الإدارة الذاتية تقرر رفع علم الثورة في مناطق شمال وشرق سوريا
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
أعلنت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، قرارا برفع علم الثورة السورية (علم الاستقلال) بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
وفي بيان لها، قالت الإدارة إن سكان هذه المناطق، جزء لا يتجزأ من الجغرافيا السورية، ومكونا أصيلا.
وتابع البيان: "ويؤكد مجلس الشعوب الديمقراطي التزامه بتمثيل تطلعات الشعب السوري ومكوناته كافة، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية في إطار سوريا ديمقراطية تقوم على أسس العدالة والمساواة بين جميع مكوناتها".
الأربعاء، أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منبج بوساطة أمريكية، حفاظاً على أمن وسلامة المدنيين، مشيراً الى أنه سيتم إخراج مقاتلي مجلس منبج العسكري من المنطقة في أقرب وقت.
وكتب مظلوم عبدي في تدوينة على منصة "إكس" أنه "في الوقت الذي تستمر فيه مقاومة مقاتلينا في مدينة منبج لإيقاف تمدد الهجمات من غرب الفرات، فقد توصلنا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منبج بوساطة أمريكية، حفاظاً على أمن وسلامة المدنيين".
وأوضح قائد قوات سوريا الديمقراطية أنه "سيتم إخراج مقاتلي مجلس منبج العسكري، الذين يقاومون الهجمات منذ 27 تشرين الثاني، من المنطقة في أقرب وقت".
وشدد مظلوم عبدي أن "هدفنا هو وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية والدخول في عملية سياسية من أجل مستقبل البلاد".
في سياق متصل، سيطر الجيش الوطني السوري على 80 بالمئة من مدينة منبج بريف محافظة حلب، في معركة تحريرها من المقاتلين الأكراد.
وفي إطار عملية "فجر الحرية" تمكن الجيش الوطني السوري من تحقيق تقدم في مدينة منبج التي دخلها من المحور الشمالي والغربي.
وكانت الولايات المتحدة قد وعدت تركيا بأن يغادر مقاتلو "قوات سوريا الديمقراطية" المدينة بعد تطهيرها من تنظيم الدولة، إلا أنها لم تلتزم بوعدها.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، تعهدت روسيا خلال اتفاق مع تركيا أثناء عملية "نبع السلام" بإخراج عناصر التنظيم من منبج، إلا أنّ عناصر التنظيم لم يغادروا المنطقة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية سوريا منبج سوريا دير الزور الجولاني الشرع منبج المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
هل انتهى التمرد في سوريا؟
أسبوع ساخن مرت به سوريا مؤخرا، كادت أحداثه أن تعصف بالقلوب خصوصا مع استدعاء ما جرى مع الثورة المصرية من ثورة مضادة وانقلاب دموي لا تزال مصر تعاني من آثاره، ولعلي لا أبالغ إن قلت إنها سوف تعاني لعقود بسبب التمرد الذي مهد للانقلاب في 2013.
ولأنني كواحد من بين ملايين عايشوا التمرد المصنوع على أيدي جهاز المخابرات في عام 2012 ثم الانقلاب العسكري الذي أجهز على ما تبقى من الثورة المصرية العظيمة يوم الثالث من تموز/ يوليو 2013، فقد وضعت يدي على قلبي ولا زلت خوفا وقلقا على التجربة السورية في ظل مخاطر عديدة وتحديات جسام؛ لعل أخطرها استعادة الأمن والقضاء على فلول النظام الدموي القاتل.
عبر برنامجي اليومي (التعليق السياسي) على قناتي على يوتيوب ومنذ هروب بشار الأسد ورفاقه، علقت محذرا من تكرار التجربة المصرية، فلا يصح أن نترك سوريا تواجه نفس المصير الذي لاقيناه من قبل، بعض الأشقاء في سوريا كتبوا إليّ معاتبين أن سوريا ليست مصر وأن الأوضاع مختلفة. ومرت الأيام وثبت أن الثورة المضادة لا دين لها ولا ملة، وأنها صُنعت لتواجه ثورات الشعوب الحرة، وهي عملية ديناميكية تحدث وستحدث في أي مكان قامت فيه ثورة في عالمنا العربي المنكوب.
التمرد الذي وقع وتمت السيطرة عليه ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج عملية تحريض مستمرة منذ سقوط المجرم بشار سواء من جهة فلول النظام أو من دولة إيران التي خسرت سوريا وأظنها خسرتها للأبد، أو من بعض متطرفي الحكم في العراق، ناهيك عن الدعم السياسي من دولة الكيان الصهيوني
فرضت الثورة السورية كلمتها في بداية الأمر وكنت أحذر، وكان البعض يقول ما لهذا الرجل يتحدث في أمر من المستحيل أن يحدث، وكيف يحدث وقد سيطرت الثورة وقدمت دول الجوار الدعم وعاد المهاجرون وكل شيء على ما يرام؟ لكن شيئا ما كان يؤرقني ولا يزال.
قلت مناشدا منذ الأسبوع الأول للثورة أن يضرب الثوار بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه بالخروج على النظام الجديد، وعلى الجميع احترام الثورة وأن تُحكم الثورة قبضتها على مقاليد الأمور في البلاد، وأن يشعر المتآمرون بالخطر قبل أن يفكروا في التحرك ضد الثورة، البعض راهن على أن شيئا من هذا لن يحدث، ولكن للأسف حدث ويمكن أن يحدث لأن الثورات لها أعداء ومتضررين كثر، والثورة السورية ليست استثناء.
حدث التمرد في محافظات الساحل التي يصفها البعض بأنها مناطق العلويين من أتباع النظام، ونجح المتمردون في إشعال النيران وكادوا أن يجروا الثورة إلى ما لا تحمد عقباه، كان كل شيء مرتبا وجاهزا؛ بداية من الاعتداء وقتل جنود الأمن والشرطة وبالتالي توسيع دائرة الاشتباك، ثم تصوير بعض الأحداث ونشرها لتتحرك الكتائب الإلكترونية بالأخبار الكاذبة مطعمة ببعض الأخبار الصحيحة؛ من سقوط مدنيين بطريقة أو بأخرى، وهو أمر مرفوض بالكلية، ثم عقب ذلك تتحرك دكاكين حقوق الإنسان في الخارج وهي تحمل أخبارا مفبركة عن مقتل امرأة ثبت أنها لم تمت وأعلنت ذلك بنفسها، ثم تتحرك القنوات العربية والعبرية ثم يتم تصعيد الأمور ليدلي وزير خارجية أمريكا بتصريح ومسئولون في الاتحاد الأوروبي بتصريح آخر، ثم تنطلق كتائب التمرد المصرية المدعومة عربيا في شن حملة تشويه الثورة السورية عربيا وعالميا باعتبار أنها ثورة مجموعة من القتلة والمجرمين والإرهابيين المسلحين.
التمرد الذي وقع وتمت السيطرة عليه ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج عملية تحريض مستمرة منذ سقوط المجرم بشار سواء من جهة فلول النظام أو من دولة إيران التي خسرت سوريا وأظنها خسرتها للأبد، أو من بعض متطرفي الحكم في العراق، ناهيك عن الدعم السياسي من دولة الكيان الصهيوني.
تحالف المتضررين من الثورة السورية والثورات العربية عموما يضم دولا عربية لها ثأر مع الشعوب الحرة التي تسعى للتعبير عن إرادتها واختيار من يحكمها عبر الصناديق، ويضم إيران الحالمة باستمرار الوضع الذي كانت عليه قبل الثورة السورية من السيطرة على العراق وسوريا ولبنان وتهديد دول الجوار، ودولة الكيان التي ترى في الثورة السورية تحديا جديدا لها في ظل التقارب السوري التركي، ودولة الإمارات التي ترى في الثورات وفي الاسلاميين عموما تحديا وجوديا، والنظام المصري الذي جاء على ظهر دبابة موّلتها دول الخليج ودعمتها دبلوماسيا وسياسيا دولة الكيان الصهيوني.
لست متشائما ولكنني واقعي للغاية، فطموحات إيران لا تزال قائمة، وأحلام الكيان الصهيوني لا تزال مستمرة، ورغبات دولة الإمارات والنظام في مصر هي رغبات محمومة ومسمومة ومشئومة، ويجب التعامل مع كل هذه الأمور باليقظة والحذر
وقعت الواقعة وحدث الاشتباك الدموي الذي راح ضحيته بعض الأبرياء، ما استوجب فتح تحقيق واسع من أجل الوقوف على الأسباب والنتائج بدقة ومحاسبة المخطئين. وهنا لا بد من توجيه التحية للرئيس أحمد الشرع على تحركاته الواعية والمنضبطة والقوية في آن معا، فقد أمر بالقضاء على التمرد والتحقيق في المخالفات واستمرار التواصل مع الفرقاء في "قسد"، ومحاولة احتواء غضب أو تمرد الدروز في الجنوب، وأرسل وزير خارجيته ليشارك في اجتماع دول الجوار السوري في الأردن ليضمن دعمهم للموقف الرسمي السوري، وتحدث إلى الشعب بخطاب مسئول ومتزن وقوي، وخطب في الناس يعد صلاة الفجر في أحد مساجد دمشق ليكون قريبا من الشعب متحاورا معه ومتضامنا مع أحزانه بسبب سقوط بعض الأبرياء.
الأخبار الجيدة ليست فقط في القضاء شبه المبرم على تمرد محافظات الساحل الغربي للبلاد، بل في توقيع اتفاق بين الدولة ومظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية المعروفة باسم "قسد"، اتفاق يسمح باندماج جنود "قسد" في الجيش السوري الجديد، وبذلك تكون الثورة السورية قد استعادت بالسلم حوالي 27 في المئة من مساحة سوريا، وهي مساحة غنية بالنفط والزراعة كانت تدعمها أمريكا بأموال طائلة وصل مجموعها إلى ما يزيد عن نصف مليار دولار. إن توقيع هذا الاتفاق بعد أحداث التمرد يعطي رسالة للجميع في الداخل والخارج أن الثورة تمضي في طريقها بقوة وثبات، وهي قادرة على مواجهة التمرد بالقوة إن تطلب الأمر، وقادرة أيضا على مد يد السلام والتعاون مع الشركاء الذين يريدون العودة إلى جادة الصواب. ومن بين الأخبار الجيدة أيضا أن اجتماعا عقد بين قيادة الدولة والدروز في جنوب سوريا. على الدولة العادلة أن تبسط "سيطرتها" وليس "بطشها" على جميع الأراضي السورية.
لست متشائما ولكنني واقعي للغاية، فطموحات إيران لا تزال قائمة، وأحلام الكيان الصهيوني لا تزال مستمرة، ورغبات دولة الإمارات والنظام في مصر هي رغبات محمومة ومسمومة ومشئومة، ويجب التعامل مع كل هذه الأمور باليقظة والحذر، فلا وقت للنوم حتى لا تتحول الثورة إلى كابوس لا قدر الله.