شهدت دور السينما انخفاضا ملحوظا في أعداد روادها الذين يزورونها بشكل عفوي، وهم الأشخاص الذين يتخذون قرار مشاهدة فيلم فجأة دون تخطيط مسبق.

هذه الظاهرة برزت بشكل خاص منذ تفشي جائحة كورونا، وعلى الرغم من استمرار إنتاج الأفلام فإن السبب الرئيسي وراء هذا التراجع يعود إلى قصر مدة عرض الأفلام في دور السينما، مما يمنع الجمهور من التعرف عليها بشكل كافٍ ويؤدي بالتالي إلى انخفاض الإيرادات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"هير".. التواصل مع الذكاء الاصطناعي حلم يتحقق بعد 10 سنوات من الخيالlist 2 of 2عروض عالمية وقصص إنسانية في مهرجان البحر الأحمر السينمائيend of list

ويؤكد باتريك كوكوران الشريك المؤسس لشركة "فيثيان" لاستشارات دور العرض أن المشاهدين العفويين يشكلون شريحة مهمة من رواد السينما، وهم عنصر أساسي في تحقيق الإيرادات.

ويشير كوكوران إلى أن المشاهدين الملتزمين -الذين يذهبون بانتظام لمشاهدة جميع أنواع الأفلام- يساهمون بنسبة 12 إلى 15% من إجمالي أرباح شباك التذاكر، وبالتالي فإن الفئة العفوية تمثل فرصة غير مستغلة.

تأثير الجائحة وتغير عادات المشاهدة

ويوضح كوكوران أن شباك التذاكر لم يتعافَ بعد من آثار الجائحة، فقبل كورونا كانت الإيرادات الداخلية تتجاوز 10 مليارات دولار سنويا، في حين يتوقع أن تبلغ هذا العام نحو 8.5 مليارات فقط.

ويوافقه الرأي بروس ناش مؤسس موقع "نامبرز" المتخصص في البيانات السينمائية، مشيرا إلى أن هناك فجوة تقدر بمليار دولار يمكن تعويضها إذا تم تقديم الأفلام المناسبة.

إعلان

ويضيف ناش أن تنويع فئات الأفلام يعد عنصرا حيويا لجذب شريحة أوسع من المشاهدين، مشيرا إلى نقص الأفلام الدرامية والكوميدية الرومانسية التي كانت ذات يوم من ركائز شاشات السينما.

إتاحة مشاهدة الأفلام في المنازل غيّرت عادات المشاهدين (غيتي إيميجز) قصر مدة عرض الأفلام

قبل الجائحة كان متوسط فترة عرض الفيلم في السينما يصل إلى 80 يوما، لكن هذا الرقم انخفض إلى 30 يوما بعد الجائحة، ويعود ذلك إلى إستراتيجية أستوديوهات الإنتاج التي تسعى لتعظيم أرباحها من خلال تسريع الانتقال إلى تطبيقات البث المباشر.

ويقول ناش "إتاحة مشاهدة الأفلام في المنازل غيّرت عادات المشاهدين، مما جعل إقناعهم بالعودة إلى السينما أمرا أكثر تعقيدا".

ولتجاوز هذه التحديات تبنت بعض سلاسل السينما مثل "ألامو درافتهاوس" أفكارا مبتكرة لتحويل تجربة مشاهدة الأفلام إلى حدث ترفيهي مميز، فعلى سبيل المثال تنظم السلسلة فعاليات تشمل تقديم الأطعمة والمشروبات المتناغمة مع موضوع الفيلم.

وبالنسبة لجيمس يانغ المهندس من كارولينا الشمالية -الذي كان يفضل الذهاب العفوي إلى السينما- فإن عاداته تغيرت بشكل كبير، ولم يعد يتردد على دور العرض إلا بشكل مخطط.

وكان آخر فيلم شاهده يانغ في عرض صباحي بصحبة زوجته، أما فيلمه القادم "الشرير" فخطط لمشاهدته مع ابنته ذات السبعة أعوام، مع بعض القلق بشأن قدرتها على متابعة العرض الذي يمتد لساعتين و40 دقيقة.

التحديات التي تواجه دور السينما تتطلب إستراتيجيات مبتكرة، سواء من خلال إطالة مدة عرض الأفلام أو تنويع فئاتها أو تقديم تجارب سينمائية مميزة تشجع الجمهور على العودة، في وقت تتزايد فيه الخيارات المنزلية لمشاهدة الأفلام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سينما مشاهدة الأفلام

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: الدولة فقدت 7 مليار دولار خلال 11 شهرا بسبب قناة السويس

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه الدولة فقدت 7 مليار دولار خلال 11 شهر بسبب قناة السويس، مضيفا أن هذا الأمر بسبب الحرب التي تتم في المنطقة.

وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمه له أثناء تفقده الأكاديمية العسكرية، أن صندوق النقد الدولي أشاد بمسار الإصلاح الاقتصادي في مصر رغم ما فقد من مليارات الدولار من قناة السويس، وهذه أموال سائلة، مشيرا إلى أنه أصبح لدينا شركات مصرية كثيرة تعمل في مجالات متعددة.

وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسي: ننتج نصف احتياجات المواطنين في مصر من القمح ونستورد النصف.

مقالات مشابهة

  • "تيك توك" تحذر من عواقب أوسع لحظر التطبيق بأميركا
  • ملتقى مستقبل المهرجانات السينمائية: التكنولوجيا الرقمية تعيد تشكيل صناعة الأفلام الأفريقية
  • كريستوفر نولان.. ساحر هوليود الذي يغير وجه السينما
  • الرئيس السيسي: الدولة فقدت 7 مليار دولار خلال 11 شهرا بسبب قناة السويس
  • ننشر مخططات المالية لرفع كفاءة منظومة الإيرادات المصرية
  • خالد النبوي من مهرجان الأقصر: أحمد زكي قالي توزيع الأفلام في السينما غير عادل
  • هل العالم مستعد لمواجهة الجائحة المقبلة؟
  • تراجع معظم أسواق الخليج وسط قلق بشأن الفائدة بأميركا
  • فيلم الدشاش لـ محمد سعد يكتسح إيرادات دور العرض السينمائية
  • الصحة النفسية بعد الجائحة: كيف نعالج آثار العزلة والإجهاد المستمر؟