لاشك أن المشهد الضبابي الذي تعيشه سوريا الشقيقة الآن يدمي العيون ويعتصر القلوب، فرغم أن هناك من هللوا وفرحوا في البداية لسقوط نظام بشار الأسد إلا أن ما جرى وما تكشف بعد ذلك أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن سوريا سوف تدخل في نفق مظلم وأنها تسير إلى المجهول.
وما يجري حالياً علي أرض سوريا الحبيبة، يؤكد لنا أن الدولة الشقيقة العزيزة على قلوبنا جميعاً اختطفها مجموعة من الإرهابيين السفاحين القتلة، وأن السيناريو القادم هو الأسوأ، وأن الشعب السوري هو من سيدفع الثمن، وأن مقولة «نار بشار ولا جنة الجولاني» قادمة لا محالة.
أنا هنا لا أدافع عن بشار الأسد لكني أدافع فقط عن الدولة السورية ووحدة أراضيها، وها هو العدو الصهيوني ومجرم الحرب «نتنياهو» يستغل حالة السيولة التي تعيشها سوريا بسقوط بشار الأسد، ليدخل إلى هضبة الجولان ويحتل 240 كيلو متر مربع من مساحتها فضلاً عن احتلال عدد من القري السورية ورفع علم إسرائيل عليها.
ليس هذا فقط بل قام العدو الصهيوني بضرب كل المطارات ومراكز القيادة ومخازن الأسلحة عبر أكثر من 500 غارة جوية مركزة قضي بها تماماً على الجيش السوري، العدو فعل ذلك علناً بل إن الإعلام الصهيوني هلل لذلك وتباهى بتقويض كل قدرات الجيش السوري في كل وسائل إعلامه.
الغريب والعجيب أن ما حدث لم يحرك ساكناً لـ « الجولاني وعصابته»، فلم يتم الرد علي ما جرى ويجري بطلقة واحدة ولا حتى مجرد التعليق بإصدار بيان واحد!!، ولم يتم الرد على احتلال إسرائيل للأراضي السورية لأن عصابة « الجولاني» مهمومة فقط بالانتقام من النظام السابق والتشفي فيه.
وهنا لابد أن نتوقف عند مجموعة من المشاهد الفاصلة والقاطعة التي لها دلالات مهمة سوف ترسم مستقبل سوريا خلال الأيام القادمة..
المشهد الأول يتعلق بظهور رئيس الحكومة السورية المؤقتة في وسائل الإعلام وهو يضع في خلفية مكتبه علم « جبهة تحرير الشام الإرهابية» بجانب علم الجمهورية العربية السورية، وهو مشهد خطير يؤكد أن المجموعات الإرهابية المسلحة التي تحكم سوريا الآن ستقودها إلي المجهول وأن الحرب الأهلية ربما لن تكون بعيدة خاصةً وأن العصابة الحاكمة لوحت بأنها لن تسمح بدولة مدنية بل ستعيد دولة الخلافة وأن التعصب والتطرف هو من سيحكم وأن المرأة السورية سوف تلزم بيتها وسيتم حرمانها من أي مناصب قيادية في إشارة إلي العودة لعصور الجاهلية.
المشهد الثاني الأكثر دلالة يتعلق بالمجموعات الإرهابية المسلحة التي جابت شوارع دمشق وهي تهلل وتردد « الله أكبر» مرتديةً ملابس أشبه بملابس عناصر «طالبان الإرهابية» في إشارة إلى أن القادم أسوأ وأن مستقبل سوريا مظلم وأن الشعب السوري سوف يدفع الثمن.
أما المشهد الثالث فيتعلق ببعض الإرهابيين من عصابة «الجولاني» يخطبون في الآلاف من السوريين «المخدوعين» بأحد الميادين الكبيرة بالعاصمة دمشق وكانوا يرددون أنهم سوف يحاسبون نظام بشار الأسد وكل من تورطت يده بالدماء دون الإشارة إلى أن المتهمين ستتم إحالتهم للقضاء لمحاسبتهم بالقانون، وهي دلالة واضحة وقاطعة أن الأيام القادمة سوف تشهد غياب دولة القانون وأن هذه العصابة الحاكمة هي من ستتولى المحاسبة بحبس وإعدام كل من يختلف معها أو يخالفها الرأي.
المشهد الرابع يتعلق ببعض أنصار « الجولاني» يزورون قبر الرئيس الراحل حافظ الأسد، حيث يظهرون في المشهد الذي تمت إذاعته وهم يصفقون علي القبر ويركلونه بالأحذية مع الدعاء عليه وسبه بأبشع العبارات، وهو مشهد يعكس لغة التشفي والحقد والتي لا تنم إلا عن ندالة وصفاقة من فصيل إرهابي سيقود الدولة السورية إلى المجهول وسيدخلها في «آتون حرب أهلية» قادمة لا محالة ربما تستمر لسنوات.
والخلاصة أننا أمام مصير مجهول ينتظر سوريا الحبيبة يقوده « الجولاني وعصابته» والذي لن تفلح كل محاولات تجميل صورته من جانب عصابة تحرير الشام وبعض العملاء في الخارج لأن الحقيقة والواقع يؤكد أنه إرهابي وسفاح وقاتل.
نحن في النهاية نتمنى السلامة لسوريا الشقيقة ولشعبها العظيم الذي يستحق بالفعل حياة كريمة تعوضه عن سنوات العذاب التي عاشها على مدار سنوات لكن للأسف المشهد الحالي الذي يأتينا من دمشق لا ينبئ بأي خير قام، لك الله يا سوريا.
اقرأ أيضاً«أوستن» يدعو إلى تشاور وثيق بين إسرائيل وأمريكا بشأن سوريا
حزب البعث في سوريا يعلق كافة نشاطاته حتى إشعار آخر (تفاصيل)
روسيا تدعو رعاياها في سوريا لاتخاذ أقصى درجات الحيطة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل سوريا بشار الأسد نتنياهو العدو الصهيوني هضبة الجولان الدولة السورية الجولاني سقوط بشار الأسد نظام بشار الأسد سوريا الشقيقة مجرم الحرب نتنياهو بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
ما مصير العملة التي تحمل صورة "بشار الأسد"؟
الاقتصاد نيوز - متابعة
العملات ليست مجرد أدوات للتبادل الاقتصادي، إنما هي رموز تحمل في طياتها تاريخ الأمم وهويتها وتعكس صورها وتصميماتها المختلفة رسائل سياسية وثقافية عميقة تسعى الدول من خلالها إلى توثيق ذاكرتها الجمعية.
في سوريا، ومع سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يُثار التساؤل حول مصير العملة السورية التي تحمل صورته، من فئة الألفي ليرة، التي تمثل رمزًا لنظامٍ حكم سوريا لعقود.
تصميم العملات يحمل دلالات تتجاوز الجوانب الفنية لتصبح جزءًا من السياسة والاقتصاد والتاريخ في آنٍ واحد ففي دول كثيرة تُستخدم العملات لتخليد شخصيات تاريخية أو لتكريس رموز وطنية تعبر عن هوية الدولة واستقلالها.
العملة تتحول في بعض الأنظمة إلى أداة لفرض هيمنة الحاكم ورمز لتكريس شخصيته كأيقونة للدولة، كما فعلت عائلة الأسد.
ومن ثم، فإن العملة صارت رمزاً للنظام السابق وللمرحلة التي يحاول الشعب تجاوزها، ما سيدفع أي حكومة جديدة إلى مهمة إعادة تصميم العملة كجزء من عملية أوسع لإعادة بناء الهوية الوطنية وتأكيد بداية عهد جديد. وهذا ليس أمرًا غريبًا بل هو نهج اتبعته دول عديدة في التاريخ عندما مرت بمراحل انتقالية كما حدث في العراق بعد سقوط صدام حسين أو في دول الاتحاد السوفيتي السابق بعد تفككه، على سبيل المثال.
وفيما لم تتضح بعد الخطوات الفعليّة التالية فيما يخص "تصميم العملة"، حرص مصرف سوريا المركزي -بعد يوم واحد من سقوط النظام- على التأكيد على أن العملة المعتمدة في التداول في سوريا هي الليرة السورية بكافة فئاتها، ولم يتم سحب أي فئة من التداول.
وبناءً على ذلك، فإن العملة التي تحمل صورة الأسد مع باقي العملات لا تزال متداولة ولم يُتخذ قرار بشأنها بعد. في الوقت الذي أكد فيه المصرف أنه وجه كافة شركات الصرافة والحوالات الداخلية بضرورة الالتزام بتسليم الحوالات لمستحقيها بالليرة السورية وفق القرارات النافذة الناظمة لهذا الموضوع.
ويعد تغيير العملة "قراراً سياسياً" في المقام الأول، بحسب وزير التجارة السوري وحماية المستهلك، لؤي المنجد، في تصريحات إعلامية له.
وبحلول يوم الاثنين 9 كانون الأول، يتداول الدولار بـ 17 ألف ليرة في دمشق، وفي حلب يصل إلى 18 ألفاً.
وشهدت سوريا قبيل سنوات قليلة واقعة مثيرة لتغيير تصميم العملة وتحديداً فئة الألف ليرة، وذلك عندما طرح البنك المركزي في شهر يوليو/ تموز من العام 2015، ورقة نقدية جديدة في حينها من فئة 1000 ليرة سورية.
كانت تلك الفئة تحمل صورة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ومع التغيير حلّت مكانها صورة مدرج مدينة بصرى الشام الأثرية. وللمفارقة كانت تلك المدينة قد وقعت -قبيل نحو شهرين من إصدار العملة- تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة.
أثارت تلك العملة حينها انتقادات في صفوف مؤيدي النظام السوري، الذين أطلقوا حملة على منصات التواصل داعية لإعادة صورة الأسد. وسط تفسيرات وتأويلات مختلفة حينها لذلك التغيير.
وفي حزيران من العام الماضي، أضاف مصرف سوريا المركزي تعديلات محدودة على تصميم الأوراق النقدية من فئة 5 آلاف ليرة سورية لتعزيز المزايا الأمنية، عبر تكبير حجم الرقم 5000 وطباعته طباعة نافرة.