سودانايل:
2025-02-11@18:10:58 GMT

حكاية صلاح قوش ودوره في الثورة

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

كثر الحديث عن دور قوش في التغيير الذي حدث في ١١ ابريل ٢٠١٩ ، وحتى لا يتحول ذلك الادعاء الى عامل جديد للانقسام والتخوين والتشكيك في اوساط قوى الثورة ، لا بد من وضعه في حجمه الطبيعي وسياقه الموضوعي، قوش فعلا كان ساعيا في احداث تغيير سياسي جزئي مفصل على مقاسه هو ومجموعته في النظام مدعوما بسند محور اقليمي، ولذلك لم يعرقل جهاز الامن بقيادة قوش وصول الجماهير الثائرة الى القيادة العامة بالوحشية المعهودة في ذلك الجهاز اللعين، وكذلك فعل الدعم السريع لان كلا القوتين( الدعم السريع وامن قوش) كانا ينتظران قطف ثمرة التغيير وظهرهما مسنود اقليميا، الذي حدث هو ان الدعم السريع المتحالف مع منافسي واعداء قوش في جهاز الامن وضع قشر الموز تحت اقدام قوش فزحلقه شر زحلقة من المجلس العسكري وزحلق معه كمال عبد المعروف رجل الحركة الاسلامية في الجيش الذي كان من المفترض ان يكون في مكان عبد الفتاح البرهان، ورغم ان الطرفين المتصارعين على قطف ثمرة الثورة يسندهما ذات المحور الاقليمي حينها : مصر الامارات السعودية ، الا ان هذه الدول نفسها مختلفة في رهاناتها على الشخصيات ، وسبب اختلافها ، فضلا عن مصالحها الخاصة، هو ان الشبكة الامنية الكيزانية نفسها منقسمة ومتصارعة ومتهافتة على غنائم الداخل والخارج ! وكل منها يحفر للاخر داخليا واقليميا! طبعا هناك تفاصيل كثيرة جدا في هذا الشأن ، بعضها مثير للغثيان، المهم ان جزء من النظام القديم كان له دور في الثورة او بمعنى ادق كان متواطئا مع الثورة بهدف استغلالها في التخلص من البشير ، وهذا المعطى الموضوعي لا يقلل مطلقا من قيمة ثورة الشعب السوداني ، لان تلك التضحيات والبسالات الفريدة للشباب والشابات ووجود اسباب حقيقية راكمت الغضب الشعبي الذي كان ينتظر فقط الظرف المواتي للانفجار ، تلك العوامل هي التي (لخبطت) اوراق اللعبة الكيزانية، اذ اندفعت امواج الثوار والثائرات بروح الاشواق الشعبية للحرية والعدالة والكرامة والسلام المستدام، وضد النظام الكيزاني كله بدون فرز او تمييز بين البشير وصلاح قوش ، ولذلك كان زحف الشعب اكبر من ان يستوعبه النفاج الصغير الذي فتحه قوش! ذلك الزحف دك الجدار الذي فيه النفاج! وعندما اعتصم امام القيادة العامة عانقت اشواقه السماء ! ووضع الثوار الانقياء سقف قوش للتغيير تحت اقدامهم! وما مجزرة القيادة العامة الا عقابا لهذا المارد الشعبي الجبار الذي استعصى تماما على الحبس داخل الحدود التي رسمها صلاح قوش للتغيير! وبعد ذلك استعصى على الحبس في حدود حميدتي! صحيح المساومة والتسوية التي افرزت المجلس السيادي والحكومة الانتقالية قدمت تنازلات كبيرة بمعيار الثورة لصالح المكون العسكري بقيادة حميدتي والبرهان، ولكن الشعب كسب منها مساحة محررة لصالح الثورة، كانت بحكم تعقيدات توازن القوى على الارض يمكن ان تتوسع ويمكن ان تتقلص حتى تنعدم تماما! وهنا بيت القصيد ! اذ ان التحرك الى الامام او التراجع الى الخلف كان رهينا لامرين: ما تفعله الحكومة الانتقالية، ومدى صمود الشارع خلف اهداف الثورة ووحدة قوى التحول الديمقراطي واصطفافها القوي، ومدى استيعاب النظام القديم واذرعه الامنية والعسكرية لحقيقة ان اعادة عقارب الساعة للوراء مستحيلة.


النظام القديم اشعل الحرب وهذا ليس دليلا على فشل الحكومة الانتقالية بل دليل على فشله هو اي النظام القديم في اعادة عقارب الساعة الى الوراء عبر اصابع صلاح قوش التي كانت مخترقة لقوى الثورة وحتى التكوينات الشبابية الثورية وعبر اذرع الامن والاستخبارات التابعة للنظام القديم الذي كان دائما متحفزا لوأد الثورة !
حاول ذلك بمجزرة فض الاعتصام، ثم بتقسيم قوى الثورة وتحريضها على المطالبة باسقاط حكومة حمدوك وصناعة الازمات الامنية والاقتصادية بواسطة اذرع الدولة العميقة ثم بالانقلابات العسكرية التي كان اخرها انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ وكل هذه المحاولات فشلت فاطلق النظام القديم طلقته الاخيرة في صدر ثورة ديسمبر المجيدة ممثلة في هذه الحرب.
ستطيش هذه الطلقة ولن تصيب الثورة في مقتل باذنه تعالى! ستطيش هذه الطلقة كما طاشت سابقاتها ، نعم سببت الاما وجراحا لا توصف ولكن المصاب لن يموت! لن تموت ارادة الحرية والكرامة والسلام العادل في ظل دولة مدنية ديمقراطية.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: النظام القدیم

إقرأ أيضاً:

حكاية ألهمت صناع «قهوة المحطة».. أسرار لا تعرفها عن ميدان رمسيس

الحياة حول محطات القطار عالم أخرى مليء بالحكايات، تستشعرها في وجوه الناس وفي صالة الانتظار الضخمة، ومن هذا المكان محطة رمسيس وُلد الألهام لعدد من الكتاب لتوثيق هذا العالم، مثل فيلم «في محطة مصر» وقريبًا مسلسل «قهوة المحطة» الذي ينافس في الموسم الرمضاني 2025، لكن ما هي حكاية هذا المكان الضخم الذي تتناغم فيه حركة الناس مع صوت القطار؟

حكاية محطة رمسيس 

قبل إنشاء ميدان رمسيس الذي تدور بعض أحداث مسلسل «قهوة المحطة» فيه، كان المكان عبارة عن قرية تسمى «أم دنين» وهذه القرية تمركز فيها الفاتحون العرب، وفي عهد محمد علي باشا كان ميدان رمسيس عبارة عن متنزه بأمر من الوالي، وفي عهد الملك فاروق الأول تغيَّر اسم الشارع إلى شارع «الملكة نازلي» والدة الملك فاروق، وقد سُمي ميدان رمسيس في وقت من الأوقات باسم ميدان باب الحديد متخذاً اسمه من إحدى البوابات الشهيرة لهذا السور والتي أزالها «محمد علي» بعد أن كانت أبرز معالم المنطقة في ذلك الوقت وقد شيدت محطة السكة الحديدية الرئيسية في ذلك المكان، وفق الصفحة الرسمية لموقع «محافظة القاهرة».

يرجع تاريخ إنشاء محطة مصر إلى عام 1853، عندما تقدمت إنجلترا بعرض لبناء خط سكة حديد يربط بين السويس والإسكندرية، ليشكل شريانًا حيويًا للتجارة والنقل، لكن التجهيز لها كان قبلها بأعوام، حيث وصل بعض القضبان إلى مصر سنة 1834 للشروع في تنفيذ المشروع، وفي عام 1851، وقَّع الخديوي عباس الأول عقدًا مع المهندس البريطاني روبرت ستيفنسن، ابن جورج ستيفنسن مخترع القاطرة الحديدية، لإنشاء أول خط سكة حديد في مصر، يربط بين القاهرة والإسكندرية بطول 209 كيلومترات، وبعد إنشائها كان يطلق عليها اسم محطة باب الحديد، وهو أحد أبواب سور قلعة صلاح الدين الأيوبي وموقعه قبل هدمه.

قصة مسلسل قهوة المحطة

وتدور أحداث مسلسل قهوة المحطة في المقاهي المجاورة لمحطة الجيزة أو رمسيس التي بها عالم وحياة كاملة، حيث المسافرون من الجنوب والشمال إلى العاصمة القاهرة بأحلامهم ومصالحهم وأسبابهم المختلفة، وكل شخصية تحمل حقيبتها وأهدافها على كتفيها وتتجه إلى المحطة، الجميع على المحطة وكأنها بيت صغير للمغتربين وعليها تدور الأحداث والحوادث وتسرق الحقائب وتتبدل وتنسى، العمل من بطولة أحمد غزي، بيومي فؤاد، هالة صدقي، انتصار وأحمد خالد صالح.

مقالات مشابهة

  • مسلسلات رمضان 2025| حكاية اجتماعية وكوميدية في "نص الشعب اسمه محمد"
  • المركز الثقافى الأفريقى بأسوان يستقبل رحلات قطار الشباب
  • ثورة ١١ فبراير… من مبادئ الجمهورية انطلقت ولأجل مكتسباتها اندلعت  
  • فقيه دستوري عن الإيجار القديم: على المشرع أن يستجيب لما قررته الدستورية العليا ويعدل القانون
  • إليكم السبب الذي قد يؤدي إلى رفض طلبكم نحو هذه الدولة الأوروبية
  • حكاية ألهمت صناع «قهوة المحطة».. أسرار لا تعرفها عن ميدان رمسيس
  • العالم بين النظام القديم والنظام الجديد
  • جامعة صحار تستعرض ابتكارات الذكاء الاصطناعي ودوره في تطوير المهارات الرقمية
  • في إشكالية الانتقال والثورة والحرب
  • رقم قياسي بـ 57 عامًا.. حكاية اعتزال أكبر لاعب كرة قدم في العالم بمصر