران إليه.
لو عدنا قليلاً بالتاريخ؛ ألا يقولون أقرأ التاريخ لتفهم المستقبل! لقد اضطرب العالم اضطراباً لم يعرف التاريخ مثله، واستمر هذا الاضطراب أعواماً أزهقت فيها نفوس لا يكاد يبلغها الإحصاء، وجرت فيها الدماء أنهاراً دون أن يكون في هذا التعبير مبالغة أو غلو، وآمتْ فيها نساء ويُتمت فيها أطفال واختل فيها التوازن الاقتصادي والخلقي والأدبي اختلالاً لا مثيل له. ولكن هذا كله لم يصرف أوربا ولا أمريكا عن حياة العقل والشعور أو لذة العقل والشعور، بل على العكس، كثر التأليف وكثرت الترجمة، واشتد ما بين الأمم من صلات، فحرصت الحرص كله على أن يعرف بعضها بعضاً ويفهم بعضها نفسيات بعضها الآخر.
ماذا عنّا؟ فَاسأل عن حُبّنا للحياة العقلية وعن عنايتنا بها قبل الحروب وأثناء الحروب، قبل الثورات وأثناء الثورات. نبئني عن نتيجة هذا الحب وهذه العناية، فلن تجد شيئاً تنبئني به إلا أنك خَجِلٌ مثلي لهذه الجهود المُضَيَّعَةِ في غيرِ نفعٍ ولا غَناءٍ.
ألم تكن بلادنا العربية بلاد العلماء مثل ابن النفيس والكندي والقلقشندي، والأدباء مثل جبران خليل جبران وبدوي الجبل، وأمين الريحاني وغسان كنفاني ومحمد مهدي الجواهري ونازك الملائكة؟ ألم نكن من رواد المدارس والمراكز العلمية التي ازدهرت في عصور مختلفة. حيث كان علماؤنا وأدباؤنا الكورد على مر العصور جزءاً من الحراك العلمي والثقافي في المنطقة. أسماء مثل المؤرخ الكبير ابن خلكان والشاعر والفيلسوف الكبير أحمد خاني الذي ألّف "مم وزين"، أحد أعمدة الأدب الكوردي، والعالم ابن صلاح الشهرزوري، هؤلاء وغيرهم الذين يجسدون تراثاً ثقافياً لا تزال شعلة إبداعهم متقدة رغم المآسي التي عصفت بمنطقتنا..
نحن بلاد الاستثمار في التعليم، وتشجيع الابتكار والبحث العلمي، وتعزيز البنية التحتية التعليمية، نحن بلاد الاحتفاء باللغة والثقافة.. دورنا في دعم العلم ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لمسيرة طويلة من التمسك بالمعرفة كسلاح لمواجهة الصعاب. من خلال الموازنة بين الحفاظ على الهوية الثقافية والانفتاح على العالم.
أبتسم ابتساماً فيه شيء من الحزن وفيه شيء من الأمل أيضاً حين أسمع كلمات مثل "الاستقلال","الحرية" "الدستور". أبتسم ابتسامة حزن لظلم الجيل الذي نحن فيه، وأمل في إنصاف الأجيال القادمة. في تلك البلاد، قد تكون السياسة قد أثقلت كاهلنا، لكن التمسك بالعلم والمعرفة ما زال ينتظرنا؛ ليكون منارة تقودنا نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
في تلك البلاد، حيث الطموحات تصارع الإحباطات، يبقى الأمل في عودة زمن يُقدَّر فيه الفكر وتُصان فيه الكلمة. إنها مسؤوليتنا جميعاً أن نعيد اهتمامنا للعلم والمعرفة والثقافة، وأن نزرع في الأجيال القادمة حب التعلم والتفكير النقدي. فالتقدم الحقيقي يبدأ من العقل، والعقل يحتاج إلى غذاء دائم من المعرفة والثقافة.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: فی تلک البلاد
إقرأ أيضاً:
ليلة النصف من شعبان .. فضلها والأدعية المُستحبة فيها
5 أيام وتحل علينا ليلة النصف من شعبان والتي تعد من الليالي الفاضلة التي جعلها الله من الأيام المباركة التي يعيشها المسلمون في كل عام، ويرجون فيها أن يتجاوز الله عن سيئاتهم، ويغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم، كما يطلبون فيها أن يجعل الله أيامهم مباركة تقوم على الطاعة والصلاح ، ودعا الإسلام من خلال الوحي إلى اغتنام جميع الطرق والوسائل التي تقرب العبد من ربه، وكان من بين تلك الوسائل ليلة النصف من شعبان.
وتمتاز ليلة النصف من شهر شعبان بأن لها أهمية تربو عن فضل وأهمية باقي ليالي شهر شعبان، بل إن أهمية تلك الليلة تفوق أهمية معظم ليالي الأشهر الأخرى، حتى أن بعض العلماء من جعل لليلة النصف من شعبان أهمية ربما توازي أهمية ليلة القدر.
وقد ورد في ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث أشارت تلك الأحاديث إلى استحباب إحياء تلك الليلة، والإكثار من الفضائل والعبادات والطاعات فيها طلبا للأجر والثواب من الله، منها:
روي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الليل يصلي، فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض، فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت، فلما رفع إلي رأسه من السجود وفرغ من صلاته، قال: يا عائشة -أو يا حميراء- أظننت أن النبي قد خاس بك؟ قلت: لا والله، يا رسول الله، ولكنني ظننت أنك قبضت لطول سجودك، فقال: أتدرين أي ليلة هذه؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله -عز وجل- يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم).
وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك، أو مشاحن).
وذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب قيام ليلة النصف من شعبان؛ حيث يتعرض المؤمن في هذه الليلة لرحمات الله سبحانه وتعالى، وتغفر بها ذنوبه إن قامها بحقها، كما نقل عن ابن تيمية أن جماعة من السلف كانوا يقومون ليلة النصف من شعبان في كل عام دليلا على أفضليتها.
الأدعية المستحبة في ليلة النصف من شعباناللهم نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والعصمة من كل ذنب، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة لنا فيها صلاح ولك فيها رضا إلا قضيتها ويسّرتها لنا يا رب العالمين.
إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شعبان، التي يُفرق فيها كل أمر حكيم، أن تكشف عنّا البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم.
اللهم أنت حسبنا حين تضيق الحياة، وأنت المنتصر لنا حين تغلبنا الأوجاع، وأنت عوننا ونجاتنا حين تفقدنا الحيلة. اللهم إنا نسألك راحة المتقين، وسعادة المؤمنين، وأجر الصابرين، ودعاء الصالحين، وأن تغفر لنا ولوالدينا وأحبابنا، ومن له حق علينا، يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعلنا من الذين اصطفيتهم برحمتك، ووفّقتهم لطاعتك، ورضيت عنهم بمغفرتك، واكتب لنا في هذه الليلة المباركة عفوًا ورحمةً وبركةً في العمر والعمل والرزق والصحة، ولا تجعل لنا في قلوبنا غلًّا ولا حسدًا، واهدِنا إلى صراطك المستقيم.
اللهم في ليلة النصف من شعبان، لا تحرمنا أجر الصيام، والقيام، وزيارة بيتك الحرام، واغفر لنا ذنوبنا، وأصلح لنا أمورنا، وبارك لنا فيما أعطيتنا.
اللهم إني استفتحت يومي بالصلاة على سيدنا محمد، فافتح لي أبواب الخير، واكتب لي السعادة والبركة، واصرف عني كل سوء، واغفر لي ببركة الصلاة على سيدنا محمد، وبارك لي في أيامي وأقداري.
اللهم في هذه الليلة المباركة، نسألك أن تجعل لنا فيها نصيبًا من رحمتك، وأن تغفر ذنوبنا، وتقبل توبتنا، وتفتح لنا أبواب الخير والبركة، وتكتب لنا السعادة في الدنيا والآخرة.
صيام ليلة النصف من شعبانكما يستحب للمسلم أن يكثر من الصيام في شهر شعبان؛ لما روي من حديث عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها- أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان).
أما تخصيص صيام يوم النصف من شعبان عن صيام باقي أيامه وإفراده بذلك، فقد اختلف فيه العلماء إلى عدة فرق وآراء، وفيما يلي بيان رأي كل فريق على حدة:
يرى فريق من العلماء أنه لا يشرع تخصيص يوم النصف من شعبان بصيام دون بقية أيام الشهر، وأن ذلك الأمر لم يرد فيه نص عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ما ورد في هذا الباب من الأحاديث لا يرقى لدرجة الاحتجاج به.
ذهب جماعة من أهل العلم إلى كراهة الصيام بعد انتصاف شعبان حتى دخول شهر رمضان، بما في ذلك يوم النصف من شعبان، وهو قول جمهور الشافعية والطحاوي وغيرهم.
خص ابن حزم الظاهري النهي عن صيام النصف من شعبان بما يأتي بعده من الأيام؛ أي بالسادس عشر من شعبان؛ مما يعني أن صيام النصف من شعبان جائز مباح عنده، وقد قال بذلك الكثير من العلماء قديما وحديثا.
دعاء ليلة النصف من شعبانأشارت دار الإفتاء المصرية، في فتوى سابقة لها إلى نص دعاء ليلة النصف من شعبان، قائلا: "اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، وأمان الخائفين، اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا أو محروما أو مطرودا أو مقترا علي في الرزق، فامح اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي، وأثبتني عندك في أم الكتاب سعيدا مرزوقا موفقا للخيرات..
وأكملت: إنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل: ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب﴾، إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرم، التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم، أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم".
وأفادت دار الإفتاء أن تلاوة هذا الدعاء وتخصيص ليلة النصف من شعبان به أمر حسن لا حرج فيه ولا منع؛ فذكر الله تعالى والثناء عليه والتوجه إليه بالدعاء كل ذلك مشروع؛ لعموم قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «الدعاء هو العبادة»، ثم قرأ: ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾، رواه الترمذي.
ونبهت دار الإفتاء: أن أصل الألفاظ المستعملة في هذا الدعاء وارد عن بعض الصحابة والسلف؛ فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- أنه قال وهو يطوف بالبيت: "اللهم إن كنت كتبت علي شقاوة أو ذنبا فامحه؛ فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب، فاجعله سعادة ومغفرة".
وتابعت أنه روى عن ابن مسعود - رضي الله عنه- قال: "ما دعا عبد قط بهذه الدعوات إلا وسع الله له في معيشته: يا ذا المن ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول، لا إله إلا أنت، ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، ومأمن الخائفين، إن كنت كتبتني في أم الكتاب شقيا، فامح عني اسم الشقاء، وأثبتني عندك سعيدا، وإن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروما مقترا علي رزقي، فامح حرماني، ويسر رزقي، وأثبتني عندك سعيدا، موفقا للخير؛ فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت: ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب﴾".
ونوهت أن بقية الدعاء من عند قولهم: "إلهي بالتجلي الأعظم" إلى نهايته، زادها الشيخ ماء العينين الشنقيطي كما ذكر ذلك الإمام الرائد محمد زكي إبراهيم في رسالته "ليلة النصف من شعبان في ميزان الإنصاف العلمي".
أعمال ليلة النصف من شعبانكشف الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، عن أعمال ليلة النصف من شعبان.
و قال " جمعة " عبر فيديو له على صفحته الرسمية بموقع " فيسبوك " إن خالد بن مهران ولقمان بن عامر من علماء الشام كان يحيون ليلة النصف من شعبان بالمنزل متعبدين إلى الله ومجتهدين في العبادة بكثرة الذكر وتلاوة القرآن وأداء الصلاة جماعة.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن الإمام الشافعي يقول: " كل ما لم تسن فيه الجماعة تجوز فيه الجماعة"؛ ومن هنا كان جائزا أداء الصلاة جماعة ليلة النصف من شعبان في المنزل، كما يستحب أيضا الاكثار من مجالس الصلاة على النبي والصدقة والذبح لله.
وأوضحأنه يستحب في ليلة النصف من شعبان ترديد الدعاء الوارد عن سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- لافتا: وإن الأثر الوراد فيه ضعيف ولكن يمكن أن نعمل به.
الدعاء مستحب ليلة النصف من شعبانو بين الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أن سيدنا النبي ﷺ يرسم لنا وظائف ليلة النصف من شعبان؛ «فمن قام ليلها، وصام نهارها، غفر الله له، وأعطاه سؤله».
ونبه " جمعة" عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع " فيسبوك " أن المسألة يسيرة على من يسرها الله عليه، و أول وظائف ليلة النصف من شعبان " القيام" ، ويشمل القيام قراءة القرآن، مستندا إلى قوله -تعالى- : ﴿قم الليل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا﴾، ﴿ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا﴾.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء أن من وظائف هذه الليلة: ذكر الله؛ لقوله - تعالى-:﴿فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون﴾ ، لافتا: وعلمنا رسول الله ﷺ كيف نذكر ربنا، علمنا قول : "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"؛ نكررها ونعيدها.
وأردف أن أهل الله أطلقوا على هذه الخمسة "الباقيات الصالحات"؛ لأنها هي التي تبقى للإنسان بعد رحيله من هذا الدكان، فبعد رحيل السكان من الدكان، تبقى الباقيات الصالحات، نورا في القبر، وضياء يوم القيامة، وذكرا في الملأ الأعلى، مشيرا: أن رسول الله ﷺ كان يقول: «إني أستغفر الله في اليوم مائة مرة».
ووواصل أن من وظائف هذه الليلة: الدعاء، والمناجاة؛ عش مع ربك وناجه، وفي النهار صم، ففي القيام والصيام قربى إلى الله - سبحانه وتعالى- وإشارة إلى بداية جديدة لعام جديد، نستقبل فيه رمضان بالقيام والذكر والدعاء والصيام؛ فهذه وظائف ليلة النصف من شعبان.