تقرير يكشف عن التداعيات الجسيمة على اقتصاد روسيا وعملتها بسبب الحرب
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
شفق نيوز/ كشفت تقارير صحفية غربية، يوم الخميس، عن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الروسي جراء الحرب الأوكرانية التي مضى عليها أكثر من عام.
ووفقاً لموقع "الحرة"، فإن رفع البنك المركزي الروسي، لسعر الفائدة، هذا الأسبوع، يؤشر على تراجع الاقتصاد في هذه الدولة التي أنهكتها الحرب التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين، ضد أوكرانيا منذ أكثر من عام.
ولتلافي آثار العقوبات الغربية، أغرقت موسكو السوق الداخلية بالنقد للحفاظ على إمداد قواتها في أوكرانيا وعزل شركاتها ومواطنيها عن الحرب.
ويطمح الكرملين، بفضل هذا "السخاء" وفق وصف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، لزيادة الطلب في الاقتصاد، ما يساعد بعد ذلك، على التعافي من الركود الذي تسببت فيه العقوبات العام الماضي.
لكن هذا المسعى مقيد بشكل متزايد بعزلة روسيا عن الأسواق الدولية، ونقص واسع للعمالة داخليا، يؤكد التقرير.
بوادر الأزمة
ظهر هذا الخلل جليا هذا الأسبوع حيث انخفضت قيمة الروبل الروسي إلى أدنى مستوى لها منذ الأيام الأولى للحرب.
وألقى مسؤول كبير في الكرملين باللوم في انخفاض العملة على ما وصفه بـ"السياسة النقدية المتساهلة".
وفي مواجهة هذا الموقف، رفع البنك المركزي الروسي أسعار الفائدة 3.5 نقطة مئوية في اجتماع طارئ، ورد ذلك إلى الحاجة إلى استقرار العملة وخفض التضخم، الذي قال إنه نما بمعدل سنوي يبلغ 7.6% خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
يذكر أن الروبل شهد انتعاشاً نسبياً خلال فترات سابقة، حيث كان الدولار الواحد يساوي ما يقرب من 94 روبل لكنه الآن تجاوز 102 روبل.
ويرى اقتصاديون أن التقلبات التي حدثت هذا الأسبوع، لا تمثل إلا بداية لأزمة مالية وشيكة، وهي، إضافة لذلك، أحد أعراض تراجع الآفاق الاقتصادية بالنسبة لروسيا.
وفي محاولة أخرى لدعم العملة، أبرمت الحكومة الروسية اتفاقات غير رسمية مع مُصدّرين محليين لتحويل أرباحهم إلى روبل، وفقا لصحيفة الأعمال الروسية فيدوموستي.
وطبق البنك المركزي نسخة أكثر صرامة من هذه السياسة بعد وقت قصير من بدء الحرب على أوكرانيا (فبراير 2022)، للمساعدة في دعم الروبل المنهك.
وروسيا هي واحدة من الدول القليلة التي يمكن لها أن تستمر في مواجهة مثل هذه الصعوبات لفترة أطول، وفق إريك مايرسون، كبير استراتيجيي الأسواق الناشئة في بنك SEB السويدي.
التضخم.. الهاجس
لكن إمكانية نمو الاقتصاد الروسي دون التسبب في التضخم، أصبحت الآن أقل بكثير مما كانت عليه قبل العقوبات الغربية. إذ يشكل تراجع "معدل النمو المحتمل" معضلة لبوتين الذي يحتاج إلى تعزيز الإنتاج العسكري وطمأنة المواطنين قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمقررة في آذار/ مارس 2024.
وقفز الإنفاق الحكومي بنسبة 13.5% في الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو أعلى معدل منذ عام 1996.
يذكر أن صندوق النقد الدولي، قدر أن معدل النمو في روسيا كان نحو 3.5% قبل 2014، العام الذي استولت فيه على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
والآن، يقدر محللون من "رايفايسن بنك روسيا" أن النمو المحتمل طويل الأجل للاقتصاد الروسي سيقف عند 0.9%.
وفي السنوات التي سبقت الأزمة المالية لعام 2008، بلغ متوسط نمو الاقتصاد الروسي أكثر من 7% سنوياً.
وقالت جانيس كلوج، الخبيرة في الاقتصاد الروسي في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية: "يُظهر انخفاض قيمة الروبل أن الدفع نحو ازدهار الإنفاق العام ليس حلا دائما" ثم تابعت "ما يمكن للاقتصاد إنتاجه، هو الوحيد الذي يؤثر في سرعة النمو وليس قرارات الحكومة".
وبلغت قدرة روسيا على زيادة الإنتاج في مصانعها إلى حدها الأقصى، خصوصا في القطاعات التي تزود الجيش، إذ تعمل تلك المصانع بوتيرة سريعة للغاية.
انخفاض مزمن للإنتاج
انتعشت الصناعات المرتبطة بالإنتاج العسكري، مثل الآليات المعدنية والمنتجات البصرية والملابس الخاصة، في النصف الأول من العام، بشكل ملفت.
لكن، في غضون ذلك، تراجعت القطاعات الصناعية غير العسكرية، بسبب نقص الوصول إلى القطع التي كانت تأتي من الدول الغربية، إضافة إلى "عدم الكفاءة وتاريخ من الاستثمار الضعيف في صيانة الآلات والمعدات" وفق التقرير.
وانخفض الإنتاج بنسبة تزيد عن 10% على أساس سنوي، ونتيجة لذلك، أصبح الاقتصاد الروسي مركزا بشكل متزايد على موارده الطبيعية، حيث تملأ أرباح الطاقة والمعادن خزائن الحكومة.
وحاولت روسيا أن تصبح أكثر اكتفاء ذاتيا منذ أن غزت أوكرانيا في 2022، حيث انقطعت عنها شبكات الإمداد الغربية، لكن جهودها تسير ببطء وحققت نجاحا متباينا حتى الآن.
وتعتمد نحو 65% من المؤسسات الصناعية في روسيا على المعدات المستوردة، وفقا لاستطلاع نشرته المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو في حزيران/ يونيو الماضي.
اعتماد متزايد على الواردات
قال إيكا كورهونين، رئيس معهد بنك فنلندا للاقتصادات الناشئة، "إن بناء قدرات مهمة في القطاعات الجديدة يستغرق وقتا".
ثم أضاف "أنت بحاجة إلى آلات، تحتاج إلى فنيّين مؤهلين، كل هذا يتطلب موارد، ويستغرق وقتا".
لذلك، تحولت روسيا إلى الخارج، حيث ارتفعت وارداتها من السلع بنسبة 18% هذا العام (حتى تموز/ يوليو الماضي)، وفقا لبيانات من وزارة المالية.
ولاعتماد روسيا المتزايد على الواردات تداعيات كبيرة على استقرارها الاقتصادي، الذي اعتمد حتى الآن على عوائد الصادرات التي تفوق ما ينفق على الواردات، لكن هذا الفائض، انخفض بنسبة 85% هذا العام، ما يعني تدفقا أقل للأموال نحو الاقتصاد وانخفاضا للطلب على الروبل.
وضعف الروبل في حد ذاته، يجعل الواردات أكثر تكلفة، ما يؤدي إلى زيادة التضخم، وفق ذات التقرير.
وكانت روسيا أقل نجاحا في العثور على موردين جدد للمنتجات ذات التقنية المتوسطة والعالية مثل قطع غيار الطائرات التي تضررت من العقوبات الغربية.
وانخفضت هذه الواردات بمقدار 7 مليارات دولار في الربع الأخير من عام 2022 مقارنة بالعام السابق، وفقا لتحليل نشره مركز أبحاث السياسة الاقتصادية.
نقص العمالة
من المتوقع أن تؤدي العزلة التكنولوجية المتزايدة لروسيا إلى تقليص آفاق نموها على المدى الطويل، والتي كانت قاتمة حتى قبل الحرب.
يضاف إلى ذلك، أن القوى العاملة في البلاد تتقلص، منذ أكثر من عقد، مع تقدم سكانها في السن، رغم أن الإنتاجية كانت ضعيفة أصلا بسبب نقص الاستثمار ومناخ الأعمال المليء بالفساد والبيروقراطية.
وكل هذه الاتجاهات ساءت خلال العام الماضي، حيث تواجه روسيا أسوأ نقص في العمالة منذ التسعينيات حيث تم حشد مئات الآلاف لجبهات القتال في أوكرانيا أو فروا من البلاد.
في الصدد، قال ليام بيتش، كبير اقتصاديي الأسواق الناشئة في كابيتال إيكونوميكس: "لم يتبق أي عرض تقريبا في الاقتصاد الروسي، والنتيجة الحتمية لذلك ستكون التضخم مجددا".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: محمد شياع السوداني السوداني العراق نيجيرفان بارزاني بغداد ديالى الحشد الشعبي تنظيم داعش النجف السليمانية اقليم كوردستان اربيل دهوك إقليم كوردستان بغداد اربيل العراق اسعار النفط الدولار سوريا تركيا العراق روسيا امريكا مونديال قطر كاس العالم الاتحاد العراقي لكرة القدم كريستيانو رونالدو المنتخب السعودي ديالى ديالى العراق حادث سير صلاح الدين بغداد تشرين الاول العدد الجديد حرب اوكرانيا الاقتصاد الروسي الاقتصاد الروسی أکثر من
إقرأ أيضاً:
الرئيس الروسي بوتين: أكثر من ألف شخص يتطوعون للخدمة العسكرية يوميا.. "سيطرنا على 189 بلدة أوكرانية"
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع لمجلس وزارة الدفاع الروسية يوم الاثنين أن أكثر من ألف شخص يتطوعون للخدمة العسكرية يومياً. يأتي ذلك بينما تستمر الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في شباط/ فبراير 2022، ويتواصل تدخل بعض الدول فيها وتحديدا الغربية التي تقف إلى جانب كييف.
اعلانقال بوتين "سأعطيكم رقما.. ففي هذا العام، فإن معدل الذي يلتحقون يوميا بالخدمة العسكرية يتجاوز ألف شخص، وذلك بموجب عقد رسمي". مضيفا أن: "الناس يذهبون طواعية إلى الجبهة".
وقال: "لقد تحدثت اليوم بالفعل عن الدعم الهائل الذي يحظى به الجيش والبحرية من المجتمع الروسي. فالناس يدركون ما الذي نقاتل من أجله، وما الذي نحميه، ويساعدون الجنود في الخطوط الأمامية، وينضمون إلى صفوفهم بشكل طوعي ومن تلقاء أنفسهم. وهو أمر بالغ الأهمية، ويعكس حالة مجتمعنا".
Relatedبوتين: إنتاجنا من الصواريخ يفوق إنتاج الناتو بـ10 مرات وسيزيد أكثربعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن "فهمت" رسالة بوتينأوّلها أوروبا.. بوتين يوقع على مرسوم يمنع الدول الداعمة للتحول الجنسي من تبني الأطفال الروسوأكد بوتين، في خطاب ألقاه أمام كبار المسؤولين في الوزارة، أن روسيا سيطرت على 189 بلدة أوكرانية في العام 2024 وهي تتحكّم في مجريات الأمور، على "طول خط المواجهة" في أوكرانيا".
الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يتحدث مع رئيس الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف في اجتماع موسع لمجلس وزارة الدفاع في موسكو بروسيا 16 كانون الأول ديسمبر 2024Grigory Sysoyev/Sputnik/APوأضاف أنه يريد الإشارة إلى "أن العام الماضي كان محوريا فيما يتعلق بتحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة" أي الحرب الروسية الأوكرانية.
وكان الجيش الروسي قد قال يوم الاثنين: إنه سيطر على قرية في منطقة دونيتسك شرقيّ أوكرانيا حيث تتقدّم قواته في الأشهر الأخيرة. ومع استمرار الحرب لشهرها الرابع والثلاثين، تواصل روسيا تقدما بطيئا لكنه مطّرد من جهة الشرق الأوكراني، ويحتدم القتال في منطقة دونيتسك.
وتعتمد أوكرانيا على الطائرات المسيرة بعيدة المدى لضرب أهداف روسية استراتيجية وعسكرية، تعتبر بعيدة عن خطوط المواجهة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أوكرانيا: مقتل وإصابة 30 جنديًا من قوات كوريا الشمالية الداعمة لروسيا في معارك كورسك زيلينسكي: روسيا تستعين بمزيد من الجنود الكوريين الشماليين في كورسك لمواجهة القوات الأوكرانية روسيا تقصف أوكرانيا بصواريخ فرط صوتية.. وبايدن يرسل تعزيزات عسكرية جديدة متطوعونأسلحةفلاديمير بوتينروسياالحرب في أوكرانيا جندي- جنوداعلاناخترنا لك يعرض الآن Next بعد أيام من رحيل الأسد.. الاتحاد الأوروبي يبحث تطبيع العلاقات مع هيئة تحرير الشام وإسقاط العقوبات يعرض الآن Next أوكرانيا: مقتل وإصابة 30 جنديًا من قوات كوريا الشمالية الداعمة لروسيا في معارك كورسك يعرض الآن Next مقتل الفلسطيني خالد نبهان.. الجد الذي أبكى العالم أثناء وداع حفيدته "روح الروح" يعرض الآن Next لليوم الثالث: نتنياهو يمثل أمام المحكمة في قضية الفساد يعرض الآن Next هجرة الأطباء السوريين وعودتهم إلى وطنهم بعد انهيار الأسد: أزمة تهدد المستشفيات الألمانية اعلانالاكثر قراءة بشار الأسد: لم أغادر الوطن وبقيت في دمشق حتى 8 ديسمبر الكرملين: لا قرارات نهائية بشأن مستقبل القواعد الروسية في سوريا حتى الآن زلزال بقوة 4.9 درجة يهز الجزائر لصوص بالعشرات بينهم رجال ونساء وأطفال.. جرائم نهب وحرق للبيوت داخل مجمع سكني قرب دمشق مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدهيئة تحرير الشام ضحاياإسرائيلدمشققطاع غزةعيد الميلادداعشسرقةألمانياروسياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024