الأمثال الشعبية تعتبر مرآة للحياة اليومية، إذ تحمل بين طياتها حِكمًا ودروسًا تمثل تجارب الشعوب عبر الزمن، وغالبًا ما تستخدم هذه الأمثال للتعبير عن مواقف ومشاعر حقيقية بطريقة موجزة وسهلة الفهم، وعلى الرغم من مرور الوقت، إلا أن هذه الأمثال لا زالت تُستخدم في حديثنا اليومي، سواء في المواقف العائلية أو الاجتماعية أو حتى المهنية، وأصبحت جزءًا من ثقافتنا العامة، تساعدنا في فهم بعضنا البعض بطريقة غير مباشرة.

بيننا مصانع الحداد

ومن أشهر هذه الأمثال، مثل «بيننا مصانع الحداد»، والذي يُستخدم لتوصيل فكرة الصراعات والخلافات الكبيرة التي لا تؤدي إلى أي نتيجة، هذه الأمثال ليست مجرد كلمات، بل هي خلاصة تجارب الأجداد، تُعلمنا كيف نتعامل مع التحديات التي نواجهها في حياتنا المعاصرة، ويعود أصله إلى التراث العربي قصة وردت كتاب «قصص الأمثال» تدور القصة حول حوار قديم وقع مع رجل عربي وزوجته سليطة اللسان، وأصل المثل القديم كان «بينهم ما صنع الحداد».

قصة المثل الشعبي بيننا مصانع الحداد

في أحد الأيام، كان هناك رجل من العرب يعيش مع زوجته التي كانت معروفة بلسانها السليط وكلامها الحاد، ما جعل حياته مليئة بالصراعات اليومية، وفي أحد المرات، وصل به الحال إلى أقصى درجات الانزعاج، وخرج من خيمته غاضبًا، وهو يصرخ: «بينما بينك ما صنع الحداد»، لم تفهم الزوجة المقولة تمامًا، لكنها قررت أن تنتظر عودة زوجها لتفهم معناه.

عاد الزوج بعد فترة، ومعه لفة تحتوي على قرص من الحديد وعصا طويلة؛ قال لابنه: «خذ هذه العصا واضرب بها على هذا الحديد حتى تصدر ضجيجًا عاليًا»، استغرب الابن، لكنه فعل ما طلبه منه والده، وضرب العصا على الحديد حتى تصاعد الصوت في كل أرجاء المكان.

خرج الرجل من الخيمة مبتعدًا عن الصوت المتواصل، قائلاً في نفسه: «كما لا يتوقف صوت الحداد من الضجيج، لا يتوقف لسان زوجتي عن الحديث»، نصب خيمته بعيدًا عن مكان الخيمة الأصلية، هروبًا من كلماتها الحادة، ليعيش في هدوء بعيدًا عن الجدل الدائم.

ومن هنا جاء مثل «بيننا ما صنع الحداد»، ومع مرور الوقت أصبح الاسم الدارج له «مصانع الحداد»، والذي يُستخدم اليوم في حديثنا للإشارة إلى الجدال الذي لا ينتهي والذي لا يحقق أي فائدة، مثل الصوت المتواصل الذي يصنعه الحدادون دون أن ينتجوا شيئًا ملموسًا.

أصبح هذا المثل رمزًا لحالة من الركود والتوقف، ويُستخدم اليوم للإشارة إلى الأشخاص الذين يضيعون وقتهم في النزاعات غير المجدية دون أن يحققوا أي نتائج حقيقية، فكما كان الحدادون يضيعون ساعاتهم بين المطارق والحديد، هكذا يمكن للناس أن يضيعوا حياتهم في جدال لا فائدة منه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المثل الشعبي مثل شعبي قصة

إقرأ أيضاً:

كيف ألوم زوجي لأنه لا يأبه لأمري؟

سيدتي، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهنئك على هذا الفضاء الرحب الذي جعلته لنا حتى نتمكن من محاكاة ذواتنا المجروحة. فما يعتصر الفؤاد أمر جلل، نطلب من أجله النصيحة والإرشاد. وأنت من خلال منبرك هذا الأهل لهذا الأمر.

سيدتي، أنا إمرأة متزوجة من رجل هادئ الطباع مستكين، بالكاد يشكو أو يعبر عما بقلبه. وهو أيضا من النوع الذي لا يبدي لي من الحب شيئا.

تمنيت له أنه يعبر لي عن خوالجه، ولو على الأقل يطري على ما أقدم عليه من أجل أسرتنا. لا أخفيك سيدتي أنني لم ارتبط بزوجي بعد قصة حب جارفة. لكنني لا أفنّد إحترامه لي وعدم إيذائه لشخصي، إلا أن برودة المشاعر أكبر من أي إهانة وضرر.

أريد أن ألومه وأعبر له عما بخاطري ، لكن ثقتي مهزوزة بنفسي ولست أجيد لغة الحوار.

اختكم ن.مليكة من منطقة القبائل.

الرد:

يصبح العتاب واللوم غير محتمل أو بمثابة ثقل على الإنسان، عندما يكثر الواحد منا استخدامه في اغلب الأوقات مع الآخرين. على أبسط الأشياء صغيرة كانت أو كبيرة وبشكل دائم ومتكرر. فالشخص الذي يكثر من عتاب الآخرين بشكل مستمر، يفقدهم بالتأكيد وسيخسر الكثير من الأهل والأصدقاء. وسوف يعلم معنى ذلك بمرور الوقت.

ومن جهة العلاقة الزوجية، فيتعيّن على الزوجة أن تعلم كيف تعاتب الزوج بذكاء، حتى تستطيع تحقيق مرادها من وراء ذلك العتاب، دون أن تثير غضبه، وحتى لا يفقد العتاب مصداقيته بمرور الوقت عند الزوج، حيث أن الزوجة لا تعاتب من اجل معاقبة الزوج وإنما سعيًا للإصلاح وعدم الوقوع في هذا الخطأ ثانيًا، وهناك طرق وأساليب ووسائل لتعلم كيفية العتاب دون التجريح في الزوج أو إثارة غضبه وسخطه على الزوجة.

من جهتك أختاه، أتفهم طبع زوجك الكتوم، كما أنني لا أعيب عليك ثقتك المهزوزة في نفسك، أو عدم إدارتك الجيدة للغة الحوار، وحتى تبلغي قلب زوجك وتلوميه بالقدر الذي سينفعك ويزد في تمتين وتوطيد علاقتكما الزوجية بالقدر الكاف عليك أن تغيري من بعض التصرفات أو تجتهدي في بذل مجهودات أكبر في سبيل كسر حاجز الملل وبسط بساط السكينة والوقار بينك وبين رفيق دربك، من خلال أن :
*تحرصي على التعامل مع الزوج بالحسنى والحكمة لكي تنالي رضا الله عنك.
* أن تحاولي أن تكوني على أفضل حال عند رؤيته لكي، حيث لا يقع نظره إلا على ما يسره.

*التعامل بحكمة وذلك بالابتعاد عن الغيرة الزائدة والشك، فيكفي أنه هادئ مستكين لا يحبّ من التكلف شيء.

*إتباع اللين واللطف حتى يكون معك أكثر لطفًا ومن ثم تمتلكيه.
*الاهتمام بكل ما يخصه المحافظة على ماله وخاصة شرفه.
*أن تحرصي على الهدوء خاصة عندما يكون الزوج غاضبًا أو في حالة مزاجية سيئة.
*اختيار الوقت والمكان للعتاب، فلا تعاتبني الزوج أو تناقشه في مكان عام أو عند عودته من العمل.
*تميل الرجال للسيطرة، لذلك لا تعامليه مثل الطفل، بل اجعليه يشعر بأنه هو صاحب الأمر وأنه هو القائد.
*احرصي على انتقاء الكلمات، فلا تتسرّعي بكلمة قد تجرحه ولا يستطيع نسيانها.
ردت:س.بوزيدي.

مقالات مشابهة

  • سوق العرب في بعقوبة.. حرف يدوية صامدة تجمع الحداد بالنجار والفلّاح (صور)
  • ملك أحمد زاهر تكشف عن خلاف سابق مع شقيقتها ليلى: قرَّب المسافات بيننا
  • كل ماتريدين معرفته عن الجلسرين: الفوائد والاستخدامات وآثاره الجانبية
  • كيف ألوم زوجي لأنه لا يأبه لأمري؟
  • نقل تبعية مصانع مستحضرات التجميل إلى هيئة الدواء تثير غضب المنتجين
  • انتقادات واسعة لنقل تبعية مصانع مستحضرات التجميل إلى هيئة الدواء
  • مجلة "تراث" ترصد حضور الفخار في الأمثال والأهازيج والحكايات الشعبية الإماراتية
  •  الموت لا ينهي وجود الباقر العفيف بيننا
  • ‫بحة الصوت قد تنذر بهذه الأمراض
  • شمس: أغسل رجلين زوجي وأحطه على راسي