شرطة الأسد اعتقلتني وعذبتني.. تهمتي: تشابه في الأسماء
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
ضمن رصدها لجوانب منة من عذابات السوريين في عهد رئيسهم المخلوع بشار الأسد، أوردت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية قصصا لبعض من عثر عليهم في السجون السورية على قيد الحياة.
ومن بين من تحدث إليهم مراسل الصحيفة أدريان بلومفيلد مواطن سوري يُدعى محمد إسماعيل الضاهر، كان أحد ضحايا النظام المخلوع.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الصدمة والرعب في شمال غزة.. قصص يشيب لها الولدانlist 2 of 2اليأس يدفع سوريين للبحث عن ذويهم لدى من لا يتذكر حتى اسمهend of list
يروي الضاهر قصته للمراسل قائلا إن جريمته الوحيدة هو أن اسمه كان مطابقا لاسم احد المشتبهين بهم به مطلوب من قبل فرع فلسطين، وهو أحد أكثر وحدات المخابرات رعبا في جهاز أمن الأسد بأكمله. لكن لم تسعفه محاولات إثبات أنه ليس هو اسماعيل الضاهر المطلوب، بل هو مجرد ميكانيكي متواضع من مدينة الرقة الواقعة شمال شرقي سوريا.
ويقولل محمد الضاهر إنه فرّ من الرقة إلى دمشق، هربا من تنظيم الدولة، ليكتشف أن الحياة في العاصمة التي تسيطر عليها الحكومة مرعبة بنفس القدر. وفي نهاية المطاف، اعتقلته دورية أمن عابرة عند إحدى نقاط التفتيش، واقتادته تحت تهديد السلاح إلى المعتقل.
وهناك تعرض للضرب أولا ثم التعذيب بإطفاء أعقاب السجائر في جسده . لكن الصحيفة البريطانية تقول إن تلك الأيام قد ولّت وأضحت من الماضي إلى الأبد كما يأمل الضاهر، الذي نال حريته بعد الثورة التي أسقطت النظام.
إعلان
مواطن آخر اسمه أحمد المطر، يعمل بائعا للكتب، قال: "نشعر كما لو كنا محاصرين تحت الأرض، وفجأة خرجنا إلى السطح حيث استطعنا استنشاق الهواء النقي".
وفي غمرة هذه الفرحة والتفاؤل، هناك قدر كبير من الحزن والصدمة، حسب تقرير الصحيفة التي رصدت تدافع العائلات طوال يوم الأربعاء إلى سجن صيدنايا الذي يبعد حوالي 25 كيلومترا عن دمشق، توقاً لمعرفة أخبار عن أحباء لهم اختفوا خلال الحرب الأهلية، ولم يرهم أحد مرة أخرى.
وقد كان السجن في الأيام القليلة الماضية قبلة لآلاف المواطنين، حيث كانوا يتجولون في ممراته الرطبة التي تتناثر فيها سجلات ورقية للسجناء، ويتجنبون حبال المشانق المتدلية من الأسقف في بعض الزنزانات، ويضيئون طريقهم في الظلام بهواتفهم المحمولة.
والتقى المراسل داخل سجن صيدنايا بميرفت السهلى التي جاءت للبحث عن ابنها طارق، الذي اختفى في منتصف امتحاناته الجامعية في عام 2015 عندما كان عمره 20 عاما.
وقالت إن سلطات السجن سمحت لها بزيارته مرتين، ولما عادت للمرة الثالثة أخبرها جندي أن ابنها توفي. "لم يعطني (الجندي) أي تفاصيل أخرى"، تقول ميرفت معربة عن أملها ألا يكون ذلك صحيحا، إلا أن بحثها ذهب سدى‘ فغادرت وهي تبكي تساندها ابنتها المفجوعة مثلها.
وهناك سيدة أخرى اسمها مزهودة هيبان جلست على العشب خارج السجن، وتحدثت عن بحثها العقيم عن زوجها وأبنائها الثلاثة الذين اقتيدوا من منزلهم في حمص عام 2011، بينما كانت تشاهد ما يجري مع ابنها الأصغر خالد الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 4 سنوات.
ولم تعرف مزهودة ما الذي فعلوه، لكنها ظلت هي وابنها خالد -الذي بلغ الآن 17 عاما- تجوب، طوال الــ7 سنوات الماضية، سجون البلاد كلها على أمل العثور على ما يدلها إليهم. وكانت عودتها إلى صيدنايا محاولة "يائسة" لحل اللغز، حسب تعبير المراسل.
إعلانوذكرت أنها تشعر الآن باليأس، لكنها عادت لتقول "أملي الوحيد أن يمر الأسد وعائلته بالقليل مما مرت به عائلتي على مدى السنوات الـ 13 الماضية".
ولا يزال سكان العاصمة السورية -وفق بلومفيلد – يحتفلون بإطلاق أبواق سياراتهم ويلوحون بعلم الثورة ويبتهجون في الشوارع.
وطوال فترة حكمه، التي امتدت لفترة 24 سنة، كان جليا تماما أن الأسد كان يعتبر سوريا إلى حد كبير إقطاعية خاصة بعائلته، وفق التقرير.
ولاحظ مراسل الصحيفة أن صور بشار ووالده حافظ الأسد قد اختفت، وأُسقطت تماثيلهما، وتمزقت اللوحات الإعلانية وتطايرت أدراج الرياح "كما لو كانت تسخر من غرور الديكتاتور المخلوع".
وقال إن الجيش قد ذاب، أما نقاط التفتيش فقد تخلى عنها جنود النظام السابق، الذين كانوا يوما من الأيام يبتزون سائقي المركبات من أجل الحصول على أموال لتعويض ضعف رواتبهم.
وحل محلهم مقاتلو هيئة تحرير الشام -الفصيل الرئيس في جماعات المعارضة المسلحة التي أسقطت بشار الأسد- الذين ظهروا -على قلة عددهم- وهم يرتدون ملابس غير رسمية، ويحملون بنادق كلاشينكوف، في ما اعتبره بلومفيلد محاولة "واعية" منهم لإظهار اختلافهم عن الحرس القديم، وربما لأنهم أيضا يمثلون "الوجه البشوش للإسلام السياسي".
بيد أنه استدرك أنه عندما تزول النشوة التي تعقب دائما الإطاحة بطاغية، فإن الصورة الحقيقية لهيئة تحرير الشام -إن كانت معتدلة أو غير ذلك- ستتضح.
واعترف بلومفيلد في تقريره أن هيئة تحرير الشام تحث على الانضباط في صفوفها والنظام في الشوارع، وعاد عمال الطرقات إلى العمل، لافتاً إلى أنه على الرغم مما عاناه معارضو الأسد طوال فترة الحرب الأهلية، التي دامت 13 عاما، فإنه لم ير دليلا يُذكر على وجود مظهر من مظاهر الانتقام خلافا لما وصفها بــ"الادعاءات المضللة" على وسائل التواصل الاجتماعي.
عندما تزول النشوة التي تعقب دائما الإطاحة بطاغية، فإن الصورة الحقيقية لهيئة تحرير الشام -إن كانت معتدلة أو غير ذلك
وذكر أن المقاتلين يحرصون على تأكيد أن هدفهم الرئيس ليس فرض أيديولوجية "غير مرغوب فيها" على الآخرين بل استعادة الأمل بعد عقود من الظلام.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات تحریر الشام
إقرأ أيضاً:
تفاصيل جديدة قبل هروب الأسد ما الذي أغضب بوتين؟
كشفت مصادر في الكرملين لوكالة "بلومبيرغ" الإخبارية عن تفاصيل جديدة حول الترتيبات التي سبقت هروب الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، بالتزامن مع وصول الفصائل المسلحة إلى دمشق.
اقرأ ايضاًمجزرة إسرائيلية في غزة.. 35 شهيداً وعشرات الجرحىوبحسب المصادر ذاتها، فإن موسكو رتبّت مغادرة الأسد عبر قاعدة حميميم الروسية، بعد إقناعها لحليفها "الأسد" الذي غادر دمشق على الفور، بأنه سيخسر هجوم هيئة تحرير الشام.
وأضافت "بلومبرغ" نقلاً عن 3 مصادر لم تكشف هويتها، إن الكرملين عرض على الأسد وعائلته ممرا آمنا إذا غادر على الفور، وهو ما حدث بالفعل.
وقالت المصادر إن الاستخبارات الروسية نسقت عملية المغادرة، حيث رحل الأسد إلى موسكو من قاعدة حميميم الجوية الروسية على الساحل السوري.
اقرأ ايضاًمن بينها إسرائيل.. خامنئي يتهم ثلاث دول بإسقاط الأسدكيف أغضب بوتين؟
ولا ينوي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقابلة الأسد في موسكو، وفقا للمتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي رفض الإفصاح عن مكان وجود الرئيس السوري السابق.
ولم تصدر موسكو أي تعليقات رسمية بعد حول انهيار حكم الأسد، الذي قيل إنه "أغضب بوتين".
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند تفاصيل جديدة قبل "هروب الأسد" ما الذي أغضب بوتين؟ هل يؤدي التهاب ضرس العقل للوفاة؟ مجزرة إسرائيلية في غزة.. 35 شهيداً وعشرات الجرحى فوائد المشيمة للبشره محادثات أنقرة: اتفاق تاريخي بين إثيوبيا والصومال Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter