جبال زاغروس العراقية.. كيف غيرت ملامح الكوكب كله؟
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
بين طيات جبال زاغروس، حيث تتلاقى قوى الطبيعة في صمت مطبق، تكمن قصة جيولوجية مذهلة تكشف عن رقصة مستمرة بين الصفائح التكتونية، حددت ملامح الأرض وشكلت تضاريسها، فعلى مدار ملايين السنين، كانت هذه الجبال الواقعة بين العراق وإيران مسرحا لاصطدامات بين الصفيحتين العربية والأوراسية، أدت بدورها إلى تغييرات هائلة في القشرة الأرضية.
وتكشف دراسة جديدة لباحثين من كلية الأرض والغلاف الجوي والبيئة بجامعة موناش الأسترالية، نشرتها دورية "إيرث آند بلانيتري ساينس ليترز"، عن تأثير هذه "الرقصة" الجيولوجية، التي لم تقتصر على تشكيل الجبال، بل كان لها دور محوري في تغيير خريطة الأرض، فمن خلال مقارنة تأثير هذه الاصطدامات بما حدث في جبال الألب والهملايا، أوضحت الدراسة حجم فقدان القشرة الأرضية الذي شهدته منطقة زاغروس، مما يعكس تأثير القوى الجبارة التي عملت على تشكيل هذه الجبال في تكوين الأرض بشكل عام.
الجبال ليست مجرد صخور ثابتة، بل هي شهادة حية على حركة تكتونية كبرى لا تزال مستمرة إلى اليوم (الجزيرة) فصل حي من تاريخ الأرضويقول الأستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيفية بمصر الدكتور شريف الهادي للجزيرة نت: "هذه الدراسة تروي لنا فصلا حيا من تاريخ الأرض، حيث الجبال ليست مجرد صخور ثابتة، بل هي شهادة حية على حركة تكتونية كبرى لا تزال مستمرة إلى اليوم".
ويشرح الهادي تفاصيل تلك الحركة: "تخيل وجود لوحين من البلاستيك، كل منهما يمثل قشرة الأرض، فإذا تم الدفع بهذين اللوحين تجاه بعضهما البعض، فستحدث عملية اصطدام، وفي البداية، قد لا تلاحظ أي تغيير كبير نتيجة لذلك، لكن مع مرور الوقت، سيبدأ أحد اللوحين بالانحناء أو الارتفاع، بينما قد يحدث للآخر تدمير جزئي أو انزياح إلى أسفل، وهذه هي نفس العملية التي تحدث عندما تصطدم الصفائح التكتونية ببعضها البعض على سطح الأرض".
إعلانويضيف: "في حالة جبال زاغروس، حدث اصطدام بين الصفيحتين العربية والأوراسية، وهو ما يشبه تماما اصطدام لوحي البلاستيك، حيث تتقدم الصفيحة العربية باتجاه الشمال الشرقي بسرعة تقارب بضعة سنتيمترات في السنة، وتصطدم بالصفيحة الأوراسية التي تتحرك باتجاه الجنوب الغربي، ونتيجة لهذا التصادم، تتعرض الصخور الموجودة في منطقة الاصطدام لضغوط هائلة، مما يؤدي إلى تراكم هذه الضغوط ورفع الطبقات الصخرية فوق بعضها البعض، وبالتالي تكوين الجبال".
جبل إيفرست جزء من سلسلة جبال الهيمالايا التي تقع في الحافة الجنوبية من هضبة التبت (غيتي) فقدان القشرة.. الهيملايا في المقدمةوفي نفس الوقت، فإن التصادم لم يقتصر على رفع الأرض وخلق الجبال فقط، بل أدى أيضا إلى فقدان جزء من القشرة الأرضية في هذه المناطق، ذلك لأن جزءا من القشرة الأرضية قد يغرق في أعمق المناطق، وهذا يشبه انزلاق جزء من البلاستيك تحت اللوح الآخر.
ويقول الهادي: "في حالة جبال زاغروس، يُعتقد أن جزءا من القشرة قد اختفى أو تعرض للانضغاط الشديد في أعماق الأرض، مما أدى إلى فقدان القشرة في تلك المنطقة".
وقدرت الدراسة أن التصادم بين الصفيحتين العربية والأوراسية الذي تسبب في ظهور جبال زاغروس، أدى إلى فقدان جزء كبير من القشرة القارية، إذ تم تقديره بمعدل يتراوح بين 20 و40%، مما يفسر المعدلات الأسرع في ارتفاع هذه الجبال مقارنة بجبال الألب، لكنها لا تصل إلى نفس التأثيرات التكتونية العنيفة التي شهدتها جبال الهيمالايا.
ويعتبر فقدان القشرة إلى الوشاح الأرضي في الهيملايا هو الأعلى بين السلاسل الثلاثة، وهذا الفقدان ناجم عن التصادم العنيف بين الصفيحة الهندية والصفيحة الآسيوية، الذي بدأ منذ حوالي 59 مليون سنة، حيث أدى هذا الاصطدام إلى سماكة القشرة القارية في المنطقة، وتسببت القوى الهائلة في انفصال جزء كبير من القشرة السفلية الكثيفة إلى الوشاح، وتظهر الحسابات أن القشرة المفقودة في الهيمالايا تمثل حوالي 40% من إجمالي القشرة القارية الأصلية، مما ساعد في رفع الهضبة بسرعة كبيرة وأدى إلى زيادة الارتفاعات في المنطقة، وهذا الفقدان الكبير للقشرة ساهم في تشكل التضاريس المرتفعة وارتفاع مستوى الهيمالايا.
إعلانوفي المقابل، شهدت جبال الألب فقدانا أقل للقشرة الأرضية مقارنة بالهيمالايا، حيث كان التصادم بين الصفيحتين الأوروبية والأفريقية الذي شكل الجبال، وبدأ قبل حوالي 35 مليون سنة، أقل عنفا، وبالتالي كانت العملية التكتونية في الألب أكثر بطئا.
وتشير حسابات فقدان القشرة في جبال الألب إلى أن الجزء المفقود لا يتعدى 15% إلى 50% من إجمالي القشرة القارية، وهذه النسبة الأقل تعكس أن التصادم لم يكن بنفس القوة التي كانت في الهيمالايا، وهذا جعل عملية رفع الجبال والتغيير في التضاريس أقل حدة.
ومن جهة أخرى، شهدت سلسلة جبال زاغروس حالة مشابهة للهيكل التكتوني للهيمالايا من حيث أن التصادم بين الصفيحتين العربية والأوراسية الذي بدأ قبل 35 مليون عام، أدى إلى فقدان جزء كبير من القشرة القارية، ولكن بحجم أقل قليلا من الهيمالايا.
نشاط تكتوني مستمرولم تتطرق الدراسة لتأثير هذه التصادمات على حدوث الزلازل، لكن الهادي، يشير إلى أن التأثيرات الجيولوجية الناتجة عن تصادم الصفائح التكتونية لا تزال واضحة في المناطق الثلاث (الهيمالايا، الألب، زاغروس) حتى اليوم.
ويقول الدكتور الهادي: "في منطقة زاغروس، التي تأثرت بتصادم بين الصفيحتين العربية والأوراسية ، لا يزال هناك تأثير تكتوني قوي يتمثل في استمرار رفع السلسلة الجبلية، وهذا النشاط التكتوني مستمر في تكوين الجبال وارتفاعها، مما يساهم في وجود هزات أرضية متفرقة، ونفس الأمر في الهيمالايا بوتيرة أكبر تجعلها من أكثر المناطق نشاطا زلزاليا في العالم، بينما يبدو الوضع أقل حدة في جبال الألب".
ويضيف أنه "على الرغم من أن الدراسة لم تتطرق لهذا الجانب، إلا أن حديثها عن استمرار النشاط التكتوني، تدفعنا إلى الإشارة للتحديات المتعلقة بالنشاط الزلزالي المتزايد في المناطق الثلاث، والذي يمثل خطرا على المجتمعات المحلية والبنية التحتية، ويدفعنا للتأكيد على أهمية مواصلة الأبحاث لفهم أفضل للعمليات التكتونية وتأثيراتها المحتملة، بما قد يسهم في تطوير إستراتيجيات للتكيف مع المخاطر الطبيعية وتخفيف آثارها على السكان المحليين".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القشرة الأرضیة جبال الألب من القشرة إلى فقدان أدى إلى
إقرأ أيضاً:
من الوزن الزائد إلى الرشاقة المثالية.. كيف غير الفنانون موازين الجمال؟
شهد الوسط الفني في السنوات الأخيرة تغييرات ملحوظة على صعيد الشكل الخارجي لعدد من الفنانين الذين اختاروا خوض تحدي فقدان الوزن، وقد اتبع هؤلاء الفنانون العديد من الأساليب المختلفة بين الحميات الغذائية الصارمة، العمليات الجراحية، وممارسة الرياضة، مما جعلهم نماذج ملهمة لجمهورهم.
في هذا السياق، نستعرض تجارب بعض هؤلاء النجوم في رحلتهم لتغيير أجسادهم وأسلوب حياتهم.
هنادي مهنا.. رحلة تحدي الوزن والطموح الكبيرأثبتت الفنانة هنادي مهنا قدرة كبيرة على تغيير مظهرها، حيث استطاعت أن تفقد ما بين 40 و50 كيلو جرامًا، وقد اعتمدت في ذلك على نظام غذائي صارم وممارسة الرياضة بشكل يومي، ورغم نجاحها الكبير، أثيرت بعض الشكوك حول الطريقة التي اتبعتها بعد ظهورها مع جراح تجميل مشهور، مما فتح المجال للحديث عن دور العمليات التجميلية في تغيير شكل الجسم.
شيماء سيف.. من تكميم المعدة إلى الرشاقةالفنانة شيماء سيف اختارت الخضوع لعملية تكميم معدة، التي ساعدتها على فقدان وزنها بشكل تدريجي وملحوظ.
وأعربت شيماء عن سعادتها بالتغيير الذي حدث في مظهرها، حيث قالت: "مبسوطة جدًا إني خسيت الحمد لله، أهم حاجة الإنسان يعمل الحاجات اللي بتريحه وبتبسطه"، ورغم فقدانها الوزن، أكدت أنها لن تفقد عروض الأدوار الكوميدية التي تلعبها ببراعة، بل وأضافت مازحة أن زوجها بدأ يعاكسها بسبب مظهرها الجديد.
منة شلبي.. النجاح في التغيير بالتغذية السليمةتعتبر الفنانة منة شلبي واحدة من أبرز النماذج الملهمة في فقدان الوزن، بدأت منة مشوارها الفني بوزن زائد، لكنها استطاعت بمرور الوقت أن تخضع لنظام غذائي متوازن وتنتظم في ممارسة الرياضة، وأصبحت تعتمد على تناول مشروب الليمون والزنجبيل يوميًا على معدة فارغة كجزء من روتينها اليومي للمحافظة على رشاقتها، منة أثبتت أن الإرادة والتغذية السليمة هما المفتاح لتحقيق التغيير الجذري.
مي كساب.. مواجهة الخوف والتغيير الجذريقررت الفنانة مي كساب أن تخوض تجربة عملية تكميم المعدة بعد تشجيع من ابنتها، ورغم خوفها من العملية الجراحية، إلا أن النتائج كانت مرضية للغاية، حيث ظهرت في أعمالها الأخيرة بشكل أنيق ومختلف، وفي تصريحات لها، أكدت مي أنها شعرت بالراحة النفسية بعد فقدان الوزن، مشيرة إلى أن التغيير كان جزءًا من رحلة سعيها لتحقيق رضاها الشخصي.
مراد مكرم.. من برامج الطعام إلى حياة صحيةاشتهر مراد مكرم ببرنامجه التلفزيوني "الأكيل"، الذي كان يركز على استعراض الأطعمة الشهية، ورغم ذلك، قرر مراد تغيير أسلوب حياته بشكل جذري، بدأ في ممارسة الرياضة بانتظام، وحرص على تناول الأطعمة الصحية التي تساهم في الحفاظ على لياقته البدنية.
كما قام بمشاركة صور وفيديوهات عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع متابعيه على الاهتمام بالصحة وممارسة الرياضة، وقد أكد مراد أن الإرادة هي مفتاح النجاح في أي تغيير صحي.
تجارب الفنانين في فقدان الوزنتظهر هذه القصص أن فقدان الوزن لا يقتصر فقط على تحسين الشكل الخارجي، بل هو أيضًا خطوة نحو حياة صحية ومليئة بالطاقة والحيوية، هؤلاء الفنانون قد تمكنوا من تحقيق أهدافهم بفضل الإرادة والعزيمة، وأصبحوا مصدر إلهام لجمهورهم في كيفية السعي نحو تحسين الذات.
كما أثبتوا أن التغيير في أسلوب الحياة يمكن أن يكون مفتاحًا للنجاح ليس فقط في المجال الفني، ولكن في الحياة الشخصية أيضًا.
التجارب الشخصية لهذه الشخصيات الفنية تعكس واقعًا مهمًا مفاده أن التغيير يبدأ من الداخل، وأن الالتزام بأسلوب حياة صحي يمكن أن يكون سببًا رئيسيًا في تحسين الصحة العامة والمظهر.
سواء من خلال الحميات الغذائية، أو العمليات الجراحية، أو الرياضة المنتظمة، فإن النجاح في رحلة فقدان الوزن يتطلب عزيمة كبيرة ورغبة حقيقية في التغيير.
عائلة شكري سرحان تفتح جبهة ضد عمر متولي وأحمد فتحي بشكوى عاجلة للمهن التمثيلية