تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ظل التطورات الراهنة التي يشهدها الواقع السوري تتزايد التخوفات حول مستقبل سوريا وخاصة مع هيمنة الجماعات الجهادية وسيطرتها على المشهد حاليا فما مستقبل هذه الجماعات  الحالية؟، وهل يمكن التنبؤ بأنها ستواجه فترة من التحولات الكبرى؟.. للإجابة عن هذه التساؤلات لا بد من الإشارة إلى أن سوريا قد شهدت خلال السنوات الماضية تحولات كبيرة في موازين القوى بين الجماعات المسلحة، سواء كانت مدعومة من القوى الإقليمية والدولية أو كانت مستقلة.

 

وبعد اندلاع الثورة السورية في عام 2011، دخلت البلاد في صراع طويل مع العديد من الأطراف المتنازعة، من بينها الجماعات الجهادية التي استخدمت العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها. 

ومع بداية عام 2024، أصبح مصير هذه الجماعات على المحك، خاصة بعد التغيرات التي شهدتها منطقة إدلب، حيث سيطرت هيئة تحرير الشام «النصرة سابقًا» على الحكم بشكل متزايد.

سيطرة هيئة تحرير الشام

هيئة تحرير الشام، التي كانت تعرف سابقًا بجبهة النصرة، هي جماعة جهادية تتبنى الفكر السلفي الجهادي ولها روابط تاريخية مع تنظيم القاعدة، على الرغم من أنها أعلنت في السنوات الأخيرة عن "فك الارتباط" مع القاعدة، إلا أن التوجهات الجهادية لا تزال حاضرة بقوة في استراتيجياتها. ومع سيطرة هيئة تحرير الشام على الحكم ، تزايدت التساؤلات حول مستقبل الجماعات الجهادية الأخرى في سوريا. ومن أبرز هذه الجماعات:

1. تنظيم داعش

رغم الهزائم الكبيرة التي لحقت بتنظيم داعش في السنوات الأخيرة، لا يزال له وجود في بعض المناطق الصحراوية والحدودية في سوريا. 

ومع صعود هيئة تحرير الشام، قد يواجه داعش تحديات كبيرة في الحفاظ على موطئ قدمه، خاصة في ظل التشديد الأمني الذي تفرضه الهيئة على المناطق الخاضعة لها.

2. الجماعات المتحالفة مع القاعدة

هناك جماعات أخرى تتبنى نفس الفكر الجهادي، ولكن قد تجد نفسها في موقف صعب أمام هيمنة هيئة تحرير الشام، والهيئة قد تسعى إلى توحيد الجماعات الجهادية تحت قيادتها أو إضعاف هذه المجموعات من خلال الضغط العسكري والسياسي.

3. الجماعات المتمردة الأخرى

هناك فصائل مسلحة أخرى غير جهادية، مثل فصائل الجيش الوطني السوري، التي تتنافس أيضًا على النفوذ في المنطقة. وبعض هذه الفصائل قد تجد تحالفات استراتيجية مع هيئة تحرير الشام في بعض الأحيان، لكنها قد تتصارع معها في فترات أخرى.

التحديات التي تواجه هيئة تحرير الشام

على الرغم من القوة التي تتمتع بها هيئة تحرير الشام، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة قد تؤثر على استقرارها مستقبلاً.

1. الضغط الدولي

الهيئة تعتبر منظمة إرهابية من قبل العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا. وهذا الضغط الدولي قد يؤدي إلى زيادة الضغوط العسكرية والسياسية على الهيئة، سواء عبر التحالفات الدولية أو من خلال العمليات العسكرية المباشرة.

2. الانقسام الداخلي

على الرغم من سيطرة الهيئة، إلا أن هناك توترات داخلية بين قيادات الهيئة وفصائلها المختلفة، ما قد يضعف قدرتها على الاستمرار في الحكم.

المستقبل المحتمل للجماعات الجهادية

في ظل التطورات الحالية، يمكن التنبؤ بأن الجماعات الجهادية في سوريا ستواجه فترة من التحولات الكبرى. 

وفي حال استمرت هيئة تحرير الشام في احتكار السلطة، فإن هذا قد يؤدي إلى ظهور واقع جديد للجماعات الجهادية، يتمثل في:

1. الهيمنة الجهادية

قد تشهد المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام زيادة في تأثير الفكر الجهادي، مع بقاء الجماعات الأخرى تحت الضغط، ما يؤدي إلى تحول معظم المجموعات الجهادية نحو الولاء للهيئة أو تندمج في صفوفها.

2. الصراع والتقاطع

من جهة أخرى، قد يؤدي التنافس بين الفصائل الجهادية المختلفة، مثل داعش أو جماعات أخرى، إلى استمرار الصراع على النفوذ في سوريا، وهو ما قد ينعكس في معارك دموية جديدة على الأرض.

3. التكيف مع الوضع الدولي

في ظل عدم الاستقرار الدولي والضغط من القوى الكبرى، قد تسعى هيئة تحرير الشام إلى تغيير استراتيجياتها وتوجهاتها، بما في ذلك التقارب مع بعض القوى الإقليمية أو السعي إلى اعتراف دولي ضمن شروط محددة.

من سيحكم سوريا ؟

مستقبل حكم سوريا في ظل التطورات الأخيرة لا يزال غامضًا، لكن سيطرة هيئة تحرير الشام  لا يعني بالضرورة أنها ستتمكن من السيطرة على كامل سوريا في المستقبل القريب. وهناك عدة عوامل تؤثر في إمكانية سيطرة الهيئة على الحكم في سوريا:

الهيئة تُصنف كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكذلك من قبل بعض الدول العربية.

وهذا التصنيف يجعل من الصعب عليها الحصول على اعتراف دولي أو دعم من القوى الخارجية.

كما أن الهيئة نفسها تعاني من انقسامات داخلية بين قياداتها، ولا توجد رؤية موحدة حول مستقبل سوريا في ظل وجود جماعات جهادية أخرى مثل داعش والقاعدة. وهذه الانقسامات قد تؤدي إلى مزيد من الصراعات الداخلية على السلطة والنفوذ.

وعلى الرغم من هيمنة هيئة تحرير الشام، إلا أن هناك فصائل معارضة أخرى، مثل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، التي تسيطر على بعض المناطق في الشمال الغربي.

و هذا الصراع بين فصائل المعارضة يعقد التوقعات حول من سيحكم سوريا في النهاية.

وتحرير الشام قد تسعى إلى تغيير استراتيجياتها في المستقبل، خاصة مع الضغوط الدولية.

ففي وقت من الأوقات، حاولت الهيئة فك ارتباطها عن القاعدة، في محاولة لتحسين صورتها دوليًا وتحقيق نوع من الاعتراف المحلي أو الإقليمي.

وقد تسعى الهيئة إلى تحالفات مع بعض القوى الإقليمية مثل تركيا أو دول الخليج لتحقيق استقرار نسبي في المناطق التي تسيطر عليها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مستقبل سوريا بشار الأسد التنظيمات المتطرفة الجماعات الجهادیة هیئة تحریر الشام على الرغم من على الحکم فی سوریا سوریا فی قد تسعى إلا أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة توقع اتفاق شراكة مع مؤسسة تابعة لبيت هائل سعيد لدعم التحديات التي تواجه النازحين في اليمن

وقعت الأمم المتحدة في اليمن وبرنامج التنمية الإنسانية احدى المبادرات التابعة للمؤسسة الخيرية لهائل سعيد أنعم وشركاه اليوم إعلان نوايا لبدء شراكة استراتيجية تهدف إلى مواجهة التحديات التي تواجه النازحين داخلياً ودعم مبادرات التعافي المبكر للنازحين والمجتمعات الضعيفة الأخرى في جميع أنحاء اليمن.

 

وقالت الأمم المتحدة في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إن هذه الشراكة تشكل الأساس لنهج متكامل يركز على المناصرة وحشد الموارد وتبادل البيانات وتقديم تدخلات ملائمة للأغراض تتماشى مع الأطر الوطنية والدولية، بما في ذلك خطة الاستجابة الإنسانية وإطار عمل الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة.

 

وفي كلمته خلال حفل التوقيع، قال جوليان هارنيس، منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن: "في اليمن، يشكل النازحون داخلياً أكثر من 25 بالمئة من السكان المحتاجين – أي حوالي 4.8 مليون شخص – والغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال.

 

وأضاف "يعاني النازحين داخلياً من ظروف لا يمكن تخيلها ويكافحون يومياً لتلبية احتياجاتهم. هذه الشراكة الاستراتيجية هي خطوة حاسمة نحو إيجاد حلول دائمة للنزوح الداخلي ومعالجة التحديات الأكثر إلحاحاً في اليمن". م

 

وتابع هارنيس "من خلال تسخير إمكانيات القطاع الخاص اليمني والاستفادة من التدخلات العميقة لبرنامج التنمية الإنسانية على المستوى المحلي والخبرات الفنية للأمم المتحدة، يمكننا خلق حلول مبتكرة يقودها المجتمع لدعم النازحين اليمنيين والمجتمعات المهمشة نحو مستقبل شامل ومستدام."

 

من جهته، أكد محمد عبد الواسع هائل، العضو المنتدب للمؤسسة الخيرية لهائل سعيد أنعم وشركاه، الالتزام المشترك لتعافي اليمن، قائلاً: "في برنامج التنمية الإنسانية، نؤمن بقوة العمل الجماعي لمعالجة احتياجات شعبنا.

 

وأكد أن هذه الشراكة مع الأمم المتحدة تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية التنمية المستدامة والكرامة لجميع اليمنيين، وخصوصاً أولئك الذين عانوا من النزوح والهشاشة النظامية. نحن نتطلع إلى استغلال شبكاتنا لتحقيق تأثير إيجابي وملموس."

 

وحسب البيان، ستركز الشراكة بين الأمم المتحدة وبرنامج التنمية الإنسانية على تعزيز سبل العيش والتمكين الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، مع إيلاء اهتمام خاص للفئات الضعيفة، بما في ذلك النساء والشباب والمجتمعات المهمشة (المهمشين). ومن خلال هذا التعاون، ستعمل المنظمتان بشكل وثيق مع الجهات الحكومية اليمنية لضمان التوافق مع الأولويات الوطنية والمحلية.


مقالات مشابهة

  • شنقريحة:التحديات الأمنية التي تواجه عالمنا تتطلب تعزيز التعاون متعدد الأطراف
  • «الجيوش ليست للهيمنة على الدول الأخرى».. بابا الفاتيكان!
  • الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية: خلال شهرين من تحرير سوريا من النظام البائد استقبلت المنافذ الحدودية مع تركيا 100,905 مواطنين سوريين عائدين
  • مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش لـ سانا: خلال شهرين من تحرير سوريا من النظام البائد، استقبلت المنافذ الحدودية مع تركيا 100,905 مواطنين من أهلنا السوريين العائدين للاستقرار النهائي في وطنهم
  • الأمم المتحدة توقع اتفاق شراكة مع مؤسسة تابعة لبيت هائل سعيد لدعم التحديات التي تواجه النازحين في اليمن
  • هدوء حذر على الحدود اللبنانية السورية بعد اعتداءات لـ |هيئة تحرير الشام”
  • لبنان: قذائف مصدرها “هيئة تحرير الشام” تسقط في جرود الهرمل الحدودية مع سوريا
  • تشكيل حكومة جديدة.. معضلة حقيقية تواجه مستقبل إيران
  • قمة عربية طارئة في مصر التحديات التي تواجه مستقبل الفلسطينيين في غزة بسبب خطة ترامب
  • خبير سياسي روسي لـ"البوابة نيوز": الحرب الطائفية قادمة في سوريا والنزاع سيستمر بسبب الجماعات الإرهابية