تهنئة كيزانية بإقصاء “برهان سوريا”..!
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
الوطن يبحر في المجهول بفضل تآمر الكيزان الأعمى وانقلاب البرهان الأطرش؛ وإذا أردت دليلاً على هذا العبث الفاجر فأنظر إلى ما يشغل بال حكومة الانقلاب وقيادات الكيزان وسط هذا الضياع والدمار التشريد والتهجير الجماعي للسودانيين والدماء التي تتناثر كل يوم بالقاذفات والراجمات والمسيّرات التي تقتل الناس في قراها وبيوتها.
فبالأمس أعلن علي كرتي سمسار السياسة وحديد اللينيا وصاحب الـ99 أرض سكنية عن رسالة تهنئة إلى "مليشيات تحرير الشام" في سوريا لتأكيد انتمائه للاخونجية الداعشية وإشعاراً منه (ومن كيزان السودان) بأن زمالة التنظيم العالمية مقدّمة على المواطنة السودانية..ولتذهب الأوطان إلى الجحيم ولتبقى رابطة حسن البنا والقرضاوي والزرقاوي والترابي (قبل المفاصلة)..!
الأمر لا يقف هنا فأسمع لوزير خارجية البرهان يقول بعضمة لسانه وحرفياً (لا مشكلة أن تكون عندنا قاعدة روسية وأمريكية وفرنسية وعشرين قاعدة أخرى ويدفعوا لنا مبالغ ضخمة)..!
ثم تصدر وزارته بياناً تقول فيه (حكومة السودان تثق في أن الشعب السوري سيبذل كل جهد ممكن لاستغلال الفرصة الحقيقية التي يتيحها التغيير السياسي لتمتين الوحدة الوطنية وترسيخ الأمن والسلام)..!
ثم يقول بيان وزارة علي يوسف (الفهلوي الناصح) في فقرة أخرى: (السودان يشيد بما جسّده أبناء الشعب السوري الشقيق من وعي كامل بما تتطلبه المرحلة من وحدة وتكاتف وتسامي علي دواعي الانقسام والتشتت والحرص علي حماية مؤسسات الدولة السورية)..!
لاحظ وزير انقلاب البرهان يتحدث عن الأمن والسلام والوحدة الوطنية وحماية مؤسسات الدولة...!
أما وزير إعلام انقلاب البرهان فيقول إن السودان قدم دعوة لجامعة الدول العربية لعقد اجتماع طارئ لتحييد بعض الدول التي لديها تدخلات في الشأن السوداني ..! ويبدو انه لم ينسق مع زميله وزير خارجية البرهان الذي قال انه لا مشكلة في منح الدول الكبرى وأي دولة أخرى عشرين قاعدة عسكرية ما دام هذه الدول تدفع لنا مبالغ ضخمة..!!
طبعاً البرهان يتهم القوى المدنية باللجوء إلى الحلول الخارجية ولكنه يستجلب من المقاهي وزراء يدافعون عن مصالح دول أخرى..ولا بأس من أن يطمئن سفيره في الأمم المتحدة "الحارث إدريس" إسرائيل بأن علاقات الانقلاب الخارجية لن تكون على حساب أمنها..!
ليس هذا هو كل العبث؛ فهناك معركة تراشق للكيزان بين مجموعة كرتي واحمد هارون ومجموعة نافع و إبراهيم محمود الذين يتلاعبون بالبيانات والتصريحات أمام محرقة السودان التي يصفها العالم بأنها الأكبر والأخطر بين جميع الحروب والأزمات والكوارث..! يتحدث فريق منهم عن الشرعية والشورى ويتحدث الفريق الآخر عن المرجعية والقواعد التنظيمية وكأن للكيزان يؤمنون بالشرعية أو بآية قواعد أخلاقية..إنما هي أخلاق العصابات وشريعة الانقلابات والاختطاف والاغتصاب والفساد..من الهزل أن يتحدث هذان الفريقان المتنافسان على هدم السودان عن القواعد والشرعية والنظم والقوانين واللوائح..!
سواء كانت هذه الحرب الكلامية بين هؤلاء القبضايات الزعارير المساخيت حقيقية أو هي تمثيلية تمويهية سخيفة..ففي كلا الحالين لا فرق ولا تمايز بين هاتين العصابتين: (مجموعة السجناء الهاربة) و(مجموعة تركيا العائدة)..والتمايز بينهما أشبه ما يكون بالتمايز بين (السجم والرماد) إذا كان ثمة تمايز...والله ولي الصابرين...!
لقد كفتنا الصحفية النابهة قلم الحق "صباح مجمد الحسن" من الإبانة عن حقيقة عبث هؤلاء القوم في وقت وحال لا مجال فيه للعبث..! ولا تفسير لذلك سواء أن الكيزان يستهينون بالسودان وبدماء أبنائه وحاضره ومستقبله..وهم سادرون في غيهم ولا تفيد فيهم موعظة ولا زجر..فقد كانوا أول الهاربين أمام مواكب ثورة الشعب السلمية..فحلقوا اللحى ونافسوا الدجاج في أقفاصها.. ثم تسللوا إلى تركيا ولم يتركوا منافيهم إلا بعد مؤامرة الانقلاب..فعادوا للتكالب على الأسلاب..!
هذه العُصبة لا علاج لها..ومن سوء الأدب مع الوطن والحقيقة أن إبراهيم جابر (الرقيب الكيزاني الأول على البرهان) يتحدث وسط هذا الموت والخراب عن انتصارات عسكرية واقتصادية وإعلامية في هذه الحرب القذرة التي أشعلوها ضد الوطن وثورته..والثورة منتصرة بإذن الله..وسيتم النصر هنا في السودان..وليس في أي مكان آخر..!
.بالله عليكم وفي حالنا هذا..وبينما الجثث في بلادنا تبحث عن القبور؛ هل هناك ما يدعو أي سوداني إلى إرسال برقيات تهاني لأي كائن أو جهة في هذه الدنيا..؟ الله لا كسّبكم..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بعد عام من حرب السودان.. الجيش يدخل ود مدني عاصمة “الجزيرة”
أعلن الجيش السوداني، السبت، دخول مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد، بعد نحو عام من فقدانها لصالح قوات "الدعم السريع"، وقال القائد الميداني الرائد بسام أبو ساطور، في مقطع فيديو نُشر عبر الصفحة الرسمية للجيش على "فيسبوك": "نحن الآن داخل مدينة ود مدني، وقوات الدعم السريع فرت من المدينة".
من جانبها، أكدت قوات "درع السودان"، المتحالفة مع الجيش، انسحاب قوات "الدعم السريع" من ود مدني، وذلك في بيان مقتضب نُشر على صفحتها الرسمية على "فيسبوك".
كما بثت "درع السودان" مقطع فيديو يوثق احتفالات الجيش والقوات المتحالفة معه داخل ود مدني، حيث ظهر قائدها، أبو عاقلة كيكل، مشاركا في الاحتفالات.
بدوره، هنأ وزير الإعلام السوداني خالد الأعيسر، قوات الجيش والقوات المشتركة (حركات مسلحة موقعة على اتفاق سلام) والمخابرات العامة والمستنفرين (المتطوعين) بـ"الانتصارات في ود مدني".
وأضاف في منشور عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": "أوجه التحية باسم حكومة السودان لكل أهلنا الصابرين والصامدين المنتصرين في ود مدني وولاية الجزيرة".
وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ"الأناضول"، شهدت مدن عطبرة بولاية نهر النيل (شمال شرق)، وبورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر (شمال شرق)، وسنجة عاصمة ولاية سنار (جنوب شرق)، مظاهرات شعبية، اليوم، احتفالا بدخول قوات الجيش السوداني إلى مدينة ود مدني.
وكانت قوات تابعة لـ"الدعم السريع" بقيادة أبو عاقلة كيكل حينها، سيطرت في ديسمبر/كانون الأول 2023 على عدة مدن بولاية الجزيرة، من بينها ود مدني.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024، اندلعت اشتباكات جديدة بين الجيش و"الدعم السريع" في ولاية الجزيرة، وذلك عقب انشقاق كيكل، الذي ينحدر من الولاية، عن قوات "الدعم السريع" وإعلانه الانضمام إلى الجيش السوداني.
وحاليا، تسيطر "الدعم السريع" على أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة، باستثناء ود مدني ومدينة المناقل والمناطق المحيطة بهما، الممتدة جنوبا حتى حدود ولاية سنار، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما يؤكد بحث لجامعات أمريكية أن إجمالي القتلى يصل إلى نحو 130 ألف شخص قتلوا بشكل مباشر وغير مباشر.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
عادل عبد الرحيم / الأناضول