برنامج ثقافي وفنّي غني في باريس احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
تحتفي منظمة اليونسكو ومعهد العالم العربي في العاصمة العربية، باليوم العالمي للغة العربية الذي يُصادف في الـ 18 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، باعتبار لغة الضّاد أحد أهم أركان التنوّع الثقافي للبشرية، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الأمم المتحدة عام 1973 في قرار تاريخي، اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة الدولية.
وبهذه المناسبة، تقول مساعدة المديرة العامة لمنظمة اليونسكو للعلوم الاجتماعية والإنسانية، غابرييلا راموس، إنّ "اللغة العربية تضطلع بدور رئيسي في تعزيز التماسك الاجتماعي، وإنتاج المعارف ونشر قيم السلام والتفاهم المتبادل، ولا يمكن اختزال مُساهمتها في الإنسانية بشعب واحد، لأنها إرث حضارة يعود للعالم بأسره".
ويوفر اليوم العالمي للغة العربية، منصّة ديناميكية للحوار والتفاهم المُتبادل للاحتفال بأهمية لغة الضّاد على نطاق عالمي. ويجمع هذا الحدث آراء غنية ومُتنوّعة، ويُعزّز الروابط الثقافية بين الدول. وقد بدأ الاحتفاء الرسمي بهذا اليوم رسمياً وبشكل سنوي متواصل مُنذ عام 2012.
La langue arabe est un pilier de la diversité culturelle de l'humanité.
Célébrons son héritage et son avenir.
Très belle #JournéeDeLaLangueArabe ! https://t.co/wy96ji7r0t pic.twitter.com/n9qAgJg0SJ
ويحتفي معهد العالم العربي في باريس باليوم العالمي للغة العربية، على مدى أسبوع تحت شعار "العربية، لغة اللغات"، حيث يجتمع ناطقون بالعربية يتعلمون اللغة الفرنسية، وناطقون بالفرنسية يتعلمون اللغة العربية، في فعالية مميزة حول طاولة للتحدّث باللغتين لتطوير المهارات اللغوية في بيئة ثقافية مُشجّعة.
كما ويُناقش المعهد أطروحة "دراسة اللغة العربية في فرنسا: علم اجتماع المُستعربين"، التي تُركّز على التعددية والجوانب المُختلفة للغة الضّاد. ويُشارك بها ألكسيس أوجور طالب الدكتوراه في علم الاجتماع بجامعة ليموج، والمركز الأوروبي لعلم الاجتماع والعلوم السياسية (جامعة باريس 1 السوربون). وتهدف الأطروحة للبحث في المسارات الاجتماعية للطلاب في اللغة العربية والحضارة، والقيمة الاجتماعية للغة العربية في فرنسا.
وتحت عنوان سوسيولوجيا اللغة العربية المُعاصرة، تُشارك ريم بسيوني الحائزة على جائزة الشيخ زايد للكتاب في حلقة نقاشية بمعهد العالم العربي في باريس، تهدف إلى تسليط الضوء، من منظور لغوي اجتماعي، على الوضع الراهن للغة العربية في العالم.
ويُشارك الموسيقي قيس السعدي والفنانة ناتاشا روجرز، في لقاء مليء بالمفاجآت الموسيقية والغنائية من العالم العربي، يُبرهن على كيفية قيام الموسيقيين العرب بإعادة تشكيل موسيقاهم وصياغة رموزها لاستيعاب عالم جديد من الأصوات والإيقاعات والأشكال.
العربية والذكاء الاصطناعيويتمحور موضوع احتفالية هذا العام في اليونسكو، تحت عنوان "اللغة العربية والذكاء الاصطناعي: تعزيز الابتكار مع الحفاظ على التراث الثقافي" حيث تُسلّط المنظمة الدولية الضوء على آليات استكشاف دور الذكاء الاصطناعي، في تعزيز مكانة اللغة العربية في الفضاء الرقمي مع الاحتفاء بعراقتها وأصالتها الثقافية في ذات الوقت.
وحول الغاية من اختيار موضوع "اللغة العربية والذكاء الاصطناعي"، تقول اليونسكو إن "لغة الضّاد يتحدث بها أكثر من 450 مليون شخص، وهي لغة رسمية في ما يقرب من 25 دولة، وهي لغة عالمية ذات أهمية ثقافية هائلة. ومع ذلك، فإنّ 3% فقط من المحتوى عبر الإنترنت مُتاح باللغة العربية، مما يحدّ من إمكانية الوصول إلى ملايين الأشخاص".
ويُقام ضمن برنامج فعاليات اليونسكو "معرض اللغة العربية"، الذي يضم أعمالاً فنية ومعروضات رقمية تُبرز جماليات اللغة العربية، وتاريخها، وتأثيرها الممتد في الحضارات الأخرى.
وتجمع الاحتفالية باحثين وخبراء وقادة في قطاع الثقافة، لاستكشاف كيف يُمكن للذكاء الاصطناعي سدّ الفجوة الرقمية، وتكثيف وجود اللغة العربية على الإنترنت، وتعزيز الابتكار والحفاظ على التراث، والتمكين الرقمي.
كما وتستضيف اليونسكو حلقة نقاشية بعنوان "الترجمة العربية في الأمم المتحدة"، يُنظّمها مركز الملك سلمان العالمي للغة العربية، ويُشارك فيها نخبة من الخبراء والمتخصصين الدوليين.
وسيتم تنظيم دورة تدريبية افتراضية لموظفي المنظمة، حول "مهارات الترجمة العربية لأغراض دبلوماسية"، تهدف إلى تعريفهم بأدبيات الترجمة وآلياتها للعمل الدبلوماسي، وتدريبهم على ممارستها، وإتقانها، ومعرفة مصطلحاتها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اليونسكو اللغة العربية اليونسكو اللغة العربية العالمی للغة العربیة للغة العربیة فی العالم العربی اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
«أبوظبي للغة العربية» يطلق النسخة الثانية من مهرجان «أيام العربية»
أبوظبي (الاتحاد)
يستعد مركز أبوظبي للغة العربية لاستضافة فعاليات النسخة الثانية من مهرجان «أيام العربية»، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية في منارة السعديات بأبوظبي في الفترة من 14 إلى 16 ديسمبر 2024، تزامناً مع اليوم العالمي للغة العربية الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، وهو ما يعكس التزام إمارة أبوظبي بتعزيز اللغة العربية وربطها بأحدث التقنيات، مع الحفاظ على هويتها التراثية العريقة، ومن ثم تقديمها وسيلة تواصل حديثة قادرة على التكيف مع المتغيرات العالمية.
من المقرر أن يستهل المهرجان أعماله بكلمة رئيسة يقدمها الدكتور روي كاساغراندا، الخبير الجامعي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، والذي يعد من أبرز الباحثين الذين استكشفوا إسهامات الحضارات العربية في التاريخ العالمي، إذ يجمع بين خلفيته الأكاديمية العميقة ورؤيته الملهمة التي تسلط الضوء على أهمية اللغة العربية في صياغة تاريخ الإنسانية، كما يُعرف الدكتور روي بمحاضراته التفاعلية التي تعتمد على وقائع تاريخية، مع التركيز على تغيرات الشرق الأوسط، حيث أبرز في أبحاثه كيف ساهم الفكر العربي في النهضة الأوروبية، متجاوزاً الفكرة التقليدية حول «العصور المظلمة». وأطلق سلسلة محاضرات «Austin School Lecture Series»، التي حققت شعبية كبيرة على الإنترنت».
ويُلقي الدكتور روي كاساغراندا كلمته الرئيسة ضمن جلسات «رواد الفكر»، إحدى أبرز فعاليات المهرجان لهذا العام، يسلط من خلالها الضوء على الدور المحوري الذي لعبته الحضارة العربية في تشكيل تاريخ البشرية. وتركز جلسات «رواد الفكر» على مكانة اللغة العربية اليوم، وتداخلاتها مع التكنولوجيا الحديثة، ومستقبلها في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث يستعرض الدكتور روي أبرز المحطات التاريخية التي تعكس أهمية اللغة العربية وسيلة للتواصل والإبداع.
نجوم من العرب
من أبرز فعاليات نسخة هذا العام، فعالية «نجوم من العرب»، التي تسلط الضوء على أعلام الفكر والعلم القدامى والمعاصرين الذين كان لهم دور محوري في تاريخ ومستقبل الحضارة الإنسانية، وذلك من خلال سرد حكايات هؤلاء العظماء، لتكون بمثابة رحلة تأملية في تراث غني بالإبداع، على رأسها حكاية سيبويه، وحكاية عالم الكيمياء جابر بن حيان، بالإضافة إلى الحكاية الملهمة عن ذلك الفتى، الذي ولد في إحدى قرى مصر الصغيرة، يحمل بين عينيه بريق الطموح، إنه رائد علم «كيمياء الفيمتو»، العالم المصري أحمد زويل، أول عربي يفوز بجائزة نوبل للكيمياء، ويغير مسار العلم بإنجازاته، وغيرها من صفحات التاريخ العربي المشرق.
كما يشمل المهرجان برنامجاً ثقافياً ثرياً ومتنوعاً يتضمن مجموعة واسعة من الفعاليات التي تهدف إلى جذب مختلف فئات المجتمع من الناطقين باللغة العربية وغير الناطقين بها. من بين أبرز الفعاليات، معرض «كنز الجيل» الذي يقدم الأعمال الفنية النهائية في المسابقة، والتي تعكس التنوع والجمال الذي تحمله اللغة العربية في مختلف الفنون، وجلسات «حكايات حول موقدة النار»، التي تُعيد إحياء تقاليد التراث الشعبي العربي.
دورة تدريبية
ضمن البرنامج، تُقام دورة تدريبية بالتعاون مع «سي إن إن بالعربية»، تهدف إلى توفير تدريب عملي للمواهب الصاعدة، خصوصاً في مجال الإعلام العربي، وهو ما يجسد التزام مركز أبوظبي للغة العربية بدعم المواهب الصاعدة وصقل مهاراتها وتمكينها من الاستفادة من التجارب العالمية في الإعلام.
وتسلط جلسات الدورة الثانية من مهرجان أيام العربية الضوء على محاور مهمة عدة، تتضمن: «تسخير الذكاء الاصطناعي لتشكيل مستقبل الثقافة والإبداع العربي»، و«مستقبل الذكاء الاصطناعي العربي: من الخيال العلمي إلى الواقع العلمي»، و«الثقافة العربية والذكاء الاصطناعي: من صون التراث إلى تعزيز الإبداع»، و«الذكاء الاصطناعي في الموسيقى: هل محفز للإبداع أم تهديد للأصالة؟»، بالإضافة إلى «الذكاء الاصطناعي التوليدي: إعادة تصور فن السرد والإبداع».