شريحة ويلو الجديدة من غوغل قد تشعل ثورة في الحوسبة الكمومية
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
قالت شركة غوغل إنها تغلبت على تحدٍ رئيسي في الحوسبة الكمومية بفضل جيل جديد من الشرائح الإلكترونية، وأنها حلت مشكلة في الحوسبة بغضون 5 دقائق كانت ستستغرق من الحاسوب التقليدي وقتا أطول من تاريخ الكون، وفقا لرويترز.
ومثل غيرها من عمالقة التكنولوجيا كشركة مايكروسوفت و"آي بي إم" (IBM)، تسعى "ألفابت" الشركة الأم لغوغل نحو الحوسبة الكمومية، لأنها تُبشر بسرعات حوسبة خيالية متفوقة على الأنظمة الحالية.
ورغم أن المشكلة الرياضية التي حلتها المختبرات الكمومية في سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا لا تملك تطبيقات تجارية، فإن غوغل تأمل أن تتمكن الحواسيب الكمومية يوما ما من حل مشكلات في الطب وكيمياء البطاريات والذكاء الاصطناعي التي أصبحت تحديا حقيقيا بالنسبة للحواسيب الحالية.
وأطلقت غوغل على شريحتها الكمومية اسم "ويلو" (Willow)، وهي تحتوي على 105 "كيوبت" (qubit)، والكيوبت هو الحجر الأساس للحواسيب الكمومية.
وصحيح أن الكيوبت سريع جدا ولكنه عرضة للخطأ، لأنه قد يتأثر بظواهر صغيرة مثل الجسيمات دون الذرية الناتجة عن تأثيرات دقيقة في الفضاء الخارجي.
ومع زيادة عدد الكيوبت على الشريحة، يمكن أن تتراكم الأخطاء مما يجعل الشريحة ضعيفة الأداء لدرجة أن الحواسيب التقليدية تتفوق عليها. لذلك، منذ التسعينيات كان العلماء يعملون على تصحيح الأخطاء الكمومية.
إعلانوفي ورقة نُشرت في مجلة "نيتشر" (Nature) يوم الاثنين، قالت غوغل إنها وجدت طريقة لربط الكيوبت مع شريحة "ويلو" بحيث تنقص معدلات الخطأ كلما زاد عدد الكيوبت.
وأضافت الشركة أنها تستطيع تصحيح الأخطاء في الوقت الفعلي، وهي خطوة رئيسية لجعل أجهزتها الكمومية عملية. وقال هارتموت نيفن رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي الكمي في غوغل "لقد تجاوزنا نقطة التعادل"، وفقا لرويترز.
في عام 2019 تحدت شركة "آي بي إم" ادعاءات غوغل بأن شريحتها الكمومية حلت مشكلة تستغرق 100 ألف عام من الحاسوب الكلاسيكي، قائلة إن المشكلة يمكن حلها في يومين ونصف باستخدام افتراضات تقنية مختلفة حول النظام التقليدي.
وقالت غوغل إنها أخذت بعض هذه المخاوف في الاعتبار في أحدث تقديراتها، وحتى في ظل الظروف الأكثر مثالية أفادت بأن الحاسوب التقليدي سيستغرق مليار سنة للحصول على النتائج نفسها التي تحققها أحدث شريحة لديها.
وذكر أنتوني مغرانت كبير مهندسي الذكاء الاصطناعي الكمومي في غوغل أن "بعض منافسي غوغل ينتجون شرائح بعدد أكبر من الكيوبت لدينا، ولكن غوغل تركز على صنع أكثر الكيوبتات موثوقية".
ومن اللافت أن غوغل صنعت شرائحها السابقة في منشأة مشتركة في جامعة كاليفورنيا-سانتا باربرا، لكنها بنَت منشأة تصنيع خاصة بها لإنتاج شرائح "ويلو".
وقال مغرانت إن هذه المنشأة الجديدة ستزيد من سرعة تصنيع الشرائح الكمومية المستقبلية، التي تُبرد في ثلاجات ضخمة تسمى "كريوستات" (cryostat) لإجراء التجارب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
حرائق إسرائيل تشعل الجبهة الداخلية بين المعارضة والحكومة
تشهد إسرائيل حاليًا واحدة من أكبر الحرائق في السنوات الأخيرة، حيث اندلعت النيران في مناطق غربي القدس وتل أبيب، مما تسبب في حالة طوارئ وطنية، وجعل الحكومة تغلق طرقا رئيسية بين القدس ومدن مختلفة وتخلي عدة مناطق من سكانها.
ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الموقف بأنه طارئ وطني، محذرًا من أن الرياح قد تدفع الحرائق نحو اتجاهات مختلفة. كما اضطر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى استدعاء الجيش لدعم فرق الإطفاء في مكافحة الحرائق.
وإثر هذه الحرائق، اعتقلت السلطات أشخاصا بشبهة التورط في إشعال النيران، إذ أشارت تقارير إلى أنها قد تكون مفتعلة.
وفي الوقت نفسه، أدى انتشار الحرائق السريع إلى إثارة أسئلة متعددة بشأن طبيعتها ومن يقف وراءها وأثرها على حركة الاحتجاج المستمرة في الشارع الإسرائيلي ضد حكومة نتنياهو وانشغالها بالحرب على غزة على حساب تقديم الخدمات للمدنيين ومواجهة الأحداث الطارئة.
تتحدث التقارير الميدانية على أن الحرائق المشتعلة في إسرائيل منذ أمس الأربعاء نتيجة الارتفاع في درجة الحرارة المصحوب بالرياح الشديدة قد أتت على نحو 20 ألف دونم من المناطق وأشجار الغابات، في إحصائية أولية، بالإضافة إلى إخلاء مدن عدة من سكانها، وإغلاق العديد من الطرق الرئيسية.
إعلانوفي مقابلة مع الجزيرة نت، يعدد الأكاديمي الفلسطيني المختص في الشؤون الاقتصادية نصر عبد الكريم صور الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الإسرائيلي نتيجة هذه الحرائق، ويفرق بين أضرار مباشرة أتت عليها النيران، وأضرار غير مباشرة نتيجة توقف الحياة الاقتصادية بعد القرارات التي اتخذتها الحكومة المتمثلة في إغلاق الطرق وإخلاء السكان.
ومن هذه الأضرار:
توقف إمداد الغاز والوقود لعدة مناطق. توقفت حركة القطارات والسيارات على بعض الطرق الرئيسية. الأضرار المباشرة نتيجة الحرائق سواء كانت زراعية، أو صناعية، أو تجارية، أو سكنية. من الصعب تقدير حجم هذه الأضرار في الوقت الحالي على نحو دقيق نتيجة أن النيران ما زالت مشتعلة في بعض المناطق. الحجم التقديري للخسائر المباشرة سيبلغ مئات ملايين الشواكل على أقل تقدير.وبالإضافة إلى ما سبق، يضيف عبد الكريم أضرارا أخرى بيئية نتيجة التلوث الكبير الناتج عن الحرائق، وهو ما يجعل الحكومة مضطرة لتحمل المزيد من الأعباء للتخفيف من الآثار البيئية وتنقية الأجواء والغابات والأحراش التي تعرضت للاشتعال.
وأدت الحرائق إلى تعميق الانقسامات والخلافات بين الحكومة والمعارضة في إسرائيل، فبينما تستغل المعارضة هذا الحدث لتوجيه انتقادات للحكومة بشأن تخصيص الموازنات وأولوياتها، فهناك تقارير تتحدث عن عدم صرف مبالغ محددة لشراء معدات مخصصة للدفاع المدني.
وبشأن هذه التقارير تحديدا يقول المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم إن هناك اتهامات لنتنياهو باستمراره في الحرب حتى الآن لخدمة أغراض شخصية وبقائه في الحكم والحفاظ على ائتلافه الحاكم الذي إذا انفرط عقده فستنهار الحكومة.
وأشار إبراهيم إلى اتهامات وُجهت في الإعلام الإسرائيلي لنتنياهو بشأن مبلع 200 مليون شيكل كانت مخصصة لأجهزة ومعدات للدفاع المدني، ولكن أمام ضغط الموازنة المخصصة للحريديم فلم يتم توفير المعدات الكافية، ولم تكن هناك طائرات إطفاء كافية، حسب ما قاله المختص في الشأن الإسرائيلي.
إعلانولعل هذا ما يفسر توجه إسرائيل لطلب المساعدة من 5 دول من بينها قبرص واليونان وكرواتيا وإيطاليا، وكذلك استدعاء طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي للإسهام في إخماد الحرائق المندلعة.
وفي السياق نفسه، توقع الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية إبراهيم أبو جابر أن تستغل المعارضة هذه الحرائق من أجل توظيفها ضد الحكومة وسياستها ونهجها فيما يتعلق بما يحصل في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية والإقليم بشكل عام.
وأضاف أبو جابر -في حديث للجزيرة نت- أن المعارضة ستحمّل الحكومة المسؤولية الكاملة بأنها فعلا وظفت كل القدرات لأغراض الحرب، وقد يتم استغلال هذا داخل الكنيست خلال المداولات.
لكن المتحدثين يقران بأن حجم هذه الخلافات بين الحكومة والمعارضة لن يرقي لوقوع انسحابات من التشكيل الحكومي أو انهيار للائتلاف الحاكم.
الحرب في غزة
ورغم الحرائق المشتعلة في عدة مدن، واستدعاء عناصر من جيش الاحتلال للإسهام في إطفائها، فإن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لم يتوقف، وما زالت العمليات العسكرية مستمرة في القطاع.
وهذا ما ذهب إليه مصطفى إبراهيم عندما قال إن الحرائق أسهمت بالفعل في إثارة الرعب بين الإسرائيليين، خاصة الذين يهربون من مواقع الاشتعال، وقد تكون لها تأثيرات على الوضع الاقتصادي، وقد تربك الدولة، لكنها لن يكون لها تأثير كبير على مجريات الحرب في قطاع غزة.
وهذا أيضا ما أكده إبراهيم أبو جابر بأن الجيش الإسرائيلي سخّر بعض موارده كالمروحيات العسكرية وأفراد من القوات المسلحة للمساعدة في إخماد الحرائق، لكن ذلك لم يُعطل استعداداته لتوسيع العمليات في غزة.
يذكر أن السلطات الإسرائيلية أعلنت اليوم الخميس أن الحرائق المندلعة في القدس وما حولها أحرقت أكثر من 24 ألف دونم حتى الآن، في حين تواصل إجلاء السكان من البلدات المهددة بنيرانها، بعد إعلان نتنياهو أمس "حالة الطوارئ" بسبب الحرائق التي عمقت الخلافات الداخلية في إسرائيل.
إعلان