مستقبل سوريا| الجماعات المسلحة تواجه تحولات كبرى بضغوط دولية.. وسيطرة تحرير الشام حاليا تؤدي للهيمنة الجهادية على الحكم
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل التطورات الراهنة التي يشهدها الواقع السوري تتزايد التخوفات حول مستقبل سوريا وخاصة مع هيمنة الجماعات الجهادية وسيطرتها على المشهد حاليا فما مستقبل هذه الجماعات الحالية؟، وهل يمكن التنبؤ بأنها ستواجه فترة من التحولات الكبرى؟.. للإجابة عن هذه التساؤلات لا بد من الإشارة إلى أن سوريا قد شهدت خلال السنوات الماضية تحولات كبيرة في موازين القوى بين الجماعات المسلحة، سواء كانت مدعومة من القوى الإقليمية والدولية أو كانت مستقلة.
وبعد اندلاع الثورة السورية في عام 2011، دخلت البلاد في صراع طويل مع العديد من الأطراف المتنازعة، من بينها الجماعات الجهادية التي استخدمت العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها.
ومع بداية عام 2024، أصبح مصير هذه الجماعات على المحك، خاصة بعد التغيرات التي شهدتها منطقة إدلب، حيث سيطرت هيئة تحرير الشام «النصرة سابقًا» على الحكم بشكل متزايد.
سيطرة هيئة تحرير الشام
هيئة تحرير الشام، التي كانت تعرف سابقًا بجبهة النصرة، هي جماعة جهادية تتبنى الفكر السلفي الجهادي ولها روابط تاريخية مع تنظيم القاعدة، على الرغم من أنها أعلنت في السنوات الأخيرة عن "فك الارتباط" مع القاعدة، إلا أن التوجهات الجهادية لا تزال حاضرة بقوة في استراتيجياتها. ومع سيطرة هيئة تحرير الشام على الحكم ، تزايدت التساؤلات حول مستقبل الجماعات الجهادية الأخرى في سوريا. ومن أبرز هذه الجماعات:
1. تنظيم داعش
رغم الهزائم الكبيرة التي لحقت بتنظيم داعش في السنوات الأخيرة، لا يزال له وجود في بعض المناطق الصحراوية والحدودية في سوريا.
ومع صعود هيئة تحرير الشام، قد يواجه داعش تحديات كبيرة في الحفاظ على موطئ قدمه، خاصة في ظل التشديد الأمني الذي تفرضه الهيئة على المناطق الخاضعة لها.
2. الجماعات المتحالفة مع القاعدة
هناك جماعات أخرى تتبنى نفس الفكر الجهادي، ولكن قد تجد نفسها في موقف صعب أمام هيمنة هيئة تحرير الشام، والهيئة قد تسعى إلى توحيد الجماعات الجهادية تحت قيادتها أو إضعاف هذه المجموعات من خلال الضغط العسكري والسياسي.
3. الجماعات المتمردة الأخرى
هناك فصائل مسلحة أخرى غير جهادية، مثل فصائل الجيش الوطني السوري، التي تتنافس أيضًا على النفوذ في المنطقة. وبعض هذه الفصائل قد تجد تحالفات استراتيجية مع هيئة تحرير الشام في بعض الأحيان، لكنها قد تتصارع معها في فترات أخرى.
التحديات التي تواجه هيئة تحرير الشام
على الرغم من القوة التي تتمتع بها هيئة تحرير الشام، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة قد تؤثر على استقرارها مستقبلاً.
1. الضغط الدولي
الهيئة تعتبر منظمة إرهابية من قبل العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا. وهذا الضغط الدولي قد يؤدي إلى زيادة الضغوط العسكرية والسياسية على الهيئة، سواء عبر التحالفات الدولية أو من خلال العمليات العسكرية المباشرة.
2. الانقسام الداخلي
على الرغم من سيطرة الهيئة، إلا أن هناك توترات داخلية بين قيادات الهيئة وفصائلها المختلفة، ما قد يضعف قدرتها على الاستمرار في الحكم.
المستقبل المحتمل للجماعات الجهادية
في ظل التطورات الحالية، يمكن التنبؤ بأن الجماعات الجهادية في سوريا ستواجه فترة من التحولات الكبرى.
وفي حال استمرت هيئة تحرير الشام في احتكار السلطة، فإن هذا قد يؤدي إلى ظهور واقع جديد للجماعات الجهادية، يتمثل في:
1. الهيمنة الجهادية
قد تشهد المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام زيادة في تأثير الفكر الجهادي، مع بقاء الجماعات الأخرى تحت الضغط، ما يؤدي إلى تحول معظم المجموعات الجهادية نحو الولاء للهيئة أو تندمج في صفوفها.
2. الصراع والتقاطع
من جهة أخرى، قد يؤدي التنافس بين الفصائل الجهادية المختلفة، مثل داعش أو جماعات أخرى، إلى استمرار الصراع على النفوذ في سوريا، وهو ما قد ينعكس في معارك دموية جديدة على الأرض.
3. التكيف مع الوضع الدولي
في ظل عدم الاستقرار الدولي والضغط من القوى الكبرى، قد تسعى هيئة تحرير الشام إلى تغيير استراتيجياتها وتوجهاتها، بما في ذلك التقارب مع بعض القوى الإقليمية أو السعي إلى اعتراف دولي ضمن شروط محددة.
من سيحكم سوريا ؟
مستقبل حكم سوريا في ظل التطورات الأخيرة لا يزال غامضًا، لكن سيطرة هيئة تحرير الشام لا يعني بالضرورة أنها ستتمكن من السيطرة على كامل سوريا في المستقبل القريب. وهناك عدة عوامل تؤثر في إمكانية سيطرة الهيئة على الحكم في سوريا:
الهيئة تُصنف كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكذلك من قبل بعض الدول العربية.
وهذا التصنيف يجعل من الصعب عليها الحصول على اعتراف دولي أو دعم من القوى الخارجية.
كما أن الهيئة نفسها تعاني من انقسامات داخلية بين قياداتها، ولا توجد رؤية موحدة حول مستقبل سوريا في ظل وجود جماعات جهادية أخرى مثل داعش والقاعدة. وهذه الانقسامات قد تؤدي إلى مزيد من الصراعات الداخلية على السلطة والنفوذ.
وعلى الرغم من هيمنة هيئة تحرير الشام، إلا أن هناك فصائل معارضة أخرى، مثل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، التي تسيطر على بعض المناطق في الشمال الغربي.
و هذا الصراع بين فصائل المعارضة يعقد التوقعات حول من سيحكم سوريا في النهاية.
وتحرير الشام قد تسعى إلى تغيير استراتيجياتها في المستقبل، خاصة مع الضغوط الدولية.
ففي وقت من الأوقات، حاولت الهيئة فك ارتباطها عن القاعدة، في محاولة لتحسين صورتها دوليًا وتحقيق نوع من الاعتراف المحلي أو الإقليمي.
وقد تسعى الهيئة إلى تحالفات مع بعض القوى الإقليمية مثل تركيا أو دول الخليج لتحقيق استقرار نسبي في المناطق التي تسيطر عليها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مستقبل سوريا بشار الأسد التنظيمات المتطرفة الجماعات الجهادیة هیئة تحریر الشام على الرغم من على الحکم فی سوریا سوریا فی قد تسعى إلا أن
إقرأ أيضاً:
تعليق الخارجية الأمريكية على دعمها لـ «هيئة تحرير الشام» للسيطرة على حكم سوريا
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن واشنطن لم تقدم الدعم لـ "هيئة تحرير الشام" خلال هجومها التي سيطرت فيه على سوريا، ولم يحدد ما إذا كانت دول أخرى فعلت ذلك.
لم ندعم حركة تحرير الشاموأجاب في مؤتمر صحفي عندما سُئل عما إذا كانت هذه المجموعة قادرة، في رأي واشنطن، أن تتدبر أمورها دون مساعدة دول أخرى: "الولايات المتحدة لم تدعمهم، وفي رأيي دع الدول الأخرى تتحدث عن نفسها".
إسرائيل للأمم المتحدة: اتخذنا إجراءات محدودة ومؤقتة لمواجهة التهديدات في سورياصحفي: ما يحدث في سوريا مخطط أمريكي
وصرح مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية، في 8 ديسمبر الجاري، بإمكانية رفع "هيئة تحرير الشام" من القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية.
لم نتوقع سقوط حكومة بشاركما أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين، إلى أن الحكومة الأمريكية لم تتوقع سقوط حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
محمد البشير رئيس الحكومةوأفادت وسائل إعلام سورية اليوم الاثنين بأن قيادة المعارضة المسلحة قررت تكليف رئيس حكومة الإنقاذ العاملة في إدلب محمد البشير بتشكيل حكومة تدير المرحلة الانتقالية في البلاد.
الخارجية السعودية: إسرائيل تخرب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارهاخبير استراتيجي: سوريا تنقسم إلى 3 دويلات بعد سقوط نظام الأسد
ونشرت القيادة العامة للفصائل السورية، مقطع فيديو من اجتماع أحمد الشرع (الجولاني) مع رئيس الوزراء السوري محمد الجلالي لتنسيق انتقال السلطة بشكل سلمي في البلاد.
وشهدت سوريا تطورات دراماتيكية فجر الأحد، مع إعلان قوات المعارضة السورية دخولها العاصمة دمشق، ومغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد بعد أن ترك منصبه مع إعطاء التعليمات بإجراء عملية نقل السلطة سلميًا وفقًا لما أعلنته وزارة الخارجية الروسية.
من جانبه، أعلن رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري.
وأضاف الجلالي في كلمة بثها عبر “فيسبوك” الأحد: “هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعية تبني علاقات طيبة مع الجوار ومع العالم. نحن مستعدون لتقديم كل التسهيلات الممكنة للقيادة التي يختارها الشعب”.
فيما أصدر قائد "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع الملقب بـ"أبو محمد الجولاني"، الأحد، بيانًا طالب فيه قواته في مدينة دمشق بعدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مشيراً إلى أنها “ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء محمد غازي الجلالي حتى يتم تسليمها رسمياً.
وفي أول مقابلة تليفزيونية رسمية معه، أكد الجولاني أن الأقليات في سوريا ستحظى بالحماية، لافتًا إلى أن البلاد ملك لجميع السوريين.
ودعا السوريين أيضاً إلى "حماية كافة المؤسسات الحكومية".
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا، قالت فيه إن البلاد تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة، مؤكدة وقوفها إلي جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها.
ودعت الخارجية المصرية في بيان لها جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلي صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولي.
وأكدت مصر في هذا السياق استمرارها في العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل علي إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق.