ما الحكمة من الدعوة لكثرة عدد المصلين على الجنازة؟
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية أن قد تواردت النصوص من السنة النبوية أنَّ كثرة المصلين على الميت شفاعة ومغفرة له؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ» رواه مسلم.
وتابعت الإفتاء أنه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَمُوتُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَبْلُغُوا أَنْ يَكُونُوا مِائَةً، فَيَشْفَعُوا لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ» رواه أحمد.
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَمُوتُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَبْلُغُوا أَنْ يَكُونُوا مِائَةً، فَيَشْفَعُوا لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ» أخرجه الإمام أحمد في "مسنده"، والترمذي في "سننه". وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب على السؤال.
ووضحت الإفتاء أن صلاة الجنازة فيها دعاء للميت بالرحمة والمغفرة، وكثرة المصلين تعني مزيدًا من الدعاء، وهو ما يرجى معه قبول الدعاء وإجابة الشفاعة.
ويذكر أن الصلاة على الجنازة من فروض الكفاية عند جماهير الفقهاء، وقد رغَّب الشرع الشريف فيها، ونَدَبَ اتباع الجنازة حتى تدفن؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ شَهِدَ الجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّي فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ»، قيل: وما القيراطان؟ قال: «مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ» متفق عليه.
ما حكم صلاة الجنازة في الشوارع بالنعال؟أكدت دار الإفتاء أنه لا مانع شرعًا من أداء صلاة الجنازة خارج المسجد؛ لأن الأرض لكل مُصَلٍّ مسجد؛ سواء أكان ذلك في الشوارع أم عند المقابر، فإذا صُلِّيَتْ في الشوارع أو على التراب جاز صلاتُها بالنعال؛ لأن الصلاة بالنعال حينئذٍ من الرخص التي أباحها الشرع تيسيرًا على العباد، ولأن ذلك أدعَى لكثرة المصلين التي هي من آكد مندوباتها، ولِمَا قد يكون في التكليف بخلع النعال من فوت للجنازة والمشقة على الناس، وليس على من يريد الصلاة في نعاله إلا النظر فيهما قبل الشروع فيها؛ فإن وجد بهما خبثًا مسحهما بالأرض وصلى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء الميت المصلين شفاعة صلى الله عليه وآله وسلم النبي صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله
إقرأ أيضاً:
الإفتاء تصحح اعتقادا خاطئا بخصوص صلاة قيام الليل .. صحح معلوماتك
أكد الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن صلاة قيام الليل تُعد من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولها فضل عظيم، موضحًا أنه لا يُشترط لصحة صلاة قيام الليل أن يسبقها نوم، فمن قام بالصلاة بعد العشاء سواء قبل النوم أو بعده، فإن صلاته تُحسب له.
وأوضح الشيخ عويضة خلال لقائه في أحد البرامج الفضائية، أن قيام الليل يُعتبر من أعظم القربات إلى الله، وقد ورد في فضله العديد من النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية.
واستشهد بقوله تعالى: «كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ» (الذاريات: 17)، وأيضًا قوله: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ» (السجدة: 16)، مشيرًا إلى أن هذه الآيات تُبرز مكانة قيام الليل وأثره في تزكية النفس.
وأضاف أن صلاة الليل لها منزلة خاصة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» (رواه مسلم).
كما أشار إلى حديث عائشة رضي الله عنها، الذي ذكرت فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، وعندما سألته عن سبب ذلك رغم أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أجابها بقوله: «أفلا أكون عبدًا شكورًا» (رواه البخاري ومسلم).
وأكد الشيخ عويضة أن الفقهاء أجمعوا على أن قيام الليل يبدأ بعد صلاة العشاء، وأنه يمكن أداؤه في أي وقت من الليل، لكن أفضل أوقاته هو الثلث الأخير من الليل، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول، فيقول: أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟» (رواه البخاري ومسلم).
كما أشار إلى حديث أبي أمامة رضي الله عنه، الذي نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «جوف الليل الآخر أفضل للصلاة، فإن الصلاة فيه مشهودة مكتوبة» (رواه أبو داود).
وفي ختام حديثه، دعا الشيخ عويضة المسلمين إلى الحرص على قيام الليل قدر المستطاع، لما فيه من بركة وأثر عظيم على حياة المؤمن، مشيرًا إلى أن هذه العبادة ترفع الدرجات وتُقرب العبد من ربه، خاصة في وقت السحر حيث تُستجاب الدعوات وتُغفر الذنوب.