أكد رئيس قطاع الفنون التشكيلية، وليد قانوش، اليوم الخميس، أن الدورة الـ 35 لصالون الشباب هى الحدث السنوى الأبرز الذي ينظمه قطاع الفنون التشكيلية بالوزارة بقصر الفنون بساحة دار الأوبرا المصرية، موضحا أن الدورة تختلف هذا العام من حيث المستوى العام والإقبال وعدد المشاركين والفعاليات التي تقدم من خلالها لأول مرة.

وقال قانوش، في مداخلة لقناة "النيل" للأخبار، إن أكثر من ألف مشارك تقدموا للاشتراك في صالون الشباب هذا العام، وهو عدد ضخم يوضح مدى تفاعل الشباب مع الحركة الفنية، حيث بلغ عدد المشاركين بعد الفرز حوالي 240 فنانا بأكثر من 260 عملا فنيا تم عرضها في قصر الفنون.

وأوضح أن الجوائز عبارة عن 8 جوائز بالإضافة للجائزة الكبرى، لافتا إلى أنه تم هذا العام استحداث جائزة النقاد لأول مرة، والتي شكلت إضافة كبيرة للمسابقة على المستوى التقني والنوعي وتختلف من حيث المضمون والأفكار. 

وأضاف أن صالون الشباب تعاون للمرة الأولى هذا العام مع القطاع الخاص والمؤسسات العاملة في الفنون التشكيلية ومعارض القاهرة، وحدث تفاعل وتقديم ما يزيد على 13 جائزة للفنانين الشباب ما يوسع دائرة الفائزين وتنوع التوجهات واللجان المختلفة. 

وأعلن رئيس قطاع الفنون التشكيلية، عن انطلاق برنامج ثقافي مصاحب للدورة، خلال الأسبوع القادم على مدار الشهر الجاري؛ لمناقشة التجربة وطرح مساحات لتقديم تجربة فنية للمتخصصين بشكل موسع ومناقشة مشكلات الحركة الفنية ومميزاتها.

وشهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، انطلاق فعاليات الدورة الـ35 لصالون الشباب، مساء أمس الأربعاء، في قصر الفنون بساحة دار الأوبرا المصرية، تحت شعار «استلهام»، وافتتح بحضور عدد من الفنانين والمثقفين، من بينهم الدكتور أشرف العزازي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والفنان عمر طوسون، القوميسير العام للمعرض، والفنان التشكيلي الدكتور صلاح المليجي، والدكتور أشرف رضا، أستاذ الفنون.

ويعد صالون الشباب إحدى أهم الفعاليات الفنية التي تسلط الضوء على إبداعات الشباب المصري، ويشارك في الدورة الحالية 238 فنانا شابا في مجالات متعددة تشمل التصوير، والنحت، والرسم، والحفر، والخزف، والفنون الرقمية، والتجهيز في الفراغ، والأداء الحركي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع الفنون التشكيلية قصر الفنون صالون الشباب دار الأوبرا المصرية المزيد الفنون التشکیلیة هذا العام

إقرأ أيضاً:

مهرجان المسرح العربي.. منارة الفن تُضيء من مسقط

 

رامي بن سالم البوسعيدي

 

في قلب عاصمة سلطنة عُمان؛ حيث يلتقي التراث العريق بجماليات الحاضر، سُعدنا بالمشاركة في افتتاح مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشرة تحت رعاية صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، في رسالة تؤكد على أنَّ الفن هو لغة الشعوب، وأداة التعبير عن طموحاتها وأحلامها.

هذا المهرجان الذي يُعد واحدًا من أهم الفعاليات الثقافية في العالم العربي، يتجاوز دوره كمنصة للعروض المسرحية؛ ليصبح حدثًا شاملًا يساهم في تعزيز الهوية الثقافية، ويرسخ دور الفنون كعنصر حيوي في التنمية المجتمعية والاقتصادية.

المسرح هو فن التلاقي الإنساني، فضاؤه خشبة صغيرة، لكنه يحمل عوالم بأسرها، إنه الوسيط الذي يجمع بين المشاعر العميقة والأسئلة الكبرى، وبين الفن كمتعة والعقل كأداة للتأمل، ومن هذا المنطلق، يُمثل مهرجان المسرح العربي احتفاءً بواحد من أعظم أشكال التعبير الفني، حيث تُعرض الأعمال المسرحية التي تتناول قضايا الإنسان في شتى تجلياته، وتطرح أسئلة عميقة حول الوجود والحرية والعدالة.

وأهمية المسرح لا تكمن فقط في كونه مرآة للمجتمع، بل في قدرته على التأثير فيه، على إثارة النقاش وتحفيز التغيير، وهُنا تبرز رسالة المهرجان الذي يجمع نخبة من الفنانين والمبدعين العرب، ليقدموا أعمالًا تُمزج فيها الأصالة بالتجديد، وينفتحوا على آفاق فنية جديدة تُثري المشهد المسرحي العربي.

واستضافة سلطنة عُمان لهذا الحدث الثقافي الكبير تعكس مكانتها كجسر للتواصل بين الشعوب والثقافات؛ فهذه البلاد التي عُرفت بتاريخها البحري ودورها التجاري والحضاري عبر العصور، تواصل اليوم هذا الدور من خلال دعمها للفنون والثقافة، وسلطنة عُمان ليست فقط أرض اللبان وأيقونة الحضارة العُمانية القديمة؛ بل هي أيضًا نموذج للدولة الحديثة التي تُقدر الإبداع وتُدرك دوره في بناء مجتمع متوازن ومتطور؛ فالمهرجان يُعد شهادةً على الرؤية الثقافية العُمانية التي ترى في الفنون وسيلة لتعزيز الحوار الحضاري وتكريس قيم الانفتاح والتسامح.

لا تقتصر فوائد المهرجان على الجانب الثقافي؛ بل تمتد لتشمل جوانب اقتصادية ملموسة، فتنظيم مثل هذا الحدث يُسهم في تعزيز القطاع السياحي من خلال جذب الزوار من مختلف الدول العربية والعالمية؛ مما ينعكس إيجابًا على حركة الفنادق والمطاعم وقطاع الخدمات بشكل عام. كما يتيح المهرجان فرصًا للشراكات بين الفرق المسرحية العربية والعالمية، ما يفتح آفاقًا لتبادل الخبرات وتطوير الصناعات الإبداعية، علاوة على أن الورش الفنية والندوات التي تُقام على هامش المهرجان تُسهم في تنمية الكفاءات المحلية، مما يجعل الفنون المسرحية جزءًا من اقتصاد مستدام يرتكز على الإبداع والابتكار.

يحق لنا أن ننظر إلى الثقافة كأحد أركان التنمية المستدامة في سلطنة عُمان؛ فالمهرجان يُسهم في غرس القيم الجمالية والفكرية في نفوس الشباب، مما يُعزز وعيهم بأهمية الفن كقوة ناعمة تستطيع تحقيق التغيير في شتى المجالات، كما إن الاستثمار في الفنون يُعزز من فرص العمل في مجالات متعددة مثل الإنتاج المسرحي والإدارة الثقافية والإعلام والتصميم الفني. وبهذا نستطيع القول إنَّ مهرجان المسرح العربي لا يُعد حدثًا موسميًا فقط؛ بل هو جزء من استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى جعل الفن أداة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتُسهم في خلق بيئة حاضنة للإبداع والابتكار.

إنَّ مهرجان المسرح العربي في مسقط، رسالةٌ إلى العالم، تُجسِّدُ فيها عُمان إيمانها العميق بدور الثقافة والفن في بناء جسور التواصل الإنساني، كما إنه احتفال بالجمال وبالحوار وبالحلم، في مسقط يجد المبدعون فضاءً حرًا للتعبير عن قضاياهم، وتجسيد تطلعاتهم.. وبهذا الألق الثقافي والفني، تُثبت سلطنة عُمان أنها ليست فقط وجهة للتاريخ والجغرافيا؛ بل أيضًا وطن للثقافة والفن والتنمية، ومهرجان المسرح العربي شاهدٌ على هذا الدور الريادي، وتأكيدٌ على أنَّ الفن بقدرته على ملامسة الوجدان وتحفيز العقول، سيظل دائمًا قوة محركة للمجتمعات نحو مُستقبل أكثر إشراقًا.

مقالات مشابهة

  • «الحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية» في ندوة توعوية بالإسكندرية
  • تعيين الدكتور جمال صدقي عميدا لكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا
  • وزير الثقافة يُعلن تفاصيل فعاليات الدورة الـ 56 لمعرِض القاهرة الدُولي للكتاب وانطلاق مبادرة "مليون كتاب"
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب 56.. 600 فاعلية و6 آلاف عارض واختيار مستجير شخصية العام
  • الاثنين .. صالون أوبرا دمنهور الثقافي يناقش تحديات التعليم
  • مهرجان المسرح العربي.. منارة الفن تُضيء من مسقط
  • في دورتها الثالثة.. 15 ألف صانع محتوى يشاركون في قمة المليار متابع
  • 150 متطوعًا ومتطوعة يشاركون في تنظيم مهرجان زيتون الجوف الدولي 18
  • 300 بحار يشاركون في سباق ياس للمحامل الشراعية
  • 300 بحار يشاركون غدا في سباق ياس للمحامل الشراعية