شبح الموت وأصناف التعذيب.. روايات مفزعة يرويها أسرى غزة المحرَّرون
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
#سواليف
فصولٌ عديدةٌ مُظلمة في رواية #مأساة سكان قطاع #غزة الذي يعانون ويلات #العدوان_الإسرائيلي منذ ما يزيد عن 14 شهرًا، يقع ضمن أشدها ظلامًا ما يلقاه #الأسرى الذين قام الاحتلال باعتقالهم خلال شهور #الحرب، ولا يُعرف عددهم بدقة حتى الآن، لكنّ ما يرويه بعض المُحرَّرين منهم من أهوالٍ عاشوها أثناء فترة اعتقالهم، قد يصعب على الكثير من الناس تخيله لشدة فظاعته وفرط قسوته.
قواتٌ إسرائيلية تنفذ اقتحامات برية فتداهم بلدة ومربعات سكنية.. تقتاد أهلها وتكبلهم.. تشحنهم في سيارات غير آدمية، وهم معصوبو الأعين ومكبلو الأيدي وفي كثير من الأحيان يكونون مجردين من معظم ملابسهم، حتى يبلغوا #معسكرات تابعة لجيش #الاحتلال أو أقبية سجون -رُبما لا يعلمون مكانها- ثم تبدأ بعد ذلك تحقيقات مصحوبة بتعذيب ممنهج، ينتهي إما بإطلاق سراحهم بعد إذلال وإهانة وتعذيب قاسٍ، وإما بالاحتجاز في مكان مجهول؛ حيث لا يعلم مكانهم أحد، وإما بالإعدام الميداني، أو حتى القتل بالتعذيب أو الإهمال الطبي.. هذه المشاهد تتكرر منذ بداية الحرب، بشكل شبه يومي، حتى بلغ الذين تم اعتقالهم حتى الآن أكثر من 8 آلاف، وفق ما ذكرت مصادر حقوقية.
وبحسب شهادات أسرى من غزة أفرج عنهم حديثا أكدوا أنهم تعرضوا لعمليات تعذيب قاسية طالت كرامتهم وإنسانيتهم وتم تقييدهم وعصب أعينهم لفترات طويلة استمرت لأكثر من أسبوع بشكل متواصل، وتعرضوا للضرب على كل أنحاء الجسم، وحرموا من قضاء الحاجة واضطروا لقضائها في ملابسهم، وظهر ذلك من آثار القيود على أجساد المحررين، والتي أدت إلى حدوث انتفاخات في أطرافهم.
مقالات ذات صلة مؤرخ ودبلوماسي إسرائيلي سابق: ثلاثة مخاطر تواجهنا بعد سقوط الأسد 2024/12/12"غوانتانامو غزة"
اعتقال عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة ونقلهم الى مكان مجهول.
23/10/2024#طوفان_الأقصى#جريمة_الاخفاء_القسري#انتهاكات_بحق_الأسرى#أسرى_فلسطين pic.twitter.com/KVomJU8693
رجل سبعيني يُضرب ويُهان وتُدهس كرامته، وكلاب بوليسية تُطلق على المعتقلين، وضرب بالعصي وتكسير عظام.. هذه بعضٌ من الأهوال التي يرويها أسرى غزة المحرَّرون من سجون الاحتلال؛ حيث تحولت السجون وأماكن الاحتجاز إلى إحدى صور الانتقام الإسرائيلي من أهالي غزة بعد السابع من أكتوبر، خاصة مع استمرار فشله في تحرير أسراه أو تحقيق أيٍّ من أهداف عدوانه المعلنة.
وفي شهادات مفزعة سجلتها شبكة الجزيرة مع بعض أسرى غزة المحررين، أظهرت كيف يتم التعامل معاهم بوحشية طيلة فترة اعتقالهم؛ حيث يقول أحدهم: “كانوا يضربوننا، ويقومون بممارسة التعذيب النفسي بحقنا، ويُبقون علينا مُقيدين في (الكلبشات)، دون السماح لأحدهم بالتحرك، أو تناول الطعام والشراب، مع تركنا في البرد الشديد، بعد تجريدنا من كل ملابسنا”.
ويروي محرر آخر قائلا عن الإهمال الطبي لكبار السن والمصابين، فيقول: “كبار السن وضعهم كتير صعب.. المصابين وضعهم كتير صعب.. موضوع الطب كتير صعب، يعني انت ممكن تقعد بالأسبوعين تلاتة وانت بتشتكي، وما حدش ييجي يديك حبة أكمول (دواء مُسكّن)”.
ويناشد الأسرى المحررون (18 أسيرًا أطلق سراحهم مؤخرًا) من داخل المستشفى الأوروبي الذين نقلوا إليه لفحص حالتهم الصحية، بعد خروجهم من معسكر كرم أبو سالم الإسرائيلي، لإنقاذ ما تبقى من الأسرى داخل سجون الاحتلال نظرًا لما يلاقونه من المعاناة الشديدة.
"ضرب وتبول لا إرادي".. أسرى من قطاع #غزة مُفرج عنهم يروون للجزيرة مباشر شهاداتهم على الانتهاكات في سجون الاحتلال #الجزيرة_مباشر #فلسطين pic.twitter.com/ZEcgOZb4d5
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 8, 2024من جهته قال مركز دراسات الأسرى إن جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة لم تتوقف عند التطهير العرقي والقتل الممنهج لعشرات الآلاف وتدمير كل مظاهر الحياة في القطاع، بل مارس الاحتلال جريمة الاعتقال الجماعي للآلاف من أبناء القطاع والإعدام الميداني للمئات منهم بدم بارد.
وأضاف المركز الحقوقي في بيان له الأسبوع الماضي، أن أحد تلك الحوادث ما جرى مؤخرًا في شمال القطاع بإعدام 3 أسرى بعد إيهامهم بإطلاق سراحهم عقب أسابيع من الاعتقال والتحقيق في منطقة السودانية شمال غرب غزة، وحين ساروا غربًا لعدة أمتار للبحث عن منطقة آمنة، أطلق الاحتلال النار عليهم في جريمة إعدام واضحة.
وقال المركز إن “حالات الاعتقال وصلت إلى ما يزيد على 8 آلاف حالة من جميع مدن وبلدات القطاع من شماله إلى جنوبه، بعد دهم المنازل واقتحام مراكز الإيواء في المدارس والمستشفيات، كان آخرهم اعتقال حوالي ألف مواطن خلال إعادة اجتياح شمال غزة، خاصة مخيم ومدينة جباليا”.
⬅️شاهد ..
أسرى من قطاع غزة أفرج عنهم اليوم في ظروف صحية صعبة جراء الانتهاكات وجرائم التعذيب التي يرتكبها الاحتلال في سجونه pic.twitter.com/lEQwiuQ2BM
وبحسب شهادات أسرى من غزة أفرج عنهم حديثا أكدوا أنهم تعرضوا لعمليات تعذيب قاسية طالت كرامتهم وإنسانيتهم وتم تقييدهم وعصب أعينهم لفترات طويلة استمرت لأكثر من أسبوع بشكل متواصل، وتعرضوا للضرب على كل أنحاء الجسم، وحرموا من قضاء الحاجة واضطروا لقضائها في ملابسهم، وظهر ذلك من آثار القيود على أجساد المحررين، والتي أدت إلى حدوث انتفاخات في أطرافهم.
وأشار إلى أن الاحتلال أفرج عن غالبية المعتقلين بعد التحقيق معهم في ظروف قاسية ومميتة أدت إلى استشهاد عدد منهم نتيجة التعذيب القاسي المحرم دوليًّا، بعد أن أمضوا فترات مختلفة تراوحت بين 3 أشهر وعام.
وبيَّن المركز أن الاحتلال لا يزال يمارس جريمة الإخفاء القسري بحق أسرى القطاع، ويمنع عنهم الزيارات بكل أشكالها، إلا القليل ممن سمح لهم بزيارة المحامي في سجني النقب وعوفر، وذلك لممارسة كل الجرائم بحقهم بعيدا عن المؤسسات الحقوقية الدولية، وليعطي نفسه مساحة واسعة في ممارسة كل أشكال القتل والتعذيب بحقهم دون رادع”.
الممارسات الإسرائيلية بحق أسرى قطاع غزة، تدخل ضمن عملية القتل الممنهج، سواء كان بشدة التعذيب المفضي إلى الموت، أو بالإعدام الميداني، أو بالإهمال الطبي بحق الأسرى؛ حيث ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بداية الحرب إلى 47 شهيداً من الذين تلقت المؤسسات بياناتهم.
وفي مطلع الشهر الحالي ديسمبر/كانون الأول أعلنت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين، استشهاد أسيرين من قطاع غزة في سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان باستشهاد الأسيرين محمد عبد الرحمن هويشل إدريس (35 عامًا)، ومعاذ خالد محمد ريان (31 عامًا)، من قطاع غزة.
وتبلغت المؤسسات باستشهاد الأسير إدريس في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك في سجن “عوفر”، بينما تبيّن أن الأسير معاذ ريان استشهد قبل شهر في 2 نوفمبر، دون إفصاح الاحتلال عن مكان استشهاده.
وبحسب عائلة الأسير محمد إدريس، لم يكن يعاني من أية مشاكل صحية قبل فقدانه بتاريخ 25 آب/أغسطس من العام نفسه، أما الأسير ريان فهو يعاني من شلل كامل قبل اعتقاله في تاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر.
وتعليقا على استشهاد الأسيرين، قال رئيس هيئة الأسرى المحررين قدورة فارس، إن استشهاد هذين الأسيرين دليل جديد على أنهما تعرضا للقتل العمد، مؤكدًا أن معظم الأسرى الذين استشهدوا كانوا موتهم بسبب نتيجة الضرب المبرح”.
ويؤكد فارس أن “إسرائيل تشرع بعملية قتل جماعي ممنهجة بحق الأسرى، بعد مرور 14 شهرً على تجويعهم وتعذيبهم وتقييدهم واستشراء الأمراض بينهم. كل هذه العوامل استنزفت صحتهم، ومعظم الأسرى فقدوا الكثير من أوزانهم، ومعظمهم الآن يعانون من فقر الدم وبالتالي تضرر جهاز المناعة لديهم، وصارت لدينا خشية أن يرتقي الأسرى شهداء، نظرًا لأنه لا أحد يضغط على إسرائيل لتوقف هذه السياسات الإجرامية ولا يبدو أن إسرائيل بصدد مراجعة سياستها”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف مأساة غزة العدوان الإسرائيلي الأسرى الحرب معسكرات الاحتلال طوفان الأقصى غزة الجزيرة مباشر فلسطين سجون الاحتلال من قطاع غزة أفرج عن أسرى من
إقرأ أيضاً:
مجازر في النصيرات وسط القطاع ومحيط مستشفى كمال عدوان شمال غزة (شاهد)
استشهد وأصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين، مساء الثلاثاء فجر الأربعاء، في قصف الاحتلال منازل المواطنين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ومحيط مستشفى كمال عدوان شمالا.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا لعائلة البيومي غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد ثمانية مواطنين وإصابة آخرين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية.
طائرات الاحتلال تشن أحزمة نارية بالتزامن مع عمليات نسف منازل سكنية وقصف مدفعي عنيف على شمال غزة pic.twitter.com/yMJWjUB0Z0 — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 10, 2024
وبينت الوكالة، أن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا لعائلة أبو طرابيش في محيط مستشفى كمال عدوان شمال القطاع.
وأشارت إلى أن 30 مواطنا بين شهيد وجريح ومفقود تحت أنقاض منزل أبو طرابيش الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي.
كما شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على تل الزعتر في مخيم جباليا شمالا.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية الجماعية في قطاع غزة، عقب ارتكاب الاحتلال مجازر مروعة جديدة في مناطق متفرقة بالقطاع.
وذكرت الوزارة في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 28 شهيدا و54 إصابة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأشارت إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 44 ألفا و786 شهيدا، و106 آلاف و188 مصابا، منذ السابع من أكتوبر لعام 2023، مؤكدة أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
في غضون ذلك، استشهد ثلاثة فلسطينيين على الأقل وأصيب آخرون، بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وعلى شاطئ بحر النصيرات وسط القطاع.
بدوره، أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب مجزرة مروّعة بقصف عمارة سكنية في بيت حانون بمحافظة شمال قطاع غزة، راح ضحيتها 25 شهيداً حتى الآن وعشرات الإصابات والمفقودين.
وأوضح المكتب في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، أن المجزرة المروعة استهدفت عمارة سكنية مكونة من عدة طبقات تعود لعائلة الكحلوت، وتضم هذه العمارة السكنية أيضاً مجموعة من العائلات التي تقطن في نفس العمارة، ويتواجد فيها عشرات المواطنين، حيث راح ضحية هذه المجزرة 25 شهيداً حتى الآن، بينهم أكثر من 10 أطفال ونساء، إضافة إلى عشرات الإصابات والمفقودين.
وأشار إلى أن "جيش الاحتلال كان يعلم أن هذه العمارة السكنية فيها عشرات المدنيين النازحين، وأن غالبيتهم من الأطفال والنساء الذين شردهم من منازلهم وأحيائهم السكنية المدنية".
ودخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ431، مع تزايد التفاؤل بشأن التوصل إلى صفقة قريبة تنهي العدوان الوحشي على القطاع، والذي خلف أكثر من 44 ألف شهيد.
وتزداد مؤشرات التفاؤل هذه مع تقارير تتحدث عن قرب التوصل إلى مقترح توافقي بين الاحتلال والمقاومة لصفقة تبادل أسرى، تنهي العدوان على القطاع.
وفي ذات السياق، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل ثلاثة من جنوده، وإصابة 12 آخرين في كمائن نصبتها المقاومة بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.