زنقة 20 ا الرباط

يعقد اليوم الخميس المجلس الجماعي لمدينة الرباط دورة استثنائية لمناقشة نقطة فريدة في جدول الأعمال تتعلق ب “مشروع تصميم تهيئة الرباط” الذي أثار الكثير من الجدل منذ طرحه للتعديل في الشهور الأخيرة.

ويستعد المجلس الجماعي للرباط اليوم المصادقة على تعيدلات مشروع تصميم التهيئة وسط مخاوف المئات من السكان الذين عبروا عن خوفهم من هدم مساكنهم وترحيلهم خارج العاصمة، بسبب مستجدات تصميم التهئية وتكرار سيناريو ترحيل ساكنة المحج الملكي بالدارالبيضاء.

وحمل المشروع في صيغته الجديدة خطة لتحويل بعض المناطق إلى عمارات شاهقة كما تضمن هذا المشروع هدم العديد من المنازل وتحويلها إلى مناطق سكنية وتجارية حديثة مع توفير مساحات خضراء ومرافق جديدة ضمن تصميم التهيئة الجديد، من قبيل إحداث بعض المساجد وأسواق للقرب، وإحداث مواقف السيارات، وإحداث ساحة لرؤية اتجاه البحر، ومركز صحي.

ويتضمن مشروع التصميم شروطا معمارية في الأحياء والمباني الجديدة، خاصة المطلة على الشوارع الرئيسية، إذ أكد على ضرورة أن تخضع المباني لمعايير وشروط معمارية خاصة، من قبيل حجم الشرفات والنوافذ والصباغة والمواد المستعملة في البناء والواجهات الرئيسية.

ونص المشروع، بالإضافة إلى إحداث مساحات عمومية جديدة، على إمكانية تعديل شبكة الطرق ومخطط التنقل بما يتناسب مع الإطار العام للعاصمة، وتوسيع شارع علال الفاسي الرئيسي، وتحديد المشهد الحضري لمدينة العرفان، واعتماد مبدأ الحي الأخضر، بالإضافة إلى تغييرات في عدة أحياء استراتيجية، وهي يعقوب المنصور وأكدال الرياض وحسان واليوسفية والسويسي. إلى جانب مشاريع توسعة خطوط الترامواي وإنشاء شبكات طرقية جديدة وتطوير وسائل النقل لتكون أكثر حداثة.

ومن المستجدات التي تضمنها المشروع أيضا، تحويل عدد من الشوارع على رأسها شارع السلام بيعقوب المنصور، بالإضافة إلى إحداث أزقة واسعة ذات عرض ما بين 15 و 20 مترا R4 : شارع المحيط الهادي ( حي المنزه، وحي المسيرة) وإحداث عمارات ذات مساحات واسعة عدد طوابقها خمسة (5) تتوسطها مساحات خضراء وأزقة واسعة ذات عرض ما بين 15 و 20 مترا، مع اعتماد بنايات الطابق الوحيد R1 على طول الطريق الساحلية، وعمارات ذات مساحات واسعة عدد طوابقها ستة (6) تتوسطها مساحات خضراء وكذا ممرات في مقاطعة يعقوب المنصور، زيادة على أزقة بعرض 15 و 20 مترا. و منطقة التجهيزات الكبرى ZGE ( محطة القامرة ومناطق بشارع الفضيلة)، كما اقترح المشروع إضافة طابق واحد بتجزئة الشبانات وحي الكورة من (1) إلى (2) وتوسعة شارع سيدي محمد بن عبد الله وتوسعة شوارع الحرية والكفاح والمجد..

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

الإخوان المسلمون في مواجهة الحملة الصهيونية.. أبعاد المؤامرة وواجبات المرحلة

منذ نشأتها في عام 1928، لم تكن جماعة الإخوان المسلمين حركة دعوية تقليدية فقط، بل حملت مشروعا نهضويا شاملا، جمع بين الفكر الإسلامي الأصيل، والبعد الاجتماعي، والسياسي، والمقاوم. هذه الخصوصية جعلت الجماعة هدفا دائما للقوى العالمية المناهضة لأي مشروع تحرري في العالم الإسلامي. وفي مقدمة هذه القوى: الصهيونية المسيحية التي ترى في الإخوان تهديدا مباشرا لمشروعها في المنطقة، خصوصا لارتباط الجماعة التاريخي بالمقاومة، ورفض التطبيع، واحتضانها للقضية الفلسطينية، وروحها الشعبية العابرة للحدود.

طبيعة الحملة الصهيونية ضد الإخوان

لم تعد الحملة الموجهة ضد جماعة الإخوان المسلمين مقتصرة على التحريض المحلي أو الإقليمي، بل تحولت إلى حملة عالمية منظمة، متعددة الأدوات، تقوم بها أجهزة استخبارات، ومراكز أبحاث، ووسائل إعلام دولية، وحتى مؤسسات تشريعية غربية، وذلك عبر محاور متعددة:

لم تعد الحملة الموجهة ضد جماعة الإخوان المسلمين مقتصرة على التحريض المحلي أو الإقليمي، بل تحولت إلى حملة عالمية منظمة، متعددة الأدوات، تقوم بها أجهزة استخبارات، ومراكز أبحاث، ووسائل إعلام دولية، وحتى مؤسسات تشريعية غربية،
- الشيطنة الإعلامية: تشويه صورة الجماعة واتهامها بالإرهاب، بالرغم من التزامها بالنهج السلمي والمشاركة السياسية في الدول التي سمحت بها، مستغلين بعض النزاعات في المنطقة لتقديم الجماعة كغطاء للتطرف.

- الحصار السياسي والقانوني: ممارسة الضغوط على الحكومات الغربية لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، كما حصل في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في بعض الفترات، وسَنّ قوانين تقيّد أنشطتهم في أوروبا، ومراقبة الجمعيات المرتبطة بالفكر الإسلامي الوسطي.

- دعم الانقلابات والأنظمة القمعية: دعم مباشر أو غير مباشر للانقلابات التي تستهدف الإخوان، كما حدث في مصر عام 2013، وتمويل أنظمة استبدادية تعتبر الجماعة تهديدا لبقائها.

- تفكيك الجماعة من الداخل: محاولات الوقيعة والتشكيك في القيادات، والعمل على خلق انشقاقات داخلية، ودفع الشباب إلى الانحراف عن المنهج الوسطي إما إلى التطرف أو الاحباط.

لماذا تُستهدف الجماعة؟

السبب الحقيقي وراء هذا الاستهداف العالمي لا يكمن في الأخطاء أو المواقف السياسية المرحلية، بل في الأسس التي قامت عليها الجماعة:

- مشروع مقاومة حقيقي: ارتبط اسم الإخوان بالمقاومة، لا سيما في فلسطين (حماس مثالا)، ورفض الاحتلال والغزو الثقافي والسياسي.

- شبكة عالمية ممتدة: للجماعة حضور وتأثير في مختلف الدول الإسلامية، بل وفي الجاليات المسلمة في الغرب، ما جعلها قوة شعبية لا يمكن احتواؤها بسهولة.

- البديل الأخلاقي والسياسي: تمثل الجماعة في نظر الشعوب بديلا عن الأنظمة الفاسدة والتابعة، وهو ما يهدد مصالح القوى العالمية.

ما الذي يجب على الإخوان فعله لمواجهة هذه الحملة؟

أولا، تعزيز البناء الداخلي ووحدة الصف:

1- تجاوز الخلافات الداخلية والانقسامات التنظيمية.

2- بناء مؤسسات قوية قادرة على التواصل مع قواعدها وشبابها.

3- تدريب الكوادر على التفكير النقدي والالتزام المنهجي.

ثانيا: خطاب إعلامي جديد ومنفتح:

1- التحول من خطاب دفاعي إلى خطاب مبادر يوضح رسالة الجماعة وأهدافها.

2- استخدام وسائل الإعلام الجديدة بفعالية للتواصل مع الجماهير، خصوصا الشباب.

3- الانخراط في حملات إعلامية لفضح جرائم الاحتلال والأنظمة القمعية.

ثالثا: الانفتاح السياسي والمدني:

1- بناء تحالفات مع القوى السياسية والمدنية في الدول المختلفة على أرضية مشتركة (الديمقراطية، العدالة، مقاومة الاستبداد).

2- تجاوز فكرة العمل الحزبي الضيق والانخراط في هموم الشعوب.
المعركة مع المشروع الصهيوني ليست وليدة اللحظة، وإنما هي معركة وجود بين مشروع تحرري إسلامي شعبي، ومشروع استعماري قهري يعمل على تفتيت الأمة وتهميشها. الإخوان المسلمون بما يمثلونه من امتداد شعبي وروحي وتاريخي هم أحد الأهداف الأساسية لهذا المشروع
رابعا: التواجد الفعّال في الغرب:

1- تطوير الخطاب الدعوي والفكري ليتناسب مع بيئة الجاليات المسلمة في الغرب.

2- تأسيس مراكز أبحاث ومؤسسات قانونية تدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين.

3- المساهمة في النقاشات العامة حول الإسلام والاندماج والهوية.

خامسا: دعم المقاومة والتأكيد على عدالة القضية الفلسطينية:

1- الاستمرار في دعم خيار المقاومة الشعبية ضد الاحتلال.

2- فضح جرائم الكيان الصهيوني أمام الرأي العام العالمي.

3- التنسيق مع حركات التضامن العالمية لبناء جبهة أخلاقية وإنسانية.

سادسا: التوثيق والتأريخ:

1- توثيق جرائم الاستهداف التي طالت الجماعة، من اغتيالات، واعتقالات، وتشريد.

2- كتابة الرواية الذاتية التاريخية التي توضح دور الإخوان في مقاومة الاستعمار والاستبداد.

خاتمة:

المعركة مع المشروع الصهيوني ليست وليدة اللحظة، وإنما هي معركة وجود بين مشروع تحرري إسلامي شعبي، ومشروع استعماري قهري يعمل على تفتيت الأمة وتهميشها. الإخوان المسلمون بما يمثلونه من امتداد شعبي وروحي وتاريخي هم أحد الأهداف الأساسية لهذا المشروع، لكنهم كذلك من أهم أدوات مقاومته. إن التحديات كبيرة، ولكنها ليست مستحيلة، والمطلوب اليوم ليس فقط الدفاع، بل المبادرة، والتجديد، والاتحاد.

مقالات مشابهة

  • صرف الملايير على دراسات وهمية تخلق جدلاً واسعاً بكلميم
  • مشروع قانون الإيجار القديم 2025 يحسم الجدل بشأن مدة إخلاء الوحدات السكنية أو الطرد
  • النعيمي وعباد يتفقدان سير العمل بمشروع إعادة تأهيل وصيانة شارع الجزائر
  • وضع حجر الأساس لمشروع مرسى لتزويد السّفن بوقود الغاز
  • القدس تشتعل: حرائق ضخمة تلتهم مساحات شاسعة وتدفع السلطات لإخلاء بلدات وإغلاق طرق رئيسية
  • الإخوان المسلمون في مواجهة الحملة الصهيونية.. أبعاد المؤامرة وواجبات المرحلة
  • بعد موافقة النواب نهائيًا.. تفاصيل تعديلات قانون الثروة المعدنية وأهدافه
  • افتتاح مشروع جسر الخور في عجمان
  • العراق.. تهيئة 37 مركزاً لتدريب المشمولين بقروض ريادة
  • «فينسنت وو»: تحقيق رؤية مصر للطاقة المتجددة 2035 بنسبة 42%