بوابة الوفد:
2025-01-11@17:36:13 GMT

تعرف على الآداب التي تجعل الدعاء أكثر قبولًا

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أن الدعاء هو أحد أهم وسائل التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وله أثر عظيم في حياة المسلم، فهو ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو عبادة عظيمة تكشف عن عمق الإيمان والثقة في قدرة الله، ومن خلال الدعاء، تفتح أبواب الخير، ويرتفع البلاء، وتُغفر الذنوب، ويُرفع الإنسان درجات في الدنيا والآخرة.

واستشهدا جمعة بقول الإمام الغزالي رحمه الله: “من القضاء رد البلاء بالدعاء”، فالدعاء ليس مجرد رد فعل عابر، بل هو سبب أكيد في رفع البلاء وجلب الرحمة. فكما أن الترس يحمي من السهام، فالدعاء يرد البلاء ويجلب الأجر، لا يعني اعترافنا بقضاء الله وقدره أننا نترك الأسباب والوسائل التي قد تغير واقعنا، بل يجب أن نحرص على استخدام الدعاء كأداة قوية لتغيير حياتنا وطلب العون من الله.

آداب الدعاء

وتابع جمعة أنه قد أرشدنا الإسلام إلى مجموعة من الآداب التي تجعل الدعاء أكثر قبولًا، مثل تحري أوقات الإجابة، كثلث الليل الأخير، أو وقت نزول المطر، أو وقت الخطبة في يوم الجمعة. كما أن رفع اليدين إلى السماء والتوجه بصدق إلى الله من أعظم أسباب قبول الدعاء. إن الدعاء ليس فقط كلمات تُقال، بل هو لحظة تواصل حقيقية مع الله، لحظة قلبية في غاية الأهمية.

وأضاف جمعة أنه من أهم آداب الدعاء أيضًا هو أن يتوجه المسلم إلى الله طلبًا للخير الذي يسعى إليه، كما كان يفعل نبينا محمد ﷺ. كان ﷺ يسأل الله من كل خير، ويستعيذ من كل شر، كما علمنا أن ندعو لأنفسنا ولأزواجنا وذرياتنا.

المرأة الصالحة: خير متاع الدنيا

ووضح جمعة إن الدعاء للزوجة الصالحة والأبناء الصالحين يعتبر من أهم الدعوات التي يجب على المسلم أن يحرص عليها. فالزوجة الصالحة هي من أفضل متاع الدنيا، كما ورد عن النبي ﷺ في حديثه: "الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" [رواه مسلم]. وعندما يذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أن من بين أعظم النعم هو السكن والراحة التي يشعر بها الزوجان تجاه بعضهما البعض، فإن هذه النعمة تعكس تمامًا معنى الحياة الزوجية التي هي أساس الاستقرار والتوفيق في الحياة.

وقد ورد عن النبي ﷺ في وصف الزوجة الصالحة أنه قال: "إذا نظرت إليها سرتك، وإذا غبت عنها حفظتك، وإذا أمرتها أطاعتك" [الجامع الصغير]. هذه الصفات ليست فقط علامات لحسن الخلق، بل هي تعبير عن التوازن في الحياة الزوجية التي تساهم في تحقيق الاستقرار النفسي، الذي بدوره يؤثر على حياة العبادة والتقرب إلى الله.

الدعاء للزوجة الصالحة

يجب على المسلم أن يخصص من دعائه ليطلب من الله أن يبارك له في زوجته، كما كان يفعل الصحابة الكرام، فالدعاء ليس محصورًا على الحياة الشخصية فقط، بل يمتد ليشمل العائلة وكل من نحب. فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]. وهذه دعوة شاملة للخير في الدنيا والآخرة، تتضمن السعادة الزوجية والأبناء الصالحين.

الاستقرار في الزواج

إن الزواج في الإسلام ليس مجرد عقد بين شخصين، بل هو سكن وراحة، وهو من آيات الله التي دلت على عظمة خلقه ورحمته. يقول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]. هذه الآية تعكس عمق العلاقة الزوجية، فهي ليست فقط علاقة جسدية بل علاقة روحية تتعزز بالمودة والرحمة.

 

في النهاية، يبقى الدعاء هو أداة المؤمن في الحصول على الخيرات في الدنيا والآخرة. الدعاء للزوجة الصالحة، كما علمنا النبي ﷺ، من أعظم الأدعية التي يمكن أن يقوم بها المؤمن. فالمرأة الصالحة هي التي تشارك زوجها في رحلته إلى الله، وتكون سببًا في استقرار حياته الروحية والمادية. وكلما دعا المسلم لزوجته وأبنائه، زادت بركة الله في حياته، وزادت أسباب السعادة والرضا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة الدعاء النبي المسلم الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية هيئة كبار العلماء إلى الله

إقرأ أيضاً:

هل تحتار بين فتاوى العلماء.. تعلم كيف تصل إلى الرأي الصحيح؟

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الفطرة السليمة التي فطر الله الإنسان عليها تعد القاسم المشترك بين البشر، وهي السبيل الأصيل للوصول إلى الحق والاطمئنان النفسي، وأوضح أن الفطرة، كنعمة إلهية، موجودة في كل إنسان منذ خلقه، وتمكنه من إدراك الحقائق الكونية والدينية رغم اختلاف مستويات العلم والمعرفة بين الناس.

كيف يختار المسلم الرأي الصحيح عند اختلاف الفتاوى؟

وفي إجابته عن سؤال: كيف يختار المسلم الرأي الصحيح عند اختلاف الفتاوى؟، أشار المفتي إلى أن القرآن الكريم يؤكد على دور الفطرة في المعرفة والإيمان، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ". وأكد أن الفطرة السليمة هي الطريق إلى الإيمان بالله والإقرار بوجوده.

وأضاف أن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كل مولود يولد على الفطرة" يشير إلى أن الإسلام هو الفطرة الطبيعية للإنسان. وإذا حافظ الإنسان على نقاء فطرته، فإنه سيتمكن من السير في الطريق المستقيم دون الحاجة إلى مرشد.

وأشار إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". وأوضح أن نقاء الفطرة مرتبط بسلامة القلب، وهو ما يساعد الإنسان على التمييز بين الحق والباطل. 

ودعا إلى الرجوع إلى العلماء الثقات في حال وجود شك أو قلق في المسائل الدينية، حيث يمكنهم توجيه المسلم نحو الصواب.

جلب المصالح ودفع المفاسد

وشدد المفتي على أن مقاصد الشريعة الإسلامية تتمثل في جلب المصالح ودفع المفاسد، وهي المعايير التي يجب أن تُحترم عند إصدار الفتاوى والتفسيرات الشرعية. وأكد أن الإنسان، سواء كان من عامة الناس أو من أهل العلم، ينبغي أن يعزز فطرته بالأعمال الصالحة والعبادات ليتمكن من التمييز بين الصواب والخطأ.

وفي ختام حديثه، دعا المفتي المسلمين إلى الحفاظ على فطرتهم السليمة والتمسك بطاعة الله، مع ضرورة الرجوع إلى العلماء الموثوقين. وأشار إلى أن الاجتهاد في العبادة والابتعاد عن المنكرات يعزز الاطمئنان النفسي والفكري ويعين المسلم على اختيار الرأي الصحيح عند اختلاف الفتاوى.

مقالات مشابهة

  • هل تحتار بين فتاوى العلماء.. تعلم كيف تصل إلى الرأي الصحيح؟
  • كيف نستعد لرمضان من رجب؟
  • الأزهر: احذروا هذا الفعل في شهر رجب
  • أذكار المساء... حماية وبركة في دقائق معدودة
  • من قربات يوم الجمعة: فرصة للتقرب إلى الله وزيادة الأعمال الصالحة
  • كيف تغتنم يوم الجمعة في شهر رجب بالدعاء؟
  • أفضل الأعمال يوم الجمعة وأهم السنن فيه.. تعرف عليها
  • تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 10-1-2024 في محافظة قنا
  • حكم الترويج لمنتجات وصور لا تتفق مع الآداب العامة.. الإفتاء تجيب
  • الإفتاء: حالتان تجوز فيهما الصلاة بدون وضوء