وول ستريت: حماس وافقت على مطلبين رئيسييْن لإسرائيل بإطار صفقة التبادل
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن وسطاء عرب، اليوم الخميس، أن حركة حماس تخلّت عن اثنين من المطالب الرئيسية لإسرائيل فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار في غزة .
ووفق تقرير الصحيفة، فإن تنازل حماس يثير الآمال في التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى إطلاق سراح عدد من الرهائن خلال أيام رغم الانهيار المتكرر للمفاوضات السابقة.
وذكرت الصحيفة، "للمرة الأولى، ألمحت حماس إلى أنها ستوافق على صفقة تسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة بشكل مؤقت حتى عندما يتوقف القتال. وفي الوقت نفسه، سلمت حماس أيضاً قائمة الرهائن، بما في ذلك المواطنين الأميركيين، الذين ستطلق سراحهم كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي لم تفعله منذ وقف إطلاق النار الأول في الصراع في العام الماضي".
وتسعى الخطة الجديدة، التي اقترحتها القاهرة ودعمتها الولايات المتحدة، إلى الاستفادة من الزخم الناتج عن وقف إطلاق النار اللبناني الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني، والذي صمد على الرغم من تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحزب الله بارتكاب انتهاكات.
اقرأ أيضا/ صحيفة: إسرائيل أبلغت مصر رفضها عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غـزة
وكجزء من الاقتراح الأخير، تدرس إسرائيل وحماس فترة وقف إطلاق نار مدتها 60 يومًا، سيتم خلالها إطلاق سراح ما يصل إلى 30 أسيرًا في غزة، بما في ذلك مواطنون أمريكيون، وفقًا للوسطاء. وأضافوا أنه في المقابل ستطلق إسرائيل سراح السجناء الفلسطينيين وتسمح بتدفق المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
واكتسبت المفاوضات زخما هذا الأسبوع، عندما زار وفد إسرائيلي القاهرة يوم الثلاثاء، بعد أيام فقط من زيارة مسؤولين كبار من حماس إلى العاصمة المصرية. وذكر الوسطاء أيضًا أنه من المتوقع أن يسافر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، إلى إسرائيل ومصر وقطر هذا الأسبوع للترويج للصفقة.
اقرأ أيضا/ تفاصيل اقتراح "مُحدَّث" قدَمته إسرائيل لحمـاس للتوصل إلى صفقة
وبحسب الوسطاء، تقبل حماس حقيقة بقاء القوات الإسرائيلية بشكل مؤقت في محور فيلادلفيا، على طول حدود غزة مع مصر، وممر نيتساريم الذي يقسم القطاع. كما وافقت الحركة على عدم العمل أو التواجد على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين مصر وغزة. وفق الصحيفة
بالإضافة إلى ذلك، قدمت حماس لأول مرة إلى الوسطاء في القاهرة قائمة بأسماء الأسرى الذين يضمون مواطنين أمريكيين ونساء ومسنين وأسرى يعانون من مشاكل طبية، حسبما قال وسطاء عرب. كما أعدت الحركة قائمة بأسماء المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، والذين طالبت بالإفراج عنهم في إطار الصفقة.
وقال الوسطاء إنه قد يتم إطلاق سراح الأسرى بعد وقت قصير من توقيع الاتفاق، وسيتم منح وقت إضافي لحماس لتحديد أسماء المحتجزين المتبقين وأماكن وجودهم وصحتهم. وفق الصحيفة
المصدر : i24NEWSالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
محللان: حماس رمت بـكرة من نار على إسرائيل
رأى محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رمت بـ"كرة من نار" على إسرائيل وفاقمت من معضلتها الداخلية، من خلال ردها على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.
وأعلنت حركة حماس أنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد إن حماس حاولت تفكيك المعضلة التي تواجهها المفاوضات وتجاوز السردية الإسرائيلية، عبر الموافقة على العرض الأساسي لآدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص لشؤون الأسرى، والذي قدمه الوسطاء ليلة أمس.
وأوضح أن "موافقة حماس هي موافقة على نوايا وليست موافقة إجرائية، أي أنها توافق إذا تم ربط المسألة بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة".
كما أن رد حماس على عرض الوسطاء سيغري الأميركيين -يواصل زياد- ويثبت للجميع أن حماس معنية بالتفاوض وغير متعنتة وتريد مفاوضات المرحلة الثانية دون أن تقدم شيئا، بالإضافة إلى أن موفقة حماس على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية سيدفع عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي للقول إن من يمتلك جنسية مزدوجة له امتياز تفاوضي وله دولة تفاوض عنه.
إعلانوبينما أعرب عن اعتقاده بأن "موقف حماس سيضع إسرائيل في مواجهة مع الأميركيين"، لم يستبعد زياد أن يؤدي هذا الموقف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات المرحلة الثانية ولإعادة انتظام دخول المساعدات إلى غزة، ولمستوى المفاوضات المباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية.
مناورة نتنياهو
وفي توقعه لطبيعة الرد الإسرائيلي على رد حماس على مقترح الوسطاء، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل ستتعامل مع الموقف بحذر شديد، موضحا أنها ذهبت إلى المفاوضات وهي تطرح مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ويتحدث عن هدنة محدودة الأمد مع إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
ورأى أن قبول حماس بمقترح الوسطاء يضع إسرائيل في مأزق، الأول يتعلق بالمقابل، وهل وعد الوسطاء حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية؟ وهو ما يشكل معضلة لإسرائيل، لأنها ترفض الدخول في مباحثات هذه المرحلة وتسعى إلى تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد إطار جديد يتم فيه تمديد وقف إطلاق النار مقابل استعادة المزيد من الأسرى.
وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من أجل أن يوافق على صفقة شاملة وليس صفقة محدودة، بالإضافة إلى ضغوط سيواجهها في حال إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية المزدوجة، لكن نتنياهو سيستغل هذا الموضوع للمناورة، وسيحاول كسب الوقت، كما قال الدكتور مصطفى.
وفي سياق الموقف الإسرائيلي، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن "مقترح حماس بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأميركية يهدف لتخريب المفاوضات".
وبرأي الباحث والمحلل السياسي زياد، فقد "رمت حماس بكرة من نار إلى الجانب الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن المعضلة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي ستتفاقم، خاصة أن "التقارب الأميركي مع حماس ربما يفكك أي دعم أميركي لإسرائيل ويبعد شبح عودة الحرب إلى غزة"، ولأن "مفتاح تطور المفاوضات هو بيد الأميركيين".
إعلانوكان آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى التقى في وقت سابق مسؤولين كبارا من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.
يذكر أنه في مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.