لتحقيق السلام المجتمعي والحفاظ على وحدة السودان
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
كلام الناس
نورالدين مدني
رغم أن كتاب الدكتور فرنسيس دينق"صراع الرؤى نزاع الهويات في السودان" الذي ترجمه للعربية الدكتور عوض حسن كان حول جذور وتداعيات الصراع بين شمال السودان وجنوبه إلا أنه يكتسب أهميته لشموله البحثي الذي ينطبق على الصراع الماثل في السودان حتى بعد انفصال جنوب السودان وقيام دولته المستقلة.
الكتاب يعد عرضاً للطريق الذي سلكه السودانيون حتى وصلوا لوضعهم الحالي متخندقين في نزاع مزمن منذ فجر الاستقلال، ويطرح أيضاً التساؤل المطروح حالياً حول إمكانية إتخاذ هوية مشتركة تجمع التنوع المكون للنسيج المجتمعي السوداني.
تناول الكتاب بالبحث والتحليل أسباب تفاقم النزاعات منذ حكم الاستعمار البريطاني الذي تسببت سياساته في رسم الإختلاف، وفشلت الحكومات الوطنية خاصة الأنظمة العسكرية الديكتاتورية في معالجة أسباب الإختلاف، بل ساهم بعضها في تعميقه وبالأخص الأنظمة التي سعت لفرض هيمنة احادية مسيطرة ومهمشة لمكونات الهوية السودانية الأخرى.
ثمن الكتاب المساعي التي بذلت لتحقيق السلام والتعايش الإيجابي بين مكونات النسيج المجتمعي السوداني مثل إتفاقية أديس أببا 1972م التي وضعت حداً للنزاعات لفترة عقد من الزمان وأشار إلى حالات نقض العهود وعدم الالتزام بدفع استحقاقات السلام والعدالة والكرامة الانسانية للسودانيين جميعاً.
أوضح الكتاب كيف أن الحكومات الوطنية ورثت الانقسام الذي غرسته السياسة البريطانية والذي تطور وبلور إتجاهاً مسيحياً وغريياً ظل عقبة أمام الاندماج القومي السوداني.
لن أدخل في التفاصل المهمة الي أوردها الكتاب في فصولة عبر يليلة من الدرسات ولبحوث والاستطلاعات والاراء حول أزمة الهوية السودانية، وأنتقل بكم مباشرة إلى خواتيم الكتاب الذي وضع فيه الدكتور فرانسيس دينق برنامج عمل لمعالجة اثار الدمار وحجم الكارثة والمعاناة الانسانية التي ألحقتها الحرب بالسودان.
صحيح أنه أنه كان يتحدث عن الحرب في الجنوب لكن كانه يتحدث عن عن الحرب العبثية الانية وهو يبشر بالوحدة لهدف سام ونبيل ويدعو القيادات السودانية للسمو فوق الشقاق الحزبي والاتفاق على رؤية قومية تربط كل أهل السودان بالوطن بغض النظر عن معتقداتهم وأصولهم العرقية من أجل بلورة مصير مشترك لتحقيق السلام العادل يحافظ على وحدة السودان ويقدم نموذجاً مصغراً لأفريقيا و يكون حلقة وصل نشطة بينها وبين الشرق الأوسط.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يحقق انتصارا كبيرا على قوات الدعم السريع وينتزع أحد اكبر المدن السودانية والاحتفالات الشعبية تعم المدن
أعلن الجيش السوداني، في بيان، أن قواته تمكنت من السيطرة على مدينة ود مدني اليوم السبت، واستعادتها من قوات الدعم السريع.
وأوضح الجيش أن القوات المسلحة والنظامية الأخرى تتقدم في كل المحاور، وتعمل على "نظافة جيوب المتمردين داخل المدينة".
ونقلت مراسلة الجزيرة نت إيمان كمال الدين تصريحات خاصة عن قائد العمل الخاص التابع للجيش السوداني بمحور سنار فتح العليم الشوبلي قوله إن الجيش أحكم السيطرة على مدينة ود مدني، ويجري عمليات تمشيط واسعة للمدينة، في حين فرت قوات الدعم السريع إلى شمال ود مدني باتجاه الحصاحيصا والكاملين.
وأضاف الشوبلي أن تقدم الجيش سيتواصل حتى التحرير الكامل لولاية الجزيرة وتحرير كل السودان، وفق تعبيره.
وشهدت مدن عطبرة وبورتسودان وأم درمان وكوستي وغيرها مظاهرات للمواطنين تعبيرا عن فرحتهم باستعادة مدينة ود مدني.
وكان الجيش أعلن اليوم السبت أنه تمكن من استعادة بلدة ود المهيدي شرق ود مدني، وتقدم وصولا إلى منطقة العربياب القريبة من مدخل ود مدني وسط البلاد بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023 سيطرت قوات الدعم السريع بقيادة أبو عاقلة كيكل على مدن عدة في الجزيرة، بينها ود مدني مركز الولاية.
وتسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من الولاية سوى مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث أنجزته جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.