عبادة أوصى الله ورسوله بها تدفع المصائب وتغفر الذنوب وتجلب الرزق .. اغتنمها
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان للدعاء أثر عظيم وفائدة بالغة, فكم من محنة رفعت بالدعاء, وكم من مصيبة أو كارثة كشفها الله بالدعاء, والدعاء سبب أكيد لغفران المعاصي, ولرفع الدرجات, ولجلب الخير ودفع الشر.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان من ترك الدعاء فقد سد على نفسه أبوابًا كثيرة من الخير، وقال الغزالي : فإن قلت : فما فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له ؟ فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء, فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة, كما أن الترس سبب لرد السهام, والماء سبب لخروج النبات من الأرض , فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان , فكذلك الدعاء والبلاء يتعالجان .
وللدعاء آداب أرشد إليها الشرع، كتحري أكل الحلال، ورفع اليدين إلى السماء، وتحري الأوقات الفاضلة كثلث الليل الأخير، وساعة صعود الإمام المنبر من الجمعة، ونزول المطر، وسماع صوت الديك، وغير ذلك مما ورد فيه الآثار.
وعباد الرحمن يسألون الله من كل خير سأله سيدهم ونبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ويتعوذون من كل شر تعوذ منه ﷺ ، ويخصون من الخير الذي يسألونه أن يبارك الله لهم في زوجاتهم أو أزواجهم وذريتهم ويصلحهم، ويجعلهم قرة عين لهم، والمقصود هنا أن يكونوا قرة عين لهم بأخلاقهم الفاضلة وسلوكهم القويم ومكانتهم الطيبة.
فالزوجة الصالحة من أفضل متاع الدنيا كما ورد ذلك عن النبي ﷺ ، حيث قال : «الدنيا كلها متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» [رواه مسلم]، والمرأة الصالحة هي التي تحقق السعادة والاستقرار، فقد وصفها النبي ﷺ بصفات في قوله : «إذا نظرت إليها سرتك، وإذا غبت عنها حفظتك، وإذا أمرتها أطاعتك» [الجامع الصغير]، وهم كذلك يدعون ربهم بالمرأة الصالحة في الدنيا كما في قوله تعالى : (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ، فقد ورد عن علي رضي الله عنه أنه قال : حسنة الدنيا المرأة الصالحة [أورد ذلك القرطبي في تفسيره، والمناوي في فتح القدير].
فالزوجة للزوج سكن واستقرار والزوج للزوجة كذلك وإذا ما حدث ذلك السكن والاستقرار تهيأ طريق العبادة والإقبال على الله سبحانه وتعالى، قال تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) . وأخبر ربنا أن الزواج والإنجاب من سنن الأنبياء عليهم السلام فقال تعالى مخاطبا نبيه ﷺ : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المعاصي الدعاء فضل الدعاء ترك الدعاء معجزات الدعاء المزيد
إقرأ أيضاً:
أعمال مستحبة قبل الفجر في شهر رجب.. عبادة مباركة وزاد للروح
شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي خصها الله بفضائل عظيمة، فهو فرصة ذهبية للمسلمين للتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات المختلفة، ومع اقتراب ساعات الفجر، يتجلى وقت من أعظم أوقات الإجابة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تتنزل الرحمات وتفتح أبواب السماء لقبول الدعاء. فماذا يمكن أن يفعل المسلم قبل الفجر في هذا الشهر الكريم؟
الصلاة في جوف الليل
وقت الفجر يُعد من أفضل الأوقات لأداء الصلاة وقيام الليل، حيث يكون العبد أقرب ما يكون إلى ربه. فقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن» (رواه الترمذي).
الصلاة في هذا الوقت تشمل ركعات التهجد، وهي عبادة عظيمة تقرب المسلم من الله وتُطهر قلبه، إضافة إلى أنها سبب لإجابة الدعاء ومغفرة الذنوب.
الدعاء والتضرع إلى الله
وقت الثلث الأخير من الليل هو وقت نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا، كما ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» (رواه البخاري).
في هذا الوقت المبارك، يُستحب للمسلم أن يرفع يديه بالدعاء، سائلًا الله المغفرة والرحمة، وأن يطلب منه قضاء حوائجه في الدنيا والآخرة.
تلاوة القرآن الكريم
قراءة القرآن في جوف الليل وخاصة في شهر رجب تضفي نورًا على القلب وصفاءً للروح. فهي عبادة تجمع بين الذكر والتفكر في آيات الله، وتعزز صلة العبد بربه. ومن المأثور عن السلف أنهم كانوا يجعلون من الليل وقتًا للتدبر في القرآن والتقرب إلى الله.
ذكر الله والاستغفار
الذكر من أعظم العبادات التي يمكن للمسلم أن يحرص عليها قبل الفجر، سواء كان ذلك بالتسبيح، أو التحميد، أو التكبير، أو التهليل. كما يُستحب الاستغفار في هذا الوقت، فقد ورد في القرآن الكريم: «والمستغفرين بالأسحار» (آل عمران: 17).
الاستغفار قبل الفجر يُطهر النفس من الذنوب ويجلب رضا الله وبركته.
أدعية مستحبة في شهر رجب
يمكن ترديد الأدعية التالية التي تحمل معاني الرجاء والتضرع، مستحضرًا نية القرب من الله:
«اللهم إني أسألك أن تفتح لي أبواب رحمتك، وأن تيسر لي طريق طاعتك، وأن تجعلني من عبادك الصالحين، والمقربين إليك».
«اللهم اغفر لي ذنوبي، واستر عيوبي، وتقبل مني عبادتي، ووفقني لما تحب وترضى».
«يا من يعطي الكثير بالقليل، ويا من يعطي من سأله ومن لم يسأله، أعطني من خيرك، واصرف عني شُرور الدنيا والآخرة».
القيام بالدعاء للأهل والأمة الإسلامية
الدعاء للأهل والأمة الإسلامية من الأعمال المستحبة التي تُظهر روح الأخوة والمحبة. يمكن أن يخصص المسلم جزءًا من وقته للدعاء لأهله بالصلاح والهداية، وللأمة الإسلامية بالنصر والتمكين.
فوائد هذه الأعمال في شهر رجب
1. مغفرة الذنوب: الأعمال الصالحة في شهر رجب سبب لمحو الذنوب ورفع الدرجات.
2. تعزيز التقوى: المواظبة على الطاعات تزيد من تقوى القلب وقربه من الله.
3. البركة في الحياة: من يسعى لإرضاء الله في أوقات الإجابة يُرزق بالبركة والخير.
4. الاستعداد لشهر رمضان: شهر رجب هو مقدمة روحانية لشهر رمضان، حيث يمكن للمسلم أن يبدأ في تحسين عباداته وزيادة طاعاته.
شهر رجب هو فرصة عظيمة للارتقاء بالروح والاستعداد للقاء الله بالطاعات والعبادات، لا سيما في ساعات الفجر التي تُعد من أعظم الأوقات للتقرب إلى الله. فلنحرص على استثمار هذه اللحظات المباركة بما يعود علينا بالنفع في الدنيا والآخرة.