الشيخ سالم الفلاحات يكتب .. هل إحْنا غِيــــــــر فعلا؟
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
#سواليف
هل إحْنا غِيــــــــر فعلا؟
#الشيخ_سالم_الفلاحات
الحديث عن الأمل والثقة بالنفس وبــ هل إحْنا غِيــــــــر فعلا؟
الحديث عن #الأمل والثقة بالنفس وبالشعب والدولة بشكل عام، ورفض الاستسلام وثقافة الهزيمة، وفقدان الوزن والاتزان واليأس، وتجريم الحديث عن فقدان مقومات الصمود واستحالة النهوض، هذا منهج اتبناه وأشكر كل من ينتهجه، وهذا هو الأصل لأنّه ضروري ،وينم عن أصالة ووطنية ووعي .
وللبناء على هذا المنهج لا بد من: قراءة #تجارب_الشعوب المماثلة في التاريخ البعيد والقريب وبخاصة في الشعوب الأوروبية ، وكذلك في الأنظمة التي كانت ترى نفسها في غاية القوة والثبات والاستمرارية، وبخاصة التي كانت تقدم خدمات مميزة للدول العظمى لضمان رضاها ودعمها للبقاء على حساب شعوبها كرامةً وعدالةً ومعيشة على مساحة البلاد العربية والإسلامية، ولا بد من النظر الدقيق لأسباب سقوط أنظمة كانت قوية قاهرة لشعوبها ، وكانت تقدم كل الخدمات للمستعمر ن وبعضها كان يُطلَق عليه شرطي الخليج (نظام الشاه ) ،ومنها تجربة النظام السوري الحدث الأقرب : حال الجيش السوري وتسليحه وتماسكه حيث لم ينشق عنه الا النّادر القليل خلال عقود زادت عن نصف قرن أجهزة أمنية سوريّة تتفرع عن أربعة أجهزة رئيسة وربما زادت عن ستة عشر جهازا، وبصورة عَزّ مثيلها وكانت في معظمها موجهة لمتابعة المواطنين وبخاصة المعارضين أو المتوقع معارضتهم بحيث يحاسبون على النياّت ويزج بهم في السجون التي تزيد عن سجون ومحاكم التفتيش والباستيل قمعا وعنفا لكنها لم تغن عنه شيئا . النظام السوري له طائفة كبيرة تدعمه وتحافظ عليه وهذه العائلة لا تتوافر لمعظم الأنظمة العربية إضافة للمنتفعين من السوريين النفعيين، والتظاهر بوجود حزب وحيد متجذر ومع ذلك لم تغن كلها عن النظام شيئا . وهو النظام الذي كان يصنّف من شرائح كثيرة من العرب ومن مثقفيهم وإعلامييهم أنه نظام ممانعٌ لم يُطبعّ مع العدو ولم يعقد أي اتفاقيات او معاهدات مع العدو الصهيوني ، بينما توصف أنظمة أخرى بأنها متماهية مع العدو ، أو أنها وظيفية لصالح المستعمر . وانّه النظام الذي مدّ يد المساعدة لحزب الله والمقاومة في لبنان طيلة سنوات عديدة . وأنّه النظام العربي الأخير المتبقي الذي يتمسك ويتمسح به القوميون العرب ومعهم الشيوعيون، وهم شريحة ٌمثقفة ونشيطة ٌوانْ كانت وهي محل احترام وتقدير في معظمها للأسف كأنما تنازع البقاء ، ويبذولون وسعهم لتحسين صورته وتبرير أخطائه ، وتسويق طروحاته ومواقفه مهما كانت ، بالرغم من أن الاتجاه الإنساني اليوم ومنه العربي يبحث عن الحرية وعن سلطة الشعب لا تفرّد الأنظمة التي لم تعد تغطيها شعارات التحرير دون حريّة للشعوب !! علينا أن نعيد قراءة ما تَوصّل اليه خبراء علم الاجتماع من قبل ومن بعد، منذ العلامة ابن خلدون الذي أفاض في هذا المجال ،وفي العصر الحديث نجد الكثيرين كتبوا بهذا الشأن وليس آخرهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي الذي وضع اربعة عشر مظهرا تسبق سقوط الدول في محاضرة له ومن أبرزها :
شعور #صاحب_السلطة بفائض القوة والثقة الزائدة
فقدان الصلة بالمحيط إلا ّمن قلة تزيّن له عملَه
اسكات #القوى_المعارضة أو اسكاتـــــــــــــها بالترغيب والترهيب لإدخالها في بيت
الطاعة طغيان مفهوم السلطة على مفهوم الدولة، حيث تهيمن الأجهزة الأمنية على أجهزة الدولة تمركز القوة والثروة بيد مجموعة صغيرة
غياب العدالة وتدمير سلطة القضاء واستقلاله شيوع الفساد الإداري والمالي وترهل أجهزة الدولة غياب الثقة بين الاكم والدولة
الاعتماد على الدعم الخارجي والثقة بالحلفاء في تثبيت أركان الحكم وعدم الثقة بالشعب
التحكم بوسائل الاعلام العامة والخاصة بالترغيب والترهيب وسجن كل اعلامي حر واغلاق كل مؤسسة تعارض سياسات النظام وعدم تحمل النقد.
على أي واقع عربي ينطبق هذا الوصف،؟
وكلما ارتفعت نسبة انطباق معظم هذه المواصفات على دولة كلما أصبح النظام أقرب الى الزوال وعلى جمع الحريصين على بقاء بلدانهم متماسكة وقوية التقليل من هذه المواصفات
إنّ حالة الإنكار التامة للواقع، وتعمّد ذلك لا يغني شيئا، ولا بد من الاعتراف الصريح بالوضع كما هو والحذر الشديد والمراجعة الدقيقة و الجريئة .
سالم الفلاحات 11/12 /2024
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الشيخ سالم الفلاحات الأمل تجارب الشعوب صاحب السلطة القوى المعارضة
إقرأ أيضاً:
تشييع جثمان مازن حمادة الذي فضح سجون الأسد وقضى فيها
بث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لتشييع الناشط السوري المعارض مازن حمادة الذي عثر على جثته قبل أيام مع عشرات الجثث التي تعود لسجناء من سجن صيدنايا سيئ الصيت أعدمهم النظام قبل سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وحمادة اعتقله النظام مع بداية الثورة عام 2011 عدة مرات قبل أن يطلق سراحه بعد سنوات من الاعتقال والتعذيب ليتوجه إلى أوروبا ويحصل على اللجوء في هولندا، وعاد إلى سوريا مجددا منذ 4 أعوام ليجدد النظام اعتقاله قبل العثور على جثته الاثنين الماضي.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور بثها ناشطون مشاركة المئات في تشييع حمادة في دمشق، ورفعوا صوره وأعلام الثورة ورددوا شعارات تحيي ذكراه وهو الذي فضح الانتهاكات في سجون النظام ضد المعارضين خلال الثورة.
تشييع الشهيد مازن حمادة في دمشق، رحمه الله وتقبله pic.twitter.com/ekITARdRcX
— مُضَر | Modar (@ivarmm) December 12, 2024
حمادة المنحدر من محافظة دير الزور شرق سوريا وكان يعمل في شركة نفط أجنبية قبل اعتقاله عام 2011، اشتهر بعد تقديم شهادته أمام عدسات وسائل إعلام وكذلك في أفلام وثائقية ومؤتمرات عن المعتقلين والمختفين قسريا في سجون الأسد شرح فيها ظروف الاعتقال والتعذيب الوحشية والمسالخ البشرية الموجودة في سجون الأسد، كما كان مساهما في إجراءات دولية لمحاكمة نظام الأسد.
بعد المطابقة بين الصور تم التأكد من أستشهاد الناشط السوري الأخ والصديق #مازن_حمادة أبن مدينة #ديرالزور تحت التعذيب في سجون نظام الأسد رحمة الله عليك يا مازن ولاحول ولاقوة إلا بالله #سجون_الأسد #سجناء_صيدنايا #صيدنايا_المسلخ_البشري #صيدنايا #دمشق #سوريا pic.twitter.com/dkLpwhoWGb
— مهاب ناصر -Mohab Nasser (@Mohab_Nasser2) December 9, 2024
إعلانوأمضى حمادة ما يقارب 3 سنوات في سجون الأسد، وبعد إطلاق سراحه عام 2014، قدم شهادته التفصيلية في أنحاء العالم على التعذيب الذي تعرض له في سوريا قبل أن يستقل الطائرة فجأة عام 2020 عائدا إلى دمشق حيث اختفى فور وصوله إلى المطار.
وبعد تقديم شهادته الشهيرة أطلق ناشطون عليه لقب "الميت المتكلم" وأعادوا ذلك، لأنه نجا من الموت الذي يهدد أي معتقل في سجون الأسد، وكذلك لتعابير وجهه الجامدة والحزينة والآثار النفسية التي خلفها فيه التعذيب في سجون النظام.
مازن حمادة معتقل سوري سابق هرب من الجحيم إلى هولندا، ثم ظهر في مقابلة تلفزيونية يفضح وحشية النظام السوري وتعذيبه للمعتقلين.
مازن كان يشرح كل شيء حدث بالتفصيل لكن عندما تم سؤاله "ما شعورك تجاه الذين عذبوك ؟ " توسعت حدقة عينه ، نزلت دمعته وأجاب : pic.twitter.com/lFgVi9N5oc
— ناصر بن عوض القرني (@NasserAwadQ) December 3, 2024
وتقول الصحفية ورد نجار تعليقا على العثور على جثة مازن حمادة "قتلوا مازن حمادة عدة مرات.. مات قلبه وعقله وشعوره كل على حدة.. والآن بعد سقوط الطاغية وجلاديه، انتشرت صورة جثة مازن فأدركنا أنه مات جسدا ولكن لم ولن تموت ذكراه فينا بل وحتى سنخلّدها للأجيال القادمة".
وتبقى قصة قرار عودة حمادة إلى سوريا مجددا بعد ما تعرض له من تعذيب في سجون الأسد لغزا لم يقدم أي من المقربين له حتى اليوم إجابة شافية عنه، فبينما يقول بعضهم إنه عاد إلى سوريا لزيارة عائلته بعد حصوله على "الأمان" وتطمينات من نظام الأسد بأنه لن يمسه، أشار البعض إلى أنه كان يعاني من حالة اكتئاب حادة عند اتخاذه القرار وهذا ما ظهر في مقاطع فيديو وأكثر من بث مباشر ظهر فيها قبل عودته إلى سوريا.