سورة تشفع لصاحبها حتى يُغفر له.. اسمها ووقت تلاوتها
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
يغفل كثير من الناس عن السورة التي تشفع لصاحبها يوم القيامة، رغم أنها واحدة من أعظم السور التي وردت في الأحاديث النبوية الشريفة، وتعد من الأسباب التي ترفع البلاء وتدفع العذاب عن المؤمنين، وقال عنها رسول الله أنها تشفع لصاحبها حتى يُغفر له.
وفي هذا التقرير، نسلط الضوء على سورة الملك، التي ورد في فضلها العديد من الأحاديث النبوية التي تبين أثرها العظيم في حياة المسلم وآخرتهم، وكيف أنها تشفع لمن يداوم على قراءتها.
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك". وفي حديث آخر عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لا يعلم أنه قبر، فسمع إنسانًا يقرأ سورة تبارك حتى ختمها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر".
الفضائل العظيمة لسورة الملكتُعرف سورة الملك بـ "المانعة" و"المنجية"، لكونها تمنع عذاب القبر وتقي صاحبها من البلاء. فهي من السور المكية، وهي السورة الأولى في جزء تبارك (الجزء التاسع والعشرون)، وتعد واحدة من أقوى الوسائل لحماية المسلم من عذاب القبر ويوم القيامة.
وقد ذكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في حديثه: "من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة، منعه الله بها من عذاب القبر"، ويُقال إن الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسمونها "المانعة" لأنها تمنع عن صاحبها من الشرور والآلام.
ما الذي تحتويه سورة الملك؟تتكون سورة الملك من ثلاثين آية، وهي تدعو إلى التأمل والتفكر في خلق الله وملكه العظيم. تتحدث عن قدرة الله في الإحياء والإماتة، وعن عدله في خلقه، وتحض على الإيمان بالخالق سبحانه وتعالى، كما تذكرنا بقدرة الله على تسيير الكون وجعل كل شيء في مكانه، مما يدفع المؤمن إلى التفكر والتدبر في عظمة الله.
وقد ورد في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يداوم على قراءتها كل ليلة، وكان يحب أن تكون في قلب كل مسلم، لأنها شفيعة لصاحبها يوم القيامة، وقد وعدت بالشفاعة والغفران لكل من يقرأها بانتظام.
فضائل قراءة سورة الملكوردت العديد من الفضائل في الحديث النبوي حول سورة الملك، ومن أبرزها:المانعة من عذاب القبر: من قرأ سورة الملك كل ليلة، فهي تحميه من عذاب القبر.
الشفاعة يوم القيامة: سورة الملك تشفع لصاحبها يوم القيامة، وتطلب من الله أن يغفر له ويدخله الجنة.
مسببة للثواب والحسنات: كما هو الحال مع كل سورة من القرآن، فإن قراءة سورة الملك تمنح قارئها حسنات عديدة، فكل حرف يُكتب له أجرًا مضاعفًا.
توفير السكن والطمأنينة: قراءة سورة الملك تمنح الراحة النفسية، وتزيد من السكينة في قلب المسلم، مما يساهم في تقوية الإيمان.
متى يُستحب قراءة سورة الملك؟من الأفضل قراءة سورة الملك كل ليلة، وخاصة قبل النوم، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا ينام حتى يقرأ سورة الملك، وهي من العبادات التي تُطهر القلب وتزيد من تقوى المؤمن.
سورة الملك ليست مجرد كلمات تُقرأ، بل هي شفيعة للمسلم، ترفع البلاء وتدفع الشر وتقيه من عذاب القبر. من خلال مواظبة المسلم على قراءتها، يحقق الأجر والثواب، ويعزز إيمانه ويستعد للآخرة بطمأنينة وسكينة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الملك سورة سورة الملك تشفع ي غفر الله رسول رسول الله النبی صلى الله علیه وسلم قراءة سورة الملک من عذاب القبر یوم القیامة کل لیلة
إقرأ أيضاً:
حكم مناداة الإنسان لوالده باسمه مجردًا
قالت دار الإفتاء المصرية إن مناداة الإنسان أحد والديه باسمه مجردًا حرامٌ إذا كان الوالد يكره ذلك أو يتأذى منه، وهو من العقوق، ويكون مباحًا إن كان هذا سائغًا مقبولًا في العُرف ولا يُقصد منه إساءة ولا يكرهه الوالد.
وأوضحت الإفتاء أن الأولى والأكمل والأفضل والمناسب للأدب المطلوب مع الوالد أن يحفظ ولده له قدره ومكانته ولا يناديه باسمه مجردًا.
حث الشرع الشريف على توقير واحترام الكبير
وأكدت الإفتاء أن الأدب من أهم قواعد التعامل التي قررتها الشريعة الإسلامية، ومن الأدب أن يتعامل الإنسان مع من يَكْبُرُه سِنًّا أو علمًا أو منزلةً أو غير ذلك بالتَّوْقِير والاحترام اللائقين بما يُناسب قَدْره ومنزلته، وقد علَّمَنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن التأدُّب مع الكبير من هَدْيِه الشريف، وتاركه لا شك مخالف لهذا الهدي.
وورد عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» رواه الترمذي في "سننه" واللفظ له، والإمام أحمد في "مسنده"، ومعنى التوقير المأمور به في هذا الحديث الشريف أن يُعطيَ الإنسان لِذَوِي الشرف والمنزلة حقَّهم؛ بما يتناسب مع أقدَارِهم، سواء كان هذا الشرف وتلك المكانة لنحو سِنٍّ أو عِلمٍ أو غير ذلك.
قال العلامة زين الدين المناوي في "فيض القدير" (5/ 388، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [(لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا) الواو بمعنى أو، فالتحذير من كل منهما وَحْدَه، فيتعيَّن أن يُعامِل كلًّا منهما بما يليق به؛ فيُعطي الصغير حقه من الرفق به والرحمة والشفقة عليه، ويُعطي الكبير حقه من الشرف والتوقير] اهـ.
وجوب بر الوالدين في الإسلام والتحذير من عقوقهما
وقالت الإفتاء: إذا كان الإنسان مأمورًا بتوقير وإجلال من هو أكبر منه، فإن أولى الناس بهذا الإجلال والتوقير والداه، فقد جمعا بين الكبَر والتفضل على الابن، بالإضافة إلى أن الشريعة قد أمرت بإكرامهما وإجلالهما.
ولا خلاف أنَّ عقوق الوالدين أو أحدهما من كبائر الذنوب؛ فعن أنسٍ رضي الله عنه، قال: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عن الكبائر، قال: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ» متفقٌ عليه.
كما أن طاعتهما وبرهما والإحسان إليهما وحسن معاملتهما أمورٌ واجبة مؤكدة جاءت مقرونة بتوحيد الله عزَّ وجلَّ؛ قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [الإسراء: 23].