الدول الأوروبية تحاول تحديد نهجها حيال السلطة الجديدة في سوريا
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
تجد الحكومات الأوروبية نفسها في حالة ترقب، بعدما فوجئت بسقوط بشار الأسد في سوريا، حيال الموقف الذي ينبغي اعتماده من الفصائل المسلحة التي استولت على الحكم، مع مزيج من القلق و"التفاؤل الحذر".
ومنذ الأحد الماضي، أجمعت هذه الدول على الترحيب بسقوط الرئيس السوري، بعدما حكم البلاد بقبضة حديد على مدى 24 عاماً، من بينها 14 شهدت نزاعاً أهلياً حصد الكثير من الأرواح.
‼️????
وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي :
إن سوريا يجب ألا تكرر السيناريوهات المروعة التي شهدتها العراق وليبيا وأفغانستان، أو تنحدر إلى حرب أهلية جديدة، أو تتسبب في أزمة لاجئين
وقالت إن بروكسل ستحكم على تصرفات هيئة تحرير الشام، التي استولت على السلطة "ليس بالأقوال بل بالأفعال" pic.twitter.com/ytqadr0rnS
وفي محاولة لاعتماد نهج مشترك حيال السلطات الجديدة في سوريا، قررت دول مجموعة السبع عقد اجتماع عبر الإنترنت، الجمعة الماضي. وقال الباحث المشارك في معهد "رويال يونايتد سيرفيسيز" في لندن، أوربن كونينغهام إن "الحكومات الأوروبية حتى الآن لا تملك جواباً ولا يسعها إلا الانتظار لمتابعة ما سيحدث".
وأعلنت الفصائل المسلحة، تكليف محمد البشير تولي حكومة تسيير أعمال.
تواصل الحذروتؤكد هيئة تحرير الشام، أنها تخلت عن الخط "الجهادي"، إلا أن ثمة مخاوف من تكرار السيناريو الذي حصل في أفغانستان، حيث تفرض حركة طالبان تطبيقاً صارماً للشريعة الإسلامية.
وأشار كونينغهام إلى أن الفصائل المسلحة وقائدها أبو محمد الجولاني، "بذلوا قصارى جهدهم حتى الآن مع تحدثهم عن ضرورة قيام حكومة براغماتية وجامعة". ورأى أن "التفاؤل الحذر" هو الشعور الطاغي حالياً في صفوف الدول الأوروبية.
ولبدر موسى السيف الباحث في مركز شاتام هاوس للأبحاث الرأي نفسه، مشيراً إلى أنه بعد سقوط مدينة حلب، لم يتعرض أحد للمسيحيين فيها. وفي مقابلة مع صحيفة "كورييري دي لا سيرا" الإيطالية، أكد محمد البشير التزامه "ضمان" حقوق الأقليات في سوريا، التي تضم طوائف وإتنيات عدة من مسلمين سنة وشيعة ودروز وأكراد.
وفي المملكة المتحدة، لم تستبعد حكومة كير ستارمر، وهو محام سابق في مجال حقوق الإنسان، الحوار. وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية العمالية "كون هيئة تحرير الشام مجموعة إرهابية محظورة لا يمنع الحكومة من الانخراط في مباحثات معها في المستقبل".
وومن جهتهما، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس إنهما "مستعدان للتعاون مع القادة السوريين الجدد بشروط".
وأفاد مصدر دبلوماسي أوروبي، بأن بعض الدول باشرت إقامة قنوات اتصال غير مباشر مع هيئة تحرير الشام، التي تحولت من حركة جهاد عالمي إلى حركة إسلامية وطنية". لكنه أضاف "من السابق جداً لأوانه التخلي عن الحذر".
وبالنسبة إلى الأمم المتحدة، قال مبعوثها الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، الثلاثاء الماضي، إن "الاختبار الأهم يبقى في وضع المرحلة الانتقالية موضع التنفيذ".
ولكن يبقى أيضاً التحديات المتمثلة بالأمن والهجرة. فقد تستغل جماعات إرهابية مثل تنظيم داعش، من فوضى محتملة أو انقسامات بين الفصائل، في مرحلة ما بعد حكم الأسد في سوريا لاستعادة السيطرة على مناطق خسرتها.
وأشار أوربن كونينغهام إلى أن "وجود كميات كبيرة من الأسلحة في سوريا من بينها أسلحة كيميائية، يزيد من خطورة الوضع". يضاف إلى ذلك أيضاً المعتقلات التي تكتظ بالمعتقلين في منطقة سيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد، التي تضم عشرات آلاف المقاتلين من تنظيم داعش الإرهابي، مع نساء وأطفال من بينهم مواطنون أوروبيون.
ورأى الباحث أن "ثمة خطراً أن يحرر تنظيم داعش هؤلاء المعتقلين". ووضعت أجهزة الاستخبارات في المملكة المتحدة في حالة تأهب لمواجهة احتمال مماثل.
وشدد جوليان بارنز-دايسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، على أن "استقرار سوريا يصب في مصلحة الأوروبيين"، متحدثاً عن موجة هجرة جديدة محتملة في حال غرق سوريا في الفوضى.
وأما الولايات المتحدة، فيبدو أن المسؤولين فيها يتغاضون راهناً عن كون هيئة تحرير الشام مصنفة "منظمة إرهابية"، ويؤكدون أنهم يريدون أن يحكموا "على الأفعال"، مشددين على أن الهيئة "تستخدم في الوقت الراهن الكلام المناسب". ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يزور اليوم الأردن، وينتقل غداً الجمعة إلى تركيا لإجراء مباحثات حول سوريا، "إلى مرحلة انتقالية جامعة نحو حكومة مسؤولة وذات صفة تمثيلية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الرئيس السوري سوريا سقوط الأسد الحرب في سوريا هیئة تحریر الشام فی سوریا
إقرأ أيضاً:
إيطاليا تقترح تعليق العقوبات الأوروبية على سوريا
قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الجمعة، إنه طالب بتعليق العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا لمدة 6 أشهر أو عام، لكنه أوضح أن أي قرار نهائي في هذا الشأن لا يمكن أن يصدر إلا عبر التكتل بأكمله.
وفي حديثه للصحافيين في بيروت، بعد اجتماعه مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني في دمشق، قال تاياني إن عقوبات الاتحاد الأوروبي فُرضت في عهد بشار الأسد، الذي أطيح به من السلطة في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) في هجوم خاطف لفصائل مسلحة.
وقال "أعتقد أنه يمكننا أن نبدأ في تغيير الأمور.. الخطوة التالية هي اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وسنتحدث في هذا الشأن. إيطاليا تؤيد ذلك (تعليق العقوبات)".
ومن المقرر أن يُعقد هذا الاجتماع في بروكسل في 27 يناير (كانون الثاني).
وقال تاياني "الحل يجب أن يكون تعليق لعقوبات لمدة 6 أشهر أو عام. لقد طرحت هذه الفكرة للنقاش"، لكنه أضاف أن "رفع العقوبات ليس قراراً وطنياً، بل هو قرار التكتل الأوروبي".
وذكر تاياني أن الشرع والشيباني تعهدا بمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات، وهما قضيتان وصفهما بأنهما حاسمتان بالنسبة لإيطاليا.
وعند سؤاله عن الخطوات التي يود أن تتخذها الإدارة السورية الجديدة قبل اجتماع الاتحاد الأوروبي، قال تاياني إن "البداية إيجابية" وإن القادة الجدد في دمشق أدلوا "بخطابات جيدة للغاية... وليست عدوانية".
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تعوق تسليم المساعدات الإنسانية وتعافي البلاد قد تُرفع سريعاً.
وأصدرت الولايات المتحدة يوم الاثنين إعفاء من العقوبات على المعاملات مع المؤسسات الحاكمة في سوريا لمدة 6 أشهر، بعد نهاية حكم الأسد، في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.