موقع 24:
2024-12-12@13:58:57 GMT

سوريا.. و"الوطن الترابي التركي"

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

سوريا.. و'الوطن الترابي التركي'

fعد هروب الرئيس السّابق بشار الأسد، وانتهاء حكمه، وانهيار مؤسَسَتَيْه العسكرية والأمنية، ووصول المعارضة ـ العسكرية والمدنية بتوجهاتها المختلفة ـ إلى السلطة، بدعم خارجي خاصة من تركيا، يتساءل كثير من السوريين والعرب ودول لها مصالح في سوريا: ما الذي تريده تركيا في سوريا وقد سبق لها أن حققت عدة مكاسب جيوستراتيجية خلال سنوات الحرب التي انتهت بتفكيك مؤسسات الدولة السورية على النحو الذي نراه هذه الأيام؟

ما الهدف من سعيها لتحقيق الوطن الترابي التركي خارج حدودها على حساب الأرض السورية؟

عمليّاً، فإن تركيا بقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان، تتجاوز إقامة منطقة آمنة، واحداث تغيير ديموغرافي في شمال سوريا، من خلال دفع اللاجئين السوريين لديها ليحلوا مكان الأكراد، إلى العمل لأجل لعب دور رئيسي على الأرض، بحيث تحقق ما تعتبره "الوطن الترابي التركي"، الذي تراه ممتداً خارج حدودها، وعليها استعادته.


سيتم العمل من أجل توسيع "الوطن الترابي التركي" من ناحية التمدد بالطريقة نفسها في تحقيق ما تسمّيه بـ"الوطن الأزرق"، الذي يعرف في التركية باسم "مافي وطن" (Mavi Vatan)، نسبة إلى زرقة مياه البحر، ولتمييزه عن "الوطن الترابي" الذي تتشكل منه الجمهورية التركية.
وأعلنت تركيا على ألسنة قياداتها العسكرية، وكذلك رئيسها أن "الوطن الأزرق" يعني سيطرتها وتحكمها في كتلة مائية شاسعة تحفّ خريطتها من الشمال عبر البحر الأسود، ومن الغرب من خلال بحر إيجه ومن الجنوب بواسطة البحر المتوسط، بل أنها تسعى ـ كما تشير بعض التقارير الصحفية ــ لحضور ودور في بحر العرب.
وإذا كان الهدف التركي من "الوطن الأزرق" هو التّوسُّع في المياه البحرية المحيطة بها، التي يقصد بها المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري والمياه الإقليمية المحيطة بتركيا، التي تتيح حرية استخدام جميع الموارد البحرية الموجودة فيها، فما الهدف من سعيها لتحقيق الوطن الترابي التركي خارج حدودها؟
 الأحداث في اللحظة السورية الرَّاهنة يحكمها الحاضر، وتركيا فاعل أساسي في صناعته، إلا أنها تعمل من خلال رئيسها، لأجل تطويع الزمن السوري الحالي، ليكون رهن مواثيق واتفاقات قديمة مرَّ عليها أكثر من قرن و، من ذلك العودة إلى ما يعرف بـ "الميثاق الملّي" لعام 1920، الذي رسم حدود تركيا بعد الحرب ووضع ضمنها شمال سوريا والعراق وبعض جزر بحر إيجه والبحر المتوسط، وهو الرأي الذي يؤيده السياسيون الأتراك، بمن فيهم قادة أحزاب المعارضة والنواب، ويتعمد جميعهم، وعلى رأسهم أردوغان، الإصرار على ذلك.
من ناحية أخرى، يحاول أردوغان تجاهل ما انتهت إليه معاهدة سيفر" عام 1925، التي جرّدت تركيا من بعض الأراضي، بل يرى "أن 400 ميل مربع بين حلب والموصل هي منطقة أمنية تركية"، الأمر الذي كان يخيف كلا من سوريا والعراق.
إذن تركيا تعمل ـ بشكل علني ـ على إعادة رسم الحدود، كما تسعى للسيطرة على مناطق تمتد من البحر المتوسط إلى الحدود الإيرانية، بهدف فرض واقع جغرافي جديد، ويحتمل أن تحقق بعضاً من أهدافها في سوريا في حال مواصلة ضغوطها على الحكومة الانتقالية برئاسة محمد البشير خلال الشهور الثلاثة المقبلة، لكن هذا سيظل مرهوناً بتوافقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وروسيا حول وضع سوريا ودورها في المرحلة المقبلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية التركي: إسرائيل تهدد مستقبل سوريا

قال هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي، بأن إسرائيل تهدد مستقبل سوريا. 

أردوغان: تركيا ستواصل الجهود للتسوية السلمية في أوكرانيا أردوغان: تركيا لا تطمع في أراضي أي دولة أخرى

وبحسب روسيا اليوم، قال فيدان، إن تركيا تدين دخول القوات الإسرائيلية للمنطقة العازلة في هضبة الجولان، حسبما ورد في بيان له. 

وأضاف الوزير التركي: "عندما ترك المجتمع الدولي الشعب السوري، أصبحت تركيا الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب السوريين، والآن بإمكان السوريين العودة إلى بلادهم بهدوء، ونحن لا نريد رؤية سوريا مصدرا لعدم الاستقرار".

وتابع: "نحن على استعداد للعمل مع كافة الأطراف من أجل قيام سوريا سلمية دون أي تمييز على أساس الديانة أو الهوية. ونؤيد تطهير سوريا من الإرهاب".

ووصف الوزير التدخل الإسرائيلي في سوريا بأنه يمثل "اعتداء على سيادة وسلامة أراضي سوريا"، مضيفا أن "العدوان الإسرائيلي يهدد مستقبل سوريا" وأن تركيا "ستقف دائما إلى جانب الإخوة السوريين".

ويأتي ذلك على خلفية دخول القوات الإسرائيلية للمنطقة العازلة في هضبة الجولان وإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انهيار اتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل الموقع في عام 1974.

كما يستهدف الطيران الإسرائيلي مختلف المواقع العسكرية على الأراضي السورية منذ سقوط حكم بشار الأسد يوم 8 ديسمبر.

مقالات مشابهة

  • ما الذي يحتاجه السوريون قبل العودة؟.. دور كبير ينتظر تركيا
  • بعد غد.. بلينكن يزور أنقرة ليبحث مع نظيره التركي الوضع في سوريا
  • وزير الخارجية التركي: إسرائيل تهدد مستقبل سوريا
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره التركي مستجدات الأوضاع في سوريا
  • وزير الخارجية يتفق مع نظيره التركي على تبني عملية سياسية لإعادة استقرار سوريا
  • قبل الاجتماع الذي ينتظره الملايين في تركيا بدقائق: رسالة أمل من الرئيس أردوغان
  • كيهان الايرانية تكشف عن التحالف الذي أسقط الأسد تكفيريون قدموا من تركيا بدعم أمريكي
  • بعد النجاح الذي حققه بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.. قصة وأبطال فيلم «عبده وسنية»
  • رسائل هاكان فيدان خلال مؤتمر السفراء الذي تنظمه الخارجية التركية بخصوص سوريا