نقيب الأشراف: مصر لها تجربة رائدة في نشر الإسلام الوسطي بدول العالم
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
أكد السيد الشريف نقيب السادة الأشراف أنَّ الندوة الدولية التي تعقدها دار الإفتاء المصرية مطلع الأسبوع المقبل حول «الفتوى والأمن الفكري» تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، تُرسخ لقيم الوسطية والاعتدال وتحمي المجتمعات من الآراء الشاذة والفتاوى المضللة.
فهم صحيح للنصوصوقال نقيب السادة الأشراف إنَّ الندوة ملتقى جيد على أرض مصر لوزراء وعلماء ومفتين من جميع أنحاء العالم لوضع حلول لمواجهة الفتاوى العشوائية والآراء الشاذة التي تسببت في هدم الكثير من الدول، مشددًا على أنَّ الفتاوى النابعة عن فهم صحيح للنصوص وإدراك حقيقي للواقع هي أحد الأسباب الرئيسية في تحقيق الأمن المجتمعي واستقرار الدول وتحقيق التنمية المستدامة لها.
وشدد على أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لها دور رائد في التصدي للفكر المتطرف ونشر سماحة الإسلام الوسطي من خلال إرسال مبعوثين من رجال الأزهر والأوقاف المشهود لهم بالكفاءة والاعتدال، إلى دول العالم.
المؤسسات الدينيةوقال نقيب السادة الأشراف إنَّ المؤسسات الدينية في مصر «الأزهر - الأوقاف - دار الإفتاء - نقابة السادة الأشراف - مشيخة الطرق الصوفية» تضرب أروع المثل في التعاون والتكامل فيما بينها، بما يحقق الأمن المجتمعي ويسهم في نشر سماحة الإسلام الوسطي والتصدي للأفكار المغلوطة والخاطئة، معربا عن ثقته في أن تخرج الندوة الدولية لدار الإفتاء بتوصيات تضع حلولًا جذرية لمواجهة فوضى الفتاوى والأفكار المتطرفة والمغلوطة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المؤسسات الدينية الأزهر الشريف مشيخة الطرق الصوفية الأشراف نقابة الأشراف السادة الأشراف
إقرأ أيضاً:
إرهابهم وإسلامنا
السياسة الغربية بعيدة كل البعد عن المبادئ والقيم والدين والأخلاق لاعتمادها على العلمانية التي تفصل بين الدين والدولة، ولا يتم استخدام الدين المحرّف إلا لتبرير الإجرام واستعباد الآخرين، واكبر ضمان للسياسة هي القوه أولا وأخيرا، ولا يختلف الأمر بين اليهود أو النصارى أو إن كانوا مجتمعين في حلف صهيوني صليبي قائم على أساس ديني وتتماثل معهم في الأمر سياسة صهاينة العرب، إلا أنهم يتميزون بأنهم أشداء على المسلمين خاضعين وذليلين أمام الآخرين شرقا وغربا شمالا وجنوبا لأنهم يدينون بالولاء والوجود لهم .
صهاينة العرب يعتمد عليهم الاستعمار في الحفاظ على القطرية والتجزئة ومحاربة التكامل الاقتصادي والسياسي وكل التوجهات الاستقلالية سرا وعلانيه من أجل استمرار تدفق الثروات من البقرة الحلوب وتكريس الشتات والذلة والمهانة كأهم واجبات تلك الحكومات والأنظمة التي أوجدها ونصبها وسلمها السلطة .
لقد قطع الإجرام والطغيان والإرهاب والاستبداد مسافات بعيدة حتى صنع من المواطن العربي والمسلم أسطورة تحاربه المخابرات والجيوش العالمية والعربية على حد سواء، بل وجعل من الدين الإسلامي ومبادئه وتعاليمه الربانية مصدرا للإرهاب؛ دولة مستباحه القتل والإبادة والإجرام تمارسها كل دول العالم ضده ويكمل الحكام الطغاة والمستبدون برعاية الغرب والشرق مالم يستطع فعله الآخرون.
قسمت الأراضي وفقا لمصالح وإرادة الدول الاستعمارية ونصبت الحكومات وأبيدت الثورات الوطنية وتعاون الجميع على حصار المواطنين بين الحدود ووزعت الثروات لكل من يخدم توجهات الإجرام والاستعمار والطغيان ولم يكتف الاستعمار بذلك بل أنشأ جماعات إرهابية من أجل القضاء على كل فكر وتوجه وطني ووحدوي .
الإساءة للدين هدف تلك الجماعات من خلال تلك الممارسات التي تعمل على إلصاق كل نقيصة بالإسلام.
حينما سعى الرئيس ياسر عرفات للحصول على ما أسماه -سلام الشجعان -الحلف الصهيوني الصليبي بكل جرائمه لم يستح أن يفرض على منظمة التحرير إدانة الإرهاب ومقصدهم من ذلك إدانة الكفاح المسلح ضد الإجرام الصهيوني الصليبي وهو عمل مشروع تكفله الأديان السماوية والقوانين الدولية وكل الملل والنحل .
لم يكتف المتحالفون بذلك بل أوجبوا على المنظمة حذف كل ما يتعلق بالكفاح المسلح من الميثاق الوطني الفلسطيني وكل الأدبيات والمناهج وقدموا شكوى إلى منظمة اليونسكو تطالب بحذف ما تسميه الإرهاب من المناهج الفلسطينية والعربية ولم يشتك ضد إسرائيل وإرهابها وإجرامها أحد سواءً من الزعماء أو القادة أو الرؤساء، رغم أن أسفار التوراة المحرفة تدعو إلى إبادة غير اليهود وإبادة كل ما على أرض الخصم الذي لا يرضى بسيطرتهم.
بينما المعتدى عليهم مطالبون بحذف آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن اليهود، وهنا سارعت معظم الحكوما العربية والإسلامية لتلبيه مطالبهم على حساب دينهم وكرامتهم وعزتهم، وهكذا تحول الإجرام والمجرمون إلى حمائم سلام والمعتدى عليهم والضحايا إلى إرهابيين وقتلة.
الاستعمار والطغيان يعتمد دائما على توجيه الجماهير وتجييشها ضد عدو محدد ويتم حشدها ضده، فيما كان الغرب يعتمد على الاشتراكية ومواجهتها والشرق يعتمد على الإمبريالية وخطورتها لكنهم يلتقيان مع البوذية والهندوسية في العداء المشترك للإسلام كعدو أساسي في المقام الأول، ولذلك لما سقطت الاشتراكية قدم الإسلام كعدو يجب الخلاص منه وتدميره كما دمرت الاشتراكية، وكما تحرك الغرب في الحملات الصليبية لتخليص الصليب من المسلمين باعتبارهم كفارا توجهت السياسات الغربية تحت قيادة أمريكا لتحطيم الإسلام بدعوى أنه الإرهاب وأن المسلمين إرهابيون .
حُوصر العراق ودُمر واستبيحت أراضيه وسلبت خيراته وكانت أفغانستان المحطة التالية، المبرر جاهز والتمويل موجود وهكذا عرفت أمريكا العالم بمعنى الإرهاب – من لم يكن معنا فهو ضدنا – مع أنها دمرت فيتنام واليابان وتدخلت في كل دول العالم لحماية الديمقراطية وحقوق الإنسان كما يزعم .
كانت أفغانستان محطة ضرورية لإرهاب العالم وإثبات تفرُّد أمريكا بالهيمنة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وعدم وجود قوة مناضرة أو مكافئة لها وكما كانت أفغانستان لتأديب دول شرق آسيا ووسطها كانت العراق محطة لإرهاب العالم العربي والإسلامي تحت ذريعة ومبرر تصنيع أسلحة دمار شامل ليتضح كذب تلك الدعايات الإجرامية باعتراف سياسيي الغرب وقادتهم .
يسفك الإجرام دماء العرب والمسلمين الأبرياء دون حياء أو خجل وزعماؤهم يسعون جاهدين لإثبات حسن نواياهم بنفي تهمة الإرهاب والتطرف التي هم ضحيتها، الإجرام لا يخجل ولا يتوقف فضحاياه من المسلمين في العراق وأفغانستان ولبنان وسوريا والسودان على أيدي اليهود والنصارى سواء باغتيالات فردية أو جماعية، وها هي إسرائيل تعمل على ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وقبلها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا.
في بورما وكمبوديا والهند تمارس الحكومات جرائم الإبادة والتطهير العرقي ضد المسلمين وتشجع الجماعات الإرهابية المتطرفة على إكمال الجرائم التي لا تريد تحمل المسؤولية عنها وباعتراف العالم، فلا يعترض أحد وفي قلب أوروبا ارتكب الصرب جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية، ومثل ذلك الكروات والإسلام هو الإرهاب والمسلمون إرهابيون في نظرهم .
احتل الاتحاد السوفييتي أفغانستان ومارس أبشع الجرائم وتأتي بعده أمريكا ومع ذلك فالشعب الأفغاني إرهابي في نظرهم ويستفيد الطغيان من موضة الإرهاب ليمارس أبشع الجرائم في حق الشعوب تحت ذريعة مكافحته.
إذا كان كل إجرامهم وفسادهم وهم حمائم السلام فكيف لو كانوا من الإرهابيين، لقد صدق الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي حينما قال “إن الإرهابي هو أنا وأنت كمسلمين لم نحمل السلاح ولم نقتل أحداً لكن المطلوب القضاء على الإسلام والمسلمين لأنهم إرهابيون” .
لقد استغلوا تفوقهم العلمي والتكنولوجي لاستعمار الآخرين والاستيلاء على ثرواتهم والتحكم بمصائرهم بواسطة الحكام والأنظمة المؤيدة لهم .وأشاعوا فوبيا الخوف من الإسلام كأسلوب ونظام حياة يعتمد على القيم والمبادئ الربانية لأنه يحارب الإجرام والإفساد والضلال ولذلك تكالبت عليه قوي الإجرام العالمية شرقا وغربا، هم شرعوا الربا واستولوا على ثروات العالم، والإسلام أوجب التعاون والتناصر والتكافل، هم أباحوا الخمر والموبقات والإسلام دعا وأوجب العفة والطهارة ؛هم مارسوا الإجرام وسفك دماء الآخرين والإسلام حمى النفس والعرض والمال والدين والعقل ؛هم يثيرون الحروب وينشرون الخراب والدمار والإسلام يدعو إلى السلام والأمن .
الإجرام اليوم صوته عال وقواته تمارس القتل والدمار، ومع ذلك فلا مسؤولية عليه والضحايا اليوم الإسلام والمسلمون وهم المتهمون والمقتولون، وصدق الله العظيم القائل: ((كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين))المائدة -64-.